أبريل 4, 2025

فهم المواهب الروحيَّة

هكذا أنتُمْ أيضًا، إذ إنَّكُمْ غَيورونَ للمَواهِبِ الرّوحيَّةِ، اطلُبوا لأجلِ بُنيانِ الكَنيسَةِ أنْ تزدادوا. 1كورنثوس 14: 12 بعض مواهب الروح القدس هو في الوقت نفسه واجب على المؤمنين كافَّة. فمن واجب كلّ مؤمن، مثلًا، أن يقدِّم عشوره، وفي الوقت نفسه، يندرج العطاء ضمن قائمة مواهب الروح أيضًا. نحن مدعوون أن نكون شهودًا للمسيح، وفي الوقت نفسه، تندرج الكرازة ضمن قائمة مواهب الروح. لقد أُعطي البعض مقدارًا إضافيًّا من المواهب من أجل بنيان جسد المسيح. وضمن إطار الحديث عن المواهب الروحيَّة، يحذِّرنا يسوع من المواهب المزيَّفة بقوله في إنجيل متى 24: 24 ‘‘لِأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ ٱلْمُخْتَارِينَ أَيْضًا’’. الشيطان كائن فائق للطبيعة يتمتَّع بقوَّة خارقة، وهو يستخدم قوَّته لتضليل الناس. وجاء في الكتاب المقدَّس أنَّه في الأيام الأخيرة، سيحاول الشيطان وضد المسيح أن يضلّا المختارين. لكن لا تخف، فسيمنحك الرب روح تمييز لكي تقاوم هذا التضليل. وإن لم تكتشف مواهبك الروحيَّة بعد، يمكنك أن تمتحن نفسك لكي تحدِّد المواهب التي منحك […]
أبريل 3, 2025

الهدف من التشدُّد بالروح القدس

وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ ٱلرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ (1 كورنثوس 12: 7) ليست مواهب الروح القدس المذكورة في الأصحاح 12 من رسالة كورنثوس الأولى مجرَّد مواهب بشرية، يعطيها لنا الله لكي يرضينا ولا يعطيها لنا لأنها تناسب شخصيَّاتنا. فهذه المواهب التي منحنا إيَّاها الله مجَّانًا، آتية من عند الله من أجل تحقيق مقاصده الإلهيةَّ. فلقد جاء في رسالة كورنثوس الأولى 12: 7: ‘‘وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ ٱلرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ’’. وهكذا، يمنح الله هذه المواهب الروحيَّة لأبنائه لهدف، وهو بنيان الكنيسة. إذًا، هدف الله من منحنا مواهب روحيَّة هو بنيان جسد المسيح. وليست هذه المواهب معطاة لتزيدنا افتخارًا بأنفسنا أو لتحقيق مصلحتنا الخاصَّة، وإنَّما لخدمة الآخرين. فلقد منحنا إيَّاها الله لكي يشجِّع واحدنا الآخر ويباركه ويخدمه ويحبَّه ويحفِّزه ويبنيه (غلاطية 5: 13، 1 تسالونيكي 5: 11، 1 بطرس 1: 22). فالله يريد لكلّ مؤمن أن يشارك بفعاليَّة في كنيسته من خلال استخدام هذه المواهب. في الأصحاح 13 من رسالة كورنثوس الأولى، يقول الرسول بولس إنَّ استخدام المواهب الروحيَّة بدون محبَّة غير مجدٍ. […]
أبريل 2, 2025

الامتلاء اليومي لكي نثمر

‘‘اَلرُّوحُ هُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي. أَمَّا ٱلْجَسَدُ فَلَا يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ’ (يوحنا 6: 63) إن لم نطلب الامتلاء من الروح القدس يومياً، صرنا أكثر تأثُّرًا بطبيعتنا الآثمة. وقد حذَّر الرسول بولس المؤمنين في مدينة غلاطية قائلًا: ‘‘وَإِنَّمَا أَقُولُ: ٱسْلُكُوا بِٱلرُّوحِ فَلَا تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ ٱلْجَسَدِ. لِأَنَّ ٱلْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ ٱلرُّوحِ وَٱلرُّوحُ ضِدَّ ٱلْجَسَدِ، وَهَذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا ٱلْآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لَا تُرِيدُونَ’’ (غلاطية 5: 16-17) وإنَّما مَن كان مختومًا بالروح القدس وكان يمتلئ منه يوميًّا، فهو يحمل ثمره بغنى: ‘‘وَأَمَّا ثَمَرُ ٱلرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلَامٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلَاحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ، تَعَفُّفٌ… وَلَكِنَّ ٱلَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا ٱلْجَسَدَ مَعَ ٱلْأَهْوَاءِ وَٱلشَّهَوَاتِ. إِنْ كُنَّا نَعِيشُ بِٱلرُّوحِ، فَلْنَسْلُكْ أَيْضًا بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ’’ (غلاطية 5: 22-25). إذًا، يجب أن نبقى ملتصقين بالروح القدس لكي نحمل ثماره، أمَّا إذا بدأت قلوبنا تنفصل عن الله، فلن نعطي ثمرًا. قال يسوع: ‘‘أنَا ٱلْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ ٱلْأَغْصَانُ. ٱلَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لِأَنَّكُمْ بِدُونِي لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا’’ […]
أبريل 1, 2025

الامتلاء المستمر بالروح القدس

‘‘اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ ٱلْغُصْنَ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي ٱلْكَرْمَةِ، كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ’’ (يوحنا 15: 4) عندما نكون مختومين بالروح القدس، ونختبر الامتلاء المستمر به، يبدأ ثمره بالنمو فينا وتظهر نتائج حضوره في حياتنا، ويتجلَّى عمله في أفكارنا ومشاعرنا وتصرُّفاتنا مع الآخرين. إذا سبق لك أن شاهدت قطف العنب، فلا بدّ أنَّك تعلم أنَّ هذه العمليَّة تستلزم عمل شخصين معًا، فيحمل واحد منهما سلَّة مفتوحة، فيما يقطف الآخر عناقيد العنب ويضعها فيها. هكذا أيضًا، عندما نلتصق بالرب ونمتلئ منه كلَّ يوم، يكثر ثمر الروح في حياتنا بغنى. فثمر الروح يتعلَّق بصفات الإنسان أكثر ممَّا بسلوكيَّاته، وبشخصيَّته المصقولة أكثر ممَّا بأعماله. إذًا، ‘‘الثمر’’ هو التشبُّه بالروح القدس. ما هو دورنا في عمليَّة حمل الثمر؟ الالتصاق بالروح القدس. إذا كان الغصن ثابتًا في كرمة سليمة، فمن الطبيعي أن يحمل عناقيد عنب. وينطبق هذا المبدأ على الحياة الروحيَّة أيضًا، فعندما نلتصق بابن الله من خلال قوَّة الروح القدس الساكن فينا، […]
مارس 31, 2025

الهبات والمواهب والثمر- ما الفرق بينهم؟

“وَلكِنْ جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الْحُسْنَى. وَأَيْضًا أُرِيكُمْ طَرِيقًا أَفْضَلَ.. وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا” (1كورنثوس 12: 31، 13: 2). إن الهِبات الروحية ليست هي المواهب الطبيعية. كل إنسان – مؤمن كان أو غير مؤمن – مخلوق على صورة الله، ولهذا فإننا نُولَدُ بمواهب طبيعية، لكن هِبَات الروح القدس، مثل النبوة، والخدمة، والتعليم، والتشجيع، والعطاء، والرحمة، والحكمة، والإيمان، والشفاء، وغيرها من المواهب المذكورة في رومية 12: 6-8 و1 كورنثوس 12: 4-11، 28، تختلف عن المواهب الطبيعية التي ولدنا بها. المواهب الطبيعية هي للإلهام والترفيه، لكن الهبات الروحية تبني جسد المسيح. يحدث شيء فائق للطبيعة عندما تمارس هِبة روحية، ولكنه لا يحدث عند ممارسة المواهب الطبيعية. ولكن في بعض الأحيان، عندما يولد شخص ما الولادة الجديدة، ينفخ الروح القدس فيه موهبة طبيعية ويُحولها إلى هِبة روحية. من الواضح أن الهِبات الروحية فعَّالة في بناء ملكوت الله، لكنها قد تَفْقِدُ فعَّاليتها إذا أهملنا النمو في ثمر […]
مارس 30, 2025

خلاصة القول … الله يحبك

” فَاعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ، الإِلهُ الأَمِينُ، الْحَافِظُ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيل” (تثنية 7: 9) نتوق جميعًا إلى تجربة شخصية نختبر من خلالها المحبة الكتابية الحقيقية. وبينما ينادي بعض المعلمين أن قدرتنا على استقبال محبة الله لنا تتوقف على مدى محبتنا لذواتنا، إلا أننا نعلم أن ذلك يُناقض ما جاء في كلمة الله ويتنافى مع كل تعليم روحي. فنحن نأتي إلى المسيح عندما نُدرك أننا لا شيء بدون الله، وأننا ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. لا يقدر شخص غارق في حُب الذات أن يجد الله، لأنه لا يشعر بالحاجة إليه. المحبة الحقيقية لا تحدث بمعزل عن الله، فهي ليست اختيارًا بالنسبة لأولئك الذين يتبعون المسيح فالمحبة تفيض من طبيعته، كما كتب يوحنا أن “الله محبة” (يوحنا الأولي 4: 8). إن شخصية الله تُعَرف بالمحبة. فهو أخذ قرار أن يُحب خليقته منذ الأزل وقبل أن توضع أساسات الخليقة. لن يأتي وقت يقول الله فيه ” أنا أحبك كلما كان ذلك مناسبًا، أو سأحبك […]
مارس 29, 2025

محبتنا لله

“وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ.. تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ” (مرقس 12: 30-31). لا يريد الله أن تكون علاقتنا به علاقة من طرفٍ واحدٍ، فهو لم يرسل ابنه ليموت موتًا أليمًا على الصليب من أجلنا حتى نقبل غفرانه، ثم نواصل حياتنا بدونه. لم يتخذنا الله أبناءً له لكي نكتفي بزيارته من حين لآخر، بل هو يريد أن يكون في علاقة شخصية يومية وثيقة معنا. إنه يريدنا أن نكرس له وقتنا وقلوبنا في الصلاة، ويريدنا أن نتحدث معه ونسبحه ونعبده كل يوم. كلما فهمنا قَدر محبة الله لنا، ازدادت محبتنا له، وكلما زاد الوقت الذي نقضيه في الصلاة وفي معرفته وبناء علاقة معه، ازدادت محبتنا له. اقضِ بعض الوقت اليوم في الصلاة والتعبُّد إليه، سبحه على محبته المُذهلة، وصَلِّ أن يُرشدك الروح القدس لكي تُظهِر عظمة محبة الله للعالم. صلاة: أشكرك يا أبي من أجل محبتك المُذهلة التي تسمح لي بأن أكون في علاقة شخصية معك، وأشكرك لأنك تريد أن تقضي وقتًا معي. […]
مارس 27, 2025

محبة بدون استحقاق

“أَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ.” أفسس 2: 8 نحن لم نفعل شيء قط يجعلنا مستحقين محبة الله. لقد وُلدنا في الخطية وكنا في عداوة ضد الله. لم يكُن فينا ما يجعلنا محبوبين ومقبولين، لكن يسوع مات من أجلنا. “أَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ. وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا” (رومية 5: 6-8) إن محبة الله الفياضة ليست فقط كافية لخلاصنا من الدينونة الأبدية، بل قادرة أن تجعلنا أيضًا أبنائه بالتبني. ” اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ” (يوحنا الأولي 3: 1). وها هو يُغير طبيعتنا حتى نصير مثله. “كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ” (يوحنا الأولي 3: 9). صلاة: يا رب، […]
مارس 26, 2025

محبة الله غير المفهومة

“وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا” (رومية 5: 8). تعد نظرة العالم لمحبة الله نسخة ضعيفة من الحقيقة، فهم ينظرون إليه كقوة ضعيفة لطيفة، ويعتقدون أن محبته غير المشروطة ستجعله يتغاضى عن كل ذنوبهم، وأنه لا يهتم بإنتمائهم الديني أو معتقداتهم. نحن، كمؤمنين، نعلم أن إلهنا محب ورحيم، لكنه أيضًا عادل في أحكامه، ونعلم أنه على الرغم من أن محبته لا تعتمد على إنجازاتنا، إلا أن محبته مشروطة بموت المسيح على الصليب وبقبولنا لتلك الهِبة. لا تستطيع عقولنا البشرية أن تدرك محبة الله اللامتناهية، وقد كتب الرسول بولس إلى أهل أفسس: “(أُصلِّي) لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ الله” (أفسس 3: 17-19). محبة الله غالية الثمن، فقد كلَّفَتهُ ابنه. تحمَّل يسوع ألمًا جسديًا ونفسيًا لا يقاس عندما انفصل عن الآب لكي يرفع خطايانا. مات يسوع الكامل، القدوس، […]
مارس 26, 2025

محبة تسمو فوق كل إدراك

“وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا.” (رومية 5: 8 ) لقد أصبح تعريف العالم للمحبة الإلهية نسخة باهتة من الحقيقة. فهي بالنسبة لهم مشاعر لطيفة حتى أنهم يترجمون محبته غير المشروطة على أنها تغاضي عن كل خطاياهم ظانين أن الله لا يبالي بأي دين ينتمون إليه ولا يهتم بما يؤمنون. أما نحن كمؤمنين فنعلم أن الله مُحب ورحيم، لكنه أيضًا عادل في أحكامه أيضاً. ومع أننا نعلم أن محبته لا تتوقف على أعمالنا، إلا أن محبته تجلت في موت المسيح على الصليب وتتوقف على قبولنا لهذه العطية. ولا تستطيع عقولنا البشرية أن تستوعب وتدرك محبة الله غير المحدودة. كتب الرسول بولس في رسالة أفسس: ” لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ.” (أفسس 3: 17-19) إن محبة الله لم تأتي بثمن بخس، بل كلفته ابنه. تحمل يسوع […]
مارس 25, 2025

الله المُعلَن في المسيح

“وَلكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا” (تيطس 3: 4-6). من خلال يسوع: (1) أظهر الله طبيعته، والتي تتمثل في إظهار الرحمة وتدبير وسيلة لنا لكي نعرفه بشكل شخصي وبحميمية. (2) أظهر الله محبته غير المشروطة؛ فهو يحبنا محبة أبدية، لكن هذا لا يعني أنه يتجاهل الخطيَّة، لذا، يجب أن نختار الابتعاد عن كل ما يفصلنا عن محبته، وعندما ننجح في فِعل ذلك، يبدأ الله عمله المُغيِّر في حياتنا ويأتي بنور السماء إلى المناطق المُظلمة فيها، فيجلب حضوره فينا من خلال الروح القدس الحريَّة لأرواحنا لكي نعيش أفضل حياة. (3) كشف الله عن رحمته. تكفي خطايانا لإدانتنا ومنعنا من معرفة الله، لكن أبينا السماوي لن يسمح بحدوث ذلك، فقد بشَّرت ولادة يسوع المسيح ببدء تحقيق خطة الله، ولم نعد خطاة محكوم عليهم بالموت الأبدي، بل قدِّيسين، مغفورة خطاياهم ومُمتلئين برجاء المجد. (4) أعلن الله عدله. عندما يرتكب […]
مارس 24, 2025

قلب الله

“إِنْ كَانَ لإِنْسَانٍ مِئَةُ خَرُوفٍ، وَضَلَّ وَاحِدٌ مِنْهَا، أَفَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ عَلَى الْجِبَالِ وَيَذْهَبُ يَطْلُبُ الضَّالَّ؟” (متى 18: 12) تُرى، ما هو الشيء المشترك بين ديانات العالم الأخرى؟ كلهم يسعون وراء إرضاء آلهتهم التي تسكن بمعزل عن البشر. هذا هو الفرق الجوهري بين كل هذه الديانات وبين المسيحية. المسيحية هي الإيمان الوحيد الذي فيه يمد الإله الحقيقي يده للبشرية.  فهو يسعى ورائنا ويلاحقنا نحن الضالين وليس العكس. يا لفرحنا!  ليس فقط لأن الله يلاحقنا ويسعى وراءنا ولكن أيضاً لأنه يريدنا أن نتمتع بعلاقة شخصية عميقة ومشبعة معه. علاقة نستطيع من خلالها أن نتحدث معه بنفس الحميمية التي نتكلم بها مع أقرب صديق لنا، فنعرف ما في قلب هذا الإله المُحب. فالمسيحية ليست ديانة، بل علاقة مع الله. نرى يسوع يحاول في الأناجيل توصيل هذه الرسالة مرارًا وتكرارًا. فنسمع في إنجيل لوقا 15 تذمر القادة الدينيين على يسوع ” فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: “هذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!” (آية 2). لقد اعتبر الفريسيون أن كل من اعترف بحاجته إلى غفران […]