kingdom

مايو 15, 2025

اختَر الطاعة

 “الْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ” (1يوحنا 2: 17). أطاع موسى وصايا الله وخاطر كثيرًا بنفسه ليقوم بالمهمة التي أوكلها إليه. مَن مِنا مستعد للتخلِّي عن ثروته وسُلطته من أجل حياة المشقة والعبودية؟ تمنحنا الشُهرة والمناصب كرامةً، وغالبًا ما تدَّعي العائلات الكبيرة التي تتمتع بالسُلطة أنها الأُسر المالِكة؛ فتتاجر بشهرتها، وتكتسب الثروة التي غالبًا ما تقود إلى الجشع والفساد وإساءة استخدام السلطة، ولهذا يُقدِّر الله أولئك الذين يختارون مجده على ذهب العالم. ترك الله لموسى الخيار، فاختار موسى الطاعة، وكل واحدٍ منا لديه دعوة من الله وله أن يختار طاعته أو التمرُّد عليه، قبوله أو رفضه، اختيار مجده أو ذهب العالم. قد يُقدِّم لنا العصيان إشباعًا قصير المدى، لكنه في النهاية يؤدي دائمًا إلى الدمار، فقد كتب سليمان: “تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ” (أمثال 14: 12). كان موسى يمتلك أشياء كثيرة؛ كان الشعب يخدمه، وكان باستطاعته أن يقضي كل صباح في ملعب للجولف وكل مساء في جاكوزي القصر، وأن يطلب أفضل الأطعمة، […]
مايو 14, 2025

موسى يقرر

“فَأَخَذَ مُوسَى امْرَأَتَهُ وَبَنِيهِ وَأَرْكَبَهُمْ عَلَى الْحَمِيرِ وَرَجَعَ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ. وَأَخَذَ مُوسَى عَصَا اللهِ فِي يَدِهِ” (خروج 4: 20). كان من الممكن أن يبقى موسى في القصر ويعيش في تَرَف ورفاهية، ولكن، كما قال استفانوس للسنهدريم، كان على موسى أن يتخذ قراره، إما بالتمسك بذهب وكنوز مصر أو بالإنضمام إلى شعب الله. قال استفانوس: “وَلَمَّا كَمِلَتْ لَهُ مُدَّةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، خَطَرَ عَلَى بَالِهِ أَنْ يَفْتَقِدَ إِخْوَتَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ” (أعمال الرسل 7: 23). حرَّك هذا القرار سلسلة من الأحداث التي كان من شأنها أن تُشكِّل مسار حياته. رأى موسى مصرياً يضرب إسرائيلياً فتدخَّل وقتل المصري، واعتقد أن بني إسرائيل سيكونون ممتنين له بسبب إنحيازه لهم، لكنهم اتهموه بقتل المصري، فهرب واختبأ في البرية. لو لم يتخذ موسى هذا القرار الحاسم بافتقاد شعبه، ولو كان اختار البقاء في القصر، لما قرأنا قصته في الكتاب المقدس، بل في كتب تاريخ مصر القديمة العلمانية. كانت حياة موسى كلها ستوجز في عبارة واحدة – العبد العبري الوحيد الذي أصبح فرعونًا. لو لم يتخذ موسى […]
مايو 13, 2025

قرارات موسى

“فَتَهَذَّبَ مُوسَى بِكُلِّ حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ، وَكَانَ مُقْتَدِرًا فِي الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ” (أعمال الرسل 7: 22). القرار كلمة مثيرة للإهتمام، وهي تأتي من كلمة لاتينية تعني حرفياً “قَطْع أو فَصْل”، وتعطي هذه الكلمة اللاتينية أيضًا شق الكلمات الإنجليزية جرح (قطع جراحي) ومقص (أداة قطع). عندما نتخذ قرارًا، فإننا نقطع جميع مسارات العمل الأخرى. قصة موسى هي قصة رجل اتخذ قرارات، رجل اختار مسارًا واحدًا للعمل وقطع جميع الخيارات والإحتمالات الأخرى. في أعمال الرسل 7، وقف استفانوس، أول شهيد في المسيحية أمام السنهدريم، ذات المجلس الحاكم الذي حكم على المسيح بالموت، وسرد قصة موسى، وقسَّم استفانوس حياة موسى إلى ثلاثة أقسام كل منها أربعين سنة، وكل منها تميز بقرار رئيسي. قضى موسى الأربعين سنة الأولى في قصر فرعون، وكان يتعلَّم فيها أنه شخص ذا شأن، ثم قضى الأربعين سنة الثانية في البرية، وكان يتعلَّم فيها أنه لا شيء ولا أحد، وأمضى الأربعين سنة الأخيرة في قيادة بني اسرائيل للخروج من مصر عبر البرية، وكان يتعلَّم فيها أن الله هو كل شيء. صلاة: أشكرك […]
مايو 12, 2025

دينونة الله عادلة

“وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ. أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ” (رؤيا يوحنا 22: 12-13) اقرأ 2بطرس3، رؤيا 22: 12-14 يشعر الكثير من الناس بالارتياح لفكرة يسوع الطفل، ولكنهم ينزعجون كثيرًا لفكرة المسيح القاضي الذي سيدينهم يومًا ما. هؤلاء الناس لا يمانعون في عبادة طفل صغير في مذود أو جسد ضعيف على صليب؛ فليس لكليهما أية مطالب، أما ملك الملوك المقام والممجد فيطالبنا بتقديم ذواتنا له بالكامل وسيعود يومًا ما “ليدين الأحياء والأموات” (2تيموثاوس 4: 1) قال يسوع لتلاميذه ان عودته ستكون مفاجئة، ومنتظروه سيكونون على استعداد (اقرأ متى 24: 42-44). عندما يأتي ذلك اليوم، سيغلق الله الباب، وستمضي كل فرص الخلاص، ولن يقوم يسوع فقط بإصدار حكمه الأبدى على خلاص الناس، بل سيجازي المؤمنين أيضًا على كيفية عَيشهم لحياتهم (اقرأ رؤيا 22: 12) دعوني أوضِّح لكم الأمر: سيكون المجيء الثاني للذين يحبون يسوع يومًا سعيدًا! ولكن بالنسبة لأولئك الذين لم تُكتَب أسماؤهم في سفر الحياة، سيكون هذا يومًا مروعًا. لن يهم […]
مايو 10, 2025

يسوع هو المُخلِّص الوحيد

“لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ” (يوحنا 3: 17). اقرأ يوحنا 3: 16-19، 31-36. قال “جون ستوت” ذات مرة: “المسيحية دين إنقاذ”، فهي تُعلِن الأخبار السارة للخلاص. لقد وُلِدنا جميعًا في حالة من الخصام مع الله، وفي طريقنا إلى الجحيم والدمار (اقرأ رومية 6: 23). قد يقول لك أحدهم: “لا تقلق، فيسوع كان مُعلِّمًا صالِحًا” لكن لا، ومليون لا، فيسوع أعظم وأكبر بلا حدود من كونه مجرد مُعلِّم، فهو مُخلّص، وقد أعلن ذلك في يوحنا 14: 6. تُزيِّف الثقافة العلمانية الحقيقة فتقوم بتعريف يسوع على أنه مجرد مُعلِّم عظيم، وكأنه مثل الإسكندر الأكبر أو نابليون العظيم، لكن يسوع لم يكن العظيم، يسوع هو الوحيد. يسوع فريد من نوعه؛ لا نظير له ولا منافس، ولا سَلَف ولا خليفة. هو فريد من نوعه لأنه المُخلِّص الوحيد، وهو حي اليوم. أصبح يسوع إنسانًا، ومات على الصليب من أجل خطايانا، وقام ثانيةً ليُنقِذنا – ليس فقط لكي ينصحنا أو يحذِّرنا أو يُعلِّمنا، بل جاء لكي يُخلِّصنا من […]
مايو 9, 2025

الأسد والحَمَل

“لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ.. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ” (فيلبي 2: 7، 9) اقرأ فيلبي 2: 5-11. أولئك الذين يرون أن يسوع هو حَمَلُ الله الوديع فقط ينسون أنه أيضًا أسد يهوذا القوي. عندما قال يسوع: “أَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ” (متى 11: 29)، لم يكن يعني أنه ضعيف أو خائف، بل هو قوة تحت السيطرة. يكشف تواضع المسيح الكثير عن قوته التي لا مثيل لها ومحبته المفرطة. عندما تجسَّد يسوع، حدَّ من قوته القادرة على خلق الشيء من العدم، والقادرة تمامًاعلى فعل كل شيء، واختار بدلًا من ذلك الرحمة والنعمة. عندما جُرِّب يسوع، ظل بلا خطية، وعندما علم بأن تلاميذه سوف يتركونه، قام بغسل أرجلهم. أي قوة أكثر من ترك مجد السماء والمجيء إلى الأرض لخلاص وخدمة الخطاة غير المُستحقين؟ لا تسيء الفهم: لقد أعرب يسوع في بعض الأوقات عن غضبه البار؛ فوبَّخ الفريسيين من أجل تمسُّكهم بحَرْفية الناموس، وقلب موائد أولئك الذين حولوا بيت أبيه إلى سوق. كلما رأينا يسوع يرد بالغضب، نرى […]
مايو 8, 2025

يسوع ومعايير ثقافة مختلفة

“وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هذَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ وَالْوَدَاعَةَ” (1تيموثاوس 6: 11). اقرأ متى 5: 1-12. يريدنا المجتمع الحالي أن نُصدِّق أن تعاليم يسوع كانت لزمنٍ آخر، لكن الحقيقة هي أن تعاليم يسوع وثيقة الصلة بيومنا الحالي بشكل مذهل، تمامًا كما كانت عندما علَّم بها للمرة الأولى، وهي لا تزال تقلب معايير الثقافة رأسًا على عقب. نحن نعيش في عالم حطمته خطية عبادة الذات، ويوقر المجتمع تحقيق الذات، لكن تعاليم يسوع لها طبيعة سماوية ولا تشوبها خطية. يدعونا الله لكي نعيش حياة مقدسة مثل شخص المسيح، حياة مليئة بالصلاح والتواضع لإعدادنا لثقافة ملكوته الأبدي. تقول الثقافة العلمانية “طوبى للأغنياء الذين يموتون بأكبر قدر من الممتلكات، لأن هذا ما يجعل الحياة جديرة بالاهتمام”، لكن يسوع يقول “طوبى لكم أيها الجياع والعطاش إلى البر لأنكم ستُشبَعون”. يقول مُثقَّفو المجتمع “طوبى لكم إن استطعتم أن تنتقموا لأنفسكم لأن هذا العالم هو عالم وضيع”، أما رب الأرباب فيقول “طوبى للرحماء لأنهم سيُرحَمون”. وبينما تقول النُخبة المُثقَّفة “طوبى لكم […]
مايو 7, 2025

يسوع هو الحق الذي يحررنا

“أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ” (يوحنا 4: 13-14). اقرأ يوحنا 4: 4-42. يُفكِّر الناس في ثقافتنا اليوم بشكلٍ خاطئٍ قائلين: “إذا كان يسوع يحبني حقًا، فإنه سيقبل أسلوب حياتي الخاطئ”، لكن يسوع هذا زائفٌ، ولا يمكنه تحرير أي شخص. لا يعرف الكثيرون ما عرفته المرأة التي تقابلت مع يسوع الحقيقي فتغيَّرت حياتها إلى الأبد. في الطريق من اليهودية إلى الجليل، توقَّف يسوع في السامرة، واِلتقى بامرأة عند البئر، وطلب منها أن يشرب. تعجَّبَتْ المرأة لأن جنسها وخلفيتها السامرية جعلانها أقل شأناً، لكن يسوع كان يعلم بإحباطها لأنه كان يعرف أعمق أسرارها – الزيجات الفاشلة، والحياة المُشوَّشة، وكان يعلم أنه وحده القادر على تحريرها، ولهذا كان حديثه معها. قال لها يسوع: “اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى ههُنَا” فأجابت المرأة: “لَيْسَ لِي زَوْجٌ”. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَنًا قُلْتِ: لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ”. لم يقل لها يسوع […]
مايو 6, 2025

أكثر من مجرد إنسان

“فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا. وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ فِيهِ، الَّذِي هُوَ رَأْسُ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ” (كولوسي 2: 9-10) اقرأ كولوسي 1: 15-20 نميل في كنائسنا اليوم إلى التأكيد على ناسوت يسوع. ولِمَ لا؟ إن ناسوته هو ما يجعل من السهل الوصول إليه والاقتراب منه، ولكن يجب ألا نتجاهل سبب روعة تجسُّده، وهو أن يسوع هو الله حقًا صَدَقَ المسيح حين قال: “أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ” (يوحنا 10: 30)؛ “الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ” (8: 58)؛ “اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ (14: 9)؛ “صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ، وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا” (14: 9، 11) تعجَّب تلاميذ يسوع من سُلطانه قائلين: “مَنْ هُوَ هذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضًا وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ؟” (مرقس 4: 41). ولهذا نسبوا إليه ألقاب وأدوار إلهية: “الأَوَّلُ وَالآخِرُ” (رؤيا 1: 17، 2: 8، 22: 13)، “النُّورُ الْحَقِيقِيُّ” (يوحنا 1: 9)، “غافر الخطايا” (كولوسي 3: 13)، “حجر الزاوية، حجر الصدمة” (1بطرس 2: 6-8، 1كورنثوس 10: 1-4). حتى شك تُومَا تلاشى بعد قيامة يسوع، […]
مايو 5, 2025

يسوع متاح لك اليوم وإلى الأبد

“الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي” (عبرانيين 1: 3). اقرأ عبرانيين 1: 1-3، 7: 23-25. لا يفهم البعض كيف يُمكِن ليسوع، الذي عاش قبل ألفَيْ عام، أن يكون ذا صلة بحياتهم اليومية الآن. قد يُمثِّل هذا مصدر قلق حقيقي إذا كان يسوع قد مات ودُفن مثل جميع مؤسسي الديانات الأخرى في التاريخ، لكنه ليس كذلك. يسوع شخصية تاريخية، وُلِد في العالم وعاش وصُلِب في القرن الأول في فلسطين، لكن هذه ليست نهاية القصة، فيسوع ليس له نهاية. قام يسوع بالجسد من بين الأموات، وصعد إلى السماء بعد أن ظهر لمئات الشهود (اقرأ 1كورنثوس 15: 3-7)، وهو الآن حيٌ إلى الأبد، جالسٌ عن يمين الله الآب يشفع فينا، ويُعِد مكان لشعب الله، وينتظر اليوم الذي يضع فيه أعداءه موطئًا لقدميه (اقرأ رومية 8: 34؛ لوقا 22: 69 ؛ كولوسي 3: 1؛ 1بطرس 3: 22؛ يوحنا 14: 1-4؛ عبرانيين 8: 1-2، 10: 12-13). لم يمُت […]
مايو 4, 2025

يسوع هو الراعي الصالح

“وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى” (بطرس الأولى ٥: ٤). لن ينسى الكثير من الأمريكيين نشرة أخبار واشنطن العاصمة بعد أن تحطمت طائرة تابعة لشركة طيران فلوريدا في نهر بوتوماك في عام 1982. لقد استمع الملايين إلى تقارير عن شاب شجاع فقد حياته بينما كان يُنقذ الآخرين. في كل مرة كانت المروحية تُرسل في طريقه حبل النجاة، كان يُمرره إلى شخص آخر. لا شك أنه كان يعرف أنه لن يستطيع الصمود طويلًا وهو يُمرر الحبل إلى آخر شخص. لقد كانت وفاة هذا الشاب، نتيجة لانقاذه للآخرين بدلاً من انقاذ نفسه، بطولية – نتيجة حادث مأساوي. لم تكن تضحية يسوع من أجل الآخرين بالصدفة، لقد قال “وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ” (يوحنا 10: 15). لقد جاء يسوع من السماء حتى يموت من أجل خرافه، ومن أجل كل من يدعو باسمه. لم يكن من قبيل الصدفة أن يأتي يسوع إلى الأرض في هيئة إنسان، ويبذل حياته حتى نخلُص. يقول يسوع: “لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ […]