kingdom

فبراير 25, 2020

الغفران: في قلب الإنجيل

“وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ قَائِلًا: أَنَا تَائِبٌ، فَاغْفِرْ لَهُ” (لوقا 17: 4). غالبًا ما يتطلب إعادة علاقة ما إلى مسارها الصحيح خطوة استباقية. يتطلب الغفران التواصل مع الشخص الآخر دون أي ضمان بأنه سيستجيب، لذا فهو يتطلب تجاوُز الكبرياء والسلوك بإتضاع. لكن الغفران يكمُن في قلب الإنجيل، ويجب أن يكون اختبار المصداقية الذي يُميز المؤمن المُكرَّس للمسيح عن غير المُكرس. عندما تغفر أنت تتبع مثال يسوع، لكن عندما تخفي المرارة والإستياء بداخلك، فأنت تتبع مثال الشيطان لأنه لا يغفر أبدًا. عندما يستغلك أحدهم، أو يخذلك آخر، أو يتحدث عنك بسوء، يكون لديك خيار؛ إما أن تتصرف مثل الشيطان، المُتهِم، أو أن تُظهِر طبيعتك الإلهية الجديدة التي أصبحت لك يوم قبلت يسوع. الإستعداد للغفران هو من أكثر الأشياء التي تُسر قلب الله. لذلك عندما تغفر حقًا لشخص آخر، فإن سلامًا عميقًا يغمر قلبك. عليك أن تُدرك أن الغفران قد لا يكون مجرد فعل تقوم به مرة واحدة، فهناك أوقات سيكون فيها الغفران […]
فبراير 24, 2020

النموذج المثالي

عند شراء سيارة جديدة، يمكنك شراء نموذج بمواصفات اعتيادية أو طلب نموذج يتم تصميمه وتصنيعه بحسب الطلب، وفي هذه الحالة، هناك امتياز كبير لاختيار مواصفات معينة بدلًا من أخرى. لكن عندما يتعلق الأمر بطاعتنا للرب، لا يمكننا انتقاء أو اختيار ما سنفعله وما لن نفعله. من المُحزن أن الكثير من المؤمنين يتعاملون مع إيمانهم بهذه الطريقة، فيرفضون الاعتقاد بأن هناك قدر من المساءلة يتحمله الجميع. وبدلاً من ذلك، يختارون الإيمان “المُصمَم حسب الطلب”، وهو نوع من الإيمان يختار المعتقدات الإيمانية الجذابة ويرفض الأخرى. بينما يسمح الله بأن تكون لنا خياراتنا الخاصة، يوضح لنا جليًا في كلمته إن حياة الإيمان تستلزم أن نقتدي بمثال يسوع المسيح. لقد عاش يسوع بلا خطية، وأكرم الله في كل لحظة في حياته، وإحدى الطرق التي أكرم بها الله كانت من خلال تقديم كل ما لديه لمن لم يكن لديهم أي شيء. إن حياة يسوع وموته وقيامته قد مهدوا الطريق أمام البشرية ليكون لها علاقة حميمة مع الله. تُعد حياة المسيح في الحقيقة نموذجًا رائعًا لما […]
فبراير 23, 2020

الرب المُقام يريدنا بجُملتنا

قَالَ لَهَا يَسُوعُ: “أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟” (يوحنا 11: 25-26). عندما وصل بولس إلى أثينا نحو عام 50م، رأى أن أهل أثينا قد جربوا كل شيء تحت الشمس من أجل إيجاد الشبع والرضا. لم تكن هياكل آلهتهم الأخرى مشبعة لهم، لذا قرر الأثينيون أنه لا بد أن يكون هناك إله يستطيع أن يمنحهم الشِبع الذي يبتغونه – لكنهم لم يعرفوا من هو هذا الإله، فقاموا ببناء مذبحًا له وكتبوا عليه “لإله مجهول”. اقرأ أعمال 17: 16-34. وقف بولس أمام أهل أثينا وأخبرهم بجرأة عن الإله الواحد الحقيقي، لكن أخباره السارة كانت مصحوبة بتحذير: “فَاللهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا، مُتَغَاضِيًا عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ. لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْمًا هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ، بِرَجُل قَدْ عَيَّنَهُ، مُقَدِّمًا لِلْجَمِيعِ إِيمَانًا إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ” (أعمال 17: 30-31). لاحظ أن بولس يقول أن الله يأمر جميع الناس بالتوبة، فهي ليست […]
فبراير 22, 2020

مرض الخطية

“لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا” (رومية 5: 19). يُذكِّرنا بولس الرسول في رسالة رومية بأن مرض الخطية الوراثي يظل يؤثر على أجسادنا، فكتب “وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ؟” (رومية 7: 24). نريد أن نفعل الخير، ولكن الآثار المدمرة لمرض الخطية تظل تؤثر على حياتنا. الخطية ليست فقط شيء نفعله، بل هي جزء من كوننا من نسل آدم وحواء، فلدينا مَيل وراثي للتمرد ضد خالقنا. إن إلهنا إله بار وقدوس وعادل، ونحن مذنبون أمامه. تعلن محكمة السماء أننا إذا انتهكنا قوانين الله (ولا يسعنا إلا أن نفعل ذلك)، فسوف نقضي الأبدية في انفصال عنه. يجد الكثيرين صعوبة في قبول قضاء الله، ويرفضون الإعتراف بفظاعة خطاياهم، بل ويرون أنهم أشخاص صالحون، فيقول أحدهم “بالتأكيد أنا أخطئ من وقت لآخر، لكني أعتقد أن أعمالي الصالحة قد تفوق على أعمالي السيئة، لذا سيقبلني الله.” لكن ليس هذا ما يراه الله، فكلمته تُخبرنا بأننا لن نستطيع أبدًا القيام بأعمال صالحة […]
فبراير 16, 2020

ليس انسانًا عاديًا

“وَأَمَّا قَائِدُ الْمِئَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ فَلَمَّا رَأَوْا الزَّلْزَلَةَ وَمَا كَانَ، خَافُوا جِدًّا وَقَالُوا: “حَقًّا كَانَ هذَا ابْنَ اللهِ (متى 27: 54). إن قدرة يسوع وسلطانه الإلهي يُميزانه عن أي إنسان آخر عاش على الأرض على الإطلاق. يسوع المسيح هو الإنسان الكامل، الذي مات ليعطي حياة أبدية لكل من يؤمن به. يسوع المسيح هو الإنسان الوحيد الذي كان يمتلك كونًا كاملاً ولكنه عاش في فقرٍ لخير الآخرين. يسوع المسيح هو الإنسان الوحيد الذي كان يمتلك كل خام الحديد في العالم لكنه ترك يديه وقدميه ليُخرَقوا بمسامير حديدية حتى يُخلِّص آخرين. يسوع المسيح هو الإنسان الوحيد الذي خلق كل أشجار الغابات ولكنه ارتضى أن يُعلَّق على واحدة من تلك الأشجار ليفتدي كل من يدعو باسمه. كم هو مذهل إلهنا القدير! لكن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن القوة الفائقة للطبيعة التي أقامت يسوع من بين الأموات هي نفس القوة التي يمكن أن تُغيّر حياتنا كل يوم. إذا حاولنا حل مشاكلنا باستخدام قوتنا الخاصة سنفشل، لكن قوة المسيح تستطيع أن تصنع […]
فبراير 10, 2020

دراسة الكتاب المقدس – مايكل يوسف

قام تشارلز سبورجون ذات مرة بربط كلمة الله بالأسد، فقال: “افتح الباب ودع الأسد يخرج، سوف يعتني بنفسه”. على الرغم من تعرُّض الكتاب المقدس في هذه الأيام للهجوم من جميع الجهات، إلا أنه لا يزال ثابتًا كما كان دائمًا. وعلى الرغم من أن الكتاب المقدس قد لا يحتاج إلى من يُدافع عنه، سنفعل حسنًا إن تذكرنا أنه أسد ويجب الإقتراب منه بعناية فائقة. كلما قرأتَ فقرة من الكتاب المقدس، إسأل نفسك خمسة أسئلة بسيطة: 1. ما الذي نقله هذا النص إلى قرائه الأصليين؟ قبل أن نتمكن من تطبيق الكتاب المقدس على حياتنا اليوم، يجب أن نعرف أولاً كيف تم تطبيقه على القراء الأصليين. إن وجود هذا النوع من السياق لا يعطي فقط حياة لدراستنا، بل يُخبرنا بالرواية التاريخية العميقة التي يرتكز عليها إيماننا. 2. ما نوع الأدب الذي أقرأه؟ بمعنى آخر، ما هو النوع الأدبي؟ هل هو شعر أم نثر؟ هل من المفترض أن تُفهم اللغة حرفيًا أم مجازيًا؟ سيساعدنا ذلك في فهم مغزى النص وتحديد كيفية تفسيره. 3. ما […]
فبراير 10, 2020

أعظم هبة من الله

“أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: يَا أَبَا الآبُ” (رومية 8: 15). كمؤمنين بالمسيح، أعطانا الله الحق في حمل اسمه. نحن أبناء الملك، وهذه الهوية الجديدة هي واحدة من أعظم الهبات التي يهبها الله لجميع الذين يدعون باسم يسوع المسيح. اقرأ يوحنا ١: ١٢-١٨. نقرأ في هذا الجزء أن “كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ.. أولاد ليسوا مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ.. بَلْ مِنَ اللهِ) يوحنا 1: 12-13). الحقيقة هي أن كل شخص هو خليقة الله، ولكن ليس كل شخص هو ابن لله. فقط أولئك الذين يقبلون يسوع، ويؤمنون بأنه هو مخلصهم وربهم، هم من يُدعَون أبناء الله. مع هبة المسيح يأتي الغفران لكل خطايانا – الماضية والحاضرة والمستقبلة. كونك ابن لله يعني أنك قد تحررت من الشعور بالذنب وأنك قد مُنِحت سلامًا تامًا ومصالحة كاملة مع الله الآب. وهذا يعني أن يكون لديك رضا في هذه الحياة وضمان الأبدية في السماء، ويعني أننا وارثون مع المسيح الذي يتشارك مع أبينا السماوي في المُلك وفي المجد (رومية 8: 17)، […]
فبراير 9, 2020

الثقة في هبة الله

“وَاللهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ.” (2كورنثوس 9: 8). يخبرنا الكتاب المقدس أن إله كل خليقة يُقدِّر كثيرًا المُعطِي المسرور (2كورنثوس 9: 7)، ذلك لأن مَن يحِب كثيرًا يُعطي كثيرًا، مما يعكس شخص أبينا الكريم في السماء. يقول المُعطي المسرور بالإيمان: “أعلم أن يسوع المسيح، مرساتي، يتولى أموري، وأعلم أنه سيسدد كل احتياجاتي، ولن أتزعزع.” عندما تعطي الله، قد تقول طبيعتك الخاطية “لقد نَقَصَ ما عندي لأني أعطيت”، لكن بعين الإيمان تستطيع أن تقول “مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” (أعمال الرسل 20: 35). لم ينل المؤمن فقط كل بركة روحية من خلال يسوع المسيح الغالي، بل وعد الله أيضًا المُعطي المسرور الذي يثق به أن يزيده كل نعمة، لكي يكون وله كل اكتفاء كل حين في كل شيء، يزداد في كل عمل صالح (2كورنثوس 9: 8). يقول بولس هنا أن عطاء الله السخي غير محدود؛ فحقًا من ذا الذي يستطيع أن يقيس مخازن بركات […]
فبراير 8, 2020

نعمته تجعلنا أسخياء

“يُوجَدُ مَنْ يُفَرِّقُ فَيَزْدَادُ أَيْضًا، وَمَنْ يُمْسِكُ أَكْثَرَ مِنَ اللاَّئِقِ وَإِنَّمَا إِلَى الْفَقْرِ. النَّفْسُ السَّخِيَّةُ تُسَمَّنُ، وَالْمُرْوِي هُوَ أَيْضًا يُرْوَى” (أمثال 11: 24-25). أولئك الذين نالوا هبة الخلاص المذهلة من الله ليس لديهم خيار سوى بذل أنفسهم بشكر. إنه أسلوب نسعى جاهدين لتنميته في قلوبنا، وينشأ بالطبيعة بقوة الروح القدس بينما ننمو في الإيمان. يتدفق السخاء من النعمة، فكما أن نعمة الله تجاهنا تجعله سخيَّا، هكذا كلما نقدَّر النعمة التي نلناها، كلما أصبحنا أكثر سخاءً. وكلما فهمنا هبة الحياة الأبدية المذهلة، كلما بذلنا االمزيد من الوقت والمال والطاقة والموارد،، ومالنا، وطاقتنا ومواردنا، ليس محاولةً منا لرد هبة الله – لأننا لن نتمكن أبدًا من ردها حتى إن عشنا قدر حياتنا 20.000 حياة – لكن لأننا قد تغيرنا من الداخل بلا رجعة من قِبَل إلهنا الذي لا يتغير. لأن الله لا يتغير، فأنا وأنت بحاجة إلى التغيير لنصبح أكثر شبهاً به وننتقل من مجد إلى مجد. يجب أن نتغير من كوننا مُلَّاك إلى وكلاء، ومن مكتنزين إلى مشاركين وزارعين، إذ لنا […]
فبراير 7, 2020

الخلاص هو مشيئته

“… بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” (يوحنا 3: 16). ملخص الإيمان المسيحي هو أن الله أعطى كثيرًا لأنه أحب كثيرًا. المحبة هي التي جعلت يسوع ينزل إلينا حتى يخلُص كل من يستجيب لمحبته المذهلة. عندما بذل الله ابنه، كان ذلك بهدف ايجاد مهرب لنا من عذاب الجحيم لأن الخلاص هو مشيئته. يتوق الله إلى أن يؤمن به الجميع ويرجعوا إليه (1تيموثاوس 2: 4؛ 2بطرس 3: 9؛ حزقيال 18: 23، 32). سيغفر الله لكل من يأتيه لطلب الغفران في اسم يسوع، ولا توجد خطية لا يمكن لدم يسوع أن يُكفِّر عنها. مهما كان قدر سقوطك في عينيك، فإن الله يُرحب بك إن كنت ستنال هبة نعمتة باتضاع وشكر، عالمًا أنك غير مستحق لمحبته. “إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ” (رومية 3: 23). من هم المُخَلَّصون؟ هم كل من يؤمن بيسوع (يوحنا ٣: ١٦). يرحب الله بكل من يضع رجاءه في ابنه، وسيهبهم الحياة الأبدية. الخبر السار هو أن المحبة هي التي […]