kingdom

نوفمبر 10, 2022

روح الناموس

‘‘وَتَفَاضَلَتْ نِعْمَةُ رَبِّنَا جِدًّا مَعَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ’’ (1 تيموثاوس 1: 14) يقول البعض إنَّ ردَّ الفعل الطبيعي على الخلاص بالنعمة وحدها يتمثَّل بالقول: ‘‘بما أني نلت الخلاص بالنعمة، يمكنني كسر كلِّ وصايا الله’’. لكنَّ كلَّ مَن يصدِّق هذا ويمارسه ليس مخلَّصًا، فالكتاب المقدس يقول لنا بوضوح إنَّ من نال الخلاص بالنعمة يحفظ الناموس، ولا يخالفه بصورة اعتياديَّة   (1 يوحنا 2: 3-6؛ 5: 1-4) كلُّ من اختبر محبَّة الله ونعمته لن يحفظ حرف الناموس فحسب، بل يحفظ روحه أيضًا، وبالتالي هو لا يمتنع عن القتل طاعةً للوصايا فحسب، بل كلُّ من قَبِل نعمة الله في المسيح يسوع لا يعرف البغض الذي يشكِّل الخطوة الأولى المؤدية إلى القتل. فهذا هو روح الناموس. وهو لا يمتنع عن الانتقام فحسب، لكنَّه يغفر أيضًا لمَن أساء إليه واحتقره. وهو يحبّ أعداءه لأنَّه قَبِلَ نعمة الله بالإيمان وآمن بالمسيح مخلِّصًا لحياته تغيِّر النعمةُ القلبَ، فكيف يمكن للمؤمن المخلَّص بالنعمة وحدها أن يحفظ روح الناموس وحرفه؟ عندما تخلُصون بالنعمة وحدها، يأتي روح الله […]
نوفمبر 9, 2022

نعمة الله ومستقبلنا

‘‘لِأَنَّ ٱللهَ هُوَ ٱلْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ ٱلْمَسَرَّةِ’’ (فيلبي 2: 13)   إن نعمة الله رائعة في افتداء ماضينا بقدر ما هي مقتدرة في تغيير مستقبلنا، ومهما شردنا قبل أن يخلِّصنا   الله بنعمته من خطيَّتنا، يستحيل الإطاحة بخطَّته لمستقبلنا لأنَّها لا تتوقَّف على أعمالنا، بل على عمل المسيح، كما أن نعمته المخلِّصة تغيِّرنا بالكامل لئلا نبقى أمواتًا في معاصينا، بل لنصبح أحياء في المسيح. وبما أنَّ الله يريد أن نتبعه وأن نعيش حياة ممتلئة محبَّة ورأفة باسمه، هو يرى هذا العمل مكتملًا فينا بفضل نعمته وروحه (فيلبي 2: 13، عبرانيين 13: 20-21) وقد كتب الرسول بولس، وهو إناء جدير بإعلان قوة نعمة الله، ‘‘لِأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ لِأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ ٱللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا’’ (أفسس 2: 10). لقد عمل الله على تشكيلنا في المسيح يسوع لكي نقبل محبَّته ونعبِّر عنها للآخرين عندما نتأمَّل في نعمة الله لحياتنا، يجب أن ندرك أنَّها تغيِّر كلَّ شيء، فهو افتدانا من عبودية الخطيَّة ومنحنا مستقبلًا […]
نوفمبر 7, 2022

سيعود يسوع بغتةً

‘‘فَإِذْ نَحْنُ عَامِلُونَ مَعَهُ نَطْلُبُ أَنْ لَا تَقْبَلُوا نِعْمَةَ ٱللهِ بَاطِلًا. لِأَنَّهُ يَقُولُ: «فِي وَقْتٍ مَقْبُولٍ سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلَاصٍ أَعَنْتُكَ». هُوَذَا ٱلْآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا ٱلْآنَ يَوْمُ خَلَاصٍ’’   (2 كورنثوس 6: 1-2)   لا يعرف أحد اليوم أو الساعة التي سيأتي فيها يسوع، لكن يجب أن نكون مستعدِّين لعودته في أي لحظة، فحين تنبَّأ يسوع بدمار أورشليم والهيكل، لم يصدِّق التلاميذ نبوَّته في ذلك الوقت، لكنَّها تحقَّقت في الوقت المحدَّد. أيضًا، أخبر يسوع تلاميذه عن الآيات التي ستتحقَّق مباشرةً قبل عودته، فثِقوا تمامًا بأنَّ هذه الآيات ستتحقَّق هي أيضًا في الوقت المحدَّد يقول البعض، ‘‘عندما تسوء الأمور فعلًا، سأتصالح مع الله’’. يا صديقي، قد تكون هذه فرصتك الوحيدة، وقد لا تتسنَّى لك فرصة أخرى للإقبال إلى الله. وعندما تعتقد لاحقًا أنَّك جاهز، قد يكون ذهنك وقلبك منبهرَين بالأمور المادية أو قد تكون مقيَّدًا بعادات تعجز عن كسرها، أو قد تبعدك معاشراتك الرديئة عن الله وإذا كنت تعتقد أنَّ بإمكانك دائمًا التصالح مع الله في وقت لاحق، فهذا فخٌّ نصبه […]
نوفمبر 6, 2022

خطَّة عمل لنهاية التاريخ

‘‘فَٱسْهَرُوا إِذًا لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ ٱلْيَوْمَ وَلَا ٱلسَّاعَةَ…’’ (متى 25: 13)   فلنسألْ أنفسَنا، ‘‘كيف يجب أن أستجيب لهذه الرسالة التي أعلنها يسوع، ربّ التاريخ؟’’ أحثُّكم على القيام بأمرَين أوَّلًا، كونوا متيقظين ل‘‘مخاض’’ التاريخ. أخبروا أصدقاءكم وأفراد عائلتكم عن رسالة يسوع الواردة في الأصحاح 24 من إنجيل متى. وعندما تتطابق الأحداث المعلَنة في نشرات الأخبار مع الأحداث التي تنبَّأ بها يسوع مشيرًا إلى أنَّها بداية المخاض الذي ينبئ بعودته، عندئذٍ، الفتوا انتباه الأشخاص المحيطين بكم إليها، وحثُّوا أفراد عائلتكم وأصدقاءكم على أن يكونوا مستعدِّين روحيًّا دائمًا لعودة الرب ثانيًا، صلُّوا لأجل النهضة أطلق خادم الرب الراحل ‘‘ستيفن أولفورد’’ الذي وصفه ‘‘بيلي غراهام’’ بأنَّه ‘‘الرجل الأكثر تأثيرًا في خدمته’’ على النهضة تسمية ‘‘اجتياح من السماء يجلب إدراكًا واعيًا لله’’. هل نريد فعلًا أن يجتاح روح الله حياتنا بقداسته؟ هل نريد هذا الاجتياح المقدَّس أكثر من الغنى أو النجاح أو المراكز أو خطايانا السرية؟ عندما نتوق إلى الله أكثر ممَّا نريد أي كنز آخر في حياتنا ونصلِّي بصدق من أجل النهضة، عندئذٍ، […]
نوفمبر 5, 2022

أماننا الأبدي

‘‘وَلْنُحَاضِرْ بِٱلصَّبْرِ فِي ٱلْجِهَادِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ ٱلْإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ’’ (عبرانيين 12: 1-2) ورد التصريح الأكثر إثارة لليقظة والقلق في العظة على جبل الزيتون في الآية 24 حيث قال يسوع، ‘‘لِأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ ٱلْمُخْتَارِينَ أَيْضًا’’. تتطلَّب هذه الآية تفسيرًا ماذا قصد يسوع بقوله، ‘‘حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ ٱلْمُخْتَارِينَ أَيْضًا’’؟ أيمكن أن يُضلَّ الشيطان المؤمنين الحقيقيِّين لكي يتبعوا ضدَّ المسيح ويعبدوه؟ لا. فالشيطان لا يقدر أن يخدع المؤمنين الحقيقيِّين. هو يجرِّبنا بالخطيَّة، والإحباط، والخوف، وقد نستسلم أحيانًا لهذه التجارب، لكن إذا كنَّا نتبع المسيح بقلب صادق، يستحيل أن يضلِّلنا ويجعلنا نغيِّر انتماءنا فنعبد ضدَّ المسيح قال يسوع في إنجيل يوحنا 10: 27-28، ‘‘خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى ٱلْأَبَدِ، وَلَا يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي’’. هنا، يضمن يسوع الأمان الأبدي للمؤمن فعندما يُقبِل أحدهم إلى المسيح ويستسلم له بالكامل بقلب صادق، لا يمكن لأحد، ولا حتَّى الشيطان نفسه أن يخطفه من يد […]
نوفمبر 3, 2022

السير وراء الراعي

‘‘وَلَمَّا رَأَى ٱلْجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ، إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لَا رَاعِيَ لَهَا’’ (مزمور 9: 36)   قد نتعرَّض لهجمات من أشخاص يسعون إلى إسكاتنا عندما نجاهر بإيماننا بيسوع وبدعوته لنا للعيش لأجله، لكنَّنا نجد الفرح في الرب لأنَّنا مُسحنا بزيت الروح القدس. ‘‘مَسَحْتَ بِٱلدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّا’’ (مزمور 23: 5). فراعينا وحده يستطيع أن يعطينا حياة مليئة بالفرح ومؤيَّدة بروحه القدوس لكي تشدِّدنا وتقوِّينا عندما يهاجمنا العدو، وقد جاء في الكتاب المقدس، ‘‘لِأَنَّ فَرَحَ ٱلرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ’’ (نحميا 8: 10) لن يعوزنا شيء لأنَّ إحسانات خالقنا ومراحمه سترافقنا دومًا في معترك الحياة وصولًا إلى الأبدية. ‘‘إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ إِلَى مَدَى ٱلْأَيَّام’’ (مزمور 23: 6). لا يعني هذا أنَّنا نضمن بذلك حياة مليئة بالغنى المادي والعافية وخالية من الألم، لكن راعينا يدرك أعمق احتياجات نفوسنا، وهو وحده يعرف أن يملأها لا يوجد مثيل لراعينا، فهو بذل حياته لأجلنا، ويقول لنا يسوع، ‘‘أَنَا هُوَ ٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ، وَٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْخِرَافِ’’ (يوحنا […]
أكتوبر 29, 2022

إله أعظم

‘‘بِصَوْتِي إِلَى ٱلرَّبِّ أَصْرُخُ، فَيُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِ قُدْسِهِ’’ (مزمور3: 4)   يخطئ الكثير من المؤمنين باعتقادهم أنَّهم إذا حاولوا جاهدين أن يكونوا صالحين، يستطيعون الهروب من محن الحياة، لكن الكتاب المقدَّس يعلِّمنا أمرًا مختلفًا تمامًا: ‘‘كَثِيرَةٌ هِيَ بَلَايَا ٱلصِّدِّيقِ…’’ (مزمور 34: 19) ثمَّ نفرح بخاتمة هذه الآية ‘‘…وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ ٱلرَّبُّ’’. أيًّا يكن ما نواجهه في الحياة، الله يقف إلى جانبنا، وهو وحده يحوِّل أسوأ مآسينا إلى انتصارات واجَهَ الملك داود في العهد القديم محنًا غيَّرت حياته أكثر ممَّا سيفعل كثيرون بيننا، وأحيانًا كثيرة، تعرَّضت حياته للخطر بسبب أعداء سعوا إلى قتله، كما وتحمَّل عواقب وخيمة جراء ما ارتكبه من خطايا وزلَّات، حتَّى إنَّ ابنه المتمرِّد خانه، لكنَّنا نرى أنَّه استخدم معاناته لإعطاء المجد لله، فكان مثالًا يُحتذى به اقرأوا المزمور 3. كتب داود هذا المزمور في خلال فترة اختبائه من ابنه أبشالوم الذي تآمر ضدَّه لخلعه عن العرش (2 صموئيل 15)، وهكذا ذاق داود مُرَّ الخيانة بسبب ابنه وأعزّ الأصدقاء، وتعرَّضت حياته للخطر، فانفطر قلبه وعاش في صراع داخليّ […]
أكتوبر 13, 2022

ديناميت الله

“فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «هذَا عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ، وَلكِنْ عِنْدَ اللهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ” (متى 19: 26) هل تحيا من أجل تحقيق الغرض الذي اختارك الله لتحققه؟ هل تحرص على تحقيق دعوته لحياتك؟ يصل الإنجيل إلى الناس ككلمات، لكن الإنجيل أكثر بكثير من مجرد كلمات، فخبر يسوع المسيح السار هو قوة، بل هو ديناميت، ولا أقول هذا على سبيل المُبالغة، فقد قال الرسول بولس في رومية 1: 16 أن الإنجيل هو “قوة الله للخلاص لكل من يؤمن”، والأصل اليوناني لكلمة “قوة” هنا هو dynamis، وهي الكلمة التي حصلنا منها على كلمة dynamite في الإنجليزية، لهذا فأنا لا أُبالِغ عندما أقول أن الإنجيل هو “ديناميت” الله. إنه يُفجِّر خطيتنا وتمرُّدنا وانكسارنا وسقوطنا ورفضنا ويجذبنا بقوة نحو الله لماذا يحتاج الله لتفجير الناس بالإنجيل؟ لأن العيون العمياء لن تُفتَح بمجرد كلمات، والقلوب القاسية لن تُلَيَّن بمجرد كلمات، والإرادة العنيدة لن تُكسر بمجرد كلمات. لذا يجب على الروح القدس أن يُفجَّر نفوسنا وأرواحنا وضمائرنا بقوة ديناميت الإنجيل يمكنني أن أتكلم بأبلغ […]
أكتوبر 11, 2022

قِف بثبات

“الإِنْجِيل الَّذِي جُعِلْتُ أَنَا لَهُ كَارِزًا وَرَسُولًا وَمُعَلِّمًا لِلأُمَمِ. لِهذَا السَّبَبِ أَحْتَمِلُ هذِهِ الأُمُورَ أَيْضًا. لكِنَّنِي لَسْتُ أَخْجَلُ، لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ” (2تيموثاوس 1: 11-12) هل حدث وأن شعرت بالخجل من الإنجيل؟ إنه أمر لا يحب المؤمنون الإعتراف به، لكننا جميعًا اختبرنا مثل هذا الشعور في مرحلة ما من حياتنا. في بعض الأحيان يكون إخفاء إيماننا أسهل من مواجهة الضغوط المُحيطة بنا قد نظل صامتين عندما ينتقد غير المؤمنين المسيحية أو الكنيسة، وقد نتراجع عن موقفنا من الخطية إذا وصفنا أحدهم بضيق الأفق. قد نشعر بالحرج عندما يتسبب نمط حياتنا الوَرِع في انفصالنا عن أقراننا. حتى بطرس تلميذ يسوع استسلم وقت التجربة وأخفى إيمانة ولم يجاهر به في العلن في مواجهة الأعداء؛ فبعد إلقاء القبض على يسوع، أنكر بطرس معرفته به قائلًا: “إني لا أعرف الرَجُل!” (متى 26: 69-75). لكن وفقًا لما جاء في رسالة رومية، فإننا بمجرد أن نفهم جيدًا قوة الإنجيل سنكون أقل اهتمامًا باستحسان الآخرين لنا وأكثر اهتمامًا […]