kingdom

أبريل 21, 2025

صلاح ليس منَّا

“لِأَنَّ ٱلْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَٱلْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلَاصِ” (رومية 10: 10) اقرأ رومية 10: 9-11  في القرن الأول، كتب الرسول بولس أنَّ “كَلِمَةَ ٱلصَّلِيبِ عِنْدَ ٱلْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ’’ (1 كورنثوس 1: 18). وبعد مرور كل تلك السنوات، لا يزال العالم ينظر إلى صليب يسوع المسيح على أنه جهالة مطلقة، فمَا لم يفتح نور الروح القدس عيوننا الروحية، سنظلّ نجد ذبيحة يسوع عديمة الجدوى، لكنَّنا نفتخر بهذه الحقيقة: يسوع هو ابن الله الذي جاء ليدفع ثمن الخطيَّة عن العالم كلِّه. عندما بذل يسوع حياته، كفَّر عن خطايانا وافتدانا بدمه، وحطَّم قيود الخطيَّة، وهو لم يقفْ عند هذا الحَدّ. على الصليب، برَّر يسوع كلَّ مَن يؤمن به. يعني هذا أنَّه عندما ينظر إلينا الله، فهو لا يرى خطايانا وعيوبنا، بل يرى طاعة ابنه الكاملة. والتبرير هو أكثر من مجرد غفران وتغاضٍ عن الخطأ، وهو لا يعني العفو أو الصَّفح بدون الاستناد إلى مبدأ محدَّد. التبرير هو عمل من أعمال عدالة الله الكريمة والسخيَّة. عندما نأتي إلى الرب ونعترف بخطايانا ونطلب الغفران، هو […]
أبريل 20, 2025

الدَّين الذي عجزنا عن دفعه

“لِأَنَّ أُجْرَةَ ٱلْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ ٱللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا” (رومية 6:  23) اقرأ رومية 6: 19-23 لقد ورثت كلُّ نفس بشريَّة دَينًا روحيًا من آبائنا الأوليَّن، وهو دَين راسخ في جيناتنا، وفي حمضنا النوويّ، وقد ورثنا جميعًا حكم الموت الأبدي، وهو عقاب عادل لأنَّنا تمرَّدنا على إلهنا القدوس، وأجرة الخطيَّة هي موت (رومية 6: 23). لو كانت هذه نهاية القصة، لكنتُ الآن مكتئبًا ويائسًا، لكنّي أشكر الله لأنَّ القصَّة لم تنتهِ هنا، فبالرغم من عجزنا عن تسديد الدَّين بأعمالنا الصالحة، وسلوكنا المستقيم، وجهودنا الكبيرة، أرسل الله ابنه ليموت عنَّا. على الصليب، سفك يسوع دمه لفداء كلّ من يأتي إليه بتوبة وإيمان. لم يُرغم أحد يسوع على الذهاب إلى الجلجثة؛ لا يهوذا من أجل المال، ولا الكهنة بسبب الحَسَد، ولا بيلاطس بسبب الجُبن. الله الآب هو مَن أرسله بدافع محبَّته العظيمة لنا. لقد ذهب يسوع طوعًا إلى الصليب بدافع محبته الكبيرة لكَ ولي، محبَّته لكلِّ مَن يدعو باسم المخلص والرب الوحيد. فابن الله الكامل الذي لم […]
أبريل 19, 2025

ملك المجد

“مَنْ هُوَ هَذَا مَلِكُ ٱلْمَجْدِ؟ رَبُّ ٱلْجُنُودِ هُوَ مَلِكُ ٱلْمَجْدِ” (مزمور 24: 10) اقرأ المزمور 24: 1-10 قبل ألف عام من دخول يسوع إلى أورشليم على ظهر أتان، تمَّ التخطيط لكلِّ شيء، حتَّى الموسيقى، وكان اللاويُّون يعبدون الله كلَّ يوم أحد، مُرنِّمين المزمور 24. وعندما دخل يسوع إلى أورشليم في اليوم التالي للسبت، لم يهتف الشعب “أوصنَّا’’ فحسب، بل على الأرجح ملأت ترنيمة المزمور 24 أرجاء الهيكل أيضًا. وفي الأسبوع التالي، سُمعت أصداء هذه الترنيمة مجدَّدًا في الهيكل عندما خرج يسوع من القبر. كتب الملك داود المزمور 24 للاحتفال بذكرى عودة تابوت العهد إلى إسرائيل بعد أن استولى عليه الفلسطينيون. وكان هذا التابوت، وهو عبارة عن صندوق مطليٍّ بالذهب ومزيَّن وفق توجيهات محدَّدة من الرب، يمثِّل حضور الله المجيد وسط شعبه.  وهو كان يحتوي على لوحَي الحجارة اللذَين نُقِشَت عليهما الوصايا العشر، وجرَّة المنّ، والعصا التي شقَّ بها موسى البحر الأحمر، وهي ترمز لحضور الله وعنايته وقوته وسط شعبه، كما وترمز لولاء الشعب لله. يسلِّط المزمور 24 الضوء على ثلاث […]
أبريل 18, 2025

دعوة الصليب

‘‘وَقَالَ لِيَ: «ٱكْتُبْ: طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ ٱلْخَرُوفِ!». وَقَالَ: «هَذِهِ هِيَ أَقْوَالُ ٱللهِ ٱلصَّادِقَةُ»’’ (رؤيا 19: 9) اقرأ رؤيا 19: 6-9 عندما نتقدَّم إلى مائدة الرب، يجب أن نتذكَّر الصليب متأمِّلين في الثمن الذي دفعه يسوع من أجلنا، وفي الوقت نفسه، يجب أن نفحص قلوبنا مفكِّرين في ثقل الخطيَّة وشاكرين الله على دم ابنه الثمين. لكن يجب أن نتطلَّع إلى الأمام أيضًا، فيسوع لم يمت على الصليب لدفع ديوننا فحسب، بل أيضًا لإدخالنا إلى أفراح السماء، فيومًا ما، سنجتمع مع القديسين للجلوس في عشاء عرس الحمل، لذا، قال يسوع عندما كان جالسًا في تلك الليلة في العلية مع تلاميذه، ‘‘إِنِّي لَا آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ ٱللهِ’’ (لوقا 22: 16) كان يمكن تسمية ‘‘العشاء الأخير’’ ‘‘العشاء الأخير في الوقت الحالي’’، إذ ينتظرنا عشاء آخر واحتفال سيخزي الأطراف كافَّة، وهو احتفال منقطع النظير وهدية لنا دفع يسوع المسيح ثمنها في الجلجثة، وستكون هذه بداية فرح لامتناهٍ. واليوم، فلتذكِّرنا الوليمة المقبلة بصلاح الله اللامتناهي، فلطفه تجاه الخطاة يفوق الوصف، […]
أبريل 17, 2025

تذكار الصليب

‘‘وَقَالَ لَهُمْ: «شَهْوَةً ٱشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هَذَا ٱلْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ’’ (لوقا 22: 15). اقرأ لوقا 22: 14-20 إذا أجريتَ دراسة عن تاريخ البشرية جمعاء، تشمل كلّ أمَّة وثقافة وحقبة، فإنَّك تكتشف أنَّ آلام الصلب تضاهي أي شكل من أشكال التعذيب المؤدية إلى الموت التي ابتكرها الإنسان الآثم في قلبه، ومع ذلك، تحمَّله يسوع من أجلنا. إن أشكال العذاب والخزي التي عاناها يسوع تفوق تلك التي سنختبرها بمعظمنا لقد قال يسوع في الليلة التي سبقت موته، قبل ساعات من الصلب، إنَّه اشتهى شهوة أن يأكل الفصح الأخير مع تلاميذه (لوقا 22: 15). لماذا؟ لأنَّه أراد تحضير أصدقائه لما ينتظرهم من هول وتشويش. أراد إنشاء تذكار للصليب لطالما كان الهدف من الفصح أن يعكس صورة ذبيحة ابن الله، ولم تكن الحملان المذبوحة في تلك الليلة سوى ظلالًا لحمل الله الحقيقي. إنَّ الخلاص الذي اختبره بنو إسرائيل لدى خروجهم من مصر هو تمهيد للخلاص الأعظم الذي حقَّقه المسيح. وقد أراد يسوع أن يسترجع التلاميذ ذلك العشاء ليعرفوا دلالته الحقيقيَّة، ودعاهم إلى […]
أبريل 16, 2025

تصالحنا مع الله على الصليب

لِأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ ٱللهِ بِمَوْتِ ٱبْنِهِ، فَبِٱلْأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ! (رومية 5: 10) اقرأ رومية 5: 1-11 لقد اختبرنا بمعظمنا فرحة التصالح مع شخص نحبُّه. ربَّما سبق لك أن تشاجرت مع أحدهم وبنى كلُّ منكما أسوارًا فاصلة بينه وبين الآخر، ثمَّ مرَّت فترة طويلة من الصمت غير المريح ولم يشأ أيٌّ منكما القيام بالخطوة الأولى للتصالح مع الآخر ثمَّ حدث أمر رائع: بدأ قلباكما يلينان شيئًا فشيئًا، وأخذت الأسوار تتداعى، فاعتذر واحدكما إلى الآخر واستعدتما العلاقة الوثيقة التي كنتما تتمتَّعان بها سابقًا. في الواقع، لا يدرك أحد مدى اشتياقه إلى الآخر في خلال فترة الخصومة إلَّا بعد أن يتصالحا وهكذا، صالحنا يسوع بالآب على الصليب بعد أن كان كلُّ واحدٍ منَّا على عداوة مع الله منذ الولادة، ولم يكن أيُّ منَّا يتحدَّث معه. لماذا؟ لأنَّنا لم نلبِّ مطالب الله، وهي أن نكون قديسين وكاملين مثله تمامًا لكن الخبر السار هو أنَّ يسوع أرضى مطالب الله على الصليب، فهو سلك في القداسة حيثما فشلنا، […]
أبريل 15, 2025

تبررت على الصليب

إِذًا نَحْسِبُ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِٱلْإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ ٱلنَّامُوسِ (رومية 3: 28) اقرأ رومية 3: 21-28. هل تعلم أنَّ الكتاب المقدَّس يذكر أنَّ الله كان يتمشَّى في جنَّة عدن عند هبوب ريح النهار (تكوين 3: 8)؟ ليس صعبًا عليك تخيُّل آدم وحوَّاء وهما يستمتعان بالنزهات الطويلة مع أبيهما السماوي. فكِّر في العلاقة العميقة التي كانا يتمتَّعان بها قبل السقوط، وفي الروابط الوثيقة بينهما وبين الله، وفي الفرح، والسلام، والشبع لكن آدم وحواء خسرا تلك العلاقة المثاليَّة، تلك الحميميَّة الجميلة، والثمينة مع أبيهما السماوي، حين صدَّقا كلام الحيَّة وأكلا من الثمر المحظور. يستحيل احتساب قيمة الخسائر التي تكبَّدها الجنس البشري في ذلك اليوم لكنَّ الكتاب المقدَّس يعلن أنَّ ما قد هُدم قابل للبناء من جديد لأنَّ يسوع حمل غضب خطيَّتنا، والآن، بات الله الآب ينظر إلى أبنائه بعيني المسيح، فيعاين برّ ابنه الكامل بدلًا من رؤية خطيَّتنا. وعندما نُقبِل إليه بالإيمان ونؤمن بيسوع لأجل خلاصنا، فهو يمنحنا حياة ابنه الكاملة، وهذا ما يعنيه الكتاب المقدس بالتبرر بالإيمان (رومية 3: 28) وهكذا، […]
أبريل 14, 2025

مفديّ على الصليب

وَأَمَّا ٱلْآنَ إِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ، وَصِرْتُمْ عَبِيدًا لِلهِ، فَلَكُمْ ثَمَرُكُمْ لِلْقَدَاسَةِ، وَٱلنِّهَايَةُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ (رومية 6: 22) اقرأ رومية 6: 15-23 جاء في الكتاب المقدَّس أنَّ المسيح مات على الصليب لكي “يفدي” الخطاة (تيطس 2: 12-14)، لكن هل فكَّرت يومًا في ما تعنيه كلمة الفداء؟ الفداء يعني الاسترداد، وهو مصطلح مرتبط بسوق العمل، وتحديدًا بعالم التجارة، ومعناه ‘‘معاودة شراء شيء ما’’. لقد تمّ استعمال هذا المصطلح عبر التاريخ في سوق الرقيق، للإشارة إلى إمكانية ‘‘فداء’’ العبد، الذي أصبح عبدًا جراء الديون أو الظروف، ما يعني أنَّه يمكن معاودة شرائه لعتقه من حياة العبوديَّة وإطلاق سراحه. وهكذا، يتم إبطال ملكيَّة صاحب الرقيق، فلا يعود الإنسان عبدًا. هنا، نطرح السؤال الآتي: ‘‘ممَّ أو ممَّن اشترانا يسوع المسيح؟’’ لقد كنَّا جميعًا عبيدًا للخطيَّة وللشيطان، لكنَّ يسوع دفع الثمن لتحريرنا، فلم يعد للخطيَّة والشيطان أيُّ سلطان على مَن افتداهم الرب. لقد تحطَّمت القيود التي كانت تكبِّلنا، فلم تعد الخطيَّة تسيطر علينا، وهكذا بتنا عندما نخطئ نبادر إلى التوبة فورًا، لماذا؟ لأنَّنا أُعتِقنا بدم […]
أبريل 13, 2025

الكفارة على الصليب

‘‘وَإِذْ وُجِدَ فِي ٱلْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ، وَأَطَاعَ حَتَّى ٱلْمَوْتَ، مَوْتَ ٱلصَّلِيبِ!’’ (فيلبي 2: 8) اقرأ فيلبي 2: 5-11 وُلد كلُّ إنسان على وجه الأرض مكبَّلًا بدَين روحيّ يستحيل عليه تسديده، حاله حال سكان العالم أجمعين الذين يناهز عددهم السبعة مليارات نسمة. نحن ورثنا هذا الدَّين عن آبائنا، ثمَّ أضفنا إليه دينًا، لكن الله، برحمته، أوجد لنا مخرجًا من سجن الديون الروحيَّة، حين سدَّده الله الابن على الصليب بالكامل لكي يتمكَّن كلُّ مؤمن يأتي إلى المسيح بقلب تائب من التحرُّر من هذا الدين الساحق لكنْ مَن الذي صلب المسيح؟ يقول البعض إنَّه يهوذا الذي دفعه جشعه إلى خيانة يسوع وتسليمه للكهنة، فيما يقول آخرون إنَّ الكهنة سلَّموا يسوع لبيلاطس البنطي، بينما يؤكّد البعض أنّ بيلاطس هو مَن أمر بصلب يسوع. لكن عندما كان يسوع معلَّقًا على الصليب معذَّبًا، صلَّى قائلًا، ‘‘ يَا أَبَتَاهُ، ٱغْفِرْ لَهُمْ، لِأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ’’ (لوقا 23: 34) الحقيقة هي أنَّ يسوع هو من اختار الصليب لنفسه، فهو سار طوعًا واختيارًا إلى الصليب. لقد نزل […]
أبريل 12, 2025

الصليب منذ الأزل

فَبِهَذِهِ ٱلْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً (عبرانيين 10: 10) اقرأ عبرانيين 10: 1-10 عندما يتأمَّل معظم الناس في صليب يسوع، يفكِّرون في العهد الجديد، وفي الجلجثة وبيلاطس والجنود الرومان، لكنَّ الصليب لم يظهر فجأة وسط قصَّة الفداء كما لو كان فكرة مستدرَكة في ذهن الله، بل هو كان دائمًا ضمن خطَّة الله الخلاصيَّة، لذا يجب ألَّا يفاجئنا حضوره الواضح في العهد القديم أيضًا الصليب هو الحلّ الذي أوجده الله لخطيَّة البشرية وتمرُّدها لدى سقوط آدم وحواء. فهو وضع فريضة سفك الدم منذ البدء في جنَّة عدن، حيث كان يُصار إلى ذبح حيوان طاهر وبلا عيب لستر خطايا آبائنا الأوَّلين (تكوين 3:  21). فالرب أراد أن يعلموا أن لخطيَّتهم ثمنًا، لذا كان يتم تقديم الذبائح الحيوانيَّة باستمرار من أيام إبراهيم حتَّى موسى وصولًا إلى خدمة يسوع الأرضيَّة، وهكذا، كان يُسفَك دم بريء من أجل خطاة مذبين. لكن بعد أن تحمَّل يسوع الصليب، لم تعد الذبائح الحيوانيَّة ضروريَّة لأنَّه، بدمه الثمين، تمَّم بصورة نهائيَّة وأبديَّة، عمل الكفارة عن […]
أبريل 11, 2025

جوهر الصليب

فَإِنَّ كَلِمَةَ ٱلصَّلِيبِ عِنْدَ ٱلْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ ٱلْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ ٱللهِ اقرأ 1 كورنثوس 1: 18-24 في القديم، كان الصليب مجرد أداة للتعذيب قبل أن يصبح رمزًا للرجاء المسيحي، وقد استخدمه الرومان كوسيلة لتنفيذ حكم الإعدام بحقّ المجرمين الأكثر خطورة، لذا، فهو لم يكن رائجًا آنذاك، ولم يكن الناس يضعون مجوهرات على شكل صليب ولم يزيِّنوا منازلهم به. لكن عندما حمل يسوع خطايانا على الصليب، تغيَّر كلُّ شيء، فأصبح الصليب رمزًا لإيماننا به ليذكِّرنا بأنَّ ابن الله دفع الثمن النهائي لحريتنا وخلاصنا الأبديَّين وهكذا ضمن لنا صليب المسيح النصرة على الشرير، فهو يعطي رجاءً في كلّ وضع ميئوس منه، وهو السبيل الوحيد للخلاص، فالصليب الذي عُلِّق عليه المسيح منذ نحو ألفي سنة فتح الباب المؤدي إلى الحياة الأبديَّة. إذًا، صليب المسيح هو أكثر من مجرَّد رمز، إنَّه جوهر إيماننا لكنَّ الصليب آخذٌ في الاضمحلال اليوم، حتَّى في الكنائس. لماذا؟ لأنَّنا بتنا نستخف بالخطيَّة، ومتى استخففنا بالخطيَّة، قلّلنا من أهمية الصليب أيضًا، لأنَّ الخطيَّة والصليب متلازمان. لكن بسبب فداحة […]