kingdom

نوفمبر 21, 2024

أُرسِلَ إلى المخبأ

“اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي” (مزمور 40: 1). من السهل أن تتساءل عما يفعله الله في الوقت الذي تشعر فيه بالعجز. ربما كنت في وظيفة أو في وضع مالي يبدو خانقًا، أو ربما يكون وقتًا في حياتك تشعر فيه بالانفصال عن الآخرين – مثل حال الأم الجديدة أو الشخص المُقعَد المُحتَجَزْ في منزله، وتتوق إلى الخطوة التالية في حياتك، لكنك تشعر أنك مُحاصَر في الحاضر. من البديهي أن نريد أن نتحرَّر مما نراه نمطًا ثابتًا في الحياة، ونريد أن نتقدم وننتقل إلى تلك المغامرة المثيرة التالية، فنحن نشعر بأن علينا أن نفعل شيئًا هامًا بدلاً من قضاء الوقت بأمان في مخبأ. لكن ليست هذه هي الطريقة التي يريدنا الله أن ننظر بها إلى وضعنا. يذكُر الكتاب المقدس مرارًا وتكرارًا أن الله كان يقوم بتخبئة خُدَّامه قبل قيامهم بأعمال عظيمة من أجله. لقد كان إِيلِيَّا يتوق إلى خدمة الآخرين، لكن الله أوقفه لمدة ثلاث سنوات. كان شعب الله في وقت إِيلِيَّا قد وصل إلى أدنى درجة من درجات الضعف […]
نوفمبر 20, 2024

لحظات الاختباء

“انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ” (مزمور 37: 7) يظهر إيليا فجأة على مسرح أحداث عبادة الأوثان في ملوك الأول 17 ليعلن قصاص الله بسنوات قحط وجفاف نتيجة لعبادة شعب الله للبعل بقيادة آخاب (انظر 1 ملوك 16: 29-33). وفي أثناء سنوات الجفاف، قام الله بتوفير كل احتياجات إيليا بطريقة معجزية حيث يُخبرنا الكتاب في 1 ملوك 17: 6 ” وَكَانَتِ الْغِرْبَانُ تَأْتِي إِلَيْهِ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ صَبَاحًا، وَبِخُبْزٍ وَلَحْمٍ مَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ النَّهْرِ”. نادرَا ما يختبئ أولاد الله، ولكن مثل هذه الأوقات تقربنا من الله وتعدنا لخدمة أعظم. لقد نضج يوسف في أثناء فترة نفيه وسجنه. كما أن موسى قضى سنوات في البرية قبل القيام بخدمته العظيمةوقضت أستير فترة استعداد طويلة قبل تقديمها للملك وأمضى بولس ثلاث سنوات صمت قبل أن يبدأ خدمته. هل خبأك الله لبعض الوقت؟ هل تشعر بالعُزلة؟ هل تشعر بأنك عضو غير عامل في ملكوت الله؟ لقد سمح الله أن تكون في هذا المكان، لذلك استمثر هذا الوقت لكي تتعمق في كلمة الله. صلاة: يا الله، اجعلني […]
نوفمبر 18, 2024

دروس في الإيمان

فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ” (متى 17: 20). لدينا ثقافة تتحدث طوال الوقت عن الإيمان؛ ليكن لديك إيمان بحكومتك، وإيمان بمجتمعك، وإيمان بنفسك.. الخ.، لكن هناك شيئان يجب أن تعرفهما عن الإيمان: أولاً: لا توجد قوة في الإيمان ذاته. يتحدث الكثير من الناس عن قوة الإيمان، لكن الحقيقة هي أنه لا توجد قوة في الإيمان ذاته، بل في موضوع الإيمان، وإذا كان موضوع إيمانك هو الرب يسوع المسيح، فأنت إذن مؤمن قوي منتصر، وبإيمانك قوة تنقل الجبال. ثانيًا: الإيمان لا علاقة له بالمشاعر. “الإِيمَانُ هُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى” (عبرانيين 11: 1). الإيمان هو أن تقول “الله قال هذا.. وأنا أؤمن به، وهذا يحسم الأمر”. ولكي لا نفتخر بإيماننا، بدلاً من الافتخار بموضوع إيماننا – فادينا يسوع، ينبغي أن نتذكَّر الآتي: وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِيُظْهِرَ […]
نوفمبر 17, 2024

السقوط من النعمة

قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ” (غلاطية 5: 4). يستخدم بولس الرسول في غلاطية 5: 4 عبارة “سقطتم من النعمة”. يعتقد البعض أنه عندما “يسقط الإنسان من النعمة” فهذا يعني أنه فقد خلاصه، لكن هذا ليس بالضرورة ما قصده بولس؛ فهو يُحذِّر المؤمنين من استعباد الناموس لهم مرة أخرى، لأن نعمة الله هي التي تخلصنا، وهي التي تدعمنا وتُقدمنا للآب القدوس بلا لوم في ذلك اليوم المجيد. نعمة الله هي عمل كامل من البداية إلى النهاية، فما الذي قصده بولس بعبارة “سقطتم من النعمة”؟ يحدث السقوط من النعمة عندما تتوقف عن الإيمان بأن نعمة الله فقط هي القادرة على أن تُخلِّصك. يمكنك أن تسقُط من النعمة عندما تثق في قاعدة أو طقس أو عقيدة من صُنع الإنسان لتقودك إلى السماء. عندما تضيف شيئًا إلى نعمة الله لكي تنال رضاه، فأنت بهذا قد سقطت من النعمة، وقد يحدُث هذا بسهولة، لذا علينا أن نكون يقظين. قد نُحوِّل الهدف من أعمالنا الصالحة من كونها وسيلة للتعبير عن […]
نوفمبر 16, 2024

النعمة تساوي القوة

“الَّذِي صِرْتُ أَنَا خَادِمًا لَهُ حَسَبَ مَوْهِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي حَسَبَ فِعْلِ قُوَّتِهِ” (أفسس 3: 7). هناك شيء واحد يجب أن تفهمه عن النعمة؛ وهو أن النعمة تساوي القوة. لا يوجد شيء مثل هذه القوة في العالم بأسره؛ فهذه القوة فريدة من نوعها إذ يمكنها إعادة روح ميتة إلى الحياة. إنها قوة فائقة للطبيعة وفريدة، وهي ذات القوة التي تسندنا في مواجهة صعوبات الحياة. بغض النظر عن مدى الأذى الذي تتعرض له، ومهما كانت آلامك، أو قدر الحزن الذي يسحقك، فإن وعد الله لبولس الرسول هو لك اليوم: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ» (2كورنثوس 12: 9). مهما كان ما تواجهه، فإن نعمة الله كافية. كيف يمكننا أن نختبر ونشرح كفاية نعمة الله إذا لم يكن هناك أشواك في حياتنا؟ كيف يمكننا أن نشهد عنها؟ لا يمكن أن تظهر نعمة الله عندما نكون أقوياء في أعيننا، وعندما نعتقد أننا لسنا بحاجة إليها. تكون نعمة الله في أبهى صورها في ظُلمة ظروفنا، وتتجلَّى بشكل أوضح عندما نكون ضعفاء. لهذا […]
نوفمبر 15, 2024

اطلب قوته

“الَّذِي صِرْتُ أَنَا خَادِمًا لَهُ حَسَبَ مَوْهِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي حَسَبَ فِعْلِ قُوَّتِهِ” (أفسس 3: 7). لقد أدرك الرسول بولس قوة نعمة الله اليومية عندما اختبر شوكته العظيمة: مِنْ جِهَةِ هذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ (2كورنثوس 12: 8-10). إن طلب قوة الله لا يُرضِي الله فحسب، بل يُمكِّنُنَا من القيام بعمله وعَيش حياة مليئة بالبركات. لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ، مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ، شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ (كولوسي 1: 10-12) هل تعيش حياة مُنهزمة؟ هل حاولت أن تعيش معتمدًا على نفسك ومكتفيًا بذاتك؟ هل تتكل على حكمتك البشرية وإبداعك الخاص في حياتك؟ إذا كان الأمر كذلك، […]
نوفمبر 14, 2024

لا تتقَيَّد بالناموس

فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ” (رومية 6: 14). هل تزعجك خطيتك بشكلٍ دائمٍ؟ هل سبق لك أن وضعت لنفسك قوانين تشعر أن عليك اتباعها لكي تكون “صالحًا”؟ عندما نسعى جاهدين لنكون مقبولين لدى الله، فإننا نحرم أنفسنا من الحرية التي ربحها المسيح من أجلنا، ونحرم أنفسنا من إنجيل النعمة الحقيقي؛ إذ نُقيِّد أنفسنا بالناموس، ونعطي لقوانيننا أهمية أعلى من وصايا الله، سواء كانت هذه القوانين تتضمن إرشادات أخلاقية، أو آداب عبادة، أو شروطًا إضافية للخلاص. حتى وإن كانت النية حسنة وراء تلك القوانين التي صنعها الإنسان، فهي في مرتبة أدنى من وصايا الله، وعندما نتبع تفكيرنا البشري الخاطئ بدلاً من طرق الله الكاملة، سنجد أنفسنا متجهين نحو عدم الرضا. لا يمكننا أبدًا أن نحيا وفق معاييرنا القاسية، وفي كل مرة نحاول أن نفعل ذلك نفشل، مما يجعلنا نفقد جزءًا من فرحنا. تمنحنا نعمة الله منفردة سلام الخلاص – وليس نعمة الله مُضافًا إليها حضورنا الكنيسة أو أنشطتنا الخيرية أو مكانتنا الإجتماعية، أو عائلتنا أو […]