يناير 31, 2020

اصغِ لصوته

“اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ. هُوَ صَنَعَنَا، وَلَهُ نَحْنُ شَعْبُهُ وَغَنَمُ مَرْعَاهُ” (مزمور 100: 3). العلاقة بين الراعي والخراف في الشرق الأوسط علاقة مُميزة جدًا. تعرف الخراف صوت الراعي وتتبعه عندما ينادي عليهم، وإذا جاء شخص غريب، تتراجع الخراف. ليس من المفاجئ أنه خلال الحرب العالمية الأولى، عندما قرر بعض الجنود الأتراك سرقة قطيع من الأغنام من أحد التلال القريبة من القدس، أنه كان عليهم مواجهة حقيقة أن الراعي هو الوحيد الذي يستطيع السيطرة على الأغنام. كان الراعي يعلم أنه لن يستطيع استعادة قطيعة بمفرده، ففعل الشيء الوحيد الذي في استطاعته؛ وضع يده حول فمه وأطلق نداءً خاصًا كان قد اعتاده يوميًا لجمع خرافه. عندما سمعت الخراف الصوت المألوف، توقفوا وإلتفوا، وعادوا إلى راعيهم. وينطبق الشيء نفسه علينا نحن – جسد المسيح. أولئك الذين هم أبناء الله سوف يسمعون صوته من خلال كلمته. يقول يسوع في يوحنا 10: 27-28 “خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي”. أنت تعلم […]
يناير 30, 2020

أنا الكرمة الحقيقية

“أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا” (يوحنا 15: 5). هناك شجرة تنمو في المناطق الاستوائية تسمى شجرة “أثأب”. ارتفاع هذه الشجرة، وإمتدادها، وسُمْك جِذعها يجعلها شجرة متألقة من حيث الظل والجمال. تتأصل فروعها إلى أسفل الأرض. ومتى تلامست أطراف الفروع مع الأرض، تصنع جذرًا لشجرة جديدة تبدأ في النمو. هل تمتد حياتك وتتضاعف في حياة الآخرين مثل شجرة “أثأب”؟ هل تشارك الأصدقاء، وأفراد العائلة وزملاء العمل بمحبة الله؟ لقد أعطى الله الإرسالية العُظمى لكي يأتي بالرجال والنساء والأطفاء إلى معرفته المُخَلِّصة. يأتينا يسوع بالشفاء والغفران والخلاص، وقبوله لنا غير مشروط. قال يسوع للتلاميذ: “أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ” (يوحنا 15: 1). إن لم تثبُت في المسيح، لن تكون مُثمِرًا. يقول يسوع “أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.” (يوحنا 15: 4). يجب أن تثبت في المسيح. أنت تتحد معه عندما تسعى وراء […]
يناير 26, 2020

أنا هو القيامة والحياة

“وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (1كورنثوس 15: 57). قبل أن يُقيم يسوع لعازر من بين الأموات، قال هذه الكلمات لمارثا: »أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ« (يوحنا 11: 25-26). عندما رُفِعَ الحجر، أمر يسوع لعازر بالخروج من القبر، وقد فعل. عندما كنتَ ميتاً في خطاياك، دعاك الله بالاسم لكي تخرج من خطاياك وتختبر قوة القيامة. واجه يسوع أيضًا الموت، لكن الله أقامه من بين الأموات. كانت قيامة يسوع جسدية وروحية. لم تكن مثل قيامة لعازر، لأن لعازر مات ثانيةً لاحقًا. لكن يسوع قام كباكورة أولئك الذين دعاهم الآب إلى الحياة الأبدية. يقول الكتاب المقدس أن يسوع مات ودفن وقام وظهر عدة مرات بعد القيامة. كان قبر المسيح فارغًا آنذاك؛ ولا يزال فارغًا اليوم. إنه ربنا ومُخلّصنا المُقام. حتى الرومان، بكل قوتهم، لم يستطيعوا أن يأتوا بجسد يسوع، وقادة اليهود، بكل كراهيتهم ومرارتهم تجاه يسوع، لم يستطيعوا أن يأتوا بجسده. وإذا كان التلاميذ […]
يناير 23, 2020

حيث يكون كنزك

“لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا” (متى 6: 21). سمح الغني لثروته بأن تخلق له شعور زائف بالأمان والاكتفاء الذاتي (متي ١٩: ١٦-٣٠). لقد اعتمد على ماله أكثر من اعتماده على الله، واعتقد أنه كان مُسيطر على حياته. يخبرنا الكتاب المقدس بأنه ينبغي علينا أن نعيش بشكل مختلف عن ذلك الحاكم الثري. قال بولس لتيموثاوس “أَوْصِ الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا، وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى، بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ.” (1تيموثاوس 6: 17). عندما نركز أكثر من اللازم على مواردنا الأرضية، نصبح بسهولة مُقيدين بها. قال يسوع “لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا.” (متى 6: 19-21 ). هذا الحاكم الشاب كان راسخًا في عقلية كانت تُشجِّع على الطمع والأنانية. ربما كان يعتقد أنه يستطيع […]
يناير 22, 2020

بُوصلتك الداخلية

“لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ (عبرانيين 4: 12). هناك توتر مستمر في عالمنا اليوم. في الواقع، كان التوتر موجودًا منذ اللحظة الأولى التي أخطأت فيها البشرية في جنة عدن. ينشأ هذا التوتر من أي إغراء نتعرض له لكي نتخلَّى عن حق كلمة الله ونعيش وفق رغباتنا بدلًا من تكريسنا الكامل ليسوع المسيح. على سبيل المثال، عندما يريد أحد الأصدقاء غير المؤمنين معرفة ما إذا كان يسوع المسيح هو الطريق الوحيد للخلاص، يجب أن تكون إجابتنا بثقة وحُنُو “نعم”! غالبًا ما تكون هذه الإجابة أسهل قولًا لا فعلًا، لكننا نعرف أننا يجب أن نشارك هذا الحق مهما كان صعبًا، لأنه لا يوجد طريق آخر لخلاص البشرية سوى الإيمان بابن الله (يوحنا 14: 6). كلمة الله هي سيف ذو حدين، وهي قادرة على اختراق الحجج الضعيفة والعبثية التي تدَّعي بأن هناك طرق أخرى للخلاص. وعلى الرغم من أن عدم الإيمان والخوف قد يمنعاننا من التحدث […]
يناير 20, 2020

جوهر الناموس

“وَتَفَاضَلَتْ نِعْمَةُ رَبِّنَا جِدًّا مَعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” (1تيموثاوس 1: 14). يقول البعض أن رد الفعل الطبيعي للخلاص بالنعمة فقط يشبه هذا: “الآن بعد أن خَلُصت بالنعمة، يمكنني أن أكسر جميع الوصايا.” أي شخص يعتقد ويمارس هذا القول لم ينل الخلاص. يخبرنا الكتاب المقدس بوضوح أن أولئك المُخَلَّصون بالنعمة يحفظون الناموس، وليسوا ممن اعتادوا كسره (1يوحنا 2: 3-6؛ 5: 1-4) أولئك الذين اختبروا محبة الله ونعمته لن يحفظوا حرف الناموس فقط، بل سيحفظوا روح الناموس أيضًا، فنجد أولئك الذين نالوا نعمة الله من خلال يسوع المسيح لا يكتفون بعدم القتل بسبب طاعتهم للوصية، لكنهم أيضًا لا يكرهون، لأن الكراهية هي الخطوة الأولى التي تؤدي إلى القتل. هذا هو روح الناموس. وهم لا يكتفون بعدم الإنتقام لأنفسهم، بل يغفرون أيضًا للذين يسيئون إليهم ويحتقرونهم. إنهم يحبون أعدائهم لأنهم نالوا نعمة الله بالإيمان وحده، وآمنوا بيسوع المسيح كمخلص لهم. النعمة تُغيّر القلب. كيف إذاً للمؤمن الذي خلص بالنعمة وحدها أن يحفظ روح وحرف الناموس؟ عندما تَخلُص بالنعمة وحدها يسكن […]
يناير 19, 2020

الهروب من الله

“اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ” (مزمور 51: 1). ندم آدم وحواء على خطيتهما، وتأسفا على الإنفصال الذي حدث بينهما وبين الله، لكن لم يكن الأمر مماثلًا مع قايين. إن قصة قايين وهابيل مألوفة بالنسبة لنا، وكذلك السؤال الجريء الذي طرحه قايين على الله: “أَحَارِسٌ أَنَا لِأَخِي؟” (تكوين 4: 9). قاد الغضب قايين إلى قتل أخيه. لقد كان غاضبًا لأن الله قَبِل تقدِمة هابيل التي قدمها من حصاده ومِن باكورة غنمه. كانت تقدِمَتَا الأخوين متفقتين مع مهنتيهما: كان قايين يحرث الأرض، وكان هابيل يربّي أغنام. ظاهريا، كان يبدو أن كلٍ منهما كان يقوم بعمل صالح، لكن قايين أراد أن يقترب من الله بشروطه الخاصة. لا يحدد الكتاب المقدس كيف عرف قايين وهابيل إن الله قد قبل أو رفض تقدمتيهما، لكن من الواضح أنهما كانا يُدركان النتيجة: “نَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، وَلكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدًّا وَسَقَطَ وَجْهُهُ” (تكوين 4: 4-5). أصدر الله تحذيرا صارِمًا لقايين قائلًا له أن هناك خطية رابضة […]
يناير 12, 2020

فرح الحزانى

“طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْن” (متى 5: 4). قد تكون التطويبة الثانية هي الأكثر تناقضًا. يظهر الأمر كما لو أن يسوع يقول أن “الحزين هو الفَرِح”. لكن نظرة يسوع إلى السعادة ليست مثل نظرتنا التي غالباً ما تتغير بحسب ظروفنا. لا تقتصر سعادة الثقافة المضادة التي يتحدث عنها يسوع على وجود احباطات، بل تأتي أيضًا من خلال الحزن. نوع حزن يسوع هو أيضًا مُضاد للثقافة. إنه ليس حزن الشفقة على الذات عندما لا تحصل على ما تريد، كما أنه ليس حزن الفقد عندما تفقد شخصًا ما أو شيء ما تحبه. إن حزن يسوع هو الحزن الإلهي على الخطية. المساكين بالروح من التطويبة الأولى، سيصبحون هم الحزانى على خطاياهم. لا يقول يسوع أن السعادة تأتي من الحزن نفسه، بل من تجاوب الله مع حزننا. الحزن الإلهي يجلب الغفران والشفاء الإلهي، والذي بدوره يمنحنا تعزية الله وفرح. هناك عائقان أمام الحزن الإلهي، ومن ثم أمام تعزية الله، وهما الغرور واليأس. يجعلنا الغرور نتجاهل خطيتنا ونُلقِي باللوم على الآخرين، واليأس يجعلنا نفقد الرجاء في […]
يناير 9, 2020

إعادة تعريف كلمة “طوبى”

كانت تعاليم يسوع في العظة على الجبل صادمة لمستعميه في القرن الأول كما هي اليوم. فهم ينزعجون من الميل الطبيعي لقلوبنا الخاطئة، ومن “حكمة” هذا العالَم المُحطَّم. في الواقع، عندما تقرأ التطويبات، قد تفكر “هل هذا حقًا طريق السعادة والفرح؟” يأتي الرضا الحقيقي من معرفة يسوع التي تقودنا إلى العيش وفق قانونه لكي نُبارَك حقًا. اقضِ بعض الوقت في التفكير في الأشياء التي تتحداك بها الموعظة على الجبل في هذا الموسم. • هل كنت تعمل بلا كلل لكي تنال قبول الله، أم أنك تأتي إليه فارغًا وتقول له “كل ما لدي هو المسيح”؟ اقرأ مزمور 16. • هل كنت تعيش من أجل متعتك، أم أنك تحزن على الخطية التي تسيء إلى الله الذي تحبه؟ اقرأ يعقوب 4: 1-10 . • هل تستخدم قوتك ونفوذك لتعزيز وَضعَك، أن أنك تُنكِر ذاتك وتستخدم قوتك لخدمة الآخرين في تواضع؟ اقرأ 1 تسالونيكي 2: 6-1-2. • هل تبحث عن طرق لاستغلال أخطاء الآخرين، أم أنك تختار أن تغفر وتُظهر لطفًا عندما يُخطيء الآخرون؟ اقرأ […]
يناير 8, 2020

نعمة مُدهشة

“لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ” (2كورنثوس 5: 21). أول درس عن النعمة في التاريخ كان عن الحيوان الذي تم ذبحه للتكفير عن خطية آدم وحواء – هنا مات البريء لأول مرة من أجل المُذنب. وبعد مرور آلاف السنين، نرى أن هذه الذبيحة كانت تشير إلى ابن الله الكامل القدوس البار البريء الذي لم يفعل خطية، الذي سفك دمه في الجلجثة حتى يَخلُص كل من يأتي إليه بتوبة وإيمان (رومية 10: 9-11). نحن الخطاة المذنبون، ويسوع البريء قد ذبح نيابةً عنا. لقد مات المسيح عوضًا عنا على صليب الجلجثة، وأعطى كل من يؤمن به ومن يتبعه رداء البر (غلاطية 3: 26-27). هذا الرداء هو الذي يجعلنا مقبولين عند الله الآب، لأن كل الأعمال الصالحة في العالم كله لن يمكنها أن تجعلنا أنقياء أمام الله، فقط بر يسوع المسيح الذي أُعطي لي ولك هو الذي يستطيع أن يفعل ذلك. لا بد وأنها كانت تجربة مُحيرة للعقل لآدم وحواء أن يشهدا ذبح حيوان بريء. إن […]
يناير 7, 2020

تدفُّق محبته

“وَلاَ يُخْدَمُ بِأَيَادِي النَّاسِ كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى شَيْءٍ، إِذْ هُوَ يُعْطِي الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْسًا وَكُلَّ شَيْءٍ” (أعمال الرسل 17: 25). من المؤكد أن ثقافتنا تُدرك أن عيد الميلاد هو موسم العطاء. يرى المؤمنون وغير المؤمنين على حدٍ سواء أن عيد الميلاد هو وقت تقديم الهدايا والاحتفال والتجمع مع الأصدقاء والعائلة – وقت يُثقَل فيه جدول مواعيدنا بالمناسبات والالتزامات التي نقوم فيها بوضع قوائم ونشعر بالقلق بشأن الهدية المناسبة أو الحاجة إلى الحصول على هدية أخرى. في خضم كل هذا الصَخَب، يعد هذا الوقت أيضًا بالنسبة لكثيرين وقتًا للاكتئاب والوحدة واليأس والإحباط، وذلك لأننا نُصدِّق رسالة ثقافتنا العلمانية التجارية التي تحول عيد الميلاد إلى حفل ترفيهي بدلاً من الاحتفال الذي يبعث على الرضا العميق وإيقاظ النفس. إن الله القدوس، الذي هو منذ الأزل وإلى الأبد (مزمور 90: 2)، الذي لا يحتاج أي شيء منا، لا تسبيح ولا محبة ولا ذبائح (أعمال الرسل 17: 24-25)، قد خلق الكون من تدفق محبته التي كانت قائمة منذ الأزل بين الآب والابن والروح القدس. لقد […]
يناير 6, 2020

هكذا أحب الله

“لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ” (يوحنا 3: 16). “هكذا أحب الله العالم…” (يوحنا 3: 16). لن تجد مثل هذا الإعلان في أي دين آخر. جميع الأديان تقول “اجتهد بشدة؛ حاول أكثر” ولن تعرف أبدًا إذا كنت مقبولًا أم لا. لكن إلهنا هو إله محبة وإله عطاء، إنه إله مُضَحِّي. إلهنا هو الأكثر تواضعًا، الأبدي، والقدوس الذي نزل إلينا في محبة. وهذه هي روعة عيد الميلاد: أن الله نزل إلينا. إن المحبة المُذهلة والرحمه الفائقة لإله الكتاب المقدس يُميزان المسيحية عن أي دين آخر. هذه المحبة لا تأتي إلا من الله لأن “الله محبَّة” (1يوحنا 4: 8). الله يحب لأن من طبيعته أن يُحِب، فالمحبة هي جوهره. وتتدفق محبة الله من ينبوع غير محدود، ولا يوجد ما يستطيع قياسه على الإطلاق. لهذا استُخدِمت إحدى أقصر الكلمات في اللغة الإنجليزية So (هكذا) للتعبير عن هذه المحبة الإلهية؛ “هكذا” أحب الله العالم. لن يمكنك شرح أو وصف أو قياس تلك المحبة. ليس في ذواتنا شيء مُحبب أو جذاب يستحق […]