فبراير 6, 2025

قيمة الملح

أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. -متى 5: 13 اقرأ متى 5: 13 عندما قال يسوع للجموع المُحتشدة “أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ”، كان ذلك تصريحًا هامًا؛ فقد كان بذلك يُخبر أتباعه من العامَّة – من صيادي السمك وعُمَّال اليومية – أنهم ذوو قيمة كبيرة. كان يسوع قد انتهى لتوه من موعظته عن التطويبات – الثماني خطوات نحو البركة الروحية (اقرأ متى 5: 3-12)، ولذا، عندما بدأ يتكلَّم عن الملح، فإنه كان يتكلَّم عن الأشخاص الذين يجسدون التطويبات. كان لهؤلاء الأشخاص قيمة رائعة مع أن العالم لم يستطع رؤيتها، وأعظم ما كان يُميِّزهم هو كونهم مساكين بالروح، وأعظم عاطفة كانت لديهم هي الحُزن على خطاياهم، وأعظم إنجازاتهم هي الوداعة والرد على الشر بالرحمة وصنع السلام، وكان جوعهم للبر، وأعظم سلاح لديهم هو الطهارة مع الله وحفظ قلوبهم نقيَّة، وأعظم امتياز لهم هو أن يُهانوا من أجل يسوع. لقد اكتشف أولئك الذين عاشوا التطويبات كيفية امتلاك السعادة بغض النظر […]
فبراير 5, 2025

فوائد التسبيح

  احمد الرب حسب بره وأرنم لاسم الرب العلي.. -مزمور 7: 17 ماذا تقول عندما تسبح الله؟ فلكلماتنا أهمية كبيرة لأنها تعلن ما في قلوبنا (انظر متى 12: 34)، فتسبيحنا يعلن جوانب حياتنا التي يعمل الله عليها ومدى ثقتنا فيه. ومن خلال التسبيح يفتح الله قلوبنا ويعدها حتى نعرفه بطريقة أكثر عمقاً وقرباً التسبيح أيضاً يجعلنا نثبت أنظارنا على الله لكي نرى خطته لمستقبلنا. ففي هذه الحياة سنواجه أنواع شتى من التجارب والضيقات وبمرور الوقت ربما تظن أن الإحباط واليأس هما محطتك الأخيرة ولكن هذا غير صحيح. لقد غلب يسوع الشرير، لذلك يجب أن نثبت أنظارنا على قوة الله ومحبته ومجدة وعندئذ سندرك أن أمور عظيمة يمكن أن تتحقق التسبيح يعيد تثبيت سيادة الله على قلوبنا ولذلك يكون من الصعب علينا أن نسبح في بعض الأحيان لأن التسبيح يملّك الله سيداً ومتسلطاً على حياتنا وهذا يعني أن علينا أن نخضع له. وعندما نسلم له زمام الأمر، لن يكون علينا أن نقلق بشأن المستقبل وعندما نتوج الله ملكاً محباً، سنعرف كيف […]
فبراير 1, 2025

السعي وراء القوَّة

“فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللهِ” (متى 22: 29). معظم الناس لا تُبهرهم القوَّة فحسب، بل يتوقون إليها ويسعون إليها – سواء كانت قوَّة مادية أو فكرية أو سياسية أو مالية. المأساة هي أن المؤمنين قد فقدوا قوَّتهم الحقيقية لأنهم يسعون إلى التمكين المؤقت. لقد فشل المؤمنون في اختبار قوَّتهم الهائلة التي لا توصف والتي أصبحت لهم عندما أصبحوا أبناء وبنات للإله الحي. لقد تخلَّى الكثيرون منا عن قوَّة الله الفائقة من أجل قوَّة العالم الفانية؛ فقد استبدلنا قوَّة الله بالقوَّة الأرضية الفانية. لقد نسينا القوة الوحيدة التي ستظل موجودة إلى الأبد لأننا أصبحنا منشغلين جدًا بمعايير المجتمع للقوة. ولكن بغض النظر عن المصادر الأرضية التي نسعى للحصول منها على القوة – سواء في ظروفنا أو من خلال الروحانية الزائفة – فهي جميعًا لا تُقارَن بقوة روح الله القدوس. كيف ينظر غير المؤمنين إلى القوة؟ إنهم يرون القوة كوسيلة للتحكُّم في الأحداث والظروف والأشخاص، ويستخدمون القوة الأرضية لخداع الآخرين لفعل مشيئتهم، ولكي يكون لديهم […]
يناير 31, 2025

اركض نحو الصخرة

“الرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَقَرْنُ خَلاَصِي وَمَلْجَإِي” (مزمور 18: 2) دعا الملك داود الله “صخرته”، وكلما تعرَّض أمنه أو أمن عائلته أو سُمعته للهجوم، كان يركض نحو شَق الصخرة حيث يجد المصدر الذي لا يفشل أبدًا في مساعدته وحمايته. ترمُز الصخرة في الكتاب المقدس إلى شخصية الله التي لا تُقهر ولا تتغير. لذلك لم يُصَلِّ داود صلوات غير فعَّالة مثل: “أرجو أن تفعل هذا”، فقد كان يعلم أن الله قادر على حل أي مشكلة حتى وإن بدت الظروف خارجة عن السيطرة استطاع داود أن يتغلَّب على أسوأ مواقف حياته بتقديم طِلباته الواثقة إلى الله، والتحاور معه في هدوء، والاعتراف بأن لديه سببًا للفرح، وهو أن الله سيستجيب بالتأكيد لصلواته ما الذي خذلك في حياتك؟ الشركة التي كنتَ تعتمد عليها؟ أم شريك حياتك الذي وثقتَ به؟ أم صحتك؟ عندما ينهار عالمك أمام عينيك، هل تلجأ إلى الله، الصخرة، أم تظل تتساءل كيف سمح الله بحدوث هذا لك؟ ستساعدك طريقة ركض داود نحو الله، التي أثبتت جدواها […]
يناير 30, 2025

المُتَسلِّط الأعلى

“يُرْسِلُ الرَّبُّ قَضِيبَ عِزِّكَ مِنْ صِهْيَوْنَ. تَسَلَّطْ فِي وَسَطِ أَعْدَائِكَ” (مزمور 110: 2) نرى في مزمور 110 أن قوة يسوع هي قوة كهنوتية. يقول عدد 4 من المزمور: “أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ»”. حتى رئيس الكهنة في العهد القديم لم يكن بإمكانه الدخول في أي وقتٍ إلى قدس الأقداس – تلك الغرفة العميقة بالخيمة حيث ظهر الله كسحابة فوق تابوت العهد وكرسي الرحمة (اقرأ لاويين 16: 2 ). لم يكن رئيس الكهنة يستطيع دخول قدس الأقداس إلا مرة واحدة في السنة، أما الآن، فرئيس كهنتنا، يسوع الملك، يمكنه أن يغفر خطايانا في اللحظة التي نتوب فيها، وهو ليس كأي رئيس كهنة، بل هو رئيس الكهنة إلى الأبد كذلك نجد في مزمور 110 تنبؤ بسلطان المسيح كقاضي. ربما يسخر الناس من يسوع الآن، لكنهم لا يدركون أن المُخلِّص، الذي يرحب الآن بجميع الناس ويدعوهم ويشتاق إليهم، سيجلس يومًا ما على العرش كقاضي، وسينتهي يوم الخلاص إلى الأبد. يقول الكتاب المقدس أن يسوع المسيح سيدين […]
يناير 29, 2025

رحلة الايمان

“لأَنَّ الرَّبَّ يُحِبُّ الْحَقَّ، وَلاَ يَتَخَلَّى عَنْ أَتْقِيَائِهِ” (مزمور 37: 28) في كثير من الأحيان عندما نسمع كلمة رحلة، نتخيَّل وقت يُقضَى في الآفاق الواسعة والمراعي الهادئة، وتبدو الكلمة شاعرية لكن في الواقع، رحلة الإيمان التي يطلب منا الله أن نقوم بها في هذه الحياة قد تقودنا إلى مدرجات جبلية شديدة الانحدار؛ وسهول شاسعة موحشة، وربما تقودنا أيضًا، دون سابق إنذار، إلى وديان مظلمة نواجه فيها بعضًا من أعظم تحدياتنا ولكن خلال كل ذلك، يمكن أن يكون لدينا إحساس هائل بالرجاء والتصميم لأن إيماننا مؤسس على إله لا يتزعزع، لا يُحبِطه الصعود والهبوط في الاقتصاد العالمي، ولا تُزعجه التقارير الإخبارية اليومية، ولا يتغير بأي شكل من الأشكال بتغيُّر السلطات الحكومية الله هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد (اقرأ عبرانيين 13: 8). هو أمين وصادق، وتأكد من أنه يهتم باحتياجاتك بقدر اهتمامه بكل الأمم في هذا العالم. لا يوجد طلب أصغر من أن يسمعه، ولا توجد مشكلة أكبر من أن يحلها عندما نُجَرَّب بالشعور باليأس، يأتي الله إلينا ويحامي عنَّا بقوة، […]
يناير 28, 2025

تشجَّع

“لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي” (إشعياء 41: 10) لقد بحث العلماء والأخصائيون بمجال علم النفس عن طرق مختلفة للتغلب على الخوف. يعتقد البعض أنه قادر على تطوير عقاقير لمكافحة الخوف الشديد غير المبرر، بينما يعتقد البعض الآخر أن علينا أن ندَّعي عدم وجود هذا الخوف. لكن الله كشف مرارًا وتكرارًا في الكتاب المقدس عن سر للشجاعة. إنه ذات الأمر الذي أخبر به موسى بعد أن طلب منه إخراج بني إسرائيل من العبودية، وذات الأمر الذي أخبرنا به يسوع بعدما أعطى التلاميذ الإرسالية العظمى (خروج 3: 12؛ متى 28: 19-20) في حجي 1: 13، يكشف الله مرة أخرى عن سر الشجاعة. بمجرد رجوع بني اسرائيل إلى الرب، قال لهم: “أنا معكم”. كان الرب يعلم أنهم سيحتاجون إلى الشجاعة لمواصلة عمله وإعادة بناء إيمانهم، وكان يعلم أنهم سوف يحتاجون إلى حضوره حتى يظلوا أمناء إلى النهاية إن حضور الله هو مفتاح الشجاعة. يطلب الله دائمًا من شعبه القيام بأشياء قد تبدو مُخيفة أو […]
يناير 26, 2025

محبوب لا يخجل

‘‘فَلَا تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، وَلَا بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلِ ٱشْتَرِكْ فِي ٱحْتِمَالِ ٱلْمَشَقَّاتِ لِأَجْلِ ٱلْإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ ٱللهِ’’ (2 تيموثاوس 1: 8) اقرأ 2 تيموثاوس 1: 7-8 يمكن أن يكون الخجل ردّ فعل صحيّ أمام الخطيَّة من منظور الكتاب المقدس. فعندما ندرك أنَّنا قمنا بعمل مخالف لوصايا الله، ينشأ شعور بالخجل في داخلنا ليقودنا نحو رحمة الله. في هذا الإطار، يكون الخجل مفيدًا وبركة من الرب لكن يوجد أيضًا نوع غير صحي من الخجل. ففيما يدلَّنا الخجل الصحي على حاجتنا إلى الغفران، يقول لنا الخجل غير الصحي إنَّنا لا نستحق الغفران، وهو يرفض قبول نعمة الله ورحمته، لذا هو مدمِّر ومميت. وينتج هذا النوع غير الصحي من الخجل عن تصديق كذبة، وهي أنَّنا ابتعدنا كثيرًا عن الله لدرجة أنَّه لم يعد يحبُّنا. إخوتي وأخواتي، هذا النوع من الخجل ليس من الله، بل من الشيطان أبو الكّذَّاب (يوحنا 8: 44)، فلا تصدِّقوه، ومهما ارتكبتم من أخطاء، ينتظركم الله بذراعين مفتوحتين لكي يغفر لكم (1 يوحنا 1: 9) وليست هذه الكذبة الوحيدة […]
يناير 25, 2025

الإيمان يغلب الخوف

‘‘لِأَنَّ ٱللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ ٱلْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ ٱلْقُوَّةِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلنُّصْحِ’’ (2 تيموثاوس 1: 7) اقرأ 2 تيموثاوس 1: 6-10 عندما باغتت عاصفة تلاميذ يسوع في بحر الجليل، قال لهم: ‘‘مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟’’ (متى 8: 26). وفي مناسبة أخرى، عندما علم يايرس أنَّ ابنته ماتت، قال له يسوع، ‘‘لَا تَخَفْ! آمِنْ فَقَطْ’’ (مرقس 5: 36) وعندما اقتربت ساعة مماته، وعلم أنَّه سيعود قريبًا إلى الآب، قال، ‘‘لَا تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلَا تَرْهَبْ’’ (يوحنا 14: 27). كان يسوع يقول للناس باستمرار ألَّا يخافوا. لماذا؟ لأنَّه كان يعلم أنَّ الخوف هو أحد أكبر العثرات التي تعيق سلوكنا مع الله هل أنت خائف ممَّا قد يحدث في هذه الحياة؟ قال يسوع، ‘‘أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلْآبِ إِلَّا بِي’’ (يوحنا 14: 6). هو واهب الحياة، وكلّ تفصيل في حياة كلّ إنسان، وفي حياتك أنت أيضًا، فاضع لسيطرته هل أنت خائف من الموت؟ قال يسوع، ‘‘وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ ٱلْهَاوِيَةِ وَٱلْمَوْتِ’’ […]
يناير 24, 2025

قوة للانتصار

فَتَقَوَّ أَنْتَ يَا ٱبْنِي بِٱلنِّعْمَةِ ٱلَّتِي فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ (2 تيموثاوس 2: 1) اقرأ 2 تيموثاوس 2: 1-13 لا تأتي قوتنا من صرير أسناننا ولا من تحقيق النجاح بقوتنا الخاصَّة، ولا من عبارات تأكيد الذات، مثل القول: ‘‘نعم أستطيع!’’ ولا تأتي القوَّة التي وصفها الرسول بولس لتيموثاوس من الداخل، بل من النعمة التي نجدها في يسوع المسيح وكما جاء في الأنشودة القديمة، النعمة مذهلة فعلًا. فكِّر في الطرق التي تعمل فيها النعمة في حياتنا: نحن مخلَّصون بالنعمة، ومبرَّرون بالنعمة، ومقدَّسون بالنعمة، وعلينا أن نعيش كلَّ لحظة من كلِّ يوم في حياتنا بالنعمة. وتمنحنا النعمة القوَّة للتغلُّب على كلّ صراع يعترض طريقنا في حياتنا اليوميَّة، لكن يجب أن نتمسَّك بالنعمة التي يقدِّمها لنا الله نحن كلُّنا عرضة لنسيان يسوع، ولدينا ذكريات متقلِّبة، وحياتنا مليئة بعوامل التشتيت وجداول أعمالنا مليئة بالانشغالات. لذا، غالبًا ما ننسى ما تستطيع قوَّة الله تحقيقه في حياتنا. كم مرَّة وجدت نفسك في وضع محرج، أو أمام مشكلة غير قابلة للحلّ، فواجهتها بالذعر أو الغضب أو اللوم؟ كم […]
يناير 23, 2025

الإيمان العامل

“وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ” (عبرانيين 11: 6) بينما نتبع الله، نكتشف حقيقة صعبة، وهي أنه ليس من السهل علينا أن نحيا وفق مبادئ الكتاب المقدس كما نعتقد. إن محبتنا لله ولقريبنا قد تبدو وصايا بسيطة، ولكن عندما يتعلق الأمر في الواقع بإظهار المحبة لقريب يصعب إرضاؤه، تبدأ حقيقتنا في الظهور. يجب أن نسأل أنفسنا إذا كنا نحب الله حقًا كما نقول خلال العهد الجديد، ثار يسوع ضد فكرة أن تديُنك يعني أنك تحب الله. كانت تقوى الفريسيين تزييفًا لما يعنيه اتباع الله – وذهب يسوع إلى أقصى حد لإثبات ذلك. في شرح هذه الحقيقة، قال يسوع “… لأَنْ مِنَ الثَّمَرِ تُعْرَفُ الشَّجَرَةُ… مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ”. (متى 12: 33-34) مهما كانت نوايانا حسنة، ففي بعض الأحيان لا تتماشى أفعالنا مع كلماتنا، ويمنعنا كسلنا من الإثمار. وبالرغم من علمنا بأننا يجب أن نتبع الله ونثق به في كل موقف، نستسلم أحيانًا للقلق والإنزعاج. وبدلاً […]
يناير 22, 2025

كلمة الله لا تتغير

“كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ” (أمثال 30: 5) لا يمكن للمسيحيين الذين يؤمنون بالكتاب المقدس أن يقبلوا بفكرة “المسارات المتعددة” كتعبير حقيقي عن إيمانهم، لكن المسيحيين المُدَّعين يعتبرون هذا الموقف “الشامل” موقفًا مستننيرًا. تقدم المسيحية الليبرالية تفسيرًا إنسانيًا جديدًا لإيماننا وتدَّعي أن المسيحيين الذين يؤمنون بالكتاب المقدس غارقون في التفكير الجامد غير المُستنير والعتيق. إنهم يخبروننا أن الأزمنة قد تغيرت، وأن المجتمع قد ارتقى، وعلى الكنيسة أن تتطور للمواكبة بل وإنهم يُحرِّفون فكرة أن الكتاب المقدس هو الكلمة الحية لفتح الباب لإعادة التفسير الجذري مع تغيُّر المجتمع والآراء، بحيث يتم قلب معناها الأصلي رأساً على عقب! يقول الكتاب المقدس أن “كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ (عبرانيين 4: 12). وقال مارتن لوثر ذات مرة: “الكتاب المقدس حي، إنه يتحدث إليّ؛ لديه أقدام يركض بها خلفي؛ ولديه أيدي تُمسِك بي.” لكن كاتب العبرانيين ومارتن لوثر لم يقصدا أن الكتاب المقدس يخضع للمراجعة […]