نوفمبر 2, 2024

دور الأصدقاء الأتقياء

“حِينَئِذٍ مَضَى دَانِيآلُ إِلَى بَيْتِهِ، وَأَعْلَمَ حَنَنْيَا وَمِيشَائِيلَ وَعَزَرْيَا أَصْحَابَهُ بِالأَمْرِ، لِيَطْلُبُوا الْمَرَاحِمَ مِنْ قِبَلِ إِلهِ السَّمَاوَاتِ مِنْ جِهَةِ هذَا السِّرِّ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ دَانِيآلُ وَأَصْحَابُهُ مَعَ سَائِرِ حُكَمَاءِ بَابِلَ” (دانيال 2: 17-18) بينما نسعى لاتباع الله وإحداث تغيير في هذا العالم، يستطيع الصديق التقي أن يحدث تغييرًا كبيرًا في العالم؛ فالأصدقاء الأتقياء يعزوننا ويشجعوننا ويساعدوننا على التركيز على الله. يعرف الكثيرون منا قصة دانيال، ولكن لا ينبغي أن نغفل ما يعلمه لنا الكتاب المقدس من خلال أصدقائه. لم يواجه دانيال تجاربه وحده، بل كان إلى جانبه شدرخ وميشخ وعبدنغو، فكانوا قادرين على تقوية إيمان بعضهم البعض عندما كانوا محاطين بمعتقدات وعادات غير تقيَّة. لقد واجهوا تجاربهم معًا، وأطاعوا الله معًا، وقضوا وقتًا معًا في صلاة موحدة. كم نُبارَك عندما يكون لدينا صديق يقف معنا ضد شرور هذا العالم! وكم نكون محظوظين بوجود صديق يدعمنا في دفاعنا عن إيماننا. الصداقات التقيَّة ليست مجرد وسيلة للتواصل الاجتماعي ولكنها نظام دعم لإيماننا. سوف يصلّي الأصدقاء الأتقياء معنا ويطلبون الله ويعبدونه معنا. صلاة: […]
نوفمبر 1, 2024

سمات الصداقة الحقيقية

“لأَنِّي مُشْتَاقٌ أَنْ أَرَاكُمْ، لِكَيْ أَمْنَحَكُمْ هِبَةً رُوحِيَّةً لِثَبَاتِكُمْ، أَيْ لِنَتَعَزَّى بَيْنَكُمْ بِالإِيمَانِ الَّذِي فِينَا جَمِيعًا، إِيمَانِكُمْ وَإِيمَانِي” (رومية 1: 11-12) عندما تبني صداقات تقيَّة، ركز على السمات الأربعة للصداقة الحقيقية. أولًا، يكون الأصدقاء متاحون لبعضهم البعض، ولا يتخلَّون عن بعضهم البعض في الأوقات الصعبة، لذا ينبغي أن نقتدي بكلمة الله ونقول لأصدقائنا: “لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ” (عبرانيين 13: 5). السمة الثانية للصداقة الحقيقية هي التواصل. لا يتحدث الأصدقاء مع بعضهم البعض فحسب، بل يتشاركون بمشاعرهم العميقة ويصغون بعضهم إلى البعض. العلاقة التقيَّة هي الملاذ الذي يمكنك أن تكون فيه ضعيفًا وصادقًا بشأن عيوبك وإغراءاتك، وفي المقابل، سيحتفظ صديقك بأسرارك ويشجعك في صراعاتك. أما السمة الثالثة للصداقة الحقيقية فهي التشجيع. الأصدقاء الحقيقيون كرماء في غفرانهم وفي مدحهم وفي تقديرهم لبعضهم البعض، وينطقون بكلمات لطيفة ترفع بعضهم البعض. وإذا تعثَّر أحد الأصدقاء يساعده آخر على النهوض ويسير معه في الطريق الصحيح، فالصديق الحقيقي هو الذي يصححنا في محبة متى ابتعدنا عن الله. السمة الأخيرة المُميِّزة للصداقة الحقيقية هي الوفاء. لا ينشر […]
أكتوبر 31, 2024

أساس العلاقات التقيَّة

“وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا” (1بطرس 4: 8) شجَّع يسوع تلاميذه قائلًا “لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي” (يوحنا 15: 15). إذا كان إله المجد يشارك حياته مع أصدقائه، فمن نحن حتى نرفض أن نفعل نفس الشيء؟ عندما نشارك حياتنا مع الآخرين، نستطيع أن نُشجِّع بعضنا بعضًا في مسيرتنا مع المسيح. كذلك نقرأ في الكتاب المقدس أن “الْحَدِيدُ بِالْحَدِيدِ يُحَدَّدُ، وَالإِنْسَانُ يُحَدِّدُ وَجْهَ صَاحِبِهِ” (أمثال 27: 17). قال يسوع: “لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي. بِهذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا (يوحنا 15: 16-17). عندما دعانا يسوع أحباء (أصدقاء)، اختارنا؛ لقد بدأ الصداقة. وهنا يدعونا الله لأن نفعل نفس الشيء ونتبع مثاله بمحبتنا لبعضنا البعض، وإذا تسلَّحَنا بهذا النوع من الرِفقة، سنكون مثمرين معًا لمجد الله ونمو ملكوته. إذا كانت أعظم […]
أكتوبر 30, 2024

فن الصداقات التقيَّة

“لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي” (1تسالونيكي 5: 11) في الخمسين عامًا الماضية، شهدنا تطورات تكنولوجية كاسحة، لكن التكنولوجيا لم تفعل شيئًا يذكر لمواجهة مشاكل الوحدة والفراغ. في هذه الأيام، يُصاب المراهقون والبالغون على حدٍ سواء بالوحدة كما لم يحدث من قبل، وأصبح عدم القدرة على تكوين صداقات والحفاظ عليها مرضًا شائعًا، وغَدَتْ الصداقات التقيَّة أمرًا غير مألوفًا. كانت إحدى أولى العبارات التي نطق بها الله عن الإنسان الذي خلقه هي “لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ” (تكوين 2: 18). من الضروري أن نعرف كيف نُنَمِّي الصداقات التقيَّة، وللقيام بذلك، نحتاج أن ننظر إلى ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. يخبرنا سفر الأمثال ١٨: ٢٤ أن “اَلْمُكْثِرُ الأَصْحَابِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ، وَلكِنْ يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ”. عندما دخلت الخطية قَلْبَيْ آدم وحواء، لم ينفصلا عن الله فحسب، بل انفصلا الواحد عن الآخر أيضًا. وعندما مات يسوع على الصليب، أصبح من الممكن لكل من يؤمن به […]
أكتوبر 29, 2024

ما معنى الصداقة التقيَّة؟

“قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي” (يوحنا 15: 15) الصداقة التقيَّة هي علاقة داعمة، مليئة بالخدمة والمودة المتبادلة. الأصدقاء الأتقياء ينكرون ذواتهم ويهتمون بأحبائهم، ويسعون إلى إسعاد أصدقائهم، ويفرحون لنجاحهم، ويحزنون لحزنهم وألمهم. يستمتع الأصدقاء الأتقياء بخدمة بعضهم البعض وتحمُّل بعضهم البعض. قال يسوع “لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ” (يوحنا 15: 13). الصداقات التقيَّة هي صداقات مُضحيَّة ومُغيِّرة للحياة، والعلاقة الحميمة التي نتوق إليها سوف نجدها في المسيح، وتُعبِّر عنها الصداقات التقيَّة. قال يسوع لتلاميذه “قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ (أصدقاء) لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي” (يوحنا 15: 15). الصديق التقي يُعطَى معلومات لا يعرفها أي شخص آخر، مما يبني علاقة حميمة ثمينة. الصداقات التقيَّة هي صداقات مُثمِرة. لا أحد في الكون يريدك أن تكون في أفضل أحوالك أكثر من الله – وهو يعلم أنك ستكون كذلك عندما تكون مُحِبًا للآخرين. يسوع يحبك بمحبة غير مشروطة، والصداقات التقيَّة تُشكَّل بالمحبة غير المشروطة. بينما ننمو في صفات الصديق التقي، يجب […]
أكتوبر 28, 2024

صداقة تقيَّة

“اَلْمُكْثِرُ الأَصْحَابِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ، وَلكِنْ يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ” (أمثال 18: 24) في الإصحاح الرابع من سفر الجامعة رأى سليمان الوحدة والعزلة وأصيب بالإحباط، إلى أن اكتشف قوة الرِفقة التقيَّة. كتب سليمان: اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً. لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ. أَيْضًا إِنِ اضْطَجَعَ اثْنَانِ يَكُونُ لَهُمَا دِفْءٌ، أَمَّا الْوَحْدُ فَكَيْفَ يَدْفَأُ؟ وَإِنْ غَلَبَ أَحَدٌ عَلَى الْوَاحِدِ يَقِفُ مُقَابَلَهُ الاثْنَانِ، وَالْخَيْطُ الْمَثْلُوثُ لاَ يَنْقَطِعُ سَرِيعًا. (جامعة 4: 9-12) يخبرنا الكتاب المقدس أننا يجب أن نشجع بعضنا البعض، ونُصلِّي من أجل بعضنا البعض، وندعم بعضنا البعض، ونحمي بعضنا البعض، ونحمل بعضنا أثقال البعض، فكما نقرأ في الكتاب المقدس: “الْحَدِيدُ بِالْحَدِيدِ يُحَدَّدُ، وَالإِنْسَانُ يُحَدِّدُ وَجْهَ صَاحِبِهِ” (أمثال 27: 17). كمؤمنين، نحن مدعوون لأن نحب بعضنا البعض. نقرأ في الأمثال 17: 17 أن “اَلصَّدِيقُ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ”، ويقول يسوع في إنجيل يوحنا “هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ […]
أكتوبر 27, 2024

ما من ذبيحة أخرى

‘‘لِأَنَّ ٱلنَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا ٱلنِّعْمَةُ وَٱلْحَقُّ فَبِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ صَارَا’’ (يوحنا 1: 17) تكمن في صلب ديانات العالم بمعظمها رغبة في إرضاء إله أو آلهة لنيل حظوة في الآخرة، ويخشى أتباع تلك الديانات أن يُحزنوا آلهتهم، فيسعون يومًا بعد يوم إلى كسب خلاصهم من خلال الأعمال الصالحة والممارسات الدينيَّة. تركّز هذه الديانات على السعي وراء إله والعمل على إرضائه، لكن المسيحيَّة مبنيَّة على أساس سعي الله وراء الإنسان، ولا ننال فيها الخلاص عن استحقاق، بل يهبنا إيَّاه الله مجانًا بنعمته ورحمته، ‘‘لِأَنَّكُمْ بِٱلنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِٱلْإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ ٱللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلَا يَفْتَخِرَ أَحَدٌ’’ (أفسس 2: 8-9). نحن ننال الخلاص بالإيمان من خلال موت يسوع المسيح كذبيحة لأجلنا وقيامته المنتصرة، وبالإيمان بدمه الزكي المسفوك لأجلنا، نضمن الحياة الأبديَّة. ونحن لا نحتاج إلى ذبيحة أخرى لمغفرة خطايانا، كما أن مبدأ تقديم الله نفسه ذبيحة لأجلنا معاكس تمامًا للنمط المتَّبع في ديانات أخرى. صلاة: أبي السماوي، أشكرك لأجل نعمتك، وأشعر بالامتنان لأنَّك لم تشفق على ابنك، بل بذلته لأجلي […]
أكتوبر 26, 2024

التغلُّب على التزمُّت

“لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ ٱللهِ. لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِٱلنَّامُوسِ بِرٌّ، فَٱلْمَسِيحُ إِذًا مَاتَ بِلَا سَبَبٍ!” (غلاطية 2: 21) استخدم يسوع قصصًا وأمثالًا عديدة متعلِّقة بطبيعة الله ليبيِّن للفريسيين ومعلمي الشريعة أنهم يولون اهتمامًا أكبر  لتقاليدهم وقواعدهم التي من صنع إنسان ممَّا لكلمة الله، وأنَّهم ركَّزوا كثيرًا على القوانين لدرجة أنهم فقدوا محبَّتهم لإخوتهم وأخواتهم والغرباء وأقاربهم، حتَّى إنهم انتقدوا يسوع الذي لم يعرف خطيَّة وقالوا متذمرين في غيابه، “هَذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!” (لوقا 15: 2). التزمُّت هو إعلاء تقاليد من صنع إنسان لتصبح على مستوى وصايا الله، والاعتقاد أنَّ كلَّ مَن يحفظ هذه التقاليد سيكسب رضى الله. إنَّه روح تديُّن يدفع الناس إلى الاعتقاد أن عدم العبادة بطريقة معينة أو أداء طقوس دينيَّة محدَّدة يعني أنك لست مؤمنًا صالحًا. أنت ترغب، بطبيعة الحال، في اتباع كلمة الله، وترفض عدم الانضباط الذي يجعلك تذعن لشهوات الجسد. نعم، يجب على المؤمنين أن يمتنعوا عن ارتكاب الخطيّة وأن يحفظوا الناموس، لكنَّ البعض منهم يبالغ في التركيز على الناموس لدرجة نسيان دور نعمة الله […]
أكتوبر 25, 2024

أصدقاء إلى الأبد

“ثَمَرُ ٱلصِّدِّيقِ شَجَرَةُ حَيَاةٍ، وَرَابِحُ ٱلنُّفُوسِ حَكِيمٌ” (أمثال 11: 30) روى يسوع في إنجيل لوقا 16: 1-15، مَثَل الوكيل الأمين الحكيم الذي كانت له عيوب كثيرة، لكنه كان ذكيًا بما فيه الكفاية لاستخدام موارده للتخطيط للمستقبل. قال يسوع، “وَأَقُولُ لَكُمْ: اكْسَبُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ، حَتَّى إِذَا فَنِيَ مَالُكُمْ، تُقْبَلُونَ فِي الْمَنَازِلِ الأَبَدِيَّةِ!” (الآية 9). كيف نستخدم مواردنا “لكسب أصدقاء” للأبد؟ عبر تخصيص وقتنا وأموالنا ومواهبنا الروحية لمشاركة الإنجيل مع الآخرين. بالطبع، لا يدعونا يسوع إلى شراء الأصدقاء، لكنَّه يقول لنا إنَّنا عندما نخصِّص مواردنا الآن لخدمة الإنجيل، يصبح لدينا أصدقاء في السماء يرحِّبون بنا بفرح، لأنَّنا ساعدنا لنتيح لهم إمكانيَّة السماع عن يسوع. في هذه الحياة، لن ندرك أبدًا التأثير الكامل الذي أحدثناه في حياة الآخرين، وقد لا نعرف أبدًا ما إذا كان الشخص الذي أخبرناه عن المسيح قد قبلَه فعلًا مخلِّصًا شخصيًّا لحياته. أيضًا، قد لا ندرك التأثير الحقيقي للأموال التي قدَّمناها لنشر الإنجيل، ولا الأثر الذي تركناه عندما كنَّا معلّمين للكتاب المقدس، أو قادة مجموعة صغيرة، أو  […]
أكتوبر 24, 2024

كان ضالًا فوُجِد

“فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ” (لوقا 15: 31-32) اقرأ لوقا 15: 11-32. كثيرًا ما نرى رجال ونساء يعيشون مثل الأخ الأكبر في قصة الابن الضال، ولا نستطيع أن نُجزِم أن هناك مشكلة في ذلك. مثل هؤلاء الناس نجدهم في الكنيسة، وربما بعضهم يُعلِّم بمدرسة الأحد، أو متطوع للمساعدة في مدرسة الكتاب المقدس الصيفية، أو يقود مجموعة من المجموعات صغيرة في الواقع، لا يختلف الابن الأكبر كثيرًا عن أخيه الأصغر؛ فقد أراد كل منهما الحصول على ما يمكنهما الحصول عليه من أبيهما، لكنهما لم يستثمرا في علاقتهما بأبيهما. اختار الابن الأصغر الأسلوب الأكثر صراحة، فأخبر الأب بأنه يتمنى لو أنه مات حتى يتمكن من الحصول على ميراثه قبل الموعد المحدد، أما الأخ الأكبر فكان أكثر صبرًا، واختار طريق الطاعة حتى يحصل على ما يريده من والده عن استحقاق، فكان يفعل كل الأشياء الصائبة حتى يكون له الحق […]
أكتوبر 23, 2024

يرحب بنا في منزله

“فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ (لوقا 15: 20) هل فكرتَ يومًا أن منزلك الحقيقي هو السماء، في محضر أبينا القدوس؟ الله لا يبتعد عنَّا، ولكن نحن الذين نبتعد عنه، ولهذا جاء المسيح لكي يعيدنا إلى المنزل اقرأ لوقا 15: 11-24. يوضح يسوع هذا في مَثَل الابن الضال، فالابن الأصغر هو الذي غادر وسافر إلى بلدٍ بعيدٍ، بينما ظلَّ الأب في المنزل. المسافة التي صارت بينهما كان سببها أنانية الابن؛ فالأب لم يترك المنزل. أخطأ الابن عندما أراد بركات الأب أكثر من العلاقة معه، وبطلبه لنصيبه من الميراث، كأنه يقول لوالده “أنا لا أريدك، أريد فقط ما يمكنك أن تعطيني إياه”. هل هناك شيئًا أكثر إيلامًا للأب من هذا القول؟ لكن، في الواقع، هذا ما يقوله الكثيرون منَّا لأبينا السماوي، فنحن نريد بركاته، ولا نريد أن نقضي وقتًا في التعرُّف على ما بقلبه وهكذا نجد أنفسنا، مِثْل ذلك الابن الضال، في بلدٍ بعيدٍ. يبدو الله بعيدًا جدًا، والبركات بدون […]
أكتوبر 22, 2024

الكَنزْ المفقود

“وَإِذَا وَجَدَتْهُ تَدْعُو الصَّدِيقَاتِ وَالْجَارَاتِ قَائِلَةً: افْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ الدِّرْهَمَ الَّذِي أَضَعْتُهُ” (لوقا 15: 9). يُصوِّر مَثَل الدِرهَم المفقود في لوقا 15: 8-10 مدى حاجة المرأة للعثور على أحد أغلى ممتلكاتها، وكما هو شائع عند فَقْد شيء ذو قيمة، لم تدَّخِر جُهداً للعثور على عُملتها المفقودة. يمكنك أن تشعر بقلبها الذي ينبض في ذُعرٍ وهي توقد سراجًا وتكنس البيت وتُفتِّش باجتهاد حتى تجد ما فُقِد، وعندما وجدته فرحت كثيرًا ودَعَتْ الصديقات والجارات ليفرحن معها. العنصر المثير للاهتمام في هذا المَثَل هو أن المرأة أضاعت الدرهم في منزلها، فلم تكن مسافرة أو في أرض غريبة، بل فقدت كنزها وسط روتين حياتها اليومي. ينطبق الشيء نفسه على العديد من المؤمنين الذين لم يبتعدوا عن الآب ولم يسافروا إلى بلدٍ بعيدٍ للاستمتاع بالخطيَّة، بل فقدوا كنز علاقتهم مع الرب وسط روتين حياتهم اليومي. قد يتم تجاهل الكنز المفقود في البداية، لكن الخسارة ستكون واضحة في النهاية. هل فقدت كنز علاقتك الشخصية مع الرب الذي يحبك؟ صلاة: يا رب، أخشى أن أكون قد […]