سبتمبر 7, 2024

اكتشف غفران الله

فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلرَّبِّ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «ٱلرَّبُّ أَيْضًا قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لَا تَمُوتُ (2 صموئيل 12: 13) اقرأ 2 صموئيل 11: 1-12: 14 كان داود يتمتَّع بإيمان غير عادي بالرب. وعندما ارتكب الزنا مع بتشابع، ودبَّر قتل زوجها، لم يعكس هذا العمل طبيعته. لكنَّ الجانبَ الإيجابيَّ في الأمر هو أنَّ الله أرسل النبي ناثان لمواجهته ودعوته إلى اتِّخاذ الخطوة الأولى نحو التعافي أعطى ناثان داود مَثَلاً عن رَجُل غني وآخر فقير. كان للغني غنم وبقر كثيرة جدًّا، وأمَّا الفقير فلم يكن له شيء إلَّا نعجة واحدة صغيرة كان يربِّيها كما لو كانت ابنته وكانت تنام في حضنه. في أحد الأيَّام، جاء ضيف إلى الرجل الغني، وبدلًا من أن يستخدم من غنمه وبقره ليُعِدَّ له طعامًا، سرق نعجة الرجل الفقير وقدَّمها له عندما سمع داود ذلك، حمي غضبه، ولكن سرعان ما ألقى ناثان قنبلة قائلًا: ‘‘أَنْتَ هُوَ ٱلرَّجُلُ!’’ (2 صموئيل 12: 7). في المثل الذي أعطاه ناثان، يرمز الرجل الفقير إلى أوريا، والخروف إلى بتشابع، والسبب […]
سبتمبر 6, 2024

إحسان الله الذي لا نستحقه

فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: «أَلَا يُوجَدُ بَعْدُ أَحَدٌ لِبَيْتِ شَاوُلَ فَأَصْنَعَ مَعَهُ إِحْسَانَ ٱللهِ؟» (2 صموئيل 9: 3) اقرأ 2 صموئيل 9: 1-13 طوال خمسة عشر عامًا، طارد شاولُ داود من جبل إلى جبل، ومن برية إلى برية، ومن قرية إلى قرية، سعيًا إلى قتله. لكن وبالرغم من ذلك كلِّه، قرَّر داود، بعد فترة قصيرة من توليه المُلك، أن يصنع إحسانًا مع عائلة عدوه، مع أنَّهم لا يستحقون ذلك يرمز إحسان داود إلى نعمة الله التي أظهرها للبشر عندما أرسل ابنه إلى الأرض ليبحث عن الخطاة الضالين. فمثلما يمدُّ الله يده إلى الأشخاص غير المستحقين والعصاة والمتمردين، مدَّ داود يده إلى مفيبوشث، حفيد الرجل الذي كان يبغضه بكلِّ ذرة من كيانه. وبالمثل، كنَّا نحن أيضًا أعداء الله، غير مستحقّين محبَّته ولطفه (كولوسي 1: 21؛ رومية 5: 10) عندما اكتشف داود أنَّ ابن يوناثان (حفيد شاول)، مفيبوشث، يقيم عند الجانب الآخر من نهر الأردن، في بلدة تدعى لودَبار، اغتنم الفرصة ليظهر له رحمة، وكان مفيبوشث يحتاج فعلًا إلى هذه الرحمة. فعندما كان طفلًا […]
سبتمبر 5, 2024

تسليم فشلنا لله

لِأَنَّكَ أَنْتَ يَارَبَّ ٱلْجُنُودِ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ أَعْلَنْتَ لِعَبْدِكَ قَائِلًا: إِنِّي أَبْنِي لَكَ بَيْتًا، لِذَلِكَ وَجَدَ عَبْدُكَ فِي قَلْبِهِ أَنْ يُصَلِّيَ لَكَ هَذِهِ ٱلصَّلَاةَ (2 صموئيل 7: 27) اقرأ 2 صموئيل 7: 18-29 لم يكُنْ بال داود مرتاحًا أن يسكن هو في قصر بينما تابوت عهد الله موضوع في خيمة في الخارج، فقرَّر أن يبني للرب هيكلًا يليق به. لكنْ كانت لدى الرب خطَّة أخرى، فأرسل ناثان النبي إلى داود لينقل إليه هذه الرسالة: “هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: أَنْتَ لَا تَبْنِي لِي بَيْتًا لِلسُّكْنَى’’ (1 أخبار الأيام 17: 4) يكشف لنا ردُّ فعل داود كلَّ ما نحتاج إلى معرفته عن شخصيته. صلاة داود في خضم خيبة الأمل هي صلاة نموذجية لنا جميعًا عندما لا ننال الإجابة التي نرجوها من الرب أوَّلًا، اعترف داود بنعمة الله في حياته: ‘‘مَنْ أَنَا يَا سَيِّدِي ٱلرَّبَّ؟ وَمَا هُوَ بَيْتِي حَتَّى أَوْصَلْتَنِي إِلَى هَهُنَا؟’’ (الآية 18). اعترف داود بأنَّ كلَّ ما اكتسبه وأنجزه هو من يد الرب ثانيًا، أدرك داود عظمة الله: ‘‘لَيْسَ مِثْلُكَ وَلَيْسَ إِلَهٌ […]
سبتمبر 3, 2024

رد فعلنا الوحيد

وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ (رومية 12: 2) اقرأ رومية 12: 1-8 ” فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ” (رومية 12: 1). في ضوء رحمة الله نحونا، يأمرنا بولس أن نقدم حياتنا ذبيحة لله من خلال عبادتنا له. لقد أعطانا الله بغنى كل ما نحتاج إليه ولا يسعنا إلا أن نحبه مُعترفين بمحبته العظيمة نحونا العبادة هي رد فعلنا الوحيد تجاه رحمة الله الفائقة، وهي التجاوب الوحيد المقبول لنعمته التي لا توصف والتي تعجز عقولنا عن إدراكها. إنها التعبير الوحيد عن امتناننا وشكرنا له، وهي سر الفرح والرضا والنصرة يجب أن تشمل العبادة كل لحظة من لحظات حياتنا، فهي لا تقتصر فقط على يوم الأحد ولكنها تمتد أيضًا من السبت إلى الإثنين. العبادة الحقيقية هي الموت عن الذات والحياة من أجل المسيح. يجب عليك أن تكون ذبيحة حيه أينما ذهبت، سواء كنت تجلس في اجتماع مجلس […]
سبتمبر 2, 2024

طرق الله عَسِرة الفِهم

“يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ! لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ؟ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟” (رومية 11: 33-34) اقرأ رومية 11: 33-36 أعلن الله عن ذاته من خلال الرب يسوع المسيح، وبإعلان ابنه ووجود كلمته، يمكننا أن نعرف يقينًا أن الله يُخلِّصنا ويفدينا ويمنحنا قوة لطاعته لكن الله لم يعلن كل شيء عن ذاته، ولو كان قد فعل ذلك ونحن في حالتنا الساقطة، لما احتملنا ذلك. لهذا، فطوال حياتنا في هذه الأجساد الفانية، يجب أن نظل متواضعين، ونعرف أن الله هو إلهنا. لكننا نجد كثيرون يفعلون العكس تمامًا، إذ يبذلون كل ما بوسعهم لإضفاء صفة الإنسانية على الله ويؤلهِّون الإنسان كتب بولس الرسول رسالته إلى رومية ليُذكِّرنا بالوقوف في رهبة أمام الله وغناه وحكمته ومعرفته التي تفوق الوصف. في حكمته التي يتعذَّر علينا فهمها، يحب الله خطاة مثلنا، بل أنه مات من أجلنا نحن الخطاة، مانحًا إيانا الغفران التام. يساعدنا تذكُّر مثل هذه الأشياء على السجود لله في أفراحنا وأحزاننا، مُذَكّرين […]
سبتمبر 1, 2024

بالنعمة فقط

“لأَنَّ اللهَ أَغْلَقَ عَلَى الْجَمِيعِ مَعًا فِي الْعِصْيَانِ، لِكَيْ يَرْحَمَ الْجَمِيعَ” (رومية 11: 32) اقرأ رومية 11: 1-32 يتحدث الكتاب المقدس في عدة مواضع من العهد القديم عن البقية المؤمنة من إسرائيل. كان الإيمان بالله دائمًا، وليست الجنسية اليهودية، هو الذي يُخلِّص أي شخص في النهاية، فالادعاء بأن كل اليهود كانوا يؤمنون بالله هو مثل التأكيد على أن كل من يرتاد الكنيسة اليوم قد وُلِدَ ثانيةً. لا يعتمد خلاصنا بالطبع على جنسيتنا أو على حضورنا الكنيسة، فعلاقتنا بالله تتعلق بقلوبنا عندما قسَّى اليهود قلوبهم ورفضوا المسيح، استخدم الله رفضهم لخلاص الأمم، ولجعل الشعب يغار من كونهم يأتون إلى المسيح (اقرأ عدد 11). لقد استخدم الله رفض إسرائيل ليسوع كوسيلة للنعمة – ليس فقط لخيرهم ولكن لخير الأمم إلهنا الذي يفوق كل وصف هو إله كل نعمة، ولن يخلُص اليهود أو الأمم إلا برحمته من خلال ذبيحة الرب يسوع المسيح. يعتمد الخلاص فقط على استحقاق يسوع المسيح وذبيحته الكفارية على الصليب، لذلك، لا يستطيع أي شخص منَّا أن يتباهى أو يفتخر […]
أغسطس 30, 2024

أربعة أسباب مُضلِّلَة

“لكِنَّنِي أَقُولُ: أَلَعَلَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا؟ بَلَى! «إِلَى جَمِيعِ الأَرْضِ خَرَجَ صَوْتُهُمْ، وَإِلَى أَقَاصِي الْمَسْكُونَةِ أَقْوَالُهُمْ» (رومية 10: 18). اقرأ رومية 10. لماذا قد يرفض أي شخص دعوة المسيح المُحِبَّة للخلاص الأبدي؟ تعطينا رسالة رومية 10 أربعة أسباب لذلك. أولاً: يرفض الناس يسوع بدافع الغيرة الدينية المُضَلِّلة (اقرأ الأعداد 1-4). إن حماسة البعض لناموس أو لديانة زائفة تعميهم عن حاجتهم إلى المسيح. مثلما كان حال بولس في الأيام التي كان يضطهد فيها المسيحيين، نجد العديد من الناس لديهم نوايا حسنة، لكن النوايا الحسنة بدون الحق تكون مُهلِكَة. ثانيًا: يرفض الناس يسوع بسبب جهودهم المُضَلِّلة (اقرأ الأعداد 5-13). في كثير من الأحيان تتسبب بساطة الإنجيل في تعثُّر الناس، فإذا أعطيتهم صيغة معقدة سيتَّبِعونها، ويحرصوا على تبرير أنفسهم بأعمالهم العظيمة، لكن الإنجيل بسيط، ورسالته بسيطة: تُب، واعترف بالمسيح، وآمن أنه قام من الأموات، فتخلُص، لأنه ما من أحد ينال الخلاص عن استحقاق. يبدو الإنجيل سهلًا للغاية حتى أنه يزعج كبرياء الإنسان. ثالثًا: يرفض الناس يسوع بسبب عدم سماعهم المُتعمَّد للرسالة (اقرأ الأعداد ١٤-١٧)، […]
أغسطس 28, 2024

حتى لا نتعثر

فَسَتَقُولُ لِي: «لِمَاذَا يَلُومُ بَعْدُ؟ لأَنْ مَنْ يُقَاوِمُ مَشِيئَتَهُ؟ « بَلْ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ اللهَ؟” (رومية 9: 19-20 أ) اقرأ رومية 9: 19-33 في ضوء سيادة الله، قد يتساءل البعض: “إذا كان الله سوف يرحم من يشاء، فلماذا أصلي؟ لماذا أشهد؟ لماذا أتعرض للهجوم من قبل زملائي في العمل أو زملائي في الفصل بسبب كرازتي بالمسيح؟” يخبرنا بولس في رومية 9: 19-33، أن بطرحنا مثل هذه الأسئلة، نتوقع من الله أن يقدم لنا كشف حساب عن أعماله، مع أننا نحن، المخلوقين، يجب أن نقدم له حساب عن أعمالنا. لا تسيئوا الفهم: يسمح الله لنا كأولاده بالسؤال عن السبب، ومن الجيد أن نسعى بصدق لفهم هذه الأمور، لكن لا يجب أن نسمح لكبريائنا أن يجعلنا ننتفخ إلى الحد الذي نُطالب الله بإجابات، ثم نرفضه حينما لا يجيب بالطريقة التي نتوقعها. علينا ألا ننسى أننا تراب، تمامًا كما قال أيوب حينما واجه عظمة الله “فمن ذا الذي يخفي القضاء بلا معرفة؟ ولكني قد نطقت بما لم أفهم. بعجائب فوقي […]
أغسطس 24, 2024

لا نعود نُستَعبَد للخطية

“عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ. لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ” (رومية 6: 6-7) اقرأ رومية 6: 1-14 كمؤمنين بالمسيح، نحن مدعوون لنكون أكثر شبهًا به بمعونة روحه، وهذه العملية، المعروفة باسم التقديس، تتطلب انتباهنا الكامل، فلكي نزداد شبهًا بالمسيح، يجب أن يكون لدينا ذهن مُكرَّس، وإرادة قوية هناك فرق شاسع بين الصراع مع خطيتنا وقرار العيش في الخطية كأسلوب حياة مقبول. يستحيل على المؤمنين أن يعيشوا في الخطية عمدًا، لأننا “قد مُتنا عن الخطية” واتحدنا بالمسيح (عدد 11) يوضح بولس في رومية 6: 1-14 أننا قد تحررنا من سيطرة الخطية ويجب ألا نسمح لها بالتحكُّم فينا. لا يعني هذا بالطبع أننا لن نخطئ ثانيةً (اقرأ 1يوحنا 1: 8)، ولكنه يعني أننا لن نطيع الخطية كما كنا نفعل قبل خلاصنا، وأنه يمكننا أن نقول “لا” للخطية بقوة الروح القدس الذي يطهر قلوبنا كما أن المسيح طاهر أخي المؤمن، أنت لست بعد تحت سُلطان الخطية والشيطان، فالخطية أصبحت […]
أغسطس 23, 2024

قام المسيح ونحن انتصرنا

“لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ!” (رومية 5: 17) اقرأ رومية 5: 15-21 عندما مدَّ آدم يده وأخذ الثمرة المُحرَّمة، جلب الموت للبشرية كلها، ولكن، عندما مدَّ يسوع، الكامل الذي بلا خطيه، يديه على الصليب استطاع أن يمنح الحياة لكل من يومن به. عندما مات يسوع على الصليب طاعةً لأبيه، هزم الخطية والشيطان والجحيم والقبر وأعطانا أن نرث الحياة الأبدية يُقارن بولس  في هذا المقطع بين هذين الفعلين – أحدهما مُدمِّر والآخر بنَّاء. جلب فشل آدم علينا الدينونة، أما انتصار المسيح فجاء لنا بالخلاص. سقط آدم، وقام المسيح، وكل من يؤمن به الآن ينتصر نحن ننتصر لأن هبة النعمة لم تكتف بإعادتنا إلى حالة آدم قبل السقوط، بل منحتنا روحه الساكن فينا والوعد الأكيد بالمجد. انتصرت هبة نعمة الله الكريمة على فعل آدم الأناني إذا حثَّك الشيطان على الاعتقاد بأن خطاياك عظيمة جدًا، تذكَّر أن نعمة الله أعظم بما لا يُقاس، وإذا أرادك […]
أغسطس 20, 2024

ضمانات الخلاص-1

كيف يمكننا أن نستمر في اتباع المسيح بقية حياتنا؟ في رومية 5: 1-11، يعطينا بولس إجابة. يجب أن نتمسك بخلاصنا من خلال تذكر الضمانات الست المذهلة التي تلقيناها من الله عندما تبررنا بالإيمان.