سبتمبر 27, 2024

حلّ المعضلات

‘‘اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا ٱلرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ’’ (متى 26: 41) عندما نواجه مواقف الحياة، ليس علينا أن نختار دائمًا بين الصواب والخطأ، وإنَّما قد نضطر أحيانًا إلى الاختيار بين أمرين إيجابيَّين أو بين أمرين سلبيَّين، لكن عندما نثبَّت أنظارنا على الله كلَّ يوم، فإنَّنا نتمكَّن من حلّ المعضلات بسهولة أكبر ليس رفض الخطيَّة سهلًا دائمًا. ففي الأصحاح الثالث من سفر دانيال، نفَّذ الملك تهديده وأمر بإلقاء رفاق دانيال في أتون النار المتَّقدة، لكنَّهم تمسَّكوا بحقّ كلمة الله، فسار يسوع معهم وسط الأتون (دانيال 3: 25). ولمَّا علم الملك بما جرى، ذُهل أمام قدرة الله على حماية الشبان الثلاثة من النار. وهكذا، يتمجَّد الله عندما نقف في وجه الخطايا والتجارب ما هي الخطايا التي تُجرَّب بها باستمرار؟ اطلُب من الله مساعدتك على الابتعاد عن المواقف التي تعرِّضك لهذه التجارب، وحصِّن نفسك ضد الأشخاص والظروف التي توقعك في الخطيَّة، وستتمكَّن بفضل مساعدة الله من التغلُّب على التجربة وتمجيد اسم الله وتشكِّل علاقتنا الوثيقة بالله أفضل سلاح نتحصَّن […]
سبتمبر 26, 2024

مواجهة التجارب

‘‘إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لَا يَسْقُطَ’’ (1 كورنثوس 10: 12) تأتي المعارك من المتنمِّرين أو الظروف أحيانًا، لكن أحيانًا أخرى، تنبثق الصراعات من داخلنا عندما نواجه التجارب. فالتجربة امتحان لقيمنا وعزمنا على خدمة الله، فالله قد يمتحن إيماننا، لكنَّه لا يجرِّبنا أبدًا بالخطيَّة، ‘‘لَا يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ ٱللهِ»، لِأَنَّ ٱللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِٱلشُّرُورِ، وَهُوَ لَا يُجَرِّبُ أَحَدًا. وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا ٱنْجَذَبَ وَٱنْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ’’ (يعقوب 1: 13-14) يستخدم الشيطان التجارب لكي يهدم سمعتنا، ويعيق شهادتنا للمسيح، ويبعدنا عن الله وبركاته، ويزرع في أذهاننا بذور الشكّ في محبَّة الله وأمانته. لقد واجه دانيال ورفاقه تحدِّيات كثيرة لكي يتمسَّكوا بإيمانهم ومحبَّتهم لله، لكنَّهم واجهوا التحدِّي الأكبر مباشرةً بعد أن أصبحوا قادة في مملكة نبوخذنصر، حين صنع هذا الأخير تمثالًا له من ذهب وأمَرَ الجميع بالسجود له وعبادته. ولمَّا رفض دانيال ورفاقه الخضوع للمرسوم الصادر عن الملك، أمَرَ هذا الأخير برميهم في أتون النار المتَّقدة ليحترقوا حتّى الموت (دانيال 3: 1-6) ليس أحد […]
سبتمبر 25, 2024

التعامل مع المتنمِّر

‘‘وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ’’ (متى 5: 44) عندما نقرِّر التعامل مع المتنمِّر في حياتنا، يمكننا تعلُّم الكثير من طريقة تعاطي دانيال مع الملك نبوخذنصر. فنحن نرى أنّه صلَّى طوال الليل مع رفاقه الأتقياء طالبًا معونة الله. وعندما نطلب المساعدة من الله، يجب أن نصلِّي أيضًا لأجل المتنمِّر المسيء إلينا. وقد يبدو أحيانًا أنَّ الصلاة الحارَّة لإعلان البركات على حياة المتنمِّر أصعب من مواجهته، لكنَّ قوَّة المحبَّة تمكِّننا من التعامل مع المواقف بالطريقة التي ترضي الله، كما أنَّ صلوات دانيال مع رفاقه منحته الجرأة للمثول أمام الملك المتنمِّر عندما تصلِّي طالبًا من الله أن يمنحك الجرأة، لاحظ دوافعك قبل أن تبادر إلى الكلام أو التصرُّف. فالدوافع النقية والضمير الصالح يمنحانك قوَّة. وقد جاء في سفر الأمثال: ‘‘أَمَّا ٱلصِّدِّيقُونَ فَكَشِبْلٍ ثَبِيتٍ’’ (أمثال 28: 1). إذًا، عندما نصلِّي طالبين الجرأة، يجب أن تتركَّز دوافعنا على أن يزيد الآخرون فيما نحن ننقص. فالتواضع يُبقي دوافعنا نقيَّة: ‘‘لَا شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، […]
سبتمبر 24, 2024

أعطِ المجد لله

‘‘لِأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكُمْ سَائِرٌ مَعَكُمْ لِكَيْ يُحَارِبَ عَنْكُمْ أَعْدَاءَكُمْ لِيُخَلِّصَكُمْ’’ (تثنية 20: 4) عندما تنتصر على المحن، احرص على عدم الوقوع في فخّ تمجيد نفسك على ما حقَّقته من نجاح. فالله هو مَن أنار لنا الطريق، ومنحنا كتابًا مليئًا بالحكمة لكي نسلك فيها، وهو وحده حثَّنا من خلال الروح القدس على طلب وجهه وطاعته، وأرسل إلينا أصدقاء أتقياء لتشجيعنا، ومنحنا روح تمييز، واختبارات، ومعلِّمين، وحكمة روحيَّة لكي نتمكَّن من حلّ مشاكلنا نقرأ في الأصحاح الثاني من سفر دانيال أنَّ الملك هدَّد بقتل الحكماء جميعًا، بمَن فيهم دانيال ورفاقه، بعد أن عجزوا عن تفسير حلمه المزعج، لكنَّ دانيال ورفاقه صلُّوا طوال الليل، فتدخَّل الله وأنقذهم، ‘‘حِينَئِذٍ لِدَانِيآلَ كُشِفَ ٱلسِّرُّ فِي رُؤْيَا ٱللَّيْلِ. فَبَارَكَ دَانِيآلُ إِلَهَ ٱلسَّمَاوَاتِ. ٢٠ أَجَابَ دَانِيآلُ وَقَالَ: «لِيَكُنِ ٱسْمُ ٱللهِ مُبَارَكًا مِنَ ٱلْأَزَلِ وَإِلَى ٱلْأَبَدِ، لِأَنَّ لَهُ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْجَبَرُوتَ’’ (دانيال 2: 19-20) وما إن نال دانيال تفسيرًا للحلم في رؤيا الليل حتَّى سارع إلى إعطاء المجد لله، ولم يدَّعِ التمتُّع بمعرفة أو حكمة فائقة للطبيعة، لأنَّه كان يعلم […]
سبتمبر 23, 2024

نبوخذنصر المتنمِّر

‘‘إِذًا يَا إِخْوَتِي ٱلْأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي ٱلتَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي ٱلْغَضَب’’ (يعقوب 1: 19) لا بدَّ أنَّنا نتذكَّر بمعظمنا متنمِّرًا واحدًا على الأقل في المدرسة، خصوصًا إذا كان هذا الأخير يدفعنا في الملعب أو يضايق الآخرين باستمرار أو يهدِّدهم ويتلاعب بهم. لكنَّنا لا نصادف المتنمرين في المدرسة فحسب، فهم موجودون أيضًا في عائلاتنا وفي أماكن عملنا وفي مجتمعاتنا المتنمِّر هو مَن يسعى إلى التحكُّم في الآخرين واستغلالهم. وهو يستمدّ قوَّته من استضعاف الآخرين، ويُسرّ في انتقادهم والاستهزاء بهم عندما نقرأ سفر دانيال، نتعرَّف إلى ملك يشكِّل مثالًا للقائد المتنمِّر؛ إنَّه الملك نبوخذنصَّر الذي حكم الإمبراطورية البابليَّة عندما كان دانيال ورفاقه في سنّ المراهقة، وأُرسِلوا للدراسة في قصر الملك. ونقرأ في الأصحاح الثاني من سفر دانيال أنَّ نبوخذنضر انزعج كثيرًا بسبب حلم، فاستدعى الحكماء جميعًا، بمن فيهم دانيال ورفاقه، وأمر بقتلهم لأنَّهم لم يتمكَّنوا من تفسير حلمه ولمَّا علم دانيال ورفاقه بأمر الملك، صلُّوا طوال الليل طالبين تدخُّل الله، فأوحى الله لدانيال بتفسير الحلم. ويمكننا أن […]
سبتمبر 21, 2024

لستم بلا رجاء

وَٱلرَّجَاءُ لَا يُخْزِي، لِأَنَّ مَحَبَّةَ ٱللهِ قَدِ ٱنْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْمُعْطَى لَنَا  (رومية 5: 5) ابتدأ نمط الخيانة والسبي والتوبة والخلاص مع أبوَينا الأوَّلَين، آدم وحواء، حين اختارا السلوك في الطريق الخطأ، وأطلقا العنان لدوَّامة التمرُّد والتألُّم التي تردَّد صداها عبر التاريخ. واليوم، تتألَّم الكنيسة في الحضارة الغربية، كما في جميع أنحاء العالم، جرَّاء قرون من المساومة الروحيَّة تأسَّست الحضارة الغربية على يد حركة الإصلاح المسيحي التي جلبت النور والحياة إلى عالم منبثق من العصور المظلمة. لكنَّ الحضارة الغربية انحرفت عن مبادئها التأسيسية، وبتنا نحتاج اليوم إلى إصلاح جديد لإيقاظ الغرب من سباته. أمَّا نحن المؤمنون بالرب يسوع المسيح فلسنا بلا رجاء، بل لدينا أعظم رجاء على الإطلاق، وهو الله الإنسان الذي عُلِّق على الصليب ليفدي البشرية، وقام من الموت لإعلان قدرته الإلهية. واليوم، ذراعاه مفتوحتان لنا، وهو يدعونا قائلًا، “توبوا، تعالوا إليّ، وسأنقذكم من أعدائكم وأردُّ نفسكم” لكنَّنا نستطيع كسر هذا النمط الدوري الذي ابتدأ مع آدم وحواء، واستمر طوال العهد القديم، ولا يزال ساري المفعول حتى […]
سبتمبر 20, 2024

التركيز على السماء

لْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ (عبرانيين 12: 1-2) إن محور كل إنجيل زائف هو نحن، وآرائنا السياسية، وسعادتنا، وأعمالنا الصالحة، وتفسيرنا الخاص لكلمة الله، وخبراتنا الشخصية. أما إنجيل يسوع المسيح، فمحوره هو يسوع – موته، ودفنه، وقيامته. كل الأناجيل الزائفة يكون محورها الإنسان، أما الإنجيل الحقيقي الوحيد فمحوره هو المسيح. حتى رجاء السماء لا يرتكز كثيرًا علينا وعلى تمتعنا بالسماء، بل على حقيقة أننا سنكون هناك مع المسيح لماذا غاب الرجاء الأبدي عن نظر الكثير من المؤمنين؟ لماذا يرفع الكثير من المؤمنين نظرهم عن جائزة مسكنهم السماوي، مدينة الله؟ أعتقد أننا نغفل مسكننا الأبدي لخمسة أسباب أولاً، لأن لدينا تصور خاطئ عن السماء. هناك العديد من الصور المشوهة للسماء في ثقافتنا، مما يجعلنا لا نشتاق إلى المدينة السماوية الرائعة التي أعدها لنا يسوع ثانيًا، لأن ضغوط الحياة تحجب رؤيتنا. يمكن لمشاكل حياتنا اليومية أن تسلبنا تركيزنا على السماء […]
سبتمبر 19, 2024

في انتظار المدينة الأبدية

لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ (عبرانيين 13: 14) يعيش السفير في مدينة ليست وطنه، وعلى الرغم من أنه قد يحب جيرانه، ويُقدِّر مظاهر ثقافتهم، ويجد قدرًا من السعادة في منصبه، إلا أنه يعلم أنه ليس في وطنه بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه، إذا كنت تلميذًا ليسوع المسيح، فأنت أيضًا لستَ في وطنك. إن وطنك هو السماء ومهمتك الحالية في هذا العالم هي أن تكون سفير المسيح، كما لو أن الله يوجه نداءه للعالم من خلالك (اقرأ 2كورنثوس 5: 20) اقرأ عبرانيين 13: 14. إن مهمتك الأساسية، كأي سفير، هي تمثيل وطنك بشكل جيد، ووطنك، الذي هو السماء، لديه رسالة لسكان مدينة الإنسان وهي: “قبل فوات الأوان، اقبلوا عرض الخلاص المجاني الذي أصبح متاحًا لكم من خلال يسوع المسيح وموته على الصليب” للأسف، كثيرًا ما ننسى أن هذا العالم ليس وطننا، وقد يسمح أكثر المؤمنين تقوى لمشاكل وملذات الحياة الأرضية أن تشتت تركيزهم عن السماء. لقد أصبحنا نهتم كثيرًا بأمور هذا العالم وأصبحنا نضع الخطط […]
سبتمبر 18, 2024

الحياة بالإيمان لا بالعيان

لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ (عبرانيين 11: 10) يخبرنا كاتب الرسالة إلى العبرانيين أنه على الرغم من أن إبراهيم لم يمتلك الأرض التي وعده بها الله في حياته، إلَّا أنه فهم ما يعنيه حقًا وعد الله: “بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ” (عبرانيين 11: 9-10) كان إبراهيم متحمسًا لمدينة الله، المدينة التي صممها وبناها الله ذاته. عرف إبراهيم، بنعمة الله، أنه لن يشعر أبدًا بالشِبع والاكتفاء بالمدينة الأرضية، حتى مدينة أورشليم الأرضية الممنوحة لنسله، لذا، وضع ثقته بالله وتطلع إلى المدينة الآتية – أورشليم الجديدة هناك ثلاثة أشياء عن مدينة أورشليم الأرضية تعلمنا عن مدينة الله الحقيقية التي ستنزل يومًا ما من السماء. أولاً، كانت أورشليم هي المدينة التي سكن فيها الله مع شعبه. عندما جعل داود أورشليم عاصمة مملكته، جاء إليها بتابوت العهد، وكانت رغبته الأساسية هي أن يكون في محضر الله في جميع الأوقات، وكان تابوت العهد هو المكان الذي […]
سبتمبر 17, 2024

غُرَبَاء

أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ، أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ، وَأَنْ تَكُونَ سِيرَتُكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ حَسَنَةً، لِكَيْ يَكُونُوا، فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ، يُمَجِّدُونَ اللهَ فِي يَوْمِ الافْتِقَادِ (1 بطرس 2: 11-12) بصفتك غريب في مدينة الإنسان، تأكَّد من أن ولاءك لمدينة الله كامل وأكيد، وتأكَّد من أنك، في الوقت الذي تعيش فيه في مدينة الإنسان، تظل تحافظ على إخلاصك لمدينة الله. في هذه الأيام التي نجد فيها الكثيرين ممن يزعمون أنهم مؤمنون يتضامنون مع الثقافة، يجب أن نقف مع يشوع ونقول “أَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ” (يشوع 24: 15) لقد وضعك الله بحسب تخطيطه في الحي الذي تعيش فيه، وفي مكان عملك أو جامعتك حتى تكون سفيرًا لمدينة الله، على الرغم من أنك تعيش الآن في مدينة الإنسان. لا يدعونا الله للهروب من مدينة الإنسان أو الاختباء في قبو في انتظار نهاية العالم، بل دعانا للوقوف في معركة التاريخ لإعلان البشارة لعالم يحتضر يدعونا الله أن ندعو آخرين، قبل فوات الأوان، للمجيء إلى مدينة […]
سبتمبر 16, 2024

كُن أمينًا تجاه كلمة الله

لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلًا ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ (رومية 1: 16) إذا كنا نتواضع ونتوب عن خطايانا في الكنيسة، سيقودنا الله للخروج من سَبْيَنَا الروحي والثقافي. لكن، ما الذي يجب أن نتوب عنه؟ وما هي خطايا الكنيسة؟ إنها نفس الخطايا التي ارتكبها بنو إسرائيل في العهد القديم – خطايا زِنَا روحي وعدم أمانة تجاه الله وتجاه كلمته. لقد تنبأ النبي حزقيال على إسرائيل قائلًا “وَالنَّاجُونَ مِنْكُمْ يَذْكُرُونَنِي بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ يُسْبَوْنَ إِلَيْهِمْ، إِذَا كَسَرْتُ قَلْبَهُمُ الزَّانِيَ الَّذِي حَادَ عَنِّي، وَعُيُونَهُمُ الزَّانِيَةَ وَرَاءَ أَصْنَامِهِمْ، وَمَقَتُوا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ الشُّرُورِ الَّتِي فَعَلُوهَا فِي كُلِّ رَجَاسَاتِهِمْ” (حزقيال 6: 9) قد تقول “لكني أحب الله، وأذهب إلى الكنيسة بانتظام، فكيف أُتَّهَم بالزنا الروحي؟ متى ذهبتُ وراء الأوثان؟” قال الله لإسرائيل من خلال هوشع النبي “قد كسر الشعب عهدي وتعدَّوا على شريعتي”. لكنهم صرخوا إلى الله قائلين “يا الله نحن نعرفك!” فردَّ الله “لكن إسرائيل رفض الصلاح: فيتبعه العدو. هم أقاموا ملوكًا دون موافقتي؛ واختاروا رؤساء وأنا لم […]
سبتمبر 15, 2024

نور وسط ثقافة مظلمة

فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ (مت 5: 16) هناك دائمًا عواقب لتوقُّف شعب الله عن إكرام الله وطاعة كلمته. عندما تحوَّل بنو إسرائيل بعيدًا عن الله، رفع الله عنهم حمايته، فأصبحوا ضحايا للبابليين – إرهابيي عصرهم. اقرأ وصف حبقُّوق للبابليين: “أُمَّةَ مُرَّةَ قَاحِمَةَ سَّالِكَةَ فِي رِحَابِ الأَرْضِ.. هَائِلَةٌ وَمَخُوفَةٌ. مِنْ قِبَلِ نَفْسِهَا يَخْرُجُ حُكْمُهَا وَجَلاَلُهَا” (حبقوق 1: 6-7). أليس هذا وصفًا مناسبًا للجماعات الإرهابية اليوم مثل داعش؟ إذا كنا، كشعب الله، نشوه حق الله لكي نصبح أصدقاء العالم، ألسنا هكذا نخاطر بنفس العواقب؟ السبي هو مصير كل جماعة أو مجتمع عرف الله في يوم من الأيام ثم تحوَّل بعيدًا عنه. قد يتخذ هذا السبي عددًا من الأشكال، لكنه دائمًا ما يشتمل على الإرهاب من الخارج والانحلال الاجتماعي من الداخل، وأمثلة هذا الانحلال الاجتماعي تتضمن ما يلي تآكل احترام الحق والحكمة. لم تعد جامعاتنا مؤسسات للتعليم العالي، بل أصبحت مصانع لغسيل الأدمغة؛ فلا يتم تدريب الطلاب لكي يكونوا حكماء ومُثقَّفين، بل يتم […]