أغسطس 18, 2024

الأبطال يجيدون التوبة

‘‘لِأَنَّ ٱلْحُزْنَ ٱلَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلَاصٍ بِلَا نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ ٱلْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتًا’’ (2 كورنثوس 7: 10) الله يكره الخطيَّة، فهذا ما أوضحه لأولاده في كلمته. وهو منحنا الكتاب المقدس وروحه لكي نميِّز الخطيَّة في حياتنا ونحاربها. لكن بالرغم من ذلك، يمكن أن نقع في فخّ الشيطان، فنتعثَّر في سعينا وراء البر. وعندما يحدث هذا، كيف يجب أن نتعامل مع فشلنا بطريقة تساعدنا على إكرام الله والتحرُّر من قبضة الخطيَّة في الوقت نفسه؟ في كثير من الأحيان، نريد ببساطة أن تُغفر لنا خطيَّتنا. ويبدو مجرَّد التفكير في التوبة أمرًا غريبًا بالنسبة إلينا. وتعني التوبة أن نتوقَّف عن ارتكاب الخطأ وأن نسلك في الاتجاه المعاكس. لكن في معظم الأحيان، نريد ببساطة أن يتمّ إعفاؤنا من نتائج أخطائنا، مع الاكتفاء بتحذيرنا من ارتكابها مجدَّدًا. لكنَّ التوبة الحقيقيَّة تعني أن نعترف بأنَّنا أخطأنا وأحزنَّا قلب الله، وهي تدفعنا إلى أن نتنقَّى من خطيَّـتنا ونسعى إلى الكمال مجدَّدًا. لقد اختبر داود الألم الناتج عن إحزان قلب الله، وعرف أنَّه لا يكفي […]
أغسطس 16, 2024

الأبطال يكرهون الخطيَّة

‘‘كُونُوا كَارِهِينَ ٱلشَّرَّ، مُلْتَصِقِينَ بِٱلْخَيْرِ’’ (رومية 12: 9). من السهل علينا أن نصبح متبلِّدي الحسّ ومتحجِّري القلوب إزاء السلوكيَّات الآثمة، كوننا نعيش في عالم مليء بالخطيَّة. ففي جميع أنواع وسائل الإعلام، نرى أعمالًا وسلوكيَّات تُحزن قلب الله، وعندما تصير هذه الأفكار والتحوُّلات الثقافيَّة الجديدة مألوفة وأكثر شيوعًا بالنسبة إلينا، تصبح أحاسيسنا مخدَّرة تجاهها فلا تشعر بوجودها. ربَّما يصعب علينا أن نتخيَّل أنَّ الله يغضب، لكنَّ الحقيقة هي أنَّ الله يغضب فعلًا. فالخطيَّة تثير سخطه لأنَّه على دراية تامَّة بمفاعيلها الشريرة. وفي سفر إرميا 44: 4، يقول الله: ‘‘فَأَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ كُلَّ عَبِيدِي ٱلْأَنْبِيَاءِ مُبَكِّرًا وَمُرْسِلًا قَائِلًا: لَا تَفْعَلُوا أَمْرَ هَذَا ٱلرِّجْسِ ٱلَّذِي أَبْغَضْتُهُ!’’ لا ينزعج الله من الخطيَّة فحسب، بل إنَّه يبغضها أيضًا. تتعارض الخطيَّة تمامًا مع محبَّة الله، وهي تجد لها أرضًا خصبة في أذهان الأشخاص الذين يقولون: ‘‘لا أعتقد أن الله يعرف الأفضل لحياتي، لذا سأفعل ما يحلو لي، وأيًّا يكن ما أشعر به، سوف أفعله لأنَّه يسعدني أكثر من طاعة الله’’. أصل الخطيَّة متجذِّر في النزعة إلى تحدِّي […]
أغسطس 15, 2024

الأبطال يتعلَّمون من أخطائهم

‘‘اَلصِّدِّيقُ كَٱلنَّخْلَةِ يَزْهُو، كَٱلْأَرْزِ فِي لُبْنَانَ يَنْمُو’’ (مزمور 92: 12) في ملعب كرة المضرب، رمقت شابة خصمها بابتسامة إعجاب بعد أن سدَّد ضربة حاسمة. فالضربة الخلفيَّة التي استخدمها جعلت الكرة تدور بزخم كبير بحيث أنَّها ما إن ارتطمت بأرضيَّة الملعب حتى ارتدَّـت فوق الشبكة قبل أن تتسنَّى للشابة فرصة ضربها. وبعد أن شعر الشاب بأنَّه اكتشف نقطة الضعف في أداء اللاعبة، حاول تسديد الضربة نفسها مجدَّدًا. لكن هذه المرَّة، لم تَدَعِ الشابة الكرة تصطدم بأرضيَّة الملعب، بل سارعت إلى ضربها بقوَّة، فارتفعت فوق الشبكة وارتطمت بقدم خصمها، فحسمت اللعبة لصالحها. هل تعلَّمتِ الشابة درسًا؟ هذا ما نتمنَّاه بمعظمنا. لكن الكثير من الأشخاص لا يتعلَّمون من أخطائهم بل إنَّهم يرتبكون الخطأ نفسه مرارًا وتكرارًا. ربَّما أراد اللاعب أن يُبهر رفاقه في الملعب، فحاول تسديد الضربة نفسها مجدَّدًا آملًا الحصول على النتيجة نفسها. يريد الله أن نتعلَّم من أخطائنا، لا لنتفادى الوقوع في الأخطاء نفسها فحسب، بل أيضًا لكي نكتسب حكمة تساعدنا على مواجهة الصعوبات الأخرى. عندما نشعر بأنَّنًا تغلَّبنا على مشكلة […]
أغسطس 14, 2024

الأبطال يسلكون بالاستقامة

وَلَكِنَّ ٱلَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا ٱلْجَسَدَ مَعَ ٱلْأَهْوَاءِ وَٱلشَّهَوَاتِ (غلاطية 5: 24) إذا أردنا أن نسلك في استقامة قلب حقيقيَّة، يجب أن نفحص دوافعنا بانتظام. فمهما كانت محبَّتنا لله كبيرة، ومهما كنَّا نتوق إلى خدمته، يجب أن نحترز من الطموحات الأنانيَّة التي يمكن أن تتسلَّل إلى قلوبنا. فنحن نميل إلى مقارنة حياتنا بحياة الآخرين، وعندما نشعر بأنَّنا لم نحصل على فرصة عادلة في الحياة، نبدأ بحياكة المؤامرات والمكائد. وحين تسيطر علينا طموحاتنا الأنانيَّة، نجد أنفسنا نتفوَّه بكلام ونقوم بأعمال تحزن قلب الله. وبدلًا من السلوك في المحبَّة، تتحكَّم الأنانيَّة في تصرُّفاتنا، فنسعى إلى خدمة أنفسنا بدلًا من خدمة الآخرين. وإذا لم نتوخَّ الحذر، يتحوَّل هدفنا في الحياة إلى إشباع رغباتنا، مهما كان الثمن. ثمَّ يتجلَّى هذا السلوك في نواحٍ مختلفة من حياتنا، فنسعى إلى إشباع رغباتنا بدلًا من خدمة الآخرين، سواء كان في علاقاتنا أو في مكان العمل أو في الكنيسة أو ضمن العائلة. وإذا اشتبهنا بوجود هذه الميول الأنانيَّة في حياتنا، يمكننا أن نطرح على أنفسنا بعض الأسئلة […]
أغسطس 13, 2024

الأبطال يعطون الأولوية لله

“وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ، لِيَثْبُتْ إِلَى الأَبَدِ الْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتَ بِهِ عَنْ عَبْدِكَ وَعَنْ بَيْتِهِ وَافْعَلْ كَمَا نَطَقْتَ. وَلْيَثْبُتْ وَيَتَعَظَّمِ اسْمُكَ إِلَى الأَبَدِ” (1أخبار الأيام 17: 23-24) منذ اللحظة الأولى التي دخلنا فيها الكنيسة ونحن نتعلَّم أن نعطى الأولوية في حياتنا لله، لكن هل نفعل ذلك حقًا؟ هل يمتلك الله المكانة الأولى في قلوبنا طوال الوقت، أم فقط عندما يكون ذلك مناسبًا لنا؟ من السهل أن نُعلِن أننا أعطينا الأولوية للرب؛ لكن الاختبار الحقيقي يأتي عندما تُلقِي بنا الحياة في منحنى غير متوقَّع، فنكتشف إذا كان ما نقوله بأفواهنا يتفق حقًا مع ما في قلوبنا. تطمح المحبة الحقيقية والتواضع في اعطاء الله الأولوية في حياتنا مهما كانت التكلفة. قد تكون التكلفة أحلامنا، أو وظائفنا، أو مكانتنا في المجتمع، لكن تكلفة عدم اعطاء الأولوية لله هي تكلفة ضخمة حقًا. كان قلب داود معتادًا على محبة الله؛ لذا عندما طلب أن يبني الهيكل وتلقَّى ردًا مُخيِّبًا لآماله، لم تسقط محبته، بل تشجَّع ليدخل عمقًا جديدًا في عبادته لله ومحبته له. اقرأ ١أخبار الأيام […]
أغسطس 12, 2024

الأبطال يقفون بثبات

“هُوَذَا عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ الرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ” (مزمور 33: 18) إحدى إستجاباتنا الأولية والطبيعية للصعوبات هي البحث عن حلول فورية. نحن لا نحب التوتر والضغوط في العلاقات، ونحتقر الانشقاقات، ونمضي وقتًا طويلاً في محاولة إيجاد حلول لمثل هذه المشاكل، ولكن عندما تفشل محاولاتنا في التوصُّل إلى حل، غالبًا ما نهرب ونترك المشكلة. يراقبنا مجتمعنا استجاباتنا للصراعات والتجارب ليرى كيفية استجاباتنا للصراعات والتجارب: هل سنهرب عندما تسوء الأمور، أم سنقف في ثبات وسلام ونطلب مشيئة الله لخطواتنا التالية؟ يؤثر موضع ثقتنا بشكل مباشر على استجابتنا للصعوبات والآلام؛ فإذا كانت ثقتنا بقدراتنا على حل المشاكل، يمكننا بسهولة أن نضعف عندما نتعرَّض للفشل، لكن إذا كانت ثقتنا بالله وائتمناه على كل ظروفنا، مطمئنين لسيادته ومحبته لنا، فسوف نجلب المجد لاسمه ونُظهِر للعالم أين يكمُن رجاؤنا حقًا. لا يأتينا الله بالصعوبات التي نواجهها، لكنه يستخدمها بالتأكيد ليساعدنا على النضوج. يشكِّلنا الله على صورته ويُغيِّر فينا بينما نتعلَّم الثقة به أكثر فأكثر، وفي أوقات الاختبار يبدأ الله في تنقية قلوبنا بطرق جديدة. إن الهروب من […]
أغسطس 11, 2024

الأبطال يتحلون بالشجاعة وليس بعدم الاحترام

“وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ” (مزمور 9: 10) عندما نحقق أي قدر من النجاح في الحياة، نميل إلى التمتُّع بمجدنا، ونمتدح أنفسنا كما لو كنا السبب الوحيد لنجاحنا. مما لا شك فيه أن داود واجه نفس التجربة، لكنه، بسبب إيمانه، لم يستسلم أبدًا لتلك الحوافز. مُسِح داود في شبابه من قِبل صموئيل النبي ليكون ملك إسرائيل القادم. قد تعتقد أن سماع مثل هذه النبوءة، وتلقِّيه المسحة لتأكيد دعوة الله، سيكون كافياً لحث داود على الخروج وتحقيقها، لكن رد فعل داود كان مختلفًا؛ فبدلاً من الصعود إلى بوابات القصر وإخبار شاول أن أيامه كملك قد ولَّت، قرر داود أن يتصرف كبطل حقيقي وترك الله يحقق دعوته لحياته بوضعه في المكان المناسب في الوقت المناسب. كان داود شابًا شجاعًا، وقد واجه مخاوف كثيرة بحسم شديد، لكنه لم يبالغ في شجاعته ولم يتحدَّى توقيت الله أبدًا. في كثير من الأحيان في الحياة، عندما نحقق نجاحًا، نبدأ في التقدُّم عن الله، لكن الله غالبًا ما يستخدم التأخير في التوقيت […]
أغسطس 10, 2024

الأبطال يركزون على الله

“فَكَمَا قَبِلْتُمُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبَّ اسْلُكُوا فِيهِ، مُتَأَصِّلِينَ وَمَبْنِيِّينَ فِيهِ، وَمُوَطَّدِينَ فِي الإِيمَانِ، كَمَا عُلِّمْتُمْ، مُتَفَاضِلِينَ فِيهِ بِالشُّكْرِ” (كولوسي 2: 6-7) يحب الجميع تشجيع المستضعفين، سواء في الرياضة أو في العمل أو في الأفلام، نود دائمًا للشخصية التي تواجه معظم العقبات أن تنتصر في النهاية، فهذا الأمر يُحرِّك مشاعرنا لأننا في داخلنا نتمنى لو كانت لدينا الشجاعة الكافية لتحقيق أمرًا غير عادي. هناك سمة واحدة ثابتة تدفع حتى أضعف الأشخاص إلى الانتصار، وهي التركيز الحقيقي. الرجال والنساء في الكتاب المقدس الذين نجحوا في تحقيق أمورًا عظيمة لملكوت الله كان لديهم تركيز عظيم. على الرغم من تعثُّرهم في الطريق، استطاع إبراهيم وموسى وداود وسليمان وشمشون أيضًا أن يثبتوا أعينهم على الرب. يمكن أن يؤدي إبعاد عينيك عن الله إلى الفشل، تمامًا مثلما يؤدي تثبيت عينيك عليه إلى تحقيق أعظم الانتصارات التي ستعرفها على الإطلاق. لذا، في أضعف لحظات حياتك، اسأل نفسك عما إذا كنت تركز على الله أم على وضعك. إذا بدأت تشعر بالشفقة على الذات، فاعلم أن الفشل قريب، والنواح […]
أغسطس 9, 2024

دعوة الله لك

“سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي” (مزمور 37: 5). إن طاعتنا لله هي أكثر أعمالنا شجاعةً. يبدو أن التمرُّد في مجتمعنا اليوم هو الوضع القائم؛ كثيرون جدًا يعارضون تراثنا الثقافي حتى أصبحت أفعالهم هي القاعدة. عندما يتسلل هذا النوع من التفكير إلى الطريقة التي ننظر بها إلى الله، نبدأ في الإنحدار في طريق خطر للغاية هو طريق العصيان. الله لديه دعوة خاصة لحياة كل شخص، لكن استجابتنا لدعوته تحدد ما إذا كنا سنكون أتباعًا شجعانًا أم أطفالًا متمردين. في كثير من الأحيان نقاوم دعوة الله لأننا نخشى ما قد يدعونا إليه، وننسى أن خطته هي أفضل خطة ممكنة لنا. لا تعني دعوة الله لحياتنا أننا سنعيش حياة بغيضة؛ بل هي دعوة لكي نختبر ملء الحياة كما لم نعرفها من قبل. في حياة داود كانت هناك لحظات كثيرة تجعله يضل في طريق بعيد عن الله؛ فقد كان الملك شاول يطارده ليقتله، لكن خلال ذلك الوقت الصعب، اختار داود أن يبقى أمينًا وطائعًا للرب. إذا أردنا أن نكون أبطالًا شجعانًا للمسيح، […]
أغسطس 8, 2024

اسلك في نور شهادتكم

وَلَا وَأَنَا حَيٌّ بَعْدُ تَصْنَعُ مَعِي إِحْسَانَ ٱلرَّبِّ حَتَّى لَا أَمُوتَ، بَلْ لَا تَقْطَعُ مَعْرُوفَكَ عَنْ بَيْتِي إِلَى ٱلْأَبَدِ، وَلَا حِينَ يَقْطَعُ ٱلرَّبُّ أَعْدَاءَ دَاوُدَ جَمِيعًا عَنْ وَجْهِ ٱلْأَرْض. 1 صموئيل 20: 14-15 اقرأ 1 صموئيل 20: 1-42 بعد أن علم داود أن شاول يطارده ليقتله، ذهب إلى يوناثان غارقًا في الشفقة على نفسه، ويعتريه شعور بالقلق والخوف، ونسي أمانة الله معه في الماضي. فكِّر في مدى تركيزه على ذاته في هذا اللقاء حين قال، مَاذَا عَمِلْتُ؟ وَمَا هُوَ إِثْمِي؟ وَمَا هِيَ خَطِيَّتِي أَمَامَ أَبِيكَ حَتَّى يَطْلُبَ نَفْسِي؟ (1 صموئيل 20: 1).  كم مرَّةً، في معرض حديثه مع يوناثان، شهد عن قوَّة الله وحظوته ومشيئته في حياته؟ ولا حتَّى مرَّةً واحدة وهكذا أصبح داود في حالة تراجع تام بدلًا من الثقة بمخطَّط الله لحياته عندما مسحه صموئيل ملكاً جديداً على إسرائيل. تراجع خشية أن يقتله شاول، فقرَّر وضع خطَّة خاصة به بدلاً من الاعتماد على الرب. فذهب إلى يوناثان، أقرب صديق له، سرًا وطلب إليه أن يكذب بالنيابة عنه نعم، […]
أغسطس 7, 2024

الاعتراف بحظوة الله

وَكَانَ دَاوُدُ مُفْلِحًا فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ وَٱلرَّبُّ مَعَهُ.  1صموئيل 18: 14 اقرأ 1 صموئيل 18: 1-30 وقف داود أمام صديقه يوناثان وهو في حالة صدمة، بعد أن بادرَ هذا الأخير، وهو وريث عرش اسرائيل، الذي يفترض به تولِّي الحكم بعد الملك شاول، إلى خلعِ جبَّته المَلَكيَّة التي ترمز إلى نصبه كابن للملك وإعطائها لِدَاوُدَ. ثمَّ نَزَعَ أسلحته، التي ترمز لسلطته وقيادته باعتباره الرجل الثاني في القيادة، وحزامه الذي يتضمَّن كل ثروته وكنزه كمحارب ثري وقوي، وسلَّمها كلَّها طوعًا وبتواضع لصديقه المفضَّل لقد أحبَّ يوناثان الربّ، وكان مدركًا لمسحة الله على حياة داود، وبالرغم من أنَّه كان الوريث الشرعي للعرش  كونه الابن البكر لشاول، قرَّر طوعًا التنحّي جانبًا للإفساح في المجال أمام الرجل الذي اختاره الله. كان يمكن لهذه اللفتة الرائعة أن تدفع أيَّ رَجُل إلى التكبُّر والتعالي، لكنَّ داود كان يدرك تمامًا أنَّه لم ينل حظوة من ابن الملك بفضل أي عمل قام به، بل أنَّها عطيَّة من يد الله لم يصبح داود معروفًا إلَّا بعد قتله جليات، لكن بعد […]
أغسطس 6, 2024

اهزم خوفك بقوَّة شهادتك

ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ ٱلْأَسَدِ وَمِنْ يَدِ ٱلدُّبِّ هُوَ يُنْقِذُنِي مِنْ يَدِ هَذَا ٱلْفِلِسْطِينِي. -1 صموئيل 17: 37 اقرأ 1 صموئيل 17: 1-58 كان العملاق الفلسطينيّ جليات يخرج صباحًا ومساءً وينادي بني إسرائيل ليعيِّرهم قائلًا: لِمَاذَا تَخْرُجُونَ لِتَصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ؟ أَمَا أَنَا ٱلْفِلِسْطِينِيُّ، وَأَنْتُمْ عَبِيدٌ لِشَاوُلَ؟… أَنَا عَيَّرْتُ صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ هَذَا ٱلْيَوْمَ! -آية 8، 10.  مَن يعيِّر جيوش بني إسرائيل يعيِّر الله نفسه، لكن وبالرغم من ذلك كلِّه، لم يتجرَّأ أيٌّ من رجال بني اسرائيل، ولا حتَّى الملك شاول الذي يتمتع بخبرة عسكرية أكثر من سائر أبناء الشعب، والذي يناهز طوله المترَين، والذي كان الإسرائيلي الوحيد الذي يلبس درعًا، ويُفترَض به أن يمثِّل الله الحي، على قبول تحدِّي جليات عندما وصل داود إلى المحلَّة وسمع استهزاء جليات، اغتاظ بسبب التجديف على اسم الله، فسأل: مَنْ هُوَ هَذَا ٱلْفِلِسْطِينِيُّ ٱلْأَغْلَفُ حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ ٱللهِ ٱلْحَيِّ؟ (آية 26). وأسرع داود إلى الملك شاول معرِبًا عن استعداده لقبول تحدِّي جليات بالنيابة عن الأمَّة كلِّها كانت لدى داود كل الأسباب ليرتعب من جليات، لكنَّه […]