يناير 5, 2024
فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ ٱللَّاهُوتِ جَسَدِيًّا… -كولوسي 2: 9 المفارقة عبارة عن تناقض واضح يخفي حقيقة عميقة، والكتاب المقدس مليء بالمفارقات. فنحن ننتصر من خلال الاستسلام لله أوَّلاً، ونجد الحرية عندما نصير عبيدًا للمسيح، ونصبح عظماء عندما نضع أنفسنا، ونصير حكماء عندما نكون جهَّالاً من أجل المسيح. في الواقع، لا يمكننا أن نعيش حقًا إلا إذا متنا عن أنفسنا أمَّا المفارقة الأعظم في الكتاب المقدس برمَّته فتكمن في ميلاد يسوع المسيح. ففي الفترة التي وُلد فيها يسوع، كان أوغسطس قيصر أعظم حاكم في العالم، لكنَّه وبالرغم من سُلطته وثرواته الأرضية، كان مجرَّد إنسان عادي. عندما جاء الله إلى الأرض، لم يتربَّع على عرش أعظم إمبراطورية، بل وُلِد طفلاً فقيرًا وعاديًّا في مدينة بيت لحم، وفيما كان الحاكم الوثني، قيصر، في ذروة السُّلطة، كان الإله الرضيع، يسوع، مسكينًا ضعيفًا. كان قيصر أغنى رجل على وجه الأرض، فيما كان يسوع من الأكثر فقرًا. كان قيصر ينام في قصر روماني على سرير من ذهب مكسوٍّ بأجود أنوع الأقمشة، فيما كان يسوع طفلًا […]