نوفمبر 18, 2021

حاجتنا المطلقة

‘‘بَارِكِي يَا نَفْسِي ٱلرَّبَّ، وَلَا تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ.ٱلَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. ٱلَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِك، ٱلَّذِي يَفْدِي مِنَ ٱلْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. ٱلَّذِي يُكَلِّلُكِ بِٱلرَّحْمَةِ وَٱلرَّأْفَةِ. (مزمور 103: 2-4) يهوه رافا، أي الرب شافينا، هو مَن نحتاج إليه فعلًا، أيًّا تكن نقاط ضعفنا أو أمراضنا أو أسقامنا أو مشاكلنا، ولا يعني هذا أنَّنا لن نمرض أبدًا أو أنَّنا محصَّنون ضدَّ الموت، بل يعني أنَّ الله معنا ليشفينا من كلّ ألم. وإذا كنت تتألَّم اليوم، ثِق بأنَّ الله يريد استخدام هذا الألم ليمنحك مكافأة أعظم أو ليُظهر عظمة حضوره في حياتك للأشخاص الذين يشهدون على ثباتك فيه. كم نتشجَّع عندما ندرك أنَّ الله يشفينا يومًا بعد يوم، وأسبوعًا بعد أسبوع، وسنة بعد سنة. فهو يجمع أجزاء حياتنا المنهدمة، حتَّى لو لم نكن على دراية بها، ويرمِّمها بمحبَّته وقوَّته الشافية العظيمة. وسيأتي يوم نقف فيه أمام عرش الله، كاملين ومشفيين في المسيح. إنَّ عمل الروح القدس المتواصل في عالمنا اليوم هو عمل يهوه رافا، فالروح القدس هو مَن يشفي قلوبنا المنكسرة ويجدِّد أذهاننا ويرمِّم […]
نوفمبر 17, 2021

اسمه مجيد

‘‘وَمُبَارَكٌ ٱسْمُ مَجْدِهِ إِلَى ٱلدَّهْرِ، وَلْتَمْتَلِئِ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا مِنْ مَجْدِهِ. آمِينَ ثُمَّ آمِينَ’’ (مزمور 72: 19). كان الاسم يعبِّر عن شخصيَّة الإنسان أو دعوته في زمن الكتاب المقدَّس، ويمكن أن ينطبق المبدأ نفسه علينا اليوم، إذ يمكن لأسمائنا أن تعكس هويتنا وصفاتنا. وإذا كانت الأسماء مهمَّة بالنسبة إلينا، فهي تزداد أهميَّة عندما يتعلَّق الأمر بفهمنا للرب. وأسماء الله هي إعلان لطبيعته وهويته وسيادته، وإذا أردنا أن نعرفه حقًّا، يجب أن نعرف أسماءه وما تكشفه عن شخصه. يريد الله أن نعرفه معرفة وثيقة، وأن نسبِّحه على الدوام، وهو يتوق إلى بناء علاقة عميقة ووثيقة بكلّ واحد منَّا. وقد جاء في الرسالة إلى العبرانيين 13: 15، ‘‘فَلْنُقَدِّمْ بِهِ (يسوع) فِي كُلِّ حِينٍ لِلهِ ذَبِيحَةَ ٱلتَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِٱسْمِهِ’’. وتتمثَّل ذبيحة التسبيح التي يتحدَّث عنها كاتب الرسالة إلى العبرانيين بإعلان أسماء الله، ومنها: يهوه يرأه أي الله يرى ويدبِّر، ويهوه رافا أي الله شافينا، ويهوه نيسي أي الله رايتي، ويهوه شالوم أي الله سلامنا. يتلذَّذ الله بتسبيحات شعبه، لذا سبِّحه عندما […]
نوفمبر 16, 2021

دخول محضر الله بالتسبيح

‘‘وَأَنْتَ ٱلْقُدُّوسُ ٱلْجَالِسُ بَيْنَ تَسْبِيحَاتِ إِسْرَائِيلَ’’ (مزمور 22: 3) ما هو التسبيح؟ إنَّه التعبير عن تمجيدنا وتقديرنا وشكرنا وعبادتنا لربِّنا ومخلِّصنا يسوع المسيح، وهو ينبع من علاقة محبَّة وتكريس للرب، وهو يقرِّبنا إليه ويغيِّرنا ويساعدنا على النموّ في إيماننا. يذكِّرنا التسبيح بشخص الله وعظمته، ويضعنا في مكانةً تساعدنا على نيل بركات الله. قال ‘‘سي أس لويس’’: يستحيل أن يتعلَّم الإنسان الإيمان بصلاح الله وعظمته إلَّا من خلال العبادة والتسبيح. يريد الله أن نسبِّحه، لا لأنَّه يحتاج إلى تملُّقنا أو يتوق إليه، وإنَّما لأنَّه يعلم أنَّ التسبيح يولِّد فرحًا وامتنانًا. ليس التسبيح ممارسة نؤديها لأجل الله، أو عملًا نقوم به لنيل استحسانه لكي يعطينا سؤل قلبنا. فعندما نسبِّح الله، نتغيَّر، حتَّى لو لم تتغيَّر ظروفنا. فالله موجود في كلِّ مكان في كلِّ حين، لكنَّ حضوره مميَّز وسط تسبيحات شعبه. تعبِّر الكلمات عن مكنونات قلوبنا. وقد جاء في الكتاب المقدَّس: ‘‘فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ ٱلْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ ٱلْفَمُ’’ (متى 12: 34). ماذا يحدث للإنسان الذي يتذمَّر دائمًا بسبب مشاكل الحياة وتحدِّياتها؟ إذا ركَّز على […]
نوفمبر 15, 2021

شهوة كلّ قلب

‘‘وَأَيْضًا جَعَلَ ٱلْأَبَدِيَّةَ فِي قَلْبِهِمِ’’ (الجامعة 3: 11) يتوق قلب كلّ إنسان إلى رؤية السماء التي لا تزول، ونحن نريد جميعًا موطنًا نعيش فيه إلى الأبد، لكي نستمتع بفرح أبديّ في محضر الخالق، ونلتقي أحبَّاءنا مجدَّدًا. وقد وضع الله هذه الرغبة في قلوبنا لئلَّا نرضى بما هو أقلّ من الأبديَّة مع الله، وهو يريد أن يجذبنا إلى بناء علاقة به لأنَّه لا يمكننا أن ننال الحياة الأبديَّة التي أعدَّها لنا منذ بداية الخليقة إلَّا عبر الاتِّحاد به. نحن كائنات جسديَّة، لكنَّنا لسنا مجرَّد جسد، بل إنَّنا جزء من العالم الروحي أيضًا، وقد جعل الله السماء موطنًا لنا منذ أن خلقنا. وسيعترينا القلق والاستياء من الحياة إلى أن نعرف مشيئة الله لحياتنا، ويستحيل أن نجد السلام والشعور بالانتماء اللذين نسعى إليهما إلَّا عندما نتقابل مع الله الآب في السماء. هذا العالم فانٍ وآيل إلى الانهيار، لكن إذا وثقنا بيسوع، فسنتَّجه إلى موطننا الحقيقي في العالم المستقبلي، وهو مكان لا يزول يُدعى السماء. صلاة: أبي السماوي، أشكرك لأنَّك خلقتني لأجل السماء، ولأنَّني […]
نوفمبر 10, 2021

طرق الله

‘‘وَٱلرَّبُّ يَهْدِي قُلُوبَكُمْ إِلَى مَحَبَّةِ ٱللهِ، وَإِلَى صَبْرِ ٱلْمَسِيح’’ (2 تسالونيكي 3: 5). استطاع إيليَّا منفردًا أن يبدِّل الظروف في أرضه رأسًا على عقب بالرغم من إمكاناته المحدودة. وبالمثل، أحدثت أرملة صرفة فرقًا عندما أعطت آخر كسرة خبز لديها لرجل الله ولم تتركها لنفسها. وهكذا، يحثّ الله قلوب أبنائه على تقديم خدمات استثنائيَّة، ويبارك طاعتهم عندما يخضعون لمشيئته. يتعامل الله معنا، في معظم الأحيان، بطرق غير منطقيَّة، لأنَّنا، وخلافًا لله، نرى الأمور من منظور محدود. لقد اقتاد الله إيليّا إلى قلب أرض العدو، لأنَّه كان يعلم أنَّ هذا آخر موقع يمكن أن يقصده جنود الملك آخاب للبحث عنه. ثمَّ أرسل الله إيليَّا إلى مدينة صرفة، لكي ينجِّيه من الجوع، بالرغم من المجاعة المستشرية فيها. وهكذا، يعمل الله على جبهات عدَّة، في الوقت نفسه، لتحقيق أهداف متعدِّدة. ويكفي أن نخضع لقيادته لكي نتبارك ونصبح أدوات بركة للآخرين. هل حثَّك الله يومًا على القيام بعمل بدا لك غير منطقي آنذاك، لكنَّه كان ضمن مشيئته الإلهيَّة. هل يدعوك الله الآن إلى الخروج من […]
نوفمبر 8, 2021

صلاة قويَّة

“فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضًا وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلًا ذلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ” (متى 26: 44). عندما يواجه غير المؤمنين تجارب، مثل الأرملة في 1ملوك 17، غالبًا ما يُعلنون غضبهم على وجه الله، وفي بعض الأحيان، يصبُّون غضبهم على أحد أفراد شعب الله، حتى وإن كان شخصًا قريبًا منهم. قالت الأرملة لإِيلِيَّا: «مَا لِي وَلَكَ يَا رَجُلَ اللهِ! هَلْ جِئْتَ إِلَيَّ لِتَذْكِيرِ إِثْمِي وَإِمَاتَةِ ابْنِي؟» (عدد 18). رَدَّ إِيلِيَّا بالطريقة التي ينبغي على كل مؤمن أن يرُد بها؛ فهو لم يرُد الغضب بغضب، بل ذهب ليُصلِّي مُتَّكِلًا على قوة الله القادرة على تغيير الظروف. بعد ذلك، استخدم الله إِيلِيَّا لتحقيق أول قيامة من الموت في الكتاب المقدس. صنع الله هذه المعجزة التاريخية في منزل أرملة تعبُد البعل في أدنى الأماكن. إنه درس ينبغي أن نتعلمه: وهو أنه عندما نُصلِّي مُتَّكلين على قوة الله، فإنه يسكُب قوة قيامته على الناس وخططه على حياتنا. كانت صلاة إِيلِيَّا من أجل الصبي قويَّة وفعَّالة لأنه كان يتشفَّع بكل كيانه، والله يُكرِم هذا النوع من التكريس الصادق في الصلاة. […]
نوفمبر 7, 2021

طاعة إِيلِيَّا

بغض النظر عن مدى شعورنا في بعض الأحيان بصِغَر النفس أو بعدم أهميتنا، فإن الله يستطيع أن يُحوِّل مواردنا ومواهبنا إلى شيء عظيم لمجده. عندما جَفَّ مصدر مياه إِيلِيَّا في نهر كريث، أرسله الله إلى مدينة صِرفَة الوثنية – والتي كان من المُحتَمَل أن تكون عدائية. حتى وإن بَدَتْ تلك الخطة لإِيلِيَّا غير منطقية، لكنه وضع ثقته في سيادة الله. خلال ذلك الوقت، أعطى الله إِيلِيَّا الفرصة لخدمة أرملة فينيقية وابنها. عندما اقترب إِيلِيَّا من الأرملة عند أبواب المدينة، طلب منها ماء وخبز، تمامًا كما أمره الرب أن يفعل. “فَقَالَتْ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُكَ، إِنَّهُ لَيْسَتْ عِنْدِي كَعْكَةٌ، وَلكِنْ مِلْءُ كَفّ مِنَ الدَّقِيقِ فِي الْكُوَّارِ، وَقَلِيلٌ مِنَ الزَّيْتِ فِي الْكُوزِ، وَهأَنَذَا أَقُشُّ عُودَيْنِ لآتِيَ وَأَعْمَلَهُ لِي وَلابْنِي لِنَأْكُلَهُ ثُمَّ نَمُوتُ” (1ملوك 17: 12). كان بإمكان إِيلِيَّا الرَد بأنه لن يُثقِل على الأرملة الفقيرة، وأن يطلب من الله مكان أفضل للإقامة، وأن يشكو من أن الأرملة لم تكن فقيرة فحسب، بل كانت أممية وثنية، لكن، بدلاً من ذلك، اتَّبَع إِيلِيَّا أوامر […]
نوفمبر 6, 2021

فقام وذهب

“أَسْرَعْتُ وَلَمْ أَتَوَانَ لِحِفْظِ وَصَايَاكَ” (مزمور 119: 60). هل سبق أن وضعك الله في وظيفةٍ ما، أو مكانٍ أو موقفٍ لم تكن لتختاره لنفسك أبدًا؟ في سفر1 ملوك 17: 7-16، نرى كيف يعمل الله على عدة جبهات لتحقيق مقاصده وليباركنا. ذات يوم، بينما كان إِيلِيَّا يستمتع بحماية الرب له في قاع نهر كريث، يَبِسَ النهر، وتوقفت الغربان عن إطعامه، وقال له الرب أن يذهب إلى صِرفة حيث ستُطْعِمه أرملة. كان هذا التوجيه الجديد مِن قِبَل الرب غريبًا على عدة مستويات: أولاً، كانت صِرفة قد تضررت كثيرًا بالمجاعة، ثانيًا، كانت في قلب أرض عبادة البعل وعلى بُعْد سبعة أميال فقط من بيت إيزابل. يعني اسم صرفة “انصهار”، وقد اشتهرت المدينة بكونها مكانًا ملوثًا كريه الرائحة حيث يتم فيها صهر الحديد. لا بد أن إِيلِيَّا قد تساءل عن سبب مطالبته بمغادرة مخبأه المريح واجتياز سبعين ميلاً في الصحراء والسير في منطقة بغيضة وخطيرة. لكن إِيلِيَّا كان يعرف أنه إذا كان الله قد أعطاه الأمر، فسوف يدبِّر له احتياجاته، “فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى صِرْفَةَ” […]
نوفمبر 3, 2021

وقت الاختباء

ظهر إِيلِيَّا فجأة في مشهد عبادة إسرائيل للأوثان في 1ملوك 17. كنبيٍّ لله، أعلن إِيلِيَّا دينونة الله – الجفاف – كعقاب لعبادة شعب الله للبعل، التي قادهم إليها آخاب ملك إسرائيل (اقرأ 1ملوك 16: 29-33). في وسط الجفاف، قام الله بتدبير كل احتياجات إِيلِيَّا بشكل خارق للطبيعة. يقول الكتاب المقدس في 1ملوك 17: 6 “كَانَتِ الْغِرْبَانُ تَأْتِي إِلَيْهِ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ صَبَاحًا، وَبِخُبْزٍ وَلَحْمٍ مَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ النَّهْرِ”. نادرًا ما يسعى أبناء الله إلى الاختباء، ولكن هذه الفترات، على وجه الخصوص، هي التي تُقرِّب رجال ونساء الله المؤمنين أكثر فأكثر من الله، وتُعِدُّهم للقيام بخدماتٍ عظيمةٍ. لقد نَضَجَ يوسف خلال فترة اغترابه وسجنه، وأمضى موسى سنوات عديدة في البرِّية قبل البدء في خدمته العُظمى، وأمضت إستير وقتًا طويلاً في الاستعداد لتقديمها إلى الملك، وأمضى بولس ثلاث سنوات هادئة في شمال الجزيرة العربية قبل البدء في خدمته. هل خبَّئَك الله لفترةٍ ما؟ هل تشعر بالعُزلة، أو بأنك مُعَرَّض للخطر، أو بأنك غير مفيد للملكوت؟ الله لديه قصد من وجودك في مكانك، […]
نوفمبر 2, 2021

جرأَة إِيلِيَّا

ظهر إِيلِيَّا فجأةً في الكتاب المقدس؛ لم يكن لديه تاريخ عائلي، أو منصب رفيع، أو أوراق اعتماد تجعل الله يختاره لمواجهة القيادة المرعبة وغير الأخلاقية في عصره. لا يوجد دليل على أن إِيلِيَّا كان شخص شديد الروحانية، بل كان يشعر بالخوف والارتباك في بعض الأحيان مثلنا تمامًا، ولكنه قال بكل صراحة وجرأة للملك آخاب الشرير «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي» (1ملوك 17: 1). كان تصرُّف إِيلِيَّا جريئًا للغاية لأن الملك آخاب كان تحت تأثير زوجته الوثنية إيزابل التي قادته إلى قتل المئات من شعب الله لأنهم لم يسجدوا لبعل. لا بد وأن إيصال رسالة الله إلى أخآب كانت بمثابة مُهِمَّة انتحارية. بحسب توجيه الله له، قام إِيلِيَّا بتوصيل الرسالة، ثم اختبأ عند نهر كريث، وهناك تَعَلَّم أنه عندما يدفعك الله إلى الاختباء، فإنه سيُدبِّر لك احتياجاتك، وسيمُدُّك بالقوة والحماية التي تحتاجها لتكون مستعدًا لتقديم خدمة أعظم له. صلاة: ساعدني يا رَبُّ لكي تكون لي الجرأة […]
نوفمبر 1, 2021

إلهنا الأمين

“فَاعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ، الإِلهُ الأَمِينُ، الْحَافِظُ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيل” (تثنية 7: 9). يُظهِر لنا الكتاب المقدس مرارًا وتكرارًا كيف يعتني الله بشعبه الأمين وسط الكوارث، وتخبرنا شهادات هؤلاء المؤمنين مرارًا وتكرارًا أن الله يبارك ويحفَظ شعبه وسط الكآبة والحزن، ويُدبِّر له احتياجاته، فالله إله أمين. نقرأ في سفر التكوين عن تدبير الله الأمين وحمايته ليعقوب وأولاده في المجاعة الشديدة. لقد وضع الله خططًا لهذا التهديد المستقبلي، فجاء بيوسف إلى أرض مصر لكي يتمكن من إنقاذ يعقوب ويَفِي بالوعد الذي أعطاه الله لإبراهيم. في خروج 10: 21-23، بينما كانت مصر كلها غارقة في الظُلمة، كان هناك نور في الضواحي التي يعيش فيها شعب الله. في 1ملوك 17، بينما كان جميع شعب إسرائيل يعاني من الجوع الشديد، كان الله يمد عبده إِيلِيَّا بالطعام والماء. هذا هو إلهنا. لا عجب أن قال كاتب المزمور، بعد أن اختبر صلاح الله، “لأَنَّ الرَّبَّ، اللهَ، شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْدًا. لاَ يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ” […]
أكتوبر 31, 2021

الحفاظ على هويتنا

“اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ!” (1يوحنا 3: 1). عندما سُبِيَ دانيال وأصدقاؤه في بابل، كانت بيئتهم الجديدة مختلفة تمامًا عن كل ما عرفوه من قبل؛ حتى أن أسمائهم قد تم تغييرها قَسرًا لتعكس الثقافة الوثنية، وكانوا على وشك تلقينهم الثقافة البابلية وإجبارهم على عبادة آلهة باطلة. لقد كان من السهل عليهم أن يخضعوا لتلك الضغوط ويتغيَّروا من الداخل. عرف دانيال وأصدقاؤه أن هويتهم تأتي من الله، وليس من ظروفهم أو أسمائهم أو مكانتهم في المجتمع، وعلى الرغم من أن التجارب التي اجتازوا بها كانت منذ آلاف السنين، إلا أنها لا تختلف كثيرًا عما نواجهه اليوم في مجتمعنا. يتم اختبار إيماننا كل يوم، ونتغذَّى على أكاذيب حول مصدر هويتنا وقيمتنا، ونُدفع دفعًا تجاه أنظمة وسلوكيات معتقدات وثنية. يحاول المجتمع أن يغرينا بالنجاح والرفاهية، وتُستَخدَم وسائل الإعلام لإبهارنا وجذبنا، ويَتوقَع الآخرون منَّا أن نكون أكثر تسامحًا مع خطاياهم، فكيف إذن نحافظ على هويتنا في مثل هذا المجتمع المتغطرس؟ يوضِّح لنا دانيال إن سِرْ الحفاظ على هويتنا وسط التجارب […]