يناير 20, 2021

التسبيح والعطاء

“النَّفْسُ السَّخِيَّةُ تُسَمَّنُ، وَالْمُرْوِي هُوَ أَيْضًا يُرْوَى” (أمثال 11: 25). اقتربت مجموعة من المؤمنين من مؤمن آخر لطلب مساهمة مالية كبيرة لحملة معينة، ولم يعرفوا أن هذا الرجل لديه مشكلة حقيقية فيما يتعلق بالعطاء، فقد كان يجد صعوبة في تسبيح الله بالمال الذي منحه إياه الرب. بعد أن أخبرته هذه المجموعة بالإحتياج، وطالبوه بالمساهمة بمبلغ محدد، أجابهم: “أعرف لماذا تعتقدون أنه يمكنني أن أدفع هذا المبلغ الكبير، فأنا أملك شركة كبيرة، ولكن هناك ما لا تعرفونه؛ فأمي تعيش بدار لرعاية المسنين مُكلِّفة جدًا، وأخي توفَّى وترك زوجة وخمسة أطفال ولم يكن لديه تأمين، ولديَّ أيضًا ابن شديد التديُّن، يخدم الفقراء ودخله قليل للغاية”. رد الرجال عليه بتواضع بالقول بأنهم لم يعلموا شيئًا عن كل هذا، ثم واصل الرجل حديثه قائلًا: “حسنًا إذن، عليكم أيضًا أن تعرفوا أنني لم أعطهم فِلسًا واحدًا، فلماذا تعتقدون أنني سأعطي لمشروعكم؟” الله وحده هو الذي يستطيع أن يُليّن القلب القاسي لشخص يرفض العطاء للآخرين. بعد قراءة هذه القصة، يتبادر إلى الذهن صورة شخص يشعر بالمرارة […]
يناير 19, 2021

التسبيح يمنح رجاء

“لِتَكُنْ يَا رَبُّ رَحْمَتُكَ عَلَيْنَا حَسْبَمَا انْتَظَرْنَاكَ” (مزمور 33: 22). يجعل التسبيح تركيزنا على عالم الروح – الواقع السماوي الروحي الذي يدعونا لكي نحيا ونتحرك به، ويجلب لنا فرحًا وسط الظروف الصعبة. عندما نسبِّح الله من أجل شخصه وأعماله، يحدث شيء عجيب؛ فنرى بوضوح حقيقة طبيعته؛ نرى أنه ملكنا القدوس غير المحدود، كُلِّي العِلم والحِكمة والقدرة، المحب والرحيم وطويل الأناة. عندما نبدأ في تسبيح الله وعبادته، نرى أيضًا بوضوح حقيقة أنفسنا، بما في ذلك حقيقة خطايانا وعدم استحقاقنا، وكلما زاد إدراكنا لصفات الله، نواجَه بحقيقة عدم وجود تلك الصفات فينا. أخبرنا إشعياء النبي أن الذين ينتظرون (برجاء) الرب يُجدَدون قوةً ويستعيدون طاقتهم (اقرأ إشعياء 40: 28-31). ولكي نكتسب هذا الرجاء، علينا أن ننظر إلى كل ما يمكن لله أن يفعله، وليس إلى ما يمكن للإنسان أن يفعله، فالرجاء يفيض بداخلنا عندما نركز على قدرات الله، وليس على ضعف الإنسان وعجزه، كما يظهر عندما نُسبِّح الله على كماله – معترفين ومُقرِّين بقدرته – بدلاً من تبجيل محاولات الإنسان الضعيفة غير الكاملة. […]
يناير 18, 2021

التسبيح بالطاعة

أُغَنِّي لِلرَّبِّ فِي حَيَاتِي. أُرَنِّمُ لإِلهِي مَا دُمْتُ مَوْجُودًا” (مزمور 104: 33). أقصى تعبير عن تسبيح الله يكون في الطريقة التي نعيش بها حياتنا، فالحياة الطائعة للرب ووصاياه ولإرشاد الروح القدس اليومي هي حياة تسبيح. لا يريدنا الله أن نكون مؤمنين متكاسلين، نتلقَّى تعاليمه ونحتفظ بالحق لأنفسنا، فهو يبحث عن أولئك العاملين بالكلمة وليس السامعين لها فقط، وذلك لأنه يريدنا أن نكون فعَّالين في كنائسنا؛ نستخدم المواهب الروحية التي منحنا إياها ونسعى لتحقيق مشيئته في الخدمة. عندما نُعظِّم صلاح الله وغفرانه وحمايته، ندرك أننا نتلقَّى هذه البركات في ظل رعايته الحنونة لنا، وتصبح لدينا رغبة متزايدة في تقديم هذه الرعاية للآخرين وقيادتهم إلى الله حتى ينالوا هم أيضًا بركاته. عندما نركز على مدى روعة كوننا أبناء الله، ونُقِر بحقيقة خلاصنا من الجحيم الأبدي، فهذا يدفعنا لقيادة الآخرين إلى المسيح لكي يحصلوا هم أيضًا على الخلاص، وسيحفزنا التسبيح الصادق الحقيقي على العمل لمشاركة الآخرين بفرحنا. بينما ندخل إلى عُمق حياة التسبيح، سرعان ما نكتشف أننا كلما سبحنا الله، زاد اشتياقنا لتسبيحه […]
يناير 17, 2021

تسبيح يُشجِّع الإيمان

“الَّذِي لَهُ الْبَحْرُ وَهُوَ صَنَعَهُ، وَيَدَاهُ سَبَكَتَا الْيَابِسَةَ. هَلُمَّ نَسْجُدُ وَنَرْكَعُ وَنَجْثُو أَمَامَ الرَّبِّ خَالِقِنَا، لأَنَّهُ هُوَ إِلهُنَا، وَنَحْنُ شَعْبُ مَرْعَاهُ وَغَنَمُ يَدِهِ (مزمور 95: 4-7). في بعض الأحيان، نشعر وكأننا نحتاج إلى دفعة لإيماننا، وهذا هو ما يفعله التسبيح إذ يُعطي قوة لصلاتنا ويُشجِّع إيماننا، لذلك عندما نتقدم بطلباتنا أمام الله، فإننا نُصلِّي بثقة وتوقُّع بأننا سننال أفضل ما لدى الله لنا. إذا كنت تُسبِّح الله على قوته وقدرته وخليقته الرائعة، سوف تجد أن كلمات التسبيح تنساب بسهولة في صلاتك، فالتسبيح يُشجِّع إيمانك، ويمنحك الثقة لتُصلِّي قائلًا “كل شيء مستطاع لدى إلهي”. يضعنا التسبيح في وضع نستطيع فيه أن نرى أن الله أعظم وأقوى من أي عدو يأتي لمهاجمتنا، كما أنه يُشجِّع إيماننا فنتقدم بثقة وجرأة أمام عرش الله. وسوف تختبر أن التركيز على صفات الله العديدة يمنحك الثقة به، وعندما يؤسس إيمانك على صلاح مخلصنا القوي الذي لا يُقهر، فإن إيماننا أيضًا يكون قوي ولا يُقهر. صلاة: أشكرك يا إلهي القدوس لأن إيماني يتشجَّع عندما أسبحك. أعلم أنك […]
يناير 14, 2021

التسبيح يجعل الحياة أفضل

عَلَيْكَ اسْتَنَدْتُ مِنَ الْبَطْنِ، وَأَنْتَ مُخْرِجِي مِنْ أَحْشَاءِ أُمِّي. بِكَ تَسْبِيحِي دَائِمًا” (مزمور 71: 6). ابتكرت شركة للمشروبات الغازية منذ عدة أعوام شعارًا يقول أن منتجها “يجعل الحياة أفضل”، مَن مِنا يستطيع أن يقول أن هناك أية إيجابيات للمشروبات الغازية، لكننا نعرف بالتأكيد أن التسبيح يجعل الحياة أفضل! عندما نفشل في تسبيح الله، يزداد شعورنا بالإحباط ويحزن الله ونفقد نحن فرصة عظيمة للبركة، ولكن عندما نقضي بعض الوقت في تسبيحه، تتلاشى كل مشاعر الخوف والشك والإحباط. يقول كاتب المزمور: “يَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ يَا اَللهُ. يَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ كُلُّهُمْ… الأَرْضُ أَعْطَتْ غَلَّتَهَا. يُبَارِكُنَا اللهُ إِلهُنَا” (مزمور 67: 3، 6)، وذلك يعني أن التسبيح هو تمهيد للبركة! اكتشف المُبشّر “هنري و. فروست”، المُرسل إلى الصين، قوة التسبيح وسط ظروف مظلمة وصعبة، فكتب: “ليس هناك ما يُسِر الله في صلواتنا أكثر من التسبيح.. ولا شيء يبارِك المُصلِّي مثل التسبيح الذي يرفعه”. ويواصل “فروست” شرح كيفية تعلُّمه هذا الحق: غطى روحي ظلام عميق، فصلَّيت وصلَّيت لكن الظلام لم ينقشع، فدعوت نفسي للتحمُّل، وإذ بالظلام يزداد تعمُّقًا. […]
يناير 13, 2021

قوة التسبيح المُغيِّرة

” رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. رَنِّمِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ. رَنِّمُوا لِلرَّبِّ، بَارِكُوا اسْمَهُ، بَشِّرُوا مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ بِخَلاَصِهِ” (مزمور 96: 2-3). يفتح التسبيح أعيننا وآذاننا على الله، وعنما يكون هو محور تسبيحنا، فمن الأرجح أننا نسمع صوته ووصاياه لنا، وهذه الحقيقة تفسِّر لنا لماذا يصعب علينا في كثير من الأحيان أن نُسبِّح، فالتسبيح يتطلَّب القيام ببعض التغييرات في حياتنا، ومعظمنا لا يرحب بذلك. وفي بعض الأحيان، يتطلب التغيير الذي يوصينا به الله أن نعترف بخطيةٍ ما ونتوب عنها، وأن نقوم بإجراء بعض التعديلات على أسلوب حياتنا، خاصة فيما يتعلق بطريقة تفكيرنا في الآخرين وطريقة تواصلنا معهم، بل وأحيانًا تُرغِمنا وصايا الله إلى الدخول في مستوى أعمق من الإيمان والتكريس، وأيًّا كان ما يريد الله أن يقوله لنا، فسيكون من الأسهل علينا أن نسمعه بوضوح ونحن نسبحه. قد يكون من الصعب عليك الآن أن تبدأ حياة جديدة من التسبيح إذا لم تكن لديك واحدة بالفعل، متعللًا بأن هناك أوقاتًا لا تشعر فيها بالرغبة في تسبيح الله، وصحيح أنك قد […]
يناير 12, 2021

الشفاء العاطفي والشفاء الجسدي

“رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ” (إشعياء 61: 1). بالأمس تحدثنا عن موهبة الشفاء الروحي للروح القدس، والآن نتأمل في نوع آخر من الشفاء وهو الشفاء العاطفي. هناك قوة شفاء عاطفي في مخلصنا، وهو وحده القادر على شفاء الأرواح المُنسحقة والقلوب المنكسرة، وهو وحده الذي يستطيع أن يمنحنا النصرة على القوى الشيطانية التي ربما سمحنا لها بدخول حياتنا من خلال الخطية أو عدم التوبة، وهو وحده الذي يستطيع هدم الحصون التي أقامها عدونا في قلوبنا، وإطلاق الأسرى أحرار. نوع ثالث من الشفاء هو الشفاء الجسدي، وأمثلته كثيرة في العهد الجديد، ففي متى 9 وحده، شفى يسوع صُم ومشلولين وبُكم وأشخاص بنزف دم بل وأقام موتى. ما فعله الله قبل ألفي عام، لا يزال بإمكانه أن يفعله اليوم، فطبيعته لا تتغير، لكن الله لا يشفي دائمًا على الفور، فهو لم يشفِ أبفرودتس أو تروفيمُس في الحال (اقرأ فيلبي 2: 25-30 و2تيموثاوس 4: 20 على التوالي). قد لا نفهم لماذا […]
يناير 11, 2021

الشفاء الروحي

فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ»” (مرقس 2: 17). نقرأ في 1كورنثوس 12 عن “مواهب الشفاء”، مما يعني أن هناك أكثر من نوع لمواهب الشفاء، وتشمل موهبة شفاء الروح القدس الشفاء الروحي والعاطفي والجسدي. يختبر جميع المؤمنين الشفاء الروحي منذ لحظة ولادتهم الجديدة. تقول رسالة 1بطرس 2: 24، “الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ”. لقد جُعلنا كاملين، وحصلنا على الخلاص الأبدي والشفاء الروحي من خلال ذبيحة المسيح على الصليب. أوضح يسوع قيمة الشفاء الروحي عندما أرسل سبعين تلميذًا بموهبة الشفاء، وعادوا فرحين بأعمالهم المعجزية، فقال لهم: “وَلكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهذَا: “أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ”. (لوقا 10: 20). علِمَ يسوع أن الشفاء الروحي على الأرض يشير إلى الشفاء الأبدي الأعظم والذي هو أكثر قيمة وروعة، وهو السبب الحقيقي للفرح. صلاة: أشكرك يا أبي لأنني عندما قبلتك كربي […]
يناير 10, 2021

الكلمة الشافية

“أَنَا قُلْتُ: «يَا رَبُّ ارْحَمْنِي. اشْفِ نَفْسِي لأَنِّي قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ»” (مزمور 41: 4). تخترق كلمة الله عظامنا وتدخل إلى أعماق كياننا الروحي الداخلي، ولا شيء يستطيع أن يوقفها حتى تكشف كل خطية بداخلنا، فهي تحكُم على أفكارنا ونوايانا ودوافعنا السرية، وتسعى إلى انتزاع كل الخطايا التي تُفسِد أرواحنا. لكن كما أن الجراح لا يقطع جسدًا دون إغلاق الجرح المفتوح، فإن الكتاب المقدس يعمل بنفس الطريقة، وبالرغم من الألم الذي تحدثه الكلمة عندما تقطع بداخلنا، إلا أنها تُنهي المُهمة بشفائنا وتجديدنا، فبعد أن نواجه التبكيت على خطايانا، تُباركنا الكلمة وتقوّينا، ونجد فيها النعمة والغفران. إن كلمة الله تحيينا، وتعلِّمنا وتجلب لنا الفرح، وهي أغلى من الذهب وأحلى من العسل، يمكننا أن نثق في أن كل ما نقرأه فيها هو حق وعدل. قد نتألم من الشق الذي يحدثه الجراح بنا، لكن فوائد استعادة الصحة تفوق كل هذه الآلام المؤقتة، وعندما نُقدِّر عمل الجراح، يمكننا أن نتوقع بفرح الدروس والحقائق التي تأتي بها كلمته. لكن تبكيتنا بكلمة الله من خلال الروح القدس […]
يناير 3, 2021

خطورة تقديم التنازلات

“إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ” (1كورنثوس 10: 12). يمكننا جميعًا أن نتذكر أيام دراستنا والامتحانات التي كنا نجتازها في المدرسة. لقد كنا نقضي اليوم كله في المدرسة، ولكننا كنا نرتعب عندما يأتي وقت الاختبارات، بالرغم من عِلمنا بأنها كانت لخيرنا، لأنها كانت تقيس مدى نمونا، وتُسلِّط الضوء على نقاط القوة والضعف فينا، وتُرشدنا إلى المستقبل. نحن نواجه اختبارات وامتحانات على المستوى الروحي أيضًا، وهذه الاختبارات هي مؤشرات لمستقبلنا الأبدي. يجب أن نفحص أنفسنا بإرشاد الروح القدس، ونكون دائمًا مستعدين للاختبارات. كتب بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس عمَّا تعلَّمه من الله وما منحه القوة للعيش بشكل إيجابي في المسيح وسط الخوف والذُعر والسَجن والجَلْد، وقال في ختام رسالته: “جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ” (2كورنثوس 13: 5). وقع أهل كورنثوس قديمًا في الفخ الذي يقع فيه بعض مُعلِّمينا المعاصرين اليوم، فعندما لا يتمكَّن الطُلَّاب من النجاح بالدراسة في المدرسة، يعتقد بعض المُعلمين أن معايير النجاح ربما كانت عالية جدًا، فيقومون بخفضها. والأسوأ […]
ديسمبر 23, 2020

المسيح يُقدِّسنا بالتَّمام

“وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا.” (1تسالونيكي 5: 23-24). كانت صلاة بولس من أجل أهل تسالونيكي ومن أجل جميع المؤمنين، بمن فيهم أنت وأنا، هي أن ننقُص كل يوم لكي يزداد المسيح فينا. لا يَرضَى الله بتقديسنا تقديسًا جزئيًا، وكما كتب بولس، فإن الله يريد أن “يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ” (1تسالونيكي 5: 23). المسيح الذي يحيا فينا، يجب أن يَملُك بالكامل على كل جزء في حياتنا، حتى يمكننا أن نقول بصدق “لا يوجد مكان في حياتي بعيد عن سيطرة الرب، فأنا خاضع له بالكامل”. هذا ما كان بولس يعنيه عندما قال: “مُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ” (2كورنثوس 10: 5). لا يمكن أن يبدأ التقديس من الخارج، بل يجب أن يبدأ في داخلنا على مستوى أفكارنا، ثم يشع إلى الخارج ليظهر في أفعالنا. التقديس هو عمل داخلي يبدأ في أعماق النفس والروح، ثم ينتقل إلى الجسد. إن روحك هي الجزء الأكثر تميزًا وتفرُّدًا فيك، […]
ديسمبر 15, 2020

شوكة للبركة

“فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ” (2كورنثوس 12: 9). على الرغم من أن بولس استطاع أن يُعلِن قائلًا “إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي” (فيلبي 3: 8)، فقد كان لديه أيضًا شوكة في الجسد – ألم ثقيل صلَّى إلى الله ثلاث مرات من أجل أن يريحه منه (اقرأ 2كورنثوس 12: 7-9). لا نعرف ماذا كانت شوكة بولس، فهو لم يصف ضربه وسجنه قط بأنه شوكة، بل اعتبرهم ذبائح لملكوت الله، أما شوكته فكانت شيئًا مختلفًا تمامًا، وفي النهاية اتضح لبولس أنها بركة عظيمة من الله. عَلِم الله أن نعمته لن تظهر وتتألق في شخص قوي راضٍ عن ذاته مثلما تظهر في الشخص الضعيف، وأدرك بولس أن شوكته جعلته شخص مُتَّضِع تركيزه على الرب، فقد قاده ضعفه إلى حياة مكرسة للمسيح أصبحت نموذجًا ومثالًا لجميع المؤمنين، وأعطت لتعاليمه مصداقية. إضافةً إلى ذلك، كانت طاعة بولس للرب غير مشروطة وسط آلام […]