فبراير 8, 2020

نعمته تجعلنا أسخياء

“يُوجَدُ مَنْ يُفَرِّقُ فَيَزْدَادُ أَيْضًا، وَمَنْ يُمْسِكُ أَكْثَرَ مِنَ اللاَّئِقِ وَإِنَّمَا إِلَى الْفَقْرِ. النَّفْسُ السَّخِيَّةُ تُسَمَّنُ، وَالْمُرْوِي هُوَ أَيْضًا يُرْوَى” (أمثال 11: 24-25). أولئك الذين نالوا هبة الخلاص المذهلة من الله ليس لديهم خيار سوى بذل أنفسهم بشكر. إنه أسلوب نسعى جاهدين لتنميته في قلوبنا، وينشأ بالطبيعة بقوة الروح القدس بينما ننمو في الإيمان. يتدفق السخاء من النعمة، فكما أن نعمة الله تجاهنا تجعله سخيَّا، هكذا كلما نقدَّر النعمة التي نلناها، كلما أصبحنا أكثر سخاءً. وكلما فهمنا هبة الحياة الأبدية المذهلة، كلما بذلنا االمزيد من الوقت والمال والطاقة والموارد،، ومالنا، وطاقتنا ومواردنا، ليس محاولةً منا لرد هبة الله – لأننا لن نتمكن أبدًا من ردها حتى إن عشنا قدر حياتنا 20.000 حياة – لكن لأننا قد تغيرنا من الداخل بلا رجعة من قِبَل إلهنا الذي لا يتغير. لأن الله لا يتغير، فأنا وأنت بحاجة إلى التغيير لنصبح أكثر شبهاً به وننتقل من مجد إلى مجد. يجب أن نتغير من كوننا مُلَّاك إلى وكلاء، ومن مكتنزين إلى مشاركين وزارعين، إذ لنا […]
فبراير 7, 2020

الخلاص هو مشيئته

“… بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” (يوحنا 3: 16). ملخص الإيمان المسيحي هو أن الله أعطى كثيرًا لأنه أحب كثيرًا. المحبة هي التي جعلت يسوع ينزل إلينا حتى يخلُص كل من يستجيب لمحبته المذهلة. عندما بذل الله ابنه، كان ذلك بهدف ايجاد مهرب لنا من عذاب الجحيم لأن الخلاص هو مشيئته. يتوق الله إلى أن يؤمن به الجميع ويرجعوا إليه (1تيموثاوس 2: 4؛ 2بطرس 3: 9؛ حزقيال 18: 23، 32). سيغفر الله لكل من يأتيه لطلب الغفران في اسم يسوع، ولا توجد خطية لا يمكن لدم يسوع أن يُكفِّر عنها. مهما كان قدر سقوطك في عينيك، فإن الله يُرحب بك إن كنت ستنال هبة نعمتة باتضاع وشكر، عالمًا أنك غير مستحق لمحبته. “إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ” (رومية 3: 23). من هم المُخَلَّصون؟ هم كل من يؤمن بيسوع (يوحنا ٣: ١٦). يرحب الله بكل من يضع رجاءه في ابنه، وسيهبهم الحياة الأبدية. الخبر السار هو أن المحبة هي التي […]
فبراير 6, 2020

لقد بذل ابنه

“اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟” (رومية 8: 32). عندما أراد الله أن يُظهر محبته لنا، أعطانا كل شيء. لن نقترب حتى من فهم وحدة اللاهوت وما يعنيه أن “الله لم يشفق على ابنه” إلا في السماء فقط (رومية 8: 32)، لكن لأن الله يرغب في أن تكون لنا علاقة معه، ولأنه يريدنا أن نعرفه، فهو يساعدنا برأفته لكي نفهم عظمة الإنجيل من خلال التواصل مع عقولنا المحدودة بعلاقة مألوفة لنا. لقد اختار الله أن ينقل لنا عُمق محبته من خلال شكل علاقة الأب مع ابنه. في الثقافة العبرية التي ولد فيها السيد المسيح، كانت علاقة الأب بإبنه ثمينة، وكانا دائمًا متلازمان. لذا عندما كشف الله عن يسوع للعالم، أعلنه كإبن، وكل شخص يهودي سمع كلام يسوع فهم قوة وقيمة هذا الإعلان (متي 3: 17؛ يوحنا 5: 16-27). لقد فهموا التضحية التي ينطوي عليها انفصال الابن عن الآب، كما فهموا المساواة التي كانت ليسوع مع الآب. ربما رفضوا إعلانات يسوع، […]
فبراير 3, 2020

البحث عن الخراف الضالة

“كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا” (إشعياء ٥٣: ٦). نرى خلال العهد القديم أن الله هو راعينا الذي يرعانا ويحمينا: الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي. (مزمور 23: 1-2) كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ، وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا، وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ. (إشعياء 40: 11) كخرافٍ لله، يمكننا أن نشعر بالراحة في معرفة أن راعينا الصالح يحبنا بما يكفي ليبحث عن الخراف الضالة (متي ١٨: ١٢-١٤). إنه يظهر محبته لنا من خلال يقظتة وأمانته في البحث عن ذلك الخروف الضال وعندما وجده، حمِلَه بفرح طوال طريق عودته إلى البيت. قد نعتقد أننا نحن الذين وجدنا الله، لكن الحقيقة هي أن الله هو الذي كان يبحث عنا. وكما أن الله لا يستيرح أبدًا حتى يجد الخراف الضالة، هكذا يجب علينا نحن أيضًا أن نبحث باجتهاد عن الخراف الضالة من حولنا. هل يوجد شخص في حياتك لا يعرف الراعي الصالح؟ صلِّ من أجل هذا الشخص اليوم، واطلب ارشاد الروح القدس […]
فبراير 1, 2020

لا حاجة لذبائح أخرى

“لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا” (يوحنا 1: 17). في جوهر معظم ديانات العالم توجد رغبة لاسترضاء الإله أو الآلهة للفوز بالإستحسان في الآخرة. يعيش أتباع الدين في خوف من إغضاب آلهتهم، لذلك فهم يجاهدون يومًا بعد يوم لكسب خلاصهم من خلال الأعمال الصالحة والممارسات الدينية. بينما تركز هذه الأديان على السعي نحو الإله واتباعه، تأسست المسيحية على سعي الله نحو الإنسان. في المسيحية، لا يمكنك أن تكسب الخلاص، بل تحصل عليه كعطية كريمة ورحيمة من الله. “لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ” (أفسس 2: 8-9). يتم نيل الخلاص بالإيمان بذبيحة يسوع المسيح وقيامتة المنتصرة. من خلال الإيمان بدم المسيح الكامل المسفوك، يتم التكفير عنا بالكامل للأبد. لا احتياج لذبيحة أخرى لمغفرة خطايانا. فكرة أن إلهنا قُدِّم ذبيحة لأجلنا تعكس النمط المُتّبع في الديانات الأخرى. صلاة: أشكرك أبي من أجل نعمتك. أشكرك من أجل ذبيحة ابنك النهائية من أجل خطاياي. أصلي في اسم يسوع. آمين.
يناير 31, 2020

اصغِ لصوته

“اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ. هُوَ صَنَعَنَا، وَلَهُ نَحْنُ شَعْبُهُ وَغَنَمُ مَرْعَاهُ” (مزمور 100: 3). العلاقة بين الراعي والخراف في الشرق الأوسط علاقة مُميزة جدًا. تعرف الخراف صوت الراعي وتتبعه عندما ينادي عليهم، وإذا جاء شخص غريب، تتراجع الخراف. ليس من المفاجئ أنه خلال الحرب العالمية الأولى، عندما قرر بعض الجنود الأتراك سرقة قطيع من الأغنام من أحد التلال القريبة من القدس، أنه كان عليهم مواجهة حقيقة أن الراعي هو الوحيد الذي يستطيع السيطرة على الأغنام. كان الراعي يعلم أنه لن يستطيع استعادة قطيعة بمفرده، ففعل الشيء الوحيد الذي في استطاعته؛ وضع يده حول فمه وأطلق نداءً خاصًا كان قد اعتاده يوميًا لجمع خرافه. عندما سمعت الخراف الصوت المألوف، توقفوا وإلتفوا، وعادوا إلى راعيهم. وينطبق الشيء نفسه علينا نحن – جسد المسيح. أولئك الذين هم أبناء الله سوف يسمعون صوته من خلال كلمته. يقول يسوع في يوحنا 10: 27-28 “خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي”. أنت تعلم […]
يناير 30, 2020

أنا الكرمة الحقيقية

“أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا” (يوحنا 15: 5). هناك شجرة تنمو في المناطق الاستوائية تسمى شجرة “أثأب”. ارتفاع هذه الشجرة، وإمتدادها، وسُمْك جِذعها يجعلها شجرة متألقة من حيث الظل والجمال. تتأصل فروعها إلى أسفل الأرض. ومتى تلامست أطراف الفروع مع الأرض، تصنع جذرًا لشجرة جديدة تبدأ في النمو. هل تمتد حياتك وتتضاعف في حياة الآخرين مثل شجرة “أثأب”؟ هل تشارك الأصدقاء، وأفراد العائلة وزملاء العمل بمحبة الله؟ لقد أعطى الله الإرسالية العُظمى لكي يأتي بالرجال والنساء والأطفاء إلى معرفته المُخَلِّصة. يأتينا يسوع بالشفاء والغفران والخلاص، وقبوله لنا غير مشروط. قال يسوع للتلاميذ: “أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ” (يوحنا 15: 1). إن لم تثبُت في المسيح، لن تكون مُثمِرًا. يقول يسوع “أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.” (يوحنا 15: 4). يجب أن تثبت في المسيح. أنت تتحد معه عندما تسعى وراء […]
يناير 26, 2020

أنا هو القيامة والحياة

“وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (1كورنثوس 15: 57). قبل أن يُقيم يسوع لعازر من بين الأموات، قال هذه الكلمات لمارثا: »أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ« (يوحنا 11: 25-26). عندما رُفِعَ الحجر، أمر يسوع لعازر بالخروج من القبر، وقد فعل. عندما كنتَ ميتاً في خطاياك، دعاك الله بالاسم لكي تخرج من خطاياك وتختبر قوة القيامة. واجه يسوع أيضًا الموت، لكن الله أقامه من بين الأموات. كانت قيامة يسوع جسدية وروحية. لم تكن مثل قيامة لعازر، لأن لعازر مات ثانيةً لاحقًا. لكن يسوع قام كباكورة أولئك الذين دعاهم الآب إلى الحياة الأبدية. يقول الكتاب المقدس أن يسوع مات ودفن وقام وظهر عدة مرات بعد القيامة. كان قبر المسيح فارغًا آنذاك؛ ولا يزال فارغًا اليوم. إنه ربنا ومُخلّصنا المُقام. حتى الرومان، بكل قوتهم، لم يستطيعوا أن يأتوا بجسد يسوع، وقادة اليهود، بكل كراهيتهم ومرارتهم تجاه يسوع، لم يستطيعوا أن يأتوا بجسده. وإذا كان التلاميذ […]
يناير 23, 2020

حيث يكون كنزك

“لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا” (متى 6: 21). سمح الغني لثروته بأن تخلق له شعور زائف بالأمان والاكتفاء الذاتي (متي ١٩: ١٦-٣٠). لقد اعتمد على ماله أكثر من اعتماده على الله، واعتقد أنه كان مُسيطر على حياته. يخبرنا الكتاب المقدس بأنه ينبغي علينا أن نعيش بشكل مختلف عن ذلك الحاكم الثري. قال بولس لتيموثاوس “أَوْصِ الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا، وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى، بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ.” (1تيموثاوس 6: 17). عندما نركز أكثر من اللازم على مواردنا الأرضية، نصبح بسهولة مُقيدين بها. قال يسوع “لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا.” (متى 6: 19-21 ). هذا الحاكم الشاب كان راسخًا في عقلية كانت تُشجِّع على الطمع والأنانية. ربما كان يعتقد أنه يستطيع […]
يناير 22, 2020

بُوصلتك الداخلية

“لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ (عبرانيين 4: 12). هناك توتر مستمر في عالمنا اليوم. في الواقع، كان التوتر موجودًا منذ اللحظة الأولى التي أخطأت فيها البشرية في جنة عدن. ينشأ هذا التوتر من أي إغراء نتعرض له لكي نتخلَّى عن حق كلمة الله ونعيش وفق رغباتنا بدلًا من تكريسنا الكامل ليسوع المسيح. على سبيل المثال، عندما يريد أحد الأصدقاء غير المؤمنين معرفة ما إذا كان يسوع المسيح هو الطريق الوحيد للخلاص، يجب أن تكون إجابتنا بثقة وحُنُو “نعم”! غالبًا ما تكون هذه الإجابة أسهل قولًا لا فعلًا، لكننا نعرف أننا يجب أن نشارك هذا الحق مهما كان صعبًا، لأنه لا يوجد طريق آخر لخلاص البشرية سوى الإيمان بابن الله (يوحنا 14: 6). كلمة الله هي سيف ذو حدين، وهي قادرة على اختراق الحجج الضعيفة والعبثية التي تدَّعي بأن هناك طرق أخرى للخلاص. وعلى الرغم من أن عدم الإيمان والخوف قد يمنعاننا من التحدث […]
يناير 20, 2020

جوهر الناموس

“وَتَفَاضَلَتْ نِعْمَةُ رَبِّنَا جِدًّا مَعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” (1تيموثاوس 1: 14). يقول البعض أن رد الفعل الطبيعي للخلاص بالنعمة فقط يشبه هذا: “الآن بعد أن خَلُصت بالنعمة، يمكنني أن أكسر جميع الوصايا.” أي شخص يعتقد ويمارس هذا القول لم ينل الخلاص. يخبرنا الكتاب المقدس بوضوح أن أولئك المُخَلَّصون بالنعمة يحفظون الناموس، وليسوا ممن اعتادوا كسره (1يوحنا 2: 3-6؛ 5: 1-4) أولئك الذين اختبروا محبة الله ونعمته لن يحفظوا حرف الناموس فقط، بل سيحفظوا روح الناموس أيضًا، فنجد أولئك الذين نالوا نعمة الله من خلال يسوع المسيح لا يكتفون بعدم القتل بسبب طاعتهم للوصية، لكنهم أيضًا لا يكرهون، لأن الكراهية هي الخطوة الأولى التي تؤدي إلى القتل. هذا هو روح الناموس. وهم لا يكتفون بعدم الإنتقام لأنفسهم، بل يغفرون أيضًا للذين يسيئون إليهم ويحتقرونهم. إنهم يحبون أعدائهم لأنهم نالوا نعمة الله بالإيمان وحده، وآمنوا بيسوع المسيح كمخلص لهم. النعمة تُغيّر القلب. كيف إذاً للمؤمن الذي خلص بالنعمة وحدها أن يحفظ روح وحرف الناموس؟ عندما تَخلُص بالنعمة وحدها يسكن […]
يناير 19, 2020

الهروب من الله

“اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ” (مزمور 51: 1). ندم آدم وحواء على خطيتهما، وتأسفا على الإنفصال الذي حدث بينهما وبين الله، لكن لم يكن الأمر مماثلًا مع قايين. إن قصة قايين وهابيل مألوفة بالنسبة لنا، وكذلك السؤال الجريء الذي طرحه قايين على الله: “أَحَارِسٌ أَنَا لِأَخِي؟” (تكوين 4: 9). قاد الغضب قايين إلى قتل أخيه. لقد كان غاضبًا لأن الله قَبِل تقدِمة هابيل التي قدمها من حصاده ومِن باكورة غنمه. كانت تقدِمَتَا الأخوين متفقتين مع مهنتيهما: كان قايين يحرث الأرض، وكان هابيل يربّي أغنام. ظاهريا، كان يبدو أن كلٍ منهما كان يقوم بعمل صالح، لكن قايين أراد أن يقترب من الله بشروطه الخاصة. لا يحدد الكتاب المقدس كيف عرف قايين وهابيل إن الله قد قبل أو رفض تقدمتيهما، لكن من الواضح أنهما كانا يُدركان النتيجة: “نَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، وَلكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدًّا وَسَقَطَ وَجْهُهُ” (تكوين 4: 4-5). أصدر الله تحذيرا صارِمًا لقايين قائلًا له أن هناك خطية رابضة […]