نوفمبر 26, 2019

حافظ على أمانتك

“اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً. لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ. (الجامعة 9: 4 -10). كلما سِرنا مع المسيح، كلما فهمنا ما يعنيه أن نضع ثقتنا فيه. مهما كان حُسن نوايانا، لن يستغرق الأمر طويلاً حتى نُدرك أننا لا نستطيع ببساطة أن نقرر في قلوبنا أن نعيش حياة مستقيمة. أفضل جهادنا ومجهوداتنا ينقصها مجد الله. لحسن الحظ، يوجد رجاء. في روعة الخلق، لا يفوتنا أمر هام: أن الله خلقنا ليكون لنا علاقة معه. آية بعد آية وإصحاح بعد إصحاح، نقرأ عن علاقات لأناس عازمين على اتباع الله. نرى انتصاراتهم وكذلك إخفاقاتهم، ونتعلم بعض الدروس القَيّمة. أحد هذه الدروس القَيّمة هو أننا نحتاج إلى أشخاص يحاسبوننا. مهما كان مدى عزمنا على اتخاذ القرار الصحيح في كل حالة، فلابد أن نتعثر في مرحلة ما. وعندما نعلم أننا لسنا مُضطرين للرد شخصيًا على أي شخص، يصبح من المريح أكثر أن نستريح فيما هو مناسب لنا، حتى لو كان ذلك […]
نوفمبر 20, 2019

متغيرين بمحبته

“مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ.” (رؤيا 3: 21) من بين الرسائل الموجودة في سفر الرؤيا نجد رسالة لاذعة إلى كنيسة لاودكية. هذه هي صورة كنيستنا العادية المُوقرة الحالية – ويسوع يوبخها بشدة لكونها فاترة. يقول يسوع لكنيسة لاودكية “كذا لأنك فاتر، ولست باردًا ولا حارًا، أنا مُزمِعٌ أن أتقيَّأك من فمي. لأنك تقول: إني أنا غنيٌّ وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيءٍ، ولست تعلم أنك أنت الشقيُّ والبئس وفقير وأعمى وعريان.” (رؤيا 3: 16-17) هذه هي رسالة يسوع لنا نحن أيضًا. كثيرون منا، مثل كنيسة ساردس، ليسوا حارِّين أو بادرين. احذروا أن تكونوا فاترين مثل لاودكية التي أصبحت مكتفية بذاتها ومُشتَتَة بأمور العالم. هل أصبحت مكتفيًا بذاتك في إيمانك؟ هل جعلك إلهاؤك بالغِنى الوقتي مُفلِسًا روحيًا؟ تعال إلى المسيح واشترِ منه، بلا ثمن، ما تحتاج إليه حقًا. ولئلا نشعر باليأس، يُذكِّرنا يسوع بأنه محبة: “إني كل من أحبه أوبخه وأؤدبُهُ. فكن غيورًا وتُب. هأنذا واقف على الباب […]
نوفمبر 19, 2019

من الموت إلى الحياة

“ذُوقُوا وَٱنْظُرُوا مَا أَطْيَبَ ٱلرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ.” (مزمور 34: 8) يُرسل يسوع في سفر الرؤيا سبع رسائل مليئة بالتوبيح، والإدانة والتشجيع إلى سبع كنائس. هذه الرسائل، المُعطاة للكنائس في نهاية حياة الرسول يوحنا، هي أيضًا رسائل تعليم وتوبيخ وتشجيع لنا اليوم. لم يجد يسوع في كنيسة ساردس شيئًا جيدًا يستحق الإشادة به، فقال فقط “أنا عارف أعمالك، أن لك اسمًا أنك حيُّ وأنت ميتٌ.” (رؤيا 3: 1) أحد أعظم المآسي هو أن تتجاوز سُمعة الكنيسة واقعها. ماذا يعني أن تكون الكنيسة حيَّة؟ أولاً، يجب أن تعيش الكنيسة تحت سلطان كلمة الله وأن تكون مُصمِمة على إطاعتها. ثانياً، يجب أن تكون الصلاة أولوية. وثالثًا، يجب أن يكون للروح القدس حرية في العمل، فسوف يدين وسوف يُغيِّر. هل يمكن أن تعود الكنيسة الميتة إلى الحياة؟ نعم. يقول يسوع “كن ساهِرًا وشدِّد ما بقى، الذي هو عتيد أن يموت، لأني لم أجد أعمالك كاملة أمام الله.” (رؤيا 3: 2-3) يجب أن يدرك الموتى أولاً أنهم قد ماتوا، وبعد ذلك عليهم اتباع […]
نوفمبر 18, 2019

ضغوط المجتمع غير المؤمن

” وَلكِنْ إِنْ كَانَ (يتألم) كَمَسِيحِيٍّ، فَلاَ يَخْجَلْ، بَلْ يُمَجِّدُ اللهَ مِنْ هذَا الْقَبِيلِ.” (بطرس الأولى ٤: ١٦) تحملت كنيسة برغامس، مثل الكنيسة اليوم، ضغوط اجتماعية شديدة لإبعادها عن الحق. من الخارج، كانت الكنيسة تتبع وصايا الله. لكن داخليًا، سمحت الكنيسة للثقافة بإضعاف عزمها، فبدأوا يتسامحون مع عادات مجتمعهم الوثني وسمحوا لتعاليم كاذبة باختراق كنيستهم. لقد ظلوا أتباع المسيح، لكنهم اختاروا الاندماج مع المجتمع بدلاً من الوقوف بجانب الحق. يُشجعهم يسوع وسط آلامهم، لكنه يوبخهم على تسامحهم مع ما يعرفون أنها تعاليم ومبادئ كاذبة: “أنا عارف أين تسكُن – حيث كرسي الشيطان. وأنت متمسك بإسمي ولم تُنكر إيماني حتى في الأيام التي فيها كان انتيباس شهيدي الأمين الذي قُتل عندكم حيث الشيطان يسكن. ولكن عندي عليك قليل: أن عندك هناك قومًا مُتمسكين بتعليم بلعام،… وتعاليم النقولاويين.” (رؤيا 2: 13-15) لقد علم يسوع أن مؤمني برغامس قد واجهوا هجمات شديدة بسبب إيمانهم، وكان يعلم أن الشيطان كان له مَعقَلًا في مدينتهم. كان يسوع يُدرك جيدًا وضعِهِم، تمامًا كما هو مُدرك لكل […]
نوفمبر 17, 2019

احذر من البرودة المتزايدة

“مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ.” (رؤيا 2: 7) في كل عصر وفي كل جزء من العالم، تحتاج كنيسة يسوع المسيح إلى رسالة إدانة وتوبيخ ونُصح، كما تحتاج أيضًا إلى رسالة إستمالة لكي يرجع الشعب إلى الرب. نحن نرى هذا في سفر الرؤيا حيث يرسل الرب يسوع رسائل إلى سبع كنائس في آسيا الصغرى، وهي رسائل تُناسب يومنا هذا كما كانت قبل 2000 عام تقريبًا. كانت كنيسة أفسس على ما يرام، وقد مدحها يسوع لرفضها التعاليم الكاذبة، لكنه يدعوها بعد ذلك لأن تتوب لأنها تركت محبتها الأولى. لقد أحبت كنيسة أفسس التفسيرات الكتابية الدقيقة أكثر من محبتها ليسوع، وأحبت أعمالها الصالحة أكثر من محبتها ليسوع. ظاهريًا، كانت الكنيسة تفعل كل الأشياء الصحيحة. لكن كان لديها مشكلة تتعلق بالقلب؛ لقد كانت تفعل كل الأشياء الصحيحة ليس بسبب محبتها ليسوع ولكن لأنها تَدرَبَت على فعل الأشياء الصحيحة. إذا كنت تفعل الشيء الصحيح وتؤمن به بدافع الواجب وليس […]
نوفمبر 15, 2019

مَسكَننا المؤقت

“كَثِيرِينَ يَسِيرُونَ.. وَهُمْ أَعْدَاءُ صَلِيبِ الْمَسِيحِ.. الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِي الأَرْضِيَّاتِ. فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.” (فيلبي 3: 18ب-20) في أحد أعظم الأجزاء الكتابية حول هذا الموضوع، يكتب مؤلف العبرانيين: بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ… لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ. (عبرانيين 11: 8-10) تقول قصة نرويجية قديمة: “لقد دعانا الله الآب يومًا في قصر السماء وأرسلنا إلى “مستعمرة هذه الجزيرة” التي تسمى الأرض.” من المؤكد إن أحد أكبر الأخطار التي سنواجهها هو أن يتم إغراؤنا للوقوع في حُب هذه “الجزيرة”. يعيش كثير من الناس وكأنهم لن يغادروا هذه الأرض أبدًا؛ يُكدِسُون الثروات الهائلة والممتلكات المادية دون التفكير بجدية في كيفية المساهمة في عمل ملكوت الله على الأرض. إن عقولهم وقلوبهم “مُتعلِقة بالجزيرة” أو، بمعنى أبسط، هم متمسكون بالأرض. لقد وقعوا في […]
نوفمبر 14, 2019

توقيت الله

“صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ، وَأَيْضًا جَعَلَ الأَبَدِيَّةَ فِي قَلْبِهِمِ، الَّتِي بِلاَهَا لاَ يُدْرِكُ الإِنْسَانُ الْعَمَلَ الَّذِي يَعْمَلُهُ اللهُ مِنَ الْبِدَايَةِ إِلَى النِّهَايَةِ.” (جامعة 3: 11) إذ نختار أن نضع إيماننا الكامل وثقتنا في الله، يجب أن نتخلى عن سيطرتنا على الخطط التي وضعناها لحياتنا. على الرغم من أننا نثق في الله، فإن أفعالنا تقول عكس ذلك عندما نزداد خوفًا ألا تكون الحياة بالشكل الذي نرجوه. عندما نُكرٍّس حياتنا لله، نتعلم هذه الحقيقة سريعًا: أن خططنا وتوقيتنا لا يتفقان دائمًا مع خطط الله وتوقيته. ومع ذلك، فإننا للأسف نصارع لكي نفهم أن طرقه وخططه وتوقيته أفضل من طرقنا وخططنا وتوقيتنا. نُخطيء خطأً كبيرًا عندما نحاول أن نسبق خطة الله، فنحن لا نقلل من قدر إيماننا به فحسب، بل نتحدى أيضًا فكرَة أنه بالفعل يعرف الأفضل. بسبب غطرستنا وكبريائنا، نفترض أننا نعرف أفضل من الله. في نفس الوقت، نحن نعيش في خوف من أن ما نرغب فيه بشدة معتقدين أنه الأفضل لنا، وما نراه ضروريًا لحياتنا، لن يحدُث. لكن لكي نسير […]
نوفمبر 13, 2019

امتحان الإيمان النهائي

“إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضًا، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضًا فِي مِثَال.” (عبرانيين 11: 19). بعد 25 عامًا من الانتظار بإيمان، استقبل إبراهيم وسارة أخيرًا أول “نجم” وعد به الله. كان إبراهيم قد بلغ من العمر 100 عام بالفعل عندما أنجبت سارة، ذات الـ91 عام، إسحق. تخيَّل فرحة إبراهيم وهو يحمل ابنه للمرة الأولى، ردًا لرحلة الإيمان الطويلة التي سار فيها مع الله. وعندما أصبح لإبراهيم أخيرًا نجم يستطيع رؤيته، أمره الله بأن يتخلَّي عنه بتقديمه لله كذبيحة مُحرقة (تكوين ٢٢). ولكن ما يُدهش أن إبراهيم لم يتذمر ولم يُقدم لله قائمة طويلة من الأعذار. لقد أطاع إبراهيم تمامًا. لا نعرف بالضبط ما الذي كان يدور في عقل إبراهيم في ذلك الوقت، لكننا نقرأ في عبرانيين 11: “إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضًا، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضًا فِي مِثَال.” (عدد ١٩) قطع إيمان إبراهيم شوطًا طويلاً منذ أن هرب إلى مصر بحثًا عن الأمان وتوقَّفَ في حاران. لقد علم الآن أنه لا […]
نوفمبر 12, 2019

البنون ميراث من عند الرب

“صخرة قلبي ونصيبي الله إلى الدهر.” (مزمور 73: 26 ) قد يتساءل بعض الآباء المُنهمكين في رعاية أبنائهم وفي الوفاء بالإلتزامات العائلية إذا كان سيتوفر لهم الوقت للاسترخاء والاستمتاع بأبنائهم. الحقيقة هي أن الأبناء هم سَنَد كبير من الرب. يمكننا أن نتعلَّم منهم كيف نرى الحياة من منظور مختلف – منظور العَجَب والحيوية. عندما نتقدم في العمر، سيكون أبناؤنا رجاء ميراثنا. لقد فهم إبراهيم هذا المبدأ وكان يتوق إلى ابن، لكنه ظل بلا أبناء. لقد وعده الله بأن سارة سيكون لها ولد، لكن مع مرور السنين، تساءل إبراهيم عما إذا كان سيتم الوفاء بهذا الوعد. ثم أنجبت سارة اسحق بعد أن اجتازت سن الإنجاب. يقول الكتاب المقدس: افْتَقَدَ الرَّبُّ سَارَةَ كَمَا قَالَ، وَفَعَلَ الرَّبُّ لِسَارَةَ كَمَا تَكَلَّمَ. فَحَبِلَتْ سَارَةُ وَوَلَدَتْ لإِبْرَاهِيمَ ابْنًا فِي شَيْخُوخَتِهِ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَكَلَّمَ اللهُ عَنْهُ. (تكوين 21: 1-2) كانت ولادة إسحق سببًا يدعو للاحتفال، ليس فقط لأنه وُلِد. نحن نفرح بحقيقة أن الله قد فعل تمامًا ما وعد به. ربما انتظرتَ سنوات طويلة، مثل سارة، […]
نوفمبر 10, 2019

تَعَثُّر الإيمان

“أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَلاَ تَمْنَعْ رَأْفَتَكَ عَنِّي. تَنْصُرُنِي رَحْمَتُكَ وَحَقُّكَ دَائِمًا” (مزمور 40: 11). لم تكن رحلة ايمان إبراهيم فصلًا واحدًا من الثقة. لقد كان ينمو باستمرار في علاقته مع الله على مدى سنوات عديدة. أخفق إبراهيم أحيانًا، وظل أحيانًا بلا تغيير، لكن بشكلٍ عام نرى تَقدُمًا في إيمانه. في تكوين 20 تعثَّر إبراهيم في رحلة إيمانه. لقد علِمنا بخطأه الفادح عندما كذب على فرعون في تكوين 12، لكنه وقع مرة أخرى في كذبة خطيرة. وبدلًا من الاعتمادعلى قوة إيمانه النامي، عاد إبراهيم إلى طرقه القديمة الفاشلة وحاول أن يُخطط بنفسه للخروج من الموقف الصعب. “وَانْتَقَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ الْجَنُوبِ، وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ، وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ امْرَأَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي». فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ. (تكوين 20: 1-2 ). على الرغم من أن إبراهيم قد تصرَّف في خوف بدلاً من الإيمان، إلا أن الله كان يحميه هو وسارة. كان الله لا يزال يتحكم في خطته لإبراهيم ونسله، وكانت خطط الله أكبر من […]
نوفمبر 9, 2019

أحباء لله

“لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.” (يوحنا 15:15). هناك مثل شعبي في الشرق الأوسط بالعاميَّة يقول “حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط”. من الذي لا يرغب في أن يكون له حبيب مثل هذا؟ من الذي لا يريد حبيب حقيقي يلتصق به في السَّراء والضرَّاء؟ يخبرنا الكتاب المقدس أن إبراهيم كان خليل الله (2 أخبار 20: 7؛ يعقوب 2: 23). في الواقع، دعا الله نفسه إبراهيم خليله (إشعياء 41: 8). سنرى هذه الصداقة التي بين إبراهيم والرب بوضوح في الجزء الذي سنتناوله اليوم. إقرأ تكوين 18. عندما ظهر الله لإبراهيم، ظهر له في مظهر رجل، لكن إبراهيم أدرك أنه الرب. لهذا سجد إبراهيم إلى الأرض في وضع العبادة. دعا إبراهيم الله إلى ضيافته وجعل غِلمانه يُعِدُّون “عِجلًا رَخصًا جيدًا” (عدد 7). لم تكن صداقة إبراهيم مع الله بالكلام فقط، بل تضمنت فعلًا. لقد تضمنت ذبيحة. وكانت هذه الصداقة متبادلة. عندما قام الرب ليغادر […]
نوفمبر 8, 2019

صمت الله

“نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ، قَالَتْ نَفْسِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُوهُ.” ( مراثي 3: 24). يُحب البعض الصمت، ويُبغضه آخرون. لا يكون البعض سعيدًا إلا وسط الضجة، وآخرون يتوقون إلى العُزلة والصمت. يتحدث البعض بلا توقُّف، وآخرون لا ينطقون بكلمة. تمر بنا بعض الأوقات التي نتوق فيها لسماع كلمة ممن نُحب، ولكننا نُقابَل بالصمت. قد يكون هذا مُدمِرًا لنا. إقرأ تكوين 17. لاحظ كيف يبدأ هذا الإصحاح: “وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً…” (عدد 1). يعني هذا أن ثلاث عشرة سنة قد مرت منذ نهاية إصحاح 16. وفي ذلك الوقت يبدو أنه لم يكن هناك أي شيء من الله؛ لا كلمة تشجيع ولا أي كلمة تذكير بوعوده. لا شيء على الإطلاق. لا يخبرنا الكتاب المقدس بالتحديد لماذا اختار الله عدم التحدث إلى إبراهيم وسارة خلال هذه الفترة الزمنية. ربما أراد أن ينمو إيمان إبراهيم وسارة إلى أن يُصبح إيمانًا راسخًا. أو ربما كان الله يحاول أن يختم على قلبيهما وفي عقليهما عواقب خطيتهما المتهورة المتمثلة في استباقهما لله وعدم انتظاره. تذكر […]