فبراير 26, 2025

طوبى للمُحتقَرين

“طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَات” (متى 5: 10). اختتم يسوع تطويباته بتطويبة مزدوجة: “طوبى… طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ” (متى 5: 10-11). يحب العالم الناس الذين يتسمون بالمرونة، لا المنغمسين في الحق والايمان. يقول المجتمع: “طوبى لمن يعيش ويدع غيره يعيش، الذين يسخرون من الثقافة وقِيَمِها.” لكن يسوع يُرجع السعادة إلى أولئك المُضطهَدين من أجل اسمه. لقد اضطُهِد يسوع لأنه تكلم بالحق، وعاش الحق، وكان على استعداد للموت من أجل الحق. وبما أن يسوع هو الطريق والحق والحياة، يمكننا أن نتوقع حدوث نفس الشيء معنا (يوحنا 15: 18-21 ). يدَّعي البعض الآن الإضطهاد بسبب كونهم مسيئين للآخرين وغير لطفاء، لكن ليس هؤلاء من يُطوّبهم يسوع، لكن العيش باستقامة مثل يسوع هو بطبيعته أمرًا مُسيئًا للآخرين لأنه يُذَكِّرهم بِشَرِّهم. إذا تألَّمت لكونك مختلفًا عن العالم، افرح! وإذا تعرضت للهجوم من أجل المسيح أو كنتَ مستهدَفًا بسبب بره فيك، افرح! افرح لأنهم يعاملونك كما عاموا مُخلِّصك. افرح لأن ميراثك في السموات أعظم جدًا مما ترجو أو تفتكر. صلاة: […]
فبراير 25, 2025

طوبى لبناة الجسور

“طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ (متى 5: 9). إن فكرة ثقافتنا عن السلام ليست سوى ظل لسلام الله. الكلمة العبرية للسلام هي “شالوم” والتي لا تعني فقط غياب الحرب، بل تعني سلامة الذهن والقلب والنفس والروح. يجلب شالوم اليقين الفائق للطبيعة وسط الشك والتشويش. لكن سلام مثل هذا له ثمن، فقد كان ثمن سلامنا مع الله هو دم يسوع على الصليب. وبالمثل، غالبًا ما يكون ثمن سلامنا مع الآخرين هو الضعف والإنكسار وإنكار الذات. إذا أردنا أن نكون صانعي سلام، يجب أن نكون مستعدين لدفع الثمن لبناء جسر والسعي نحو المصالحة. لكن السلام الذي يأتي بأي ثمن ليس سلاماً مقدساً. سلام الإنسان يوقف العداء، لكن سلام الله يبني الوحدة. سلام الإنسان هو حرب باردة، لكن سلام الله هو صداقة حميمة. يجب على صانعي السلام التمسك بحق الله، متذكرين أن السعي إلى تحقيق السلام المقدس يأتي ومعه مكافأة. لذلك، عندما يُلقيك الناس بالحجارة، إلتقطها وابنِ بها جسرًا، وعندما يأتون إليك بسيوف، إنزع سلاحهم بالمحبة واطرق على تلك السيوف وحوِّلها […]
فبراير 24, 2025

طوبى لمن قلبه كاملًا

“طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ” (متى 5: 8). “القلب يعرف ما يريد”، هكذا تقول الثقافة مُبررة الخيارات الأنانية المزعجة التي كثيراً ما يتخذها الناس. لكن عندما يتحدث يسوع عن القلب، فإنه لا يُعرِّفه على أنه الحالِم الذي لا يمكن السيطرة عليه، بل على إنه مفتاح التحكم الرئيسي في عواطفك وفكرك وإرادتك. لذلك، لكي تكون نقيّ القلب، يجب أن تكون صادقًا، وأن يكون لديك تكريس كامل واستقامة روحية. هذا هو عكس النفاق والحديث المُزدوج، وهما من أعراض القلب المُنقسم المُتقلِّب. يخلق القلب المنقسم حياة مُنقسمة، فنرتدي قناع التديُّن يوم الأحد وقناع الحفلة لبقية الأسبوع، ونرتدي قناع عمل في العمل وقناع شخصي في المنزل. لكن ليس هذا نقاء قلب، وليس استقامة. الاستقامة هي عندما تكون معتقداتك ظاهرة في الطريقة التي تعيش بها حياتك، فتكون معتقداتك وخياراتك وأفعالك في استقامة كاملة. إذا كنت قد قَبِلت الرب يسوع المسيح كمخلصك، فحينئذ يكون لديك قلب نقي بطبيعة هبة الله الكريمة. ومع ذلك، هناك نوع آخر من النقاء يأتي من الله ولكنه يتطلب تعاوننا. يقول […]
فبراير 23, 2025

طوبى لصانعي الرحمة

“طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ” (متى 5: 7). لم يعُد من الطبيعي اليوم أن تُمارَس الرحمة مثلما كان الأمر منذ ألفي عام عندما تفوَّه يسوع بهذه الكلمات الرائعة. كانت الرحمة في المجتمع الروماني تشير إلى الضعف – أنه ليس لديك قوة المواطن الروماني الحق. والآن، تستنكر ثقافتنا الرحمة وتُمجّد القسوة – أو تتطرف في الإتجاه الآخر، فتروّج لنسخة رخيصة من الرحمة تتغاضى عن الخطية. أما رحمة يسوع فليست ضعيفة ولا رخيصة؛ فهي لا تتغاضى عن الخطية ولا ترفض التعامل مع الخطاة. تتدفق رحمة يسوع من المحبة وتُنتج غفران. إنها لا تتجاهل العدالة بل هي العدالة في ذاتها. وهي لا ترتكز على العاطفة بل على دمه المسفوك على الصليب لدفع ثمن خطايانا. بفضل نعمة الله، تلتقي الرحمة والعدالة عند الصليب. يدعونا يسوع لكي نكون قنوات لتوصيل رحمته للآخرين. عندما تُبدي رحمةً للآخرين، وعندما تذهب لتسديد احتياجاتهم في حنان وكرم، وتبني علاقة معهم في تواضع، فإنك تفتح قلبك لتَلَقِّي رحمة من يد الله يومًا بعد يوم. عندما تمارس الرحمة، أنت تكسر العبودية الروحية […]
فبراير 22, 2025

طوبى للجياع روحيًا

” طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ” (متى 5: 6). لا يمكن لأي شخص يعاني من الجوع أو العطش أن يفكر في أي شيء آخر سوى العثور على طعام أو ماء. الجوع والعطش هما إحساسان وهبهما الله لنا لمساعدتنا على البقاء على قيد الحياة جسديًا. وهكذا أيضًا يساعدنا كلٍ من الجوع الروحي والعطش إلى البر للبقاء على قيد الحياة روحيًا. لقد أعطانا الله شوقًا داخليًا ورغبة عميقة في الإنجاز. لقد أعطانا جوعًا روحيًا في صميم وجودنا. لسوء الحظ، يأخذ الكثيرون هذا الجوع ويُوجهونه تجاه أشياء أخرى، فيتجه بعض الجوع للسُلطة، وبعض الجوع للمتعة وبعض الجوع للتملُّك. حتى بداخل الكنيسة، نشبع أنفسنا بأشياء أخرى غير بر الله. ولكن إذا أشبعنا شهيتنا الروحية بأنشطة الكنيسة أو بسُمعتنا المسيحية الخاصة، فسنموت بسبب المجاعة الروحية. لن يشبعنا أي شيء سوى يسوع وبره. إيجاد الشِبَع الحقيقي يعني إدراك أن بِرُّنا لن يفي بالغرض، ويعني هذا اللجوء إلى الله من أجل بره الذي يعطيه لنا من خلال المسيح. سنشبع عندما نستمر في الجوع والعطش لله، […]
فبراير 21, 2025

طوبى لمن يموت عن ذاته

“طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ” (متى 5: 5). يرى المجتمع أن الشخص الوديع لا بُد وأن يكون إما ضعيفًا أو مترددًا أو خجولًا – وربما يكون جبانًا. وهكذا، يتم استبعاد الوديع في ثقافتنا، بينما يرث الشخص العدواني الحازم الأرض، ولكن ليس حسب قلب يسوع. في زمن يسوع، كانت كلمة “وديع” تُستخدم لوصف تأثير النسمة الرقيقة على شراع، أو بالحيوان البرِّي الذي تم ترويضه. الدواء والرياح والخيول لديهم قوة، وإذا كانت قوتهم تحت السيطرة ستحدث أمور رائعة، أما إذا كانت قوتهم خارجة عن السيطرة، فسيتنُج عنها دمار. بمعنى آخر، الوداعة ليست نقطة ضعف؛ إنها قُوة تحت السيطرة. أنت وديع عندما يكون لديك القدرة على إيذاء أولئك الذين آذوك، لكنك لا تفعل ذلك؛ عندما يكون لديك القدرة على تشويه سمعة عدوك، لكنك ترفض ذلك؛ عندما تكون لديك القدرة على تدمير الشخص الذي يكرهك، لكنك تمتنع عن فعل ذلك. هذه هي الوداعة بحسب يسوع المسيح؛ هي قوة تحت السيطرة. والودعاء يرثون الأرض. عادة ما تحصل على ميراث عندما يموت شخص آخر، لكن يسوع […]
فبراير 19, 2025

طوبى للمساكين بالروح

“طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ” (متى 5: 3). إن أوضح رسائل يسوع المضادة للثقافة هي الموعظة على الجبل. إنه يواجه قِيَم العالم العِلماني بتعريفات سريعة متتالية لمن هم المُطوَّبون في ملكوته. تعني كلمة “طوبى” في اللغة اليونانية أكثر من مفهومنا المعاصر عن السعادة، وأكثر من مجرد المشاعر الطيبة أو الراحة المادية، فهي تشمل في معناها الرضا والتصميم. بدأ يسوع حديثه بقوله أنك إذا كنت مسكينًا بالروح، فأنت محظوظ وراضي وقانع. كم تتناقض رسالة يسوع مع مُحرِّك ثقافتنا للثروة والنجاح! يقول العالم “احصل على ما تريد حتى تكون سعيدًا”، أما يسوع فيقول “اعترف بفقرك وسوف تجد السعادة الحقيقية.” السعادة بالنسبة ليسوع هي عمل داخلي يبدأ عندما تدرك أنك تعتمد اعتمادًا كاملًا على الإله الحيّ. أنت تعرف أنك لست سيد مصيرك، ولست قبطان سفينتك، ولست كائن كلي القوة كما يقول لك المجتمع. أنت تعرف أنه بدون يسوع أنت لا شيء، وليس لديك شيء، ولن تستطيع أن تفعل أي شيء. باختصار، يدعونا يسوع إلى إعلان إفلاسنا الروحي، وهكذا نجد أنفسنا ممتلئين […]
فبراير 18, 2025

محبة الخطاة

“وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا” (رومية 5: 8). يتوقع الله ممن يحبونه أن يكرهوا الخطية. إنه يريدنا أن نتحول عن طرقنا الشريرة وأن نشارك الآخرين بالأخبار السارة عن يسوع المسيح، والتي تتضمن حقيقة أنه يمكننا أن نتحرر من الأشياء التي كانت تستعبدنا. لذا، فإن رسالتنا ينبغي أن تتضمن إعلان الحرية لأولئك المتمسكين بالخطية والحزن الذي تجلبه. ومع أن الله يكره الخطية، فهو يحب الخطاة حتى أنه أرسل ابنه ليُخلصنا. كتب بولس “لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ… وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا” (رومية 5: 6، 8). وبالمثل، يجب علينا أن نحب أولئك الذين يرفضون الحقائق المُطلقة بكلمة الله، حتى وإن رفضونا. يجب أن نصلِّي من أجل المُخطئين لإظهار محبتنا ومحبة الله لهم. جب أن نتحدث عن الحق وأن نكون شهودًا جريئين للحق الذي نعرفه. يجب أن نرفض أن نرد الشر بالشر. إذا شعرنا بالإهانة أو الافتراء أو سوء المعاملة بسبب […]
فبراير 17, 2025

محبة تثبت

‘‘اِحْمَدُوا ٱلرَّبَّ لِأَنَّهُ صَالِحٌ، لِأَنَّ إِلَى ٱلْأَبَدِ رَحْمَتَهُ’’ (مزمور 118: 1) فقدت كنيسة كورنثوس محبَّتها الأولى ليسوع المسيح، وحافظت على أنشطتها الروحيَّة لكنَّها مارستها بدون محبَّة. يواجه أناس كثر في الكنيسة اليوم المشكلة نفسها، فهم منهمكون باللجان والقواعد والبرامج والأجندات الشخصيَّة لدرجة أنهم نسوا المحبة. وقد خسر الكثير من المؤمنين اليوم رؤيتهم ومهمَّتهم لأنَّهم لا يخدمون بمحبَّة. ولهذا السبب عينه، انتهر يسوع الكنيسة في أفسس قائلًا: ‘‘لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ: أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ ٱلْأُولى’’ (رؤيا 2: 4). كيف تبدو المحبَّة ‘‘أغابي’’؟ يقول لنا الرسول بولس: ‘‘ٱلْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. ٱلْمَحَبَّةُ لَا تَحْسِدُ. ٱلْمَحَبَّةُ لَا تَتَفَاخَرُ، وَلَا تَنْتَفِخُ، وَلَا تُقَبِّحُ، وَلَا تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلَا تَحْتَدُّ، وَلَا تَظُنُّ ٱلسُّؤَ، وَلَا تَفْرَحُ بِٱلْإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِٱلْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لَا تَسْقُطُ أَبَدًا’’ (1 كورنثوس 13: 4-8). يرسم توصيف بولس للمحبَّة صورة عن محبَّة يسوع المسيح، فهو المقياس الذي نقيس أنفسنا على أساسه. ويجب علينا أن نحبّ الآخرين كما يحبُّنا المسيح. وقد قال يسوع: […]
فبراير 15, 2025

المحبة العاملة

“يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ” (1يوحنا 3: 18). المحبة الصادقة تكره الشر والتمرد ضد الله، وتُظهِر تقديرًا حقيقيًا وكرامة للآخرين. إنها تفرض علينا أن نعطي الآخرين الذين في احتياج، حتى وإن كان ذلك يعني التضحية من جانبنا. المحبة الصادقة ليست انتقائية، بل تمتد إلى الجميع، حتى غير المُحبَبين لنا، وينتُج عنها شعور بالتعاطف والحُنُو على الآخرين. كيف تبدو المحبة الصادقة من الناحية العملية؟ المحبة العاملة تعني مساعدة جار مُسِن، مُجالسة أطفال لأم هجرها زوجها، أو إعداد وجبة طعام لعائلة فقدت أحد أفرادها، حتى وإن كنا نفضِّل القيام بشيء آخر في ذلك الوقت. إنها تعني قضاء بعض الوقت في مشاركة الإنجيل مع شخص غير مؤمن، أو الصلاة مع صديق يشعر بالقلق، أو تشجيع أحد الجيران المحبطين. في كثير من الأحيان، تكون مساعدة الآخرين غير مريحة، ويكون التوقيت خاطئ بالنسبة لجداولنا المزدحمة. سيبدو الجهد كبير جدًا بالنسبة إلى أجسامنا المتعبة، وستكون التكلفة أكثر مما نستطيع تحمُّلها. لكن المحبة الحقيقية لا بد وأن تتضمن تضحية، وأفضل مثال لهذه […]
فبراير 14, 2025

محبة أغابي

“لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ” (1 كورنثوس 16: 14). كورنثوس الأولى 13 هو من أحد أشهر الإصحاحات في الكتاب المقدس. كثيرًا ما يتم الإستشهاد به، لكن نادرا ما يُفهم. يُقرأ بشكل روتيني في حفلات الزفاف، ولكن سُرعان ما يُنسى. تُظهر أفلام السينما الحب العاطفي الرومانسي فقط ، ويتحدث الأصدقاء عن وجود مشاعر دافئة تجاه بعضهم البعض، لكن نوع الحب الذي يصفه بولس في هذا الجزء أعظم بكثير من أي حب قائم على العواطف. محبة أغابي هي محبة معطاءة وباذلة. لا يكون التركيز في هذه المحبة على ما نشعر به تجاه الشخص الآخر، ولكن على الطريقة التي يمكن أن نبذل بيها أنفسنا في المحبة. لا يوجد مكان للكبرياء أو الغرور أو الغطرسة أو الرغبات الأنانية في هذه المحبة. بدون هذا النوع من المحبة، لا جدوى من أي إنجاز أو نشاط أو علاقة. يصف بولس عدم جدوى العمل الذي يقدَّم بلا محبة قائلًا: إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ. وَإِنْ كَانَتْ […]
فبراير 13, 2025

الإيمان والرجاء والمحبَّة الحقيقيَّة العاملة

‘‘هَكَذَا ٱلْإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ’’ (يعقوب 2: 17) الإيمان بالرب يسوع وموته وقيامته هو السبيل الوحيد للخلاص، ويجب أن يكون إيماننا دائمًا إيمانًا عاملًا وفاعلًا وليس إيمانًا ميتًا، لأنَّ الإيمان الميت أو غير الفعال ليس إيمانًا إطلاقًا. وإذا قال أحدهم إنَّ لديه إيمانًا، فيجب أن يتجلَّى هذا الإيمان في أعمال خدمة وشهادة وعطاء منظورة، فالإيمان الحقيقي يظهر في المحبَّة. وتظهر المحبَّة المسيحيَّة الحقيقيَّة في الأعمال. أيَّ نوع من الأعمال؟ أعمال التضحية والمسامحة والمثابرة والصبر إلى أقصى حدود خدمةً لله وللآخرين، فالمحبَّة غير المقترنة بالأعمال هي مجرَّد أحاسيس. الرجاء الحقيقي ينتظر بصبر، ويعمل في أثناء الانتظار، وهو لا يظهر من خلال ارتداء ثوب أبيض، والتسلق إلى قمة الجبل، والقول، ‘‘خذني بعيدًا، يا رب!’’ ولا يتم التعبير عنه عبر الاسترخاء في القبو وعدم القيام بأي عمل. فالرجاء يُعنى بآلام البشرية، وهو يشمِّر عن أكمامه ويعمل حتَّى تتَّسخ يداه. الرجاء هو إضاءة شموع الإيمان باستمرار في قلوب الآخرين. وفي أوقات الاضطهاد والظلم، الرجاء يتأنَّى ويثابر ويمنحنا سلامًا […]