ديسمبر 17, 2024

تعزية المُشير

“فَلْتَصِرْ رَحْمَتُكَ لِتَعْزِيَتِي، حَسَبَ قَوْلِكَ لِعَبْدِكَ” (مزمور ١١٩: ٧٦) بغض النظر عن حالتنا – رجالًا كنا أم نساء، صغار أم كبار، أغنياء أم فقراء – لا يسعنا إلا أن نتأثَّر بهذا المُشير العجيب، فهو وحده الكامل وهو وحده الذي يمكنه أن يسدد جميع احتياجاتنا عندما نشارك المُشير المعجيب بما في قلوبنا، لا يكون لدينا خوف من إحتقار أو إدانة، فهو لا يخبرنا أبدًا أن مشاكلنا تافهة أو غير هامة، ولا يَكِل أبدًا من الإستماع إلينا أو يمِل من حديثنا. عندما نأتي إليه بمخاوفنا، يقول: أَعرف كل مشاكلك بتفاصيل أكثر بكثير مما تعرفها، ولديَّ بالفعل حل لمتاعبك، وتعزية وفرح لقلبك الحزين المُضطرب، ولدي بركات في انتظارك، فقد كنت أنتظر فقط مجيئك إليَّ إن حكمة المسيح الفائقة للطبيعة تفوق كثيرًا أي حكمة بشرية. عندما يكون يسوع هو مُشيرنا، تحدث المعجزات ويحدث التغيير بقوة الله. وحده المسيح لديه القدرة على رؤية ما في قلوبنا، حتى في الزوايا التي نحاول أن نُخفيها عن أنفسنا. وحده المسيح لديه سلطان غفران خطايانا ومنحنا بدايات جديدة. وحده […]
ديسمبر 16, 2024

أفضل نصيحة

“بِرَأْيِكَ تَهْدِينِي، وَبَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي” (مزمور 73: 24) هل سبق أن طلبتَ المشورة من مشير؟ ربما كنت بحاجة إلى رأي في علاقة أو مساعدة لاجتياز حزن أو اكتئاب. يقدم المشيرون الإرشاد والدعم والتشجيع، لكن مهما كانت قدرة هؤلاء المشيرين على تقديم المساعدة، وبغض النظر عن حصولهم على التدريب الجيد أو كونهم أشخاص حسني النية، فلا يمكن لأحد أن يقارنهم بمُشيرنا العجيب يسوع المسيح قبل ولادة المسيح بمئات السنين، وصفه النبي إشعياء بالمشير العجيب في إشعياء 9: 6. يسوع هو أحكم مشير يمكن أن نعرفه على الإطلاق، “الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ” (كولوسي 2: 3). إنه لا يملك فقط بعض الحكمة، بل كل كنوز الحكمة، وخبرته لا تُضاهَى في تقديم الإرشاد لحياتنا إن حكمة المسيح لا يفسدها المنطق أو العقل البشري، فهو لا يرى الأشياء من منظور ناقص، بل هو الحق الذي يعرف كل الأشياء. “وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلًا طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَارًا صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ” (يعقوب 3: 17). لا يمكن […]
ديسمبر 15, 2024

مشيرًا عجيبًا

“تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُم” (متى 11: 28) كان لدى الله الخالق صاحب السيادة القدرة على اختيار أي ألقاب يريدها ليُخبر العالم عن ابنه يسوع. قبل مولد يسوع بسبعمائة عام، كان أول لقب اختاره الله لوصف ابنه للنبي إشعياء هو “مشيرًا عجيبًا” (إشعياء 9: 6) ولأن يسوع هو الله، فإن حكمته تنبع من كونه كلي القدرة. يسوع هو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يرى بوضوح ما في أعماق قلوبنا، وهو الوحيد الذي يستطيع أن يشفي أي كسر فينا. يسوع هو الشخص الوحيد الذي يعرف كل شيء عنا، حتى أعمق رغباتنا، وهو الوحيد أيضًا الذي يستطيع أن يُشبع تلك الرغبات. يسوع هو الوحيد الذي يعرف كل غُرفة مُظلمة في قلوبنا، وهو الوحيد الذي يستطيع أن يضيء بنوره في تلك الزوايا المُظلمة ويقودنا في الطريق. تُعطَى المشورة التي يقدمها يسوع في ضوء فهمه المُطلق لجميع الأشياء، ولا يستطيع أي شخص آخر أن يقدم مثل مشورته وحكمته التامة الكاملة ليس ذلك فحسب، بل يقدم لنا المشير العجيب مشورته الحكيمة […]
ديسمبر 13, 2024

بركات الله جميلة

“وَسَمَّتْهُ الْجَارَاتُ اسْمًا قَائِلاَتٍ: «قَدْ وُلِدَ ابْنٌ لِنُعْمِي» وَدَعَوْنَ اسْمَهُ عُوبِيدَ. هُوَ أَبُو يَسَّى أَبِي دَاوُدَ” (راعوث 4: 17) اقرأ راعوث ٤: ١- ٢٢ في نهاية سفر راعوث، نستطيع أن نرى بوضوح يد الله التي تعمل. تزوجت راعوث من بوعز، وأنجب الزوجان عوبيد، الذي أصبح والد يسَّى، والد الملك داود. لقد جاءت سلالة العائلة المالكة التي سيولد منها مُخلِّصنا مِن رَحِم حزن نُعمِي على فقدان أليمالك وابنيها، ومن بقايا حياتها المُحطَّمة جاءت التوبة والفداء إذا كنت تعلم أنك تعيش تحت ظِل يد الله المُحِبة صاحبة السيادة، ستتمكن من تجاوز العقبات، وسوف تكون قادرًا على العَيْش دون الشعور بالندم والحيرة من جهة ما كان يمكن أن يحدث سوف ترى يد الله التي تعمل من منظور أبدي، على الرغم من العقبات والتأخيرات التي تواجهها، وهذا، يا صديقي، سوف يحميك من الغرق في الحزن والشعور بالمرارة، ويُبعِدُك عن حمأة الشفقة على الذات. عندما يظل تركيزك على إله المستحيلات، ستحصل على سلام لا يمكن تفسيره إن نظرة نُعمِي لله هي التي منحتها الرجاء وسط […]
ديسمبر 12, 2024

الله لا يتأخَّر أبدًا

“وَالآنَ يَا بِنْتِي لاَ تَخَافِي. كُلُّ مَا تَقُولِينَ أَفْعَلُ لَكِ، لأَنَّ جَمِيعَ أَبْوَابِ شَعْبِي تَعْلَمُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ” (راعوث 3: 11) اقرأ راعوث ٣: ١- ١٨ فقدت نُعمي زوجها أليمالك، وفقدت كذلك ابناها، وأحدهما كان زوج راعوث. فقدت الأرملتان كل شيء تقريبًا، ومع ذلك كان لا يزال لدى نُعمِي رجاء. لقد ذاقت نُعمِي طعم المرارة، لكنها كانت تعرف أن الله سيُعَوِّضُها بطريقةٍ ما، وستحصل مرة أخرى على السلام والفرح. لقد آمنت بأن الله الذي جعلها تختبر عواقب الطرق التي اتخذتها عائلتها هو أيضًا إله الفُرَص الثانية، ولهذا عادت إلى بيتها في بيت لحم، ومعها راعوث أدركت نُعمِي أن شيئًا جيدًا قد حدث عندما عادت راعوث إليها بأكثر مما كانت تتوقعه من الشعير، فسألتها عن الحقل الذي كانت تلتقط فيه، وعندما عَلِمَتْ أن الحقل لبوعز وأنه قد أظهر لطفًا لراعوث، أدركت على الفور أن هناك تناغم قد حدث، وهو تناغم من صُنع السماء. كانت نُعمِي تتوقع أن يتدخل الله في ظروفها، وها هي يد الله تعمل. لقد كان بوعز أحد أفراد […]
ديسمبر 11, 2024

الله هو صاحب السيادة

“فَذَهَبَتْ وَجَاءَتْ وَالْتَقَطَتْ فِي الْحَقْلِ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ. فَاتَّفَقَ نَصِيبُهَا فِي قِطْعَةِ حَقْل لِبُوعَزَ الَّذِي مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِكَ” (راعوث 2: 3) اقرأ راعوث ٢: ١- ٢٣ لا يهم أين تأخذنا الحياة، فالله مسيطر. إنه صاحب السيادة، وكلمته تعدنا بأن يجعل كل الأشياء تعمل لخير الذين يحبونه، المدعوون حسب قصده (رومية 8: 28). كل الأشياء وليس بعضها، وليست فقط الأمور التي نشعر تجاهها بالراحة، فالله يعمل لخيرنا في كل شيء عندما خرجت راعوث لتلتقط سنابل الشعير في أحد الحقول المجاورة، كانت تطلب تدبير الله لاحتياجها. تعلَّمت راعوث كتب العهد القديم من حماتها، لذلك عرفت ما قاله الله في سفر اللاويين: “وَعِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ لاَ تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَ فِي الْحَصَادِ. وَلُقَاطَ حَصِيدِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. وَكَرْمَكَ لاَ تُعَلِّلْهُ، وَنِثَارَ كَرْمِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. لِلْمِسْكِينِ وَالْغَرِيبِ تَتْرُكُهُ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ” (لاويين 19: 9-10). كانت راعوث مسكينة وغريبة، لذلك عرفت أن هذا التدبير في كلمة الله كان لها، وذهبت لتجمع بعض الطعام يعمل الله دائمًا خلف الكواليس ليبارك أولئك الذين يثقون به، ولذلك لم يأتِ براعوث […]
ديسمبر 10, 2024

الله يجبر المكسور

“حَدَثَ فِي أَيَّامِ حُكْمِ الْقُضَاةِ أَنَّهُ صَارَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا لِيَتَغَرَّبَ فِي بِلاَدِ مُوآبَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَابْنَاهُ” (راعوث 1: 1) اقرأ راعوث ١: ١- ٢٢ لم تكن موآب تبعُد كثيرًا عن يهوذا، لكن بالنسبة لأليمالك، كانت تختلف كثيرًا عن الفوضى التي أصابت إسرائيل في زمن القضاة، والمجاعة التي حدثت لعائلته، والطريق الصعب للثقة بأن الله سيريح شعبه في أرض الموعد. لذلك، جمع أليمالك متعلقاته وأخذ زوجته وابْنيهِ إلى أرض موآب حول الجانب الآخر من البحر الميت حيث كان العشب أكثر خضرة عندما نحاول تعطيل خطة الله لحياتنا، نشعر براحة مبدئية، تتبعها النتائج الحتمية للعصيان، وأخيرًا، وما نشكر الله عليه، علاج أكيد. يرحب الله بعودة أبنائه الضالين إلى المنزل هكذا سارت الأمور مع عائلة أليمالك. في البداية، كانت إقامتهم القصيرة في موآب مريحة، ولكن قبل أن يشعروا بتلك الراحة، مكثوا هناك لمدة عشر سنوات (اقرأ عدد 4)، مُتحصنين بثقافة موآب غير التقيَّة. وخلال ذلك الوقت، مات أليمالك، وللأسف، مات ابنا نُعمِي أيضًا في موآب. في […]
ديسمبر 9, 2024

الله هو المصدر

“وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ” (يوحنا 4: 14) في حياتنا اليومية، نسارع لتلبية رغباتنا. عندما نشعر بالجوع، نبذل قصارى جهدنا لتناول الطعام في أسرع وقت ممكن. عندما نشعر بالعطش، نتجه إلى نبع مياه عندما نشعر بالوحدة، نتصل بصديق أو بأحد أفراد العائلة. ومع ذلك، فإننا نفشل أحيانًا كمؤمنين في التعرُّف على أكبر احتياجاتنا وأفضل الطرق لإشباعها. الفراغ الذي نشعر به أحيانًا لا يملأه إلا الله. حتى بعد أن نتعرَّف على المسيح، قد نُصارع حتى ندرك أن الفراغ الذي نشعر به هو دليل على حاجتنا للرجوع إليه يَعِدنا العالم بشِبَع من خلال الكثير من الأشياء الجيدة – العلاقات، والوظائف، والثروة، والصحة، وأكثر من ذلك – لذلك نحن نلاحق هذه الأشياء بحماسة شديدة. لكن تلك الأشياء ستزول في هذه الحياة ولن تستطيع أن تُشبع جوع أنفسنا للمزيد منها. الأمور الإلهية فقط هي التي تُشبِع. العلاقة الحميمة مع الله هي الشيء الوحيد الذي يُشبع […]
ديسمبر 8, 2024

من عُمق الاكتئاب

“الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالابْتِهَاجِ” (مزمور 126: 5) سعى العديد من الرجال والنساء في الكتاب المقدس للوصول إلى السعادة الأرضية بعيدًا عن الله، بينما يوجد آخرون دفعتهم ظروف حياتهم غير المستقرة إلى محضر الرب، وقادهم تجوُّلهم في الاتجاه المعاكس لأسلافهم، فركضوا نحو الله بدلًا من أن يبتعدوا عنه نجد أن داود، في كل اضطرابات حياته، كان يركض باستمرار نحو الله، وبالرغم من كل تساؤلاته الصريحة وتعبيراته الانفعالية عن الضعف، لا نشعر بأن داود قد فقد إيمانه بقدرة الله على تصحيح الأمور، لكن ما قد يفاجئك هو أن داود، رجل الإيمان، بدا وكأنه يعاني من عدة نوبات مما يسميه علماء النفس بالاكتئاب على الرغم من أن ما يقدر بنحو 10% من سكان الولايات المتحدة يعانون من مرض الاكتئاب، فإن المؤمنين غالبًا ما يخجلون من الاعتراف بأنهم يعانون من فترات اكتئاب شديدة. لكن حياة داود تعلمنا أن كل شخص، حتى من يثق بالله، يمكنه أن يدخل وادٍ مُظلمٍ في فترة ما من حياته في الواقع، تقريبًا كل المؤمنين سيواجهون يومًا ما شكوكًا […]
ديسمبر 7, 2024

تشدَّد وتشجَّع

“لِتَتَشَدَّدْ وَلْتَتَشَجَّعْ قُلُوبُكُمْ، يَا جَمِيعَ الْمُنْتَظِرِينَ الرَّبَّ” (مزمور 31: 24) على الرغم من أننا واثقون من أن الله قادر أن يُخلِّصنا من أي موقف أو ظرف في الحياة، فإننا غالبًا ما نفقد الرجاء عندما نحاول إيجاد حلول لمشاكلنا. تبقى الحقيقة أنه على الرغم من جهودنا المُضنية لعيش حياة متناغمة، فإننا بحاجة إلى الله عندما نمر بظروف صعبة، ولا يبقى هناك رجاء في حياتنا، نكتئب ونتساءل كيف سنجتاز هذه المِحَن، وعلى الرغم من معرفتنا الكاملة بما يستطيع الله أن يفعله، فإننا نختار أن نغرق في اليأس والشفقة على الذات، وهنا نشبه العديد من شخصيات الكتاب المقدس داود، الذي اختبر الوقوع في اليأس في أكثر من مناسبة وهو يأمر روحه بتسبيح الله، ورغم أنه لم يكن متشدِّدًا أو متشجِّعًا، كتب “لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ ارْتَجِي اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، لأَجْلِ خَلاَصِ وَجْهِهِ” (مزمور 42: 5) عاش دواد حياته كما لو كان كلٍ من التسبيح والرجاء مترادفين، فبالنسبة له، لم يكن الرجاء ممكنًا دون تسبيح الله، فكتب: “أَمَّا أَنَا […]
ديسمبر 6, 2024

منفرداً مع الله

“إِنَّمَا للهِ انْتَظَرَتْ نَفْسِي. مِنْ قِبَلِهِ خَلاَصِي. إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي، مَلْجَإِي، لاَ أَتَزَعْزَعُ كَثِيرًا” (مزمور 62: 1-2) هل شعرت يومًا مثل الطفل الصغير الذي قيل له إنه لا يجب أن يخاف من الظلام لأن الرب معه؟ رد الصبي قائلًا: “أعرف ذلك، لكني أريد شخصًا لديه جسد”. في بعض الأحيان، عندما نشعر بالوحدة، نجد أنفسنا نرغب في التحدث مع شخص لديه جسد. لكن الله لا ينعس ولا ينام، وهو أقرب إلينا من أي انسان (اقرأ أمثال 18: 24) ربما تشعر بالوحدة بسبب رفضك التنازل عن قناعاتك الكتابية، يسخر منك أصدقاؤك ويتحدُّون إيمانك عندما تشعر حقًا بالوحدة، تذكَّر بستان جثسيماني. لا شيء مما تواجهه يمكن مقارنته بعمق الوحدة التي اختبرها يسوع. لم يتخلى عنه أصدقاؤه وتلاميذه فحسب، بل حوَّل الآب وجهه عن ابنه بينما حمل يسوع خطايا العالم على الصليب قال كاتب المزمور: “إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي، بَعِيدًا عَنْ خَلاَصِي، عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي؟” (مزمور 22: 1). إذا كنت تشعر مثل كاتب المزمور، فلتتعزى بأنك لست وحدك. قال الله، “لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ […]
ديسمبر 5, 2024

الجانب الإيجابي للوحدة

“وَالرَّبُّ سَائِرٌ أَمَامَكَ. هُوَ يَكُونُ مَعَكَ. لاَ يُهْمِلُكَ وَلاَ يَتْرُكُكَ. لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ” (تثنية 31: 8) الوحدة هي حالة اختبرناها جميعًا ولا نُرحِّب بها، لكنها قد تكون فرصة عظيمة لله لكي يعمل بداخلنا، ويعزينا، ويُنمِّي علاقتنا معه قبل العصر الحديث، كان يتم تعريف الوحدة على أنها التواجد في حالة من العُزلة. اليوم يمكن أن يكون الشخص محاطًا بأشخاص آخرين ولكنه يشعر بوحدة رهيبة. في خبرتنا المعاصرة، يمكن وصف الوحدة بأنها شعور بالفراغ مصحوب باشتياق إلى الإكتمال، أو التأييد، أو المُلاحظة يعلمنا الكتاب المقدس أن الوحدة إيجابية وسلبية في ذات الوقت. المُسبب الأصلي للوحدة سلبي، لكن كلمة الله تكشف كيف يمكن أن تتحول إلى شيء إيجابي في البدء، كان الإنسان في شَرِكة تامة مع الله. كان آدم وحده، لكنه لم يكن وحيدًا. عندما خلق الله حواء، كان يفكر في أن تكون عون لآدم وتكون في شركة معه، لكن لم يكن القصد من خلقها أبدًا أن تُشبعه – فالله فقط هو الذي يستطيع أن يفعل ذلك عندما أخطأ آدم وحواء، تغيَّرت […]