يناير 8, 2025

مواجهة المجهول

“تَشَدَّدُوا وَتَشَجَّعُوا. لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْهَبُوا وُجُوهَهُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ سَائِرٌ مَعَكَ. لاَ يُهْمِلُكَ وَلاَ يَتْرُكُكَ»” (تثنية 31: 6) إن العالم الذي نعيش فيه هو مكان للتغيير المستمر، والعديد من التغييرات التي مررنا بها مؤخرًا لم تكن إيجابية أو ذات أهمية، لذا، فمن الطبيعي أن نشعر بالقلق من العام الجديد ومن كل ما قد يحمله لنا، لكن الخبر السار هو أننا نتبع إلهًا خارق للطبيعة هناك نوع آخر من الخوف يسيطر على الناس في بداية العام الجديد: فبالنسبة للبعض، ليس المجهول هو ما يخيفهم، بل المعلوم، فهم يعلمون أن الثقافة ستزداد عداءً للإيمان المسيحي، ويعلمون أن إيمانهم بيسوع المسيح قد يكلفهم الكثير، لكن الله حاضر لهؤلاء أيضًا، فبينما ندخل العام الجديد، عالمين أن هناك تحديات خطيرة تنتظرنا، يقف يسوع معنا، ويمكننا أن نتشبَّث به في وسط كل العواصف المبشر الشهير “دافيد ليفينجستون” الذي أوصل الإنجيل إلى شعوب أدغال إفريقيا البعيدة، كان يعرف كل شيء عن المخاوف المعلومة وغير المعلومة، وكان يعرف المخاطر الحقيقية الكامنة في دعوة الله لحياته، وأنه من […]
يناير 7, 2025

أقرب صديق لك

“اَلْمُكْثِرُ الأَصْحَابِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ، وَلكِنْ يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ” (أمثال 18: 24) لقد أصبح الشعور بالوحدة وباءً في ثقافتنا اليوم، لكني أتوق كثيرًا إلى أن يتعرَّف كل شخص وحيد على الله الذي وعد قائلًا: “لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ” (عبرانيين 13: 5) هل تدرك أننا، كمؤمنين في العهد الجديد، لدينا ما لم يستطع مؤمنو العهد القديم أن يحلموا به؟ عندما يؤمن أحدهم اليوم بيسوع المسيح، يأتي الروح القدس ليسكُن فيه، أي أن الله بذاته يسكن بداخله. لا شك أن الروح القدس قد حَلَّ في العهد القديم على بعض الأفراد مثل موسى، وشمشون، وداود، وآخرين، لكنه كان يأتي لمهمة محددة فقط، وليس للبقاء، لكن الأمور مختلفة اليوم، لأنه، بفضل يسوع، أصبح حضور روح الله بداخلنا دائم كل أيام حياتنا قد نُحزِن الروح القدس من وقت لآخر (أفسس 4: 30)، وقد نُطفِئه (1تسالونيكي 5: 19)، لكنه لن يهملنا أو يتركنا أبدًا. في يوم الخمسين، عندما جاء روح الله القدوس ليسكن على الأرض في كل مؤمن، جاء ليقيم، وهذا يعني أنه إذا كان […]
يناير 6, 2025

سر القناعة والشعور بالرضا

“وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ” (1تيموثاوس 6: 6) سواء كنا أغنياء أو فقراء، فقد اتضح أن النجاح والثروة والممتلكات لا يمكنهم إخماد اشتياقنا جميعًا للشعور بالرضا، فبدون القناعة التي تأتي من معرفة المسيح، سنظل جميعًا نتوق إلى المزيد، وسنحاول إيجاده في كل الأشياء التي يُروِّج لها العالم. يُسيطر روح الطمع والحسد اليوم على شاشة التلفزيون، سواء في الأخبار، أو في وسائل الإعلام الأكثر مُشَاهَدة، أو في مجموعة الإعلانات التي تهدف إلى إقناعك بأن هذا المنتج الجديد سيمنحك أخيرًا ما تبحث عنه. من السهل أن نرى كيف يلتهم الشعور بعدم الرضا روح أُمَّتنا. نحن جميعًا مُعَرَّضون للشعور بعدم الرضا، مُتناسين المكسب المذهل الذي لا مثيل له، والذي حصلنا عليه بالفعل في المسيح: وهو حضور الله ذاته. لهذا يخبرنا الكتاب المقدس أن “التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ هِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ” (1تيموثاوس 6: 6). عندما نتذكَّر أننا قد صِرنا أبناء لله كما يقول الإنجيل، لا يَسَعنا إلَّا أن نكون قانعين في سَيرِنا مع ربنا، وسوف نربح المزيد أيضًا عندما نتجدَّد ونبني كنزًا في […]
يناير 5, 2025

أمس واليوم وإلى الأبد

“لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ»” (عبرانيين 13: 5). أَطلَق الرومان القدماء على الشهر الأول من العام اسم “يناير” نِسبًة إلى الإله الروماني “يانوس”، وقد كان “ليانوس” وجهين: وجه ينظر إلى الماضي ويمتلئ بالحزن والفَزَع والحيرة، ووجه آخر يتطلع إلى المستقبل وإلى العام الجديد بأمل وبهجة وثقة. تتكرر هذه الدورة عامًا بعد عام، فيصبح العام الجديد قديمًا ويتحول التفاؤل إلى يأس. في عشيَّة رأس السنة، تستطيع أن ترى لدى الجميع شعور غامر بالسعادة، لكن ذلك لا يدوم طويلًا، كما يشير وجه الإله “يانوس”، وبعد مرور أسبوعين من شهر يناير، يحدث شيئًا مُضحِكًا، إذ يُدرك الجميع حقيقة أن المشاكل التي واجهوها العام الماضي قد تَبِعَتهم هذا العام، وتلك الراحة التي استشعروها في توديعهم للعام القديم قد تلاشت الآن. لا ينبغي علينا، نحن الذين نحب يسوع المسيح، أن نربط رجاءنا بحلول عام جديد، ولا يتعيَّن علينا أن نغرق في الحزن عندما يُحبِطنا العام الجديد، لأن الإله الذي نخدمه هو إله “الأمس واليوم […]
يناير 4, 2025

لا تبرح من فمك

“مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلَاةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي ٱلرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهَذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لِأَجْلِ جَمِيعِ ٱلْقِدِّيسِينَ” (أفسس 6: 18) إقرأ أفسس 6: 18-20 يدعونا الرسول بولس في رسالة أفسس إلى أن نلبس سلاح الله الكامل، المؤلَّف من ستَّة أسلحة، ويحثّنا بجرأة على الصلاة قائلًا، ‘‘مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلَاةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي ٱلرُّوحِ’’ (أفسس 6: 18). الصلاة هي مثل نسمة هواء منعشة في رئتَينا. بدونها، لا ننتفع فعلًا من سلاح الله. يعلم الرب أنه عندما تحتدم المعركة، وهي محتدمة الآن، إذا لم تمتلئ رئتانا بالهواء النقي المنعش الذي تبعثه فينا الصلاة، فإنَّنا نتعب ونضعف ونصاب بالإحباط. لذا، فإن الصلاة ضرورية عندما ننظر إلى كل البركات والضمانات التي فاض بها الله علينا، قد نتخيَّلُ أنَّ لا شيءَ يقف في وجهنا، فنتكبَّر ونتراخى في صلاتنا. يا صديقي، لا تظن ولو للحظة واحدة أنَّه لأنَّك ‘‘نلت كل بركة روحية في المسيح’’ (أفسس 1: 3)، ولأنك تحمل سلاح الله، ولأنك تعلمت الكثير عن الكتاب المقدس، يمكنك أن تأخذ الآن نفسًا واحدًا بدون أن تتَّكل […]
يناير 3, 2025

كيف تدافع عن نفسك في مواجهة الشيطان

“حَامِلِينَ فَوْقَ ٱلْكُلِّ تُرْسَ ٱلْإِيمَانِ، ٱلَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْمُلْتَهِبَةِ. وَخُذُوا خُوذَةَ ٱلْخَلَاصِ، وَسَيْفَ ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي هُوَ كَلِمَةُ ٱللهِ” (أفسس 6: 16-17) اقرأ أفسس 6: 16-17 الترس هو السلاح الأكثر ضمانةً في أوقات الحيرة والارتباك والضعف، لذا، يشكِّل ترس الإيمان جزءًا أساسيًّا من سلاح الله. وقد كتب الرسول بولس، ‘‘حَامِلِينَ فَوْقَ ٱلْكُلِّ تُرْسَ ٱلْإِيمَانِ’’ (أفسس 6: 16). الترس الذي قصده بولس هنا ليس صغيرًا وخفيفًا، وإنَّما يصل قطره إلى المتر ونصف المتر، وهو يغطي جسم الجندي الروماني الواقف في الخطوط الأماميَّة بكامله عندما نتكلَّم عن ترس الإيمان، نحن لا نقصد هنا الإيمان الذي مارسته عندما سلَّمتَ حياتك للمسيح. في الواقع، هذا حزام الحق؛ إنَّه خلاصك بالمسيح يسوع بالنعمة وبالإيمان. إمَّا الإيمان الذي نقصده لدى الحديث عن ترس الإيمان، فهو الثقة المطلقة والمتنامية بالمسيح التي تمارسها كل يوم سواء كنت في أعلى الجبل أو في أسفل الوادي. ونحن نحمل هذا الترس يوميًا عندما نمارس ثقتنا بيسوع، وبتدبيره، وحمايته، وقوته. وعندما نختبئ وراء هذا الترس، نستطيع أن نطفئ […]
يناير 2, 2025

السلاح الذي لن ننزعه أبدًا

“فَٱثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِٱلْحَقِّ، وَلَابِسِينَ دِرْعَ ٱلْبِرِّ، وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِٱسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ ٱلسَّلَامِ” (أفسس 6: 14-15) اقرأ أفسس 6: 14-15 يستخدم الشَّيطان كلَّ كذبة تنتشر في المجتمع لإقناع الناس بأن طرق الله ليست صالحة ولا مُحِبَّة، فيبتعدوا عن الله أكثر فأكثر، ويرفضوه في نهاية المطاف. هذا ما شهدناه في بلدنا على مدى السنوات الماضية يبذل الشيطان كلَّ ما في وسعه لتشويه الحق. فكِّر في الأمر بهذه الطريقة: إذا كانت أعظم قوة لدى الإنسان هي الثقة بالله، فسيسعى الشَّيطان إلى القضاء على هذه الثقة. لذا، من الضروري أن نعرف الحقّ وأن نسلك فيه لكي ننمو في حياة الإيمان. يشبِّهُ الرسول بولس حقَّ الله بالحزام الذي يلفُّه الجنديّ الرومانيّ حول خصره لتثبيت ردائه والتأكد من عدم تشابكه مع أي شيء. وبالنسبة إلينا نحن الذين نحب الرب يسوع، فإن استعدادنا للمعركة الروحية يبدأ دائمًا بالحق. لذا، فإنَّ حزام الحق هو جزء لا يتجزأ من حياتِنا. وهو ضروري كل يوم، وكلَّ لحظة أيضًا، دعا بولس شعب الله إلى لبس درع البر. في روما القديمة، كانت […]
يناير 1, 2025

قوَّة السلاح الروحي

“أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي، تَقَوَّوْا فِي ٱلرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ” (أفسس 6: 10) اقرأ أفسس 6: 10-13 يبحثُ الشَّيطان وأعوانُهُ دائمًا عن فرصٍ لإبعادنا عن طريق الحق، لكنْ، إليكَ هذا الخبر السار؛ الله لم يتركنا بمفردنا، لم يتركنا بدون المساعدة التي نحتاج إليها لنعيش حياة مسيحية منتصرة. تقول رسالة أفسس 6: 10، ‘‘أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي، تَقَوَّوْا فِي ٱلرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ’’ لم يَدعُنا الرسول بولس إلى البحثِ عن القوَّةِ في داخلنا، ولا إلى الاعتمادِ على  وسائلنا اخاصة. قال، ‘‘تَقَوَّوْا فِي ٱلرَّبِّ’’. إذًا، قوَّتنا تأتي من الربِّ، ومن الرب وحده ربَّما أنتَ تتساءلُ الآن، ‘‘كيف يمكنني نَيلُ هذه القوة؟” تقول رسالة أفسس 6: 11، ‘‘ٱلْبَسُوا سِلَاحَ ٱللهِ ٱلْكَامِل’’. يدعو الله شعبه إلى لبس هذا السلاح الروحي باستمرار. إذًا، سلاحُ الله هو جزءٌ لا يتجزَّأُ منَّا، وهو الرفيقُ الدائم الذي من خلاله يمنحنا الله قوَّةً باستمرار يجبُ أن نتذكَّر أيضًا أنَّ سلاح الله لم يُعطَ لنا لنحارب الناس، وإنَّما لنثبتَ ضد مكايد إبليس” (الآية 11). أحيانًا كثيرة، ينشر إبليس شرَّه من خلال المؤسَّسات […]
ديسمبر 31, 2024

تمجيد الله بالعطاء

النَّفسُ السَّخيَّةُ تُسَمَّنُ، والمُروي هو أيضًا يُروَى. –أمثال 11: 25 كانت زوجة اندرو كارنيجي مُغرمة بالموسيقى الكلاسيكية، فكانت تُصر أن يدفع زوجها جزء كبير من الدين الخاص بسمفونية نيو يورك كل عام. بعد سنوات، سئم أندرو الأمر وتقابل مع أعضاء مجلس السمفونية وتحداهم قائلاً “لا أستطيع الاستمرار في مساعدتكم عاماً بعد الآخر. أنتم بحاجة لجميع نصف المبلغ المطلوب وسأقوم أنا بدفع الجزء المتبقي.” بعد بضعة أيام، اتصل به أحد أعضاء المجلس ليخبره بأنهم قاموا بجمع نصف المبلغ فرح أندرو وشكره على الجهد الذي بذلوه لكي يفوا بوعدهم له وقبل أن ينهي المكالمة سأله عن مصدر هذا المبلغ تردد الشخص قليلاً ثم قال: زوجتك لدى البعض رغبة متأججه في العطاء لأنه الشيء الذي يدفعهم للاستمرار في الحياة مع صباح كل يوم جديد. ويذكرنا يسوع بهذه الحقيقية في لوقا 6: 38 ” أعطوا تُعطَوْا، كيلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهزوزًا فائضًا يُعطونَ في أحضانِكُمْ. لأنَّهُ بنَفسِ الكَيلِ الّذي بهِ تكيلونَ يُكالُ لكُمْ.” البخل في العطاء يعني ألا نتوقع سوى البخل في الحصاد دعونا نمتحن […]
ديسمبر 30, 2024

المُعطي المسرور

أنَّهُ في اختِبارِ ضيقَةٍ شَديدَةٍ فاضَ وُفورُ فرَحِهِمْ وفَقرِهِمِ العَميقِ لغِنَى سخائهِمْ. -2كورنثوس 8: 2 كم يُسَر الله بسخائنا في العطاء النابع من قلوب تفيض بمحبتنا له وتمتليء كلمة الله بأمثلة لأشخاص أعطوا بسخاء وكان عطاؤهم مكلفاً مثل شعب كنيسة مكدونية اقرأ 2 كورنثوس 8: 1-9 كان مؤمنوا كنيسة كورنثوس مُباركين بمواهب روحية كثيرة ولكن عطائهم كان شحيحاً، لذلك أرسل بولس إليهم يحثهم أن يتمثلوا بمؤمني كنيسة مكدونية الذين كانوا أسخياء في العطاء لأبعد حد كان بولس في ذلك الوقت يجمع تقدمة لكي يرسلها للمتضررين من المجاعة في أورشليم وبالرغم من أن شعب كنيسة مكدونية كانوا من الفقراء وبرغم التجارب التي اجتازوا فيها، إلا أنهم أعطوا بسرور بل وألحوا على بولس أن يقبل تقدمتهم فشهد عليهم بولس بأنهم قدموا فوق طاقتهم (انظر 2 كورنوس 8: 3) نتيجة للتجارب التي مرت بها الكنيسة في مكدونية، صار شعبها أكثر كرماً وحساسية لاحتياجات الآخرين ولم تترك هذه التجارب أية مرارة في قلوبهم بل كانوا في فرح متزايد لقد امتلأت قلوبهم بالشكر لأجل جود […]
ديسمبر 29, 2024

قلب مُكرس

هذا وإن من يزرع بالشح فبالشح أيضاً يحصد.ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضاً يحصد. (2كورنثوس 9: 6) العطاء أحد الأمور الهامة التي أكد عليها بولس الرسول  في خدمته وبالأخص في أثناء رحلته التبشيرية الثالثة لأنه أدرك أن السخاء والكرم يقودا إلى تسبيح الرب وعبادته. لكن مع الأسف فشل مؤمنو الكنيسة في كورنثوس في الالتزام بوعودهم من جهة العطاء تعهد مؤمنو كورنثوس أمام الرب بأن يدعموا الفقراء من خلال عطاياهم وتقدماتهم ولكنهم لم يستمروا في عطاءهم وبالتالي لم يفوا بالعهد الذي أخذوه أمام الله (2كورنثوس 8) التسبيح يتطلب تكريس قلبي، هكذا العطاء أيضاً، فإن لم نلتزم بالعهود التي اتخذناها أمام الرب، ستحزن قلوبنا ولن نشعر برغبة في تسبيحه وعبادته لذلك -وقبل أن تتعهد بأن تعطي- اطلب من الرب أن يعلن لك عما يريدك أن تفعل وكم يريدك أن تعطي. لقد حث الرسول بولس أهل كورنثوس أن يفوا بوعودهم وذلك عندما ذكرهم بنعمة الله التي أغدقها عليهم في يسوع المسيح سكب الله رحمته ومحبته وغفرانه على حياتهم، ولذلك يحثهم بولس أن يتمموا العمل […]
ديسمبر 28, 2024

عطاء من القلب

وأمّا أنتَ فمَتَى صَنَعتَ صَدَقَةً فلا تُعَرِّفْ شِمالكَ ما تفعَلُ يَمينُكَ، لكَيْ تكونَ صَدَقَتُكَ في الخَفاءِ. فأبوكَ الّذي يَرَى في الخَفاءِ هو يُجازيكَ عَلانيَةً. -متى 6: 3-4 تأملنا بالأمس في بعض الخصائص التي تُميز العطاء المُقدم من القلب واليوم سنواصل شرح المزيد من هذه الخصائص: ثالثاً: العطاء القلبي مؤثر وفعال. دعونا نفكر في عدد الأشخاص الذين أختاروا أن يعطوا بسبب هذه الأرملة المذكورة في لوقا 21 ومن خلال عطاء هؤلاء تم توفير الطعام والشفاء والتشجيع والخلاص لآلاف الأشخاص رابعاً: العطاء القلبي له مُجازاة. لن يتواني الرب عن مكافأة كل من يعطي من قلب شاكر. وفي الرسالة الأولى لكورنثوس 3: 11-14 يشرح كاتب الرسالة أن أعمالنا على الأرض ستُمتحن بنارِ وكل ما فعلناه للرب بدوافع صحيحة وقلب شاكر سيكون مثل الذهب وكل شيء آخر سيحترق بالنار خامساً: العطاء القلبي يجعل الجميع متساوون. فالغني ليس أفضل من الفقير لأننا سنقدم لله في النهاية حساباً عما استثمرناه من وقتنا ومواردنا وذواتنا وإذا ما كانت تقدماتنا نابعة من قلب مسرور وطائع وشاكر أم لا […]