ديسمبر 26, 2024

تكريس صامت

فإنْ كنتُم قد قُمتُمْ مع المَسيحِ فاطلُبوا ما فوقُ، حَيثُ المَسيحُ جالِسٌ عن يَمينِ اللهِ. اهتَمّوا بما فوقُ لا بما علَى الأرضِ. –كولوسي 3: 1-2 يذكر إنجيل مرقس ما فعلته أرملة متواضعة: جلس يسوع مُقابل الخزانة حيث يلقي الناس تبرعاتهم وبدأ يراقب الجموع وهم يضعون تقدماتهم ولاحظ الأغنياء وهم يتبرعون بمبالغ كبيرة ولكنه لاحظ أيضاً أرملة فقيرة جاءت ووضعت فلسين وهو ما يعادل قروش قليلة ” فدَعا تلاميذَهُ وقالَ لهُمُ: «الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ هذِهِ الأرمَلَةَ الفَقيرَةَ قد ألقَتْ أكثَرَ مِنْ جميعِ الّذينَ ألقَوْا في الخِزانَةِ، لأنَّ الجميعَ مِنْ فضلَتِهِمْ ألقَوْا، وأمّا هذِهِ فمِنْ إعوازِها ألقَتْ كُلَّ ما عِندَها، كُلَّ مَعيشَتِها.” –مرقس 12: 43-44 بينما دخل كثيرون الهيكل لكي يراهم الناس وهم يضعون تقدماتهم لينالوا إعجابهم وتقديرهم، جاءت أرملة وبكل تواضع أعطت كل ما لديها للرب كذبيحة شكر وحمد لله ولم تطلب سوى أن تكون أمينة لله. لم تهتم هذه المرأة برأي الآخرين فيها ولم تُجاري سلوكيات الآخرين، لكنها وضعت في قلبها أن تطيع الله وأن تعلن عن حبها له […]
ديسمبر 24, 2024

الخضوع لرئيس السلام

“لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ” (رومية 8: 6) لا يمكن أن يكون هناك سلام في بيوتنا ما لم نضع عائلاتنا تحت سلطان رئيس السلام، ولا يمكن أن يكون هناك سلام في أي صداقة ما لم يكن رئيس السلام على رأس تلك العلاقة، ولا يمكن أن يكون هناك سلام في أي مكان في العالم لا يحكمه رئيس السلام قد نعلن أن يسوع يسود على قلوبنا، ولكن يبدو أن هناك دائمًا جانب من حياتنا نحتفظ به مُغلقًا لأنفسنا، مثل مواردنا المالية، أو أنشطتنا، أو علاقة، أو خطية خفية. وإلى أن نسمح ليسوع بأن يسود بالكامل على كل جانب من جوانب حياتنا، سيكون سلامنا غير مكتمل. لن يمكننا اختبار مزايا معرفة رئيس السلام إذا لم نَخضَع لسلطانه وقوته، ولن نستطيع أن نحصل على سلام حقيقي دون أن نتنازل لرئيس السلام عن قيادة حياتنا هل تفتقر إلى السلام في حياتك؟ هل سبب ذلك أن قلبك مليء بالمخاوف والقلق؟ اخضع قيادة حياتك بأكملها اليوم لرئيس السلام صلاة: يا رب.. […]
ديسمبر 23, 2024

سلام رئيس السلام

“الرَّبُّ يُعْطِي عِزًّا لِشَعْبِهِ. الرَّبُّ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِالسَّلاَمِ” (مزمور 29: 11) قبل مجيء يسوع، كنا نعيش تحت ثقل الخطية الذي لم نكن نستطيع الهروب منه، وكانت هناك فجوة بيننا وبين الله لم نتمكن من عبورها. لقد كان العالم المحطَّم يتوق منذ وقت طويل إلى السلام، فالخطية تمثل عبء ثقيل، والانفصال عن الله هو من أعمق آلام الروح. لكن الله كان يعرف تمامًا ما نحتاجه وأرادنا أن نعرف من الذي سيأتي، لذا قبل مجيء يسوع إلى الأرض بسبعمائة عام، شاركنا الله بالأخبار السارة عن من سيكون يسوع المُخلِّص، سيكون رئيس السلام (إشعياء 9: 6) تستخدم كلمة ملك وكلمة رئيس في العبرية بالتبادل، مما يعني أن الرئيس يجسد قوة الملك وأن لديه السلطة والتفويض للحكم والمكانة الملكية للملك. لذا فإن يسوع ليس فقط رئيس السلام، بل هو ملك السلام، وبصفته ملك السلام، فهو وحده مانح السلام كلمة “السلام” في العبرية هي شالوم، وهي كلمة ذات مغزى كبير. تعني كلمة شالوم الرفاهية الكاملة – ليس مجرد شعور بالصفاء العقلي أو العاطفي، بل تعني […]
ديسمبر 22, 2024

عهد جديد وشعب جديد

“أَمَّا رَحْمَةُ الرَّبِّ فَإِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ عَلَى خَائِفِيهِ، وَعَدْلُهُ عَلَى بَنِي الْبَنِينَ” (مزمور 103: 17) يسوع هو الأب المؤسس للعهد الجديد. يشير العهد القديم مرارًا وتكرارًا إلى المُخلِّص الذي ظهر في العهد الجديد، فتنبأ عن مجيء المسيَّا. وفي العهد الجديد نرى النبوءة قد تحققت في الأب الأبدي في العهد الجديد، نعترف بأننا نستحق اللعنة الأبدية بسبب خطايانا، وأن يسوع المسيح قد دفع ثمن عقوبة موتنا على الصليب، وأن لنا خلاص أبدي مؤكَّد إذا نلنا هبة غفرانه وسِرنا معه بإيمان. “وَلأَجْلِ هذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ الْمَدْعُوُّونَ¬ إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ الَّتِي فِي الْعَهْدِ الأَوَّلِ يَنَالُونَ وَعْدَ الْمِيرَاثِ الأَبَدِيِّ (عبرانيين 9: 15) يسوع هو أيضًا الأب المؤسس لشعب جديد يضم كل شخص يحيا بحسب العهد الجديد. هذه الجماعة الجديدة من الناس هي الكنيسة، وهي تجمع الناس من كل أمة وكل قبيلة وكل مكان في العالم. “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ. الَّذِينَ قَبْلًا لَمْ […]
ديسمبر 21, 2024

أب لكل خليقة جديدة

“إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا (2كورنثوس 5: 17) يسوع هو الأب المؤسس للخليقة جديدة. في العهد القديم، كان عدد قليل من الناس على علاقة وثيقة بالله؛ فقد اعتمد معظم الناس على الكهنة للتوسُّط لهم عند الله. لكن عندما جاء يسوع إلى الأرض، بدأت البشرية شكلاً جديدًا للشَرِكة مع خالقنا. “اللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ” (عبرانيين 1: 1-2) يخبرنا إنجيل يوحنا أن “اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ (يوحنا 1: 18). لأن يسوع كان الإنسان الوحيد على الأرض الذي أقام مع الله الآب في السماء، فقد كان في وضع فريد لتغيير كيفية ارتباطنا بالله. يسوع هو الذي كشف عن قلب الآب للبشرية، وهو الذي كشف لهم عن قداسة الله وبره وعدله. يسوع هو أيضًا الذي كشف عن الحياة […]
ديسمبر 20, 2024

أبًا أبديًا

“وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ. لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ” (كولوسي 1: 18-19) قبل ميلاد يسوع بسبعمائة عام، أخبر الله إشعياء عن المسيَّا واصفًا إياه بعدة ألقاب. اللقب الثالث الذي أُعطِي ليسوع هو “أبًا أبديًا” (إشعياء 9: 6) لم يكن إشعياء يخلط بين الله الآب والله الإبن. في كثير من الأحيان عندما يُسند إلى شخصٍ ما قيادة العمل في مجال معين أو تأسيس هيئة، يُطلق عليه اسم “الأب” في تلك المنطقة. لهذا السبب يُطلق على الرجال الذين شكلوا أمتنا الناشئة اسم “الآباء المؤسسون”. كذلك يطلق على قادة الكنيسة الأوائل “آباء الكنيسة”. كذلك نقول أن أبقراط هو “أب الطب” هكذا يستخدم الكتاب المقدس مصطلح “أب” ليشير إلى المُنشئ أو الرائد. أرادنا الله أن نعرف أن يسوع سيكون رائد الإعلان الإلهي للحياة الأبدية وأنه سيكون مؤسس الخليقة الجديدة. الله يحبنا كثيرا لدرجة أنه شق طريقًا من خلال الأب الأبدي لكي نكون معه إلى الأبد يسوع وحده هو الذي […]
ديسمبر 18, 2024

الله القدير

“الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ” (كولوسي 1: 15) نحن نميل إلى النظر إلى الطفل يسوع كطفل عاجز، لكنه، حتى عندما كان طفلاً، كان الله القدير. أظهر يسوع قوة الله طوال حياته على الأرض، كما كان يفعل من السماء كلمة “إيل” في العبرية تعني الله كما في “الله القدير”، وهو اسم لله مُستخدم في كل العهد القديم لوصف قوة الله وقدرته الفائقة للطبيعة. “إيل” هو خالق السماء والأرض – خالق الكون بكل ما فيه، ومن بين أسماء الله العديدة، لا شيء يعبر عن قوته الفائقة للطبيعة مثل اسم “إيل” كان الله يشير إلى أمرٍ هام عندما أطلق على ابنه اسم “الله القدير” – يسوع، المخلص الآتي، سيكون هو الله نفسه، الفائق للطبيعة، والقوي (إشعياء 9: 6) “إيل” الذي خلق النجوم والذي يدعوها بأسمائها هو نفسه الذي أخذ شكل إنسان ومشى تحتها. “إيل” الذي نسج كل شخص في بطن أمه هو نفسه الذي سمح لنفسه أن يُنسج وأن يمشي بين نفس الناس الذين خلقهم “إيل” الذي قال “ليكن […]
ديسمبر 17, 2024

تعزية المُشير

“فَلْتَصِرْ رَحْمَتُكَ لِتَعْزِيَتِي، حَسَبَ قَوْلِكَ لِعَبْدِكَ” (مزمور ١١٩: ٧٦) بغض النظر عن حالتنا – رجالًا كنا أم نساء، صغار أم كبار، أغنياء أم فقراء – لا يسعنا إلا أن نتأثَّر بهذا المُشير العجيب، فهو وحده الكامل وهو وحده الذي يمكنه أن يسدد جميع احتياجاتنا عندما نشارك المُشير المعجيب بما في قلوبنا، لا يكون لدينا خوف من إحتقار أو إدانة، فهو لا يخبرنا أبدًا أن مشاكلنا تافهة أو غير هامة، ولا يَكِل أبدًا من الإستماع إلينا أو يمِل من حديثنا. عندما نأتي إليه بمخاوفنا، يقول: أَعرف كل مشاكلك بتفاصيل أكثر بكثير مما تعرفها، ولديَّ بالفعل حل لمتاعبك، وتعزية وفرح لقلبك الحزين المُضطرب، ولدي بركات في انتظارك، فقد كنت أنتظر فقط مجيئك إليَّ إن حكمة المسيح الفائقة للطبيعة تفوق كثيرًا أي حكمة بشرية. عندما يكون يسوع هو مُشيرنا، تحدث المعجزات ويحدث التغيير بقوة الله. وحده المسيح لديه القدرة على رؤية ما في قلوبنا، حتى في الزوايا التي نحاول أن نُخفيها عن أنفسنا. وحده المسيح لديه سلطان غفران خطايانا ومنحنا بدايات جديدة. وحده […]
ديسمبر 16, 2024

أفضل نصيحة

“بِرَأْيِكَ تَهْدِينِي، وَبَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي” (مزمور 73: 24) هل سبق أن طلبتَ المشورة من مشير؟ ربما كنت بحاجة إلى رأي في علاقة أو مساعدة لاجتياز حزن أو اكتئاب. يقدم المشيرون الإرشاد والدعم والتشجيع، لكن مهما كانت قدرة هؤلاء المشيرين على تقديم المساعدة، وبغض النظر عن حصولهم على التدريب الجيد أو كونهم أشخاص حسني النية، فلا يمكن لأحد أن يقارنهم بمُشيرنا العجيب يسوع المسيح قبل ولادة المسيح بمئات السنين، وصفه النبي إشعياء بالمشير العجيب في إشعياء 9: 6. يسوع هو أحكم مشير يمكن أن نعرفه على الإطلاق، “الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ” (كولوسي 2: 3). إنه لا يملك فقط بعض الحكمة، بل كل كنوز الحكمة، وخبرته لا تُضاهَى في تقديم الإرشاد لحياتنا إن حكمة المسيح لا يفسدها المنطق أو العقل البشري، فهو لا يرى الأشياء من منظور ناقص، بل هو الحق الذي يعرف كل الأشياء. “وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلًا طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَارًا صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ” (يعقوب 3: 17). لا يمكن […]
ديسمبر 15, 2024

مشيرًا عجيبًا

“تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُم” (متى 11: 28) كان لدى الله الخالق صاحب السيادة القدرة على اختيار أي ألقاب يريدها ليُخبر العالم عن ابنه يسوع. قبل مولد يسوع بسبعمائة عام، كان أول لقب اختاره الله لوصف ابنه للنبي إشعياء هو “مشيرًا عجيبًا” (إشعياء 9: 6) ولأن يسوع هو الله، فإن حكمته تنبع من كونه كلي القدرة. يسوع هو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يرى بوضوح ما في أعماق قلوبنا، وهو الوحيد الذي يستطيع أن يشفي أي كسر فينا. يسوع هو الشخص الوحيد الذي يعرف كل شيء عنا، حتى أعمق رغباتنا، وهو الوحيد أيضًا الذي يستطيع أن يُشبع تلك الرغبات. يسوع هو الوحيد الذي يعرف كل غُرفة مُظلمة في قلوبنا، وهو الوحيد الذي يستطيع أن يضيء بنوره في تلك الزوايا المُظلمة ويقودنا في الطريق. تُعطَى المشورة التي يقدمها يسوع في ضوء فهمه المُطلق لجميع الأشياء، ولا يستطيع أي شخص آخر أن يقدم مثل مشورته وحكمته التامة الكاملة ليس ذلك فحسب، بل يقدم لنا المشير العجيب مشورته الحكيمة […]
ديسمبر 13, 2024

بركات الله جميلة

“وَسَمَّتْهُ الْجَارَاتُ اسْمًا قَائِلاَتٍ: «قَدْ وُلِدَ ابْنٌ لِنُعْمِي» وَدَعَوْنَ اسْمَهُ عُوبِيدَ. هُوَ أَبُو يَسَّى أَبِي دَاوُدَ” (راعوث 4: 17) اقرأ راعوث ٤: ١- ٢٢ في نهاية سفر راعوث، نستطيع أن نرى بوضوح يد الله التي تعمل. تزوجت راعوث من بوعز، وأنجب الزوجان عوبيد، الذي أصبح والد يسَّى، والد الملك داود. لقد جاءت سلالة العائلة المالكة التي سيولد منها مُخلِّصنا مِن رَحِم حزن نُعمِي على فقدان أليمالك وابنيها، ومن بقايا حياتها المُحطَّمة جاءت التوبة والفداء إذا كنت تعلم أنك تعيش تحت ظِل يد الله المُحِبة صاحبة السيادة، ستتمكن من تجاوز العقبات، وسوف تكون قادرًا على العَيْش دون الشعور بالندم والحيرة من جهة ما كان يمكن أن يحدث سوف ترى يد الله التي تعمل من منظور أبدي، على الرغم من العقبات والتأخيرات التي تواجهها، وهذا، يا صديقي، سوف يحميك من الغرق في الحزن والشعور بالمرارة، ويُبعِدُك عن حمأة الشفقة على الذات. عندما يظل تركيزك على إله المستحيلات، ستحصل على سلام لا يمكن تفسيره إن نظرة نُعمِي لله هي التي منحتها الرجاء وسط […]
ديسمبر 12, 2024

الله لا يتأخَّر أبدًا

“وَالآنَ يَا بِنْتِي لاَ تَخَافِي. كُلُّ مَا تَقُولِينَ أَفْعَلُ لَكِ، لأَنَّ جَمِيعَ أَبْوَابِ شَعْبِي تَعْلَمُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ” (راعوث 3: 11) اقرأ راعوث ٣: ١- ١٨ فقدت نُعمي زوجها أليمالك، وفقدت كذلك ابناها، وأحدهما كان زوج راعوث. فقدت الأرملتان كل شيء تقريبًا، ومع ذلك كان لا يزال لدى نُعمِي رجاء. لقد ذاقت نُعمِي طعم المرارة، لكنها كانت تعرف أن الله سيُعَوِّضُها بطريقةٍ ما، وستحصل مرة أخرى على السلام والفرح. لقد آمنت بأن الله الذي جعلها تختبر عواقب الطرق التي اتخذتها عائلتها هو أيضًا إله الفُرَص الثانية، ولهذا عادت إلى بيتها في بيت لحم، ومعها راعوث أدركت نُعمِي أن شيئًا جيدًا قد حدث عندما عادت راعوث إليها بأكثر مما كانت تتوقعه من الشعير، فسألتها عن الحقل الذي كانت تلتقط فيه، وعندما عَلِمَتْ أن الحقل لبوعز وأنه قد أظهر لطفًا لراعوث، أدركت على الفور أن هناك تناغم قد حدث، وهو تناغم من صُنع السماء. كانت نُعمِي تتوقع أن يتدخل الله في ظروفها، وها هي يد الله تعمل. لقد كان بوعز أحد أفراد […]