ديسمبر 11, 2024

الله هو صاحب السيادة

“فَذَهَبَتْ وَجَاءَتْ وَالْتَقَطَتْ فِي الْحَقْلِ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ. فَاتَّفَقَ نَصِيبُهَا فِي قِطْعَةِ حَقْل لِبُوعَزَ الَّذِي مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِكَ” (راعوث 2: 3) اقرأ راعوث ٢: ١- ٢٣ لا يهم أين تأخذنا الحياة، فالله مسيطر. إنه صاحب السيادة، وكلمته تعدنا بأن يجعل كل الأشياء تعمل لخير الذين يحبونه، المدعوون حسب قصده (رومية 8: 28). كل الأشياء وليس بعضها، وليست فقط الأمور التي نشعر تجاهها بالراحة، فالله يعمل لخيرنا في كل شيء عندما خرجت راعوث لتلتقط سنابل الشعير في أحد الحقول المجاورة، كانت تطلب تدبير الله لاحتياجها. تعلَّمت راعوث كتب العهد القديم من حماتها، لذلك عرفت ما قاله الله في سفر اللاويين: “وَعِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ لاَ تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَ فِي الْحَصَادِ. وَلُقَاطَ حَصِيدِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. وَكَرْمَكَ لاَ تُعَلِّلْهُ، وَنِثَارَ كَرْمِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. لِلْمِسْكِينِ وَالْغَرِيبِ تَتْرُكُهُ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ” (لاويين 19: 9-10). كانت راعوث مسكينة وغريبة، لذلك عرفت أن هذا التدبير في كلمة الله كان لها، وذهبت لتجمع بعض الطعام يعمل الله دائمًا خلف الكواليس ليبارك أولئك الذين يثقون به، ولذلك لم يأتِ براعوث […]
ديسمبر 10, 2024

الله يجبر المكسور

“حَدَثَ فِي أَيَّامِ حُكْمِ الْقُضَاةِ أَنَّهُ صَارَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا لِيَتَغَرَّبَ فِي بِلاَدِ مُوآبَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَابْنَاهُ” (راعوث 1: 1) اقرأ راعوث ١: ١- ٢٢ لم تكن موآب تبعُد كثيرًا عن يهوذا، لكن بالنسبة لأليمالك، كانت تختلف كثيرًا عن الفوضى التي أصابت إسرائيل في زمن القضاة، والمجاعة التي حدثت لعائلته، والطريق الصعب للثقة بأن الله سيريح شعبه في أرض الموعد. لذلك، جمع أليمالك متعلقاته وأخذ زوجته وابْنيهِ إلى أرض موآب حول الجانب الآخر من البحر الميت حيث كان العشب أكثر خضرة عندما نحاول تعطيل خطة الله لحياتنا، نشعر براحة مبدئية، تتبعها النتائج الحتمية للعصيان، وأخيرًا، وما نشكر الله عليه، علاج أكيد. يرحب الله بعودة أبنائه الضالين إلى المنزل هكذا سارت الأمور مع عائلة أليمالك. في البداية، كانت إقامتهم القصيرة في موآب مريحة، ولكن قبل أن يشعروا بتلك الراحة، مكثوا هناك لمدة عشر سنوات (اقرأ عدد 4)، مُتحصنين بثقافة موآب غير التقيَّة. وخلال ذلك الوقت، مات أليمالك، وللأسف، مات ابنا نُعمِي أيضًا في موآب. في […]
ديسمبر 9, 2024

الله هو المصدر

“وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ” (يوحنا 4: 14) في حياتنا اليومية، نسارع لتلبية رغباتنا. عندما نشعر بالجوع، نبذل قصارى جهدنا لتناول الطعام في أسرع وقت ممكن. عندما نشعر بالعطش، نتجه إلى نبع مياه عندما نشعر بالوحدة، نتصل بصديق أو بأحد أفراد العائلة. ومع ذلك، فإننا نفشل أحيانًا كمؤمنين في التعرُّف على أكبر احتياجاتنا وأفضل الطرق لإشباعها. الفراغ الذي نشعر به أحيانًا لا يملأه إلا الله. حتى بعد أن نتعرَّف على المسيح، قد نُصارع حتى ندرك أن الفراغ الذي نشعر به هو دليل على حاجتنا للرجوع إليه يَعِدنا العالم بشِبَع من خلال الكثير من الأشياء الجيدة – العلاقات، والوظائف، والثروة، والصحة، وأكثر من ذلك – لذلك نحن نلاحق هذه الأشياء بحماسة شديدة. لكن تلك الأشياء ستزول في هذه الحياة ولن تستطيع أن تُشبع جوع أنفسنا للمزيد منها. الأمور الإلهية فقط هي التي تُشبِع. العلاقة الحميمة مع الله هي الشيء الوحيد الذي يُشبع […]
ديسمبر 8, 2024

من عُمق الاكتئاب

“الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالابْتِهَاجِ” (مزمور 126: 5) سعى العديد من الرجال والنساء في الكتاب المقدس للوصول إلى السعادة الأرضية بعيدًا عن الله، بينما يوجد آخرون دفعتهم ظروف حياتهم غير المستقرة إلى محضر الرب، وقادهم تجوُّلهم في الاتجاه المعاكس لأسلافهم، فركضوا نحو الله بدلًا من أن يبتعدوا عنه نجد أن داود، في كل اضطرابات حياته، كان يركض باستمرار نحو الله، وبالرغم من كل تساؤلاته الصريحة وتعبيراته الانفعالية عن الضعف، لا نشعر بأن داود قد فقد إيمانه بقدرة الله على تصحيح الأمور، لكن ما قد يفاجئك هو أن داود، رجل الإيمان، بدا وكأنه يعاني من عدة نوبات مما يسميه علماء النفس بالاكتئاب على الرغم من أن ما يقدر بنحو 10% من سكان الولايات المتحدة يعانون من مرض الاكتئاب، فإن المؤمنين غالبًا ما يخجلون من الاعتراف بأنهم يعانون من فترات اكتئاب شديدة. لكن حياة داود تعلمنا أن كل شخص، حتى من يثق بالله، يمكنه أن يدخل وادٍ مُظلمٍ في فترة ما من حياته في الواقع، تقريبًا كل المؤمنين سيواجهون يومًا ما شكوكًا […]
ديسمبر 7, 2024

تشدَّد وتشجَّع

“لِتَتَشَدَّدْ وَلْتَتَشَجَّعْ قُلُوبُكُمْ، يَا جَمِيعَ الْمُنْتَظِرِينَ الرَّبَّ” (مزمور 31: 24) على الرغم من أننا واثقون من أن الله قادر أن يُخلِّصنا من أي موقف أو ظرف في الحياة، فإننا غالبًا ما نفقد الرجاء عندما نحاول إيجاد حلول لمشاكلنا. تبقى الحقيقة أنه على الرغم من جهودنا المُضنية لعيش حياة متناغمة، فإننا بحاجة إلى الله عندما نمر بظروف صعبة، ولا يبقى هناك رجاء في حياتنا، نكتئب ونتساءل كيف سنجتاز هذه المِحَن، وعلى الرغم من معرفتنا الكاملة بما يستطيع الله أن يفعله، فإننا نختار أن نغرق في اليأس والشفقة على الذات، وهنا نشبه العديد من شخصيات الكتاب المقدس داود، الذي اختبر الوقوع في اليأس في أكثر من مناسبة وهو يأمر روحه بتسبيح الله، ورغم أنه لم يكن متشدِّدًا أو متشجِّعًا، كتب “لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ ارْتَجِي اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، لأَجْلِ خَلاَصِ وَجْهِهِ” (مزمور 42: 5) عاش دواد حياته كما لو كان كلٍ من التسبيح والرجاء مترادفين، فبالنسبة له، لم يكن الرجاء ممكنًا دون تسبيح الله، فكتب: “أَمَّا أَنَا […]
ديسمبر 6, 2024

منفرداً مع الله

“إِنَّمَا للهِ انْتَظَرَتْ نَفْسِي. مِنْ قِبَلِهِ خَلاَصِي. إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي، مَلْجَإِي، لاَ أَتَزَعْزَعُ كَثِيرًا” (مزمور 62: 1-2) هل شعرت يومًا مثل الطفل الصغير الذي قيل له إنه لا يجب أن يخاف من الظلام لأن الرب معه؟ رد الصبي قائلًا: “أعرف ذلك، لكني أريد شخصًا لديه جسد”. في بعض الأحيان، عندما نشعر بالوحدة، نجد أنفسنا نرغب في التحدث مع شخص لديه جسد. لكن الله لا ينعس ولا ينام، وهو أقرب إلينا من أي انسان (اقرأ أمثال 18: 24) ربما تشعر بالوحدة بسبب رفضك التنازل عن قناعاتك الكتابية، يسخر منك أصدقاؤك ويتحدُّون إيمانك عندما تشعر حقًا بالوحدة، تذكَّر بستان جثسيماني. لا شيء مما تواجهه يمكن مقارنته بعمق الوحدة التي اختبرها يسوع. لم يتخلى عنه أصدقاؤه وتلاميذه فحسب، بل حوَّل الآب وجهه عن ابنه بينما حمل يسوع خطايا العالم على الصليب قال كاتب المزمور: “إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي، بَعِيدًا عَنْ خَلاَصِي، عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي؟” (مزمور 22: 1). إذا كنت تشعر مثل كاتب المزمور، فلتتعزى بأنك لست وحدك. قال الله، “لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ […]
ديسمبر 5, 2024

الجانب الإيجابي للوحدة

“وَالرَّبُّ سَائِرٌ أَمَامَكَ. هُوَ يَكُونُ مَعَكَ. لاَ يُهْمِلُكَ وَلاَ يَتْرُكُكَ. لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ” (تثنية 31: 8) الوحدة هي حالة اختبرناها جميعًا ولا نُرحِّب بها، لكنها قد تكون فرصة عظيمة لله لكي يعمل بداخلنا، ويعزينا، ويُنمِّي علاقتنا معه قبل العصر الحديث، كان يتم تعريف الوحدة على أنها التواجد في حالة من العُزلة. اليوم يمكن أن يكون الشخص محاطًا بأشخاص آخرين ولكنه يشعر بوحدة رهيبة. في خبرتنا المعاصرة، يمكن وصف الوحدة بأنها شعور بالفراغ مصحوب باشتياق إلى الإكتمال، أو التأييد، أو المُلاحظة يعلمنا الكتاب المقدس أن الوحدة إيجابية وسلبية في ذات الوقت. المُسبب الأصلي للوحدة سلبي، لكن كلمة الله تكشف كيف يمكن أن تتحول إلى شيء إيجابي في البدء، كان الإنسان في شَرِكة تامة مع الله. كان آدم وحده، لكنه لم يكن وحيدًا. عندما خلق الله حواء، كان يفكر في أن تكون عون لآدم وتكون في شركة معه، لكن لم يكن القصد من خلقها أبدًا أن تُشبعه – فالله فقط هو الذي يستطيع أن يفعل ذلك عندما أخطأ آدم وحواء، تغيَّرت […]
نوفمبر 30, 2024

دروس في الصلاة

‘‘ٱسْتَجِبْنِي يَارَبُّ ٱسْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هَذَا ٱلشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ ٱلرَّبُّ ٱلْإِلَهُ، وَأَنَّكَ أَنْتَ حَوَّلْتَ قُلُوبَهُمْ رُجُوعًا’’ )1 ملوك 18: 37). قرأنا ليلة أمس عن بعض المبادئ التي نتعلُّمها من إيليَّا عن الصلاة. واليوم، سنستعرض ثلاثة مبادئ إضافيَّة يمكننا تعلُّمها من صلاته. رابعًا، صلَّى إيليَّا صلاة محدَّدة. نلاحظ في الأصحاح 18 من سفر الملوك الأول جرأة إيليَّا في صلواته أمام الناس، حين طلب إلى الله أن يرسل المطر وأن يوقفه لاحقًا. خامسًا، تثبت صلوات إيليَّا من أجل المطر ضرورة الصلاة بتوقُّع، فهو كان ليتفاجأ لو لم يستجب الله لصلاته، خلافًا للكثير من المؤمنين الذين يتفاجأون اليوم عندما يستجيب الله لصلواتهم. ختامًا، خصَّص إيليَّا مكانًا يختلي فيه بالله للصلاة كلَّ يوم. وهو حمل جسد الصبي الميت، وصعد به إلى العليَّة للصلاة، لأنَّه كان يعلم أنَّ الله لاقاه هناك مرارًا عدَّة سابقًا، ووَثِق بأنَّه سيلاقيه مجدَّدًا. وإن كنتَ قد خصَّصت مكانًا للاختلاء بالله في أوقات البركة، فمن المؤكَّد أنَّك ستسرع إلى هذا المكان نفسه عندما تواجه عواصف الحياة، فتجد قوَّة في حينه. ولا داعي […]
نوفمبر 29, 2024

مبادئ الصلاة الفعَّالة

‘‘وَأَمَّا هُوَ (يسوع) فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي ٱلْبَرَارِي وَيُصَلِّي’’ (لوقا 5: 16) جاء في رسالة يعقوب 5: 17 أنَّ ‘‘إِيلِيَّا كانَ إِنْسَانًا … مِثْلَنَا’’، ومع ذلك، هو لعب دورًا في أحد أعظم الإظهارات لقوَّة الله في تاريخ الكتاب المقدَّس (يعقوب 5: 16-18؛ 1 ملوك 17: 17-24؛ 18: 16-46). كيف استطاع إيليَّا مواجهة غير المؤمنين والأعداء ورجال السياسة؟ أيّ نوع من الرجال يستطيع الله أن يستخدمه كما استخدم إيليَّا؟ اتَّبع إيليا ستة مبادئ سمحت له باختبار قوَّة مذهلة على صعيد شخصي وعلاقة وثيقة بالله. في ما يلي، سنتحدَّث عن ثلاثة من هذه المبادئ. بدايةً، إنَّ استجابة إيليا لأرملة صرفة مثالٌ يحتذى به في مجال إنكار الذات والاستسلام التام لله. فعندما هاجمته الأرملة لفظيًّا، لم يدافع عن نفسه ولم يعطِها درسًا من الكتاب المقدَّس، بل أخذ ابنها بين ذراعَيه وحاول مساعدتها. فهو كان يعلم أنَّ كلامها نابع من قلبها المتألِّم جراء موت ابنها، ومن شعورها بالذنب النابع من معتقداتها الوثنيَّة. وهو لم يعيِّرها بتفكيرها الخاطئ، بل استسلم لعمل الله. ثانيًا، تحاجج إيليَّا مع […]
نوفمبر 28, 2024

أمام مفترق طرق

‘‘وَإِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا ٱلرَّبَّ، فَٱخْتَارُوا لِأَنْفُسِكُمُ ٱلْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ: إِنْ كَانَ ٱلْآلِهَةَ ٱلَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمُ ٱلَّذِينَ فِي عَبْرِ ٱلنَّهْرِ، وَإِنْ كَانَ آلِهَةَ ٱلْأَمُورِيِّينَ ٱلَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِهِمْ. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ ٱلرَّب’’ (يشوع 24: 15) نرى في الأصحاح 18 من سفر الملوك الأول أنَّ شعب الله في العهد القديم كانوا أمام مفترق طرق. فهم كانوا فقدوا مخافتهم له وابتعدوا عنه كلَّ البعد، ومع ذلك ظلُّوا يدَّعون أنَّهم يتبعونه، مع أنَّه لم يعد جزءًا من حياتهم اليوميَّة. وكان الله يعلم أنَّ مجرَّد إظهار حيّ لقوَّته كفيل بإيقاظ شعبه من سباتهم الروحي. فاستخدم إيليا لإحداث تحوُّل في حياتهم، وبالرغم من الظروف المعاكسة، استطاع إيليا منفردًا الوقوف في وجه مئات القادة الوثنيين، وأظهر قوَّة الله وعظمته. شاهد الشعب منافسة غريبة في سفر الملوك الأوَّل 18: 22-39، حين وضع الفريقان ثورَين على مذبحين منفصلَين، وجعلا عليهما حطبًا بدون نار، وقرَّبا الحيوانين كذبيحة، ودعا كلّ فريق باسم إلهه منتظرًا أن يستجيب بنار. يا ترى، مَن سيُنزل نارًا تحرق الذبيحة بطريقة فائقة […]
نوفمبر 26, 2024

بركات من رحم العواصف

“أَنَّكَ أَنْتَ تُبَارِكُ الصِّدِّيقَ يَا رَبُّ. كَأَنَّهُ بِتُرْسٍ تُحِيطُهُ بِالرِّضَا” (مزمور 5: 12). هناك دورة تتكرر كثيراً في حياة المؤمنين. ففي 1ملوك 17: 17-24 نقرأ أن فترة الوفرة عند نهر كريث تبعها فترة سفر طويلة إلى بيت الأرملة كما أن مرحلة الهدوء التي كان يحياها إيليا في بيت صرفة انتهت فجأة بموت ابن الأرملة (انظر 1 ملوك 17: 17-24). إن العواصف التي تعقُب البركات أمر معتاد في حياة المؤمنين فغالبًا ما يعقب النصر العظيم تجربة شديدة. لقد اختبرت هذا الأمر حينما أنشأنا كنيستنا عام 1987 وباركنا الله بكل بركة يُمكن أن تتمتع بها كنيسة. لقد حضر ثمانية وعشرون شخصًا الاجتماع الأول في غرفة فندقية؛ ثم ارتفع العدد إلى ستين في الأسبوع التالي، وهكذا استمر المؤمنون المخلصون في التدفق على الكنيسة. كنت أقابل أشخاصًا صباحًا وظهرًا وليلًا، محاولًا أن أركض بكل قوتي لمواكبة هذا النمو الهائل. لكن في عام 1989 أصبت باتهاب رئوي حاد ولم يكن بوسعي أن أفعل شيء سوى أن استلقي على ظهري. ومثلما فعل الله مع إيليا، هكذا […]
نوفمبر 25, 2024

صلاة مكثفة

“فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضًا وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلًا ذلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ” (متى 26: 44). عندما يواجه غير المؤمنين التجارب، غالبًا ما يكون رد فعلهم عدائي تجاه الله مثلما فعلت الأرملة في 1ملوك 17، وفي بعض الأحيان، ينفثون عن غضبهم مع المؤمنين القريبين منهم. هذه هي الكلمات التي قالتها الأرملة لإيليا ” مَا لِي وَلَكَ يَا رَجُلَ اللهِ! هَلْ جِئْتَ إِلَيَّ لِتَذْكِيرِ إِثْمِي وَإِمَاتَةِ ابْنِي؟” (آية 18). وهنا يجب أن نتصرف مثل إيليا الذي لم يرُد الإساءة بمثلها، بل سكب نفسه في الصلاة، معتمداً على قوة الله في تغيير الظروف. وهكذا، استخدم الله أيليا ليحقق أول قيامة في الكتاب المقدس في بيت أرمله وثنية تعبد البعل. تُعلمنا هذه القصة أنه عندما نصلي، يسكب الله قوة قيامته على الآخرين ويحقق مشيئته في حياتنا. سكب إيليا نفسه في الصلاة أمام الله متشفعًا من أجل الصبي. ثق أن الله يكرم هذا النوع من الصلاة الشفاعية المُخلصة لأجل الآخرين. لم يتردد إيليا في أن يصرخ إلى الله قائلًا “أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي، أَأَيْضًا إِلَى الأَرْمَلَةِ الَّتِي أَنَا نَازِلٌ […]