أكتوبر 21, 2024

الخروف الضال

‘‘وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو ٱلْأَصْدِقَاءَ وَٱلْجِيرَانَ قَائِلًا لَهُمُ: ٱفْرَحُوا مَعِي، لِأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي ٱلضَّالَّ!’’ (لوقا 15: 6) في إنجيل لوقا 15: 1-7، أعطى يسوع مَثَلَ الخروف الضال ليبيِّن لنا ما في قلب الله تجاهنا، ونرى في هذا المَثَل أنَّ الله رحوم وأنَّ محبَّته لنا شخصيَّة لدرجة أنَّه يرى الخروف الذي يشرد عن قطيعه ويذهب لأجله حتَّى يجده. من الرائع أنَّ الله يهتمّ اهتمامًا وثيقًا بمَن يشردون عن قطيعه، وعندما وجد الراعي خروفه في لوقا 15: 5، نقرأ في المثل أنَّه ‘‘وضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ’’ وحمله إلى البيت، وهو لم يُنزله أرضًا، بل تحمَّل وزنه على كتفيه القويَّتين. هكذا أيضًا، المسيح مستعدٌّ أن يحمل أعباءنا، سواء كانت عبارة عن أمراض جسديَّة أو أحزان أو هموم، فكتفاه قادرتان على حمل أي عبء نود تسليمه إيَّاه، وهو يأخذ أحمالكم على عاتقه عندما ترتاحون فيه. يبحث المسيح عنَّا ويخلِّصنا ويحملنا ويفرح بنا، وقد جاء في إنجيل لوقا 15: 6، ‘‘وَيَدْعُو (الراعي) ٱلْأَصْدِقَاءَ وَٱلْجِيرَانَ قَائِلًا لَهُمُ: ٱفْرَحُوا مَعِي، لِأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي ٱلضَّالَّ!’’ متى كانت آخر مرَّة […]
أكتوبر 20, 2024

خطة الله لخلاص البشرية

لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ. (لوقا 19: 10 “كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ” (إشعياء 53: 6). كل ما علينا فعله هو أن ننظر حولنا لنرى الاتجاهات المختلفة التي يتجه إليها الناس، تمامًا مثل الغنم. يحاول بعض الناس أن يجدوا السعادة في الراحة والمتعة، ويبحث آخرون عن السلام والأمان في ثرواتهم، وكثيرون يبحثون عن الله في ديانة زائفة – ولن يجدوه أبدًا فيها. إذا تُرِك لنا الخيار، سيواصل كل منَّا السير في أحد هذه الاتجاهات، وكالخروف الذي ضَلَّ، إذا لم يتم إنقاذ الخاطي سريعًا، سيقوده الطريق الذي اتخذه في النهاية إلى الدمار اقرأ لوقا 15: 1-7. يصف يسوع في هذه الفقرة خطة الآب لإنقاذ خرافه، وهي خطة بسيطة للغاية: يفتش الله عن الخراف الضالة وينقذها. يقول يسوع أنه سيترك التسعة والتسعين خلفه ليبحث عن الضال ويُنقذه، وهذا يعني أنه بغض النظر عن الحالة التي وصل إليها الخروف، وبغض النظر عن المسافة التي قطعها، فلا يزال هناك رجاء. الله في الخارج يبحث عنه، […]
أكتوبر 19, 2024

الحياة على ضوء الأبدية

“لِأَنَّنَا وَإِنْ كُنَّا نَسْلُكُ فِي ٱلْجَسَدِ، لَسْنَا حَسَبَ ٱلْجَسَدِ نُحَارِبُ. إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِٱللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلُوٍّ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ ٱلْمَسِيحِ” (2 كورنثوس 10: 3-5) إن مخاوفنا وقلقنا وآلامنا حقيقية جدًّا، لكن إذا حصرنا تركيزنا بهذه المشاكل الأرضية دون سواها، فسرعان ما يصبح العالم الروحي ضبابيًا وغير واقعيّ بالنسبة إلينا، فنحول أنظارنا من على الله، ونقع في التشاؤم والاكتئاب، ونفقد الفرح والإثارة في الحياة. إذا حصرنا تفكيرنا بهذا العالم، فهو يسحقنا ويردّنا إلى التراب الذي خُلقنا منه. مهما كانت ظروفنا صعبة أو غير عادلة، يمكننا ممارسة إرادتنا الحرة واختيار تسبيح الله بدلاً من تجاهله. نرى في سفر المزامير أنَّ للتسبيح بُعدًا عاطفيًّا قويًّا، لكنَّه غير مقاد بالمشاعر، بل بإرادتنا. لذا، لا يجوز أن نقول أبدًا، “أفضِّل الانتظار لأسبّح الله عندما أشعر حقًا بالرغبة في ذلك”. لكنْ علينا أن نسبِّح الله في الظروف كافَّة، في الهزيمة كما في النُّصرة، وفي العوز كما في الوفرة. في الواقع، الأوقات […]
أكتوبر 18, 2024

وسط العاصفة

“وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا، لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ” (أفسس 3: 20-21). نشأت في مصر وسط أسرة مسيحية، وكثيرًا ما كنت أرنِّم وأسبِّح الله، وكنت أسمع أمي وجَدِّي يسبحان الله لساعات طويلة كل يوم. أصبحت مؤمنًا بيسوع المسيح عندما صرت شابًا ولكني لم أفهم المعنى الحقيقي للتسبيح حتى ربيع عام 1990. هذا عندما مرضت زوجتي الجميلة إليزابيث بالسرطان، وكانت بالكاد تبلغ الأربعين من عمرها. كانت أفكاري في البداية “يا رب، أنها أصغر من أن تصاب بسرطان الثدي! كيف يحدث هذا؟” كنت أجد صعوبة في الصلاة إذ كان يغمرني الشعور بالقلق مما قد يحدث، فقد كان قلبي مضطربًا. لكن في وسط الخوف الرهيب من أن أفقد زوجتي الحبيبة، والإحباط الذي أصابني لأنني لم أستطع أن أحل مكانها أو أفعل أي شيء لحمايتها باستثناء الصلاة من أجلها، بدأت أتعلم حقًا قوة التسبيح. بدأت مجموعتنا الصغيرة على الفور بالصلاة والتشفُّع، وبدأنا نتعلَّم […]
أكتوبر 17, 2024

رداء تسبيح

“فِي كُلِّ يَوْمٍ أُبَارِكُكَ، وَأُسَبِّحُ ٱسْمَكَ إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ” (مزمور 145: 2). تهتمّ ثقافتنا اهتمامًا كبيرًا بالملابس، لذا، تمَّ تخصيص مجلَّات وبرامج تلفزيونية لعرض آخر صيحات الموضة، كما وينفق المستهلكون مبالغ طائلة لشراء العلامات التجارية لأشهَر المصمِّمين. لكنْ، وبالرغم من أنَّ خزائننا مليئة بالملابس، نحن ندَّعي أنَّنا لا نجد ما نرتديه. نحن نتبع آخر صيحات الموضة على أمل أن نستمدّ قيمتنا من مظهرنا، وبدلاً من النظر إلى ملابسنا على أنَّها غطاء يستر أجسادنا، صرنا نعتبرها رمزًا للمكانة الاجتماعية. لكنْ ثمَّة رداء أثمن  من الأزياء الفاخرة، وأغلى من أيّ فستان زفاف. هذا الرداء هو هدية من الله، وهو رداء التسبيح. يشير الكتاب المقدَّس إلى التسبيح على أنَّه رداء، فالله يعطينا “رِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ ٱلرُّوحِ ٱلْيَائِسَةِ” (إشعياء 61: 3)، لكنْ يجب أن نختار أن نلبس هذا الرداء، فحتى لو أعطي لنا مجانًا، يجب أن نختار أن نلبسه. هكذا أيضًا، عندما يعطينا الله رداء تسبيح لدى نيلنا الخلاص، يجب أن نختار ارتداءه كلَّ يوم لكي نستخدمه بأفضل طريقة. يا تُرى، مَن منَّا […]
أكتوبر 16, 2024

التعبير عن الإجلال

“كُلُّ نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحِ الرَّبَّ. هَلِّلُويَا” (مزمور 150: 6) هل فكرت يومًا فيما يفعله المؤمنون الذين سبقونا في السماء؟ شيء واحد يمكننا التأكد منه وهو أنهم يشتركون مع الملائكة في تسبيح الله! يسجل النبي إشعياء مشهد رائع من التسبيح: فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ، رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَال وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَ السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ، وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ، وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ. وَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ” فَاهْتَزَّتْ أَسَاسَاتُ الْعَتَبِ مِنْ صَوْتِ الصَّارِخِ، وَامْتَلأَ الْبَيْتُ دُخَانًا. (إشعياء 6: 1-4) تخيل هذا المشهد وفَكِّر في شعور إشعياء في محضر الله. لا يمكن للكلمات البشرية أن تعبر عن المجد الذي شهدته عيناه. نحن نعيش كأولاد لله في عالم مرئي وملموس، لكننا غرباء في هذه الأرض، فموطننا الأبدي هو في السماء، حيث سنسبح الله، لذا فإن التسبيح أمر حيوي لسلامتنا الروحية في أوقات التسبيح، يكون الله هو محور قلوبنا، فنراه كمصدر رجائنا وقوتنا. يُغيِّر التسبيح توجُّهاتنا ويُعِدُّنا لظهور قوة […]
أكتوبر 15, 2024

يهوه رافا

“لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولًا. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا” (إشعياء 53: 4-5). هل تتألم اليوم؟ ربما تعاني من ألم جسدي مثل الصداع أو أي مرضٍ آخر، أو ربما تعاني من الألم العاطفي الناتج عن الإحباط والاكتئاب والمشاعر المجروحة، أو تتألم روحيًا من مرارة الخطية غير المعترف بها أو الروح المنكسرة. إذا كنت تتألم اليوم، اطلب معونة يهوه رافا، الطبيب العظيم. في خروج 15: 26، يُعلِن الله عن اسمه يهوه رافا ” الرب شفانا”. كلمة رافا تعني “شفاء وعلاج”. لا يَعِد الله بأن يشفينا في حالة منفردة من المرض أو الاحتياج، لكنه يقول “أنا هو الشفاء”. يهوه رافا هو كمالنا، ويتردد صدى هذه الحقيقة في العهد الجديد في كل مرة يقول فيها يسوع لأحدهم: “كُنْ كاملاً”، فالكمال هو ما يريده الله لنا، وليس هناك أي مرض أو ألم يستطيع أن يصمُد أمام لمسة يسوع الشافية. يختبر المؤمن الكمال حتى في الموت إذ يقضي الأبدية معه. يهوه […]
أكتوبر 14, 2024

أسماء الله

“لِيُسَبِّحُوا اسْمَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ قَدْ تَعَالَى اسْمُهُ وَحْدَهُ. مَجْدُهُ فَوْقَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ” (مزمور 148: 13) اختار الله لنفسه أسماء تعكس شخصيته وهويته، فهي ليست اختراعًا بشريًا، بل مُركَّب من طبيعته وسلطانه ورغباته، وهي هبة لنا من الله حتى نبدأ في فهم عظمته يجب ألا نأخذ أمر تبنِّي الله لنا كأمر مسلَّم به، فنحن ورثة لأبينا السماوي أي انعكاسًا له (اقرأ غلاطية 4: 6-7)، ويجب أن نكون مُدركين لامتياز أن نُدعى أبناء وبنات الله العلي عندما تفهم معنى أسماء الله، ستُدرك أن بها قوة عظيمة، فإذا كنت الآن في حالة من الصراع، صلِّ إلى الله وادعُ باسمه، لأن مزمور 124: 8 يخبرنا بأن “عَوْنُنَا بِاسْمِ الرَّبِّ، الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ”، فهو قوتنا وراعينا يهوه العظيم، وهو معنا الآن، وقد أعطانا النُصرة بالفعل إذا كنت تريد أن تعرف الله وأن يكون لك علاقة وثيقة معه، تعرَّف على أسمائه، واستخدمها في أوقات صلاتك. تأمل في ما يعنيه كل اسم لشخصية الله، وعندما تعرف أسماءه – يهوه، ويهوه يرأه، ويهوه نِسِّي، ويهوه مقادش، ويهوه شالوم،… […]
أكتوبر 13, 2024

أسماء الله الرائعة

“أُخْبِرْ بِٱسْمِكَ إِخْوَتِي. فِي وَسَطِ ٱلْجَمَاعَةِ أُسَبِّحُكَ” (مزمور 22: 22) في الماضي، كان اسم الإنسان يعني كلَّ شيء، حتَّى إنَّه كان أهمّ من كلّ ما في العالم من أموال ونفوذ. يوضح  الكتاب المقدس أنَّ الله أعطى أهمية كبرى للأسماء لدرجة أنَّه عمدَ إلى تغييرها في بعض الأحيان لإعطاء صاحبها  هوية جديدة تدلُّ على دعوته الجديدة لحياته. ذكرْنا سابقًا أنَّ الله غيّر اسم ابراهيم من أبرام، الذي يعني “الأب المرتفع أو المتعالي”، إلى إبراهيم، الذي يعني “أبًا لجمهور”. لكن يوجد سبب آخر وراء قيام الله بهذا التغيير، وهو أنَّ والدَي ابراهيم كانا، على الأرجح، من عبدة القمر في أور، وقد أطلقا على ابنهما اسم أبرام تيمُّنًا بإله القمر أو بأيّ إله وثنيّ آخر. ثمَّ أراد الله أن يكون لابراهيم اسم يعكس خطَّته لحياته، ويفصله تمامًا عن أسلوب حياته الوثني القديم. عندما تعبد الله، خصِّص وقتًا للتأمُّل بأسمائه، وبالطريقة التي ينطبق بها كلٌّ منها على حياتك، وسيكون لفهم أسماء الله تأثير هائل على عبادتك وإخلاصك الشخصي للرب. إليك بعض أسماء الله في […]
أكتوبر 12, 2024

تسبيح اسم الله

“بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ” (مزمور 103: 1). تخبرنا كتب التاريخ عن حادثة وقعت في حياة نابليون؛ اقترب رجل ذات مرة من الإمبراطور الفرنسي وقال له: “أنا سعيد جدًا بلقائك! إن اسمي هو نفس اسمك”. ولأن نابليون كان يعلم أن للرجل سمعة سيئة، غضب وصرخ قائلًا: “إما أن ترقى إلى مستوى اسمك أو أن تُغيره!” لا تؤخذ الأسماء على محمل الجد في الثقافة الأمريكية، ولكن في الشرق الأوسط يُعطَى الشخص اسمًا إما تكريمًا لأحد الأقارب المحبوبين أو لأنه موجود في العائلة منذ أجيال. أما في عصر الكتاب المقدس، فكان يتم اختيار الأسماء بعناية شديدة وبشكل متعمد كإشارة لشخصية الطفل في المستقبل، وكان الاسم يعكس أيضًا شخصية الشخص وقدراته. لهذا تم تغيير أسماء بعض الأشخاص في الكتاب المقدس، فقد كان الاسم الأصلي لبطرس هو صفا، لكن يسوع غيره إلى بطرس الذي معناه “الصخرة”، وكذلك تم تغيير اسم أبرام إلى إبراهيم، والذي يعني “أب لجمهور من الأمم”، والأسماء الجديدة من منظور الله تعني رسالة جديدة. أما […]
أكتوبر 11, 2024

قدِّموا ذواتَكم لله

“أَوَّلَ أَبْكَارِ أَرْضِكَ تُحْضِرُهُ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ إِلَهِكَ” (خروج 23: 19). ينبغي أن يكون وقت جمع التقدمات من أهمِّ المراحل في اجتماع العبادة، لكنْ، يجهل كثيرون البركة العظيمة التي يمكنهم نيلها من خلال العطاء لله، فلا يقدمِّون له وقتهم ومواهبهم وأموالهم، ونتيجة ذلك، يخسرون بركة عظيمة. ينطوي التسبيح الحقيقي على العطاء. في الواقع، يستحيل أن نسبِّح الله كما يليق، بدون أن نقدِّم له ذواتَنا من خلال الصلاة أو التسبيح. يحثُّنا اللهُ في سفر الخروج 23: 19 على إكرامه من أبكار غلَّاتنا، فنحن نعطي لله لأنَّنا نعلم أنه يحبُّنا وأنَّه أعطانا من ذاته أكثر مما يمكننا أن نعطيه في المقابل. إذًا، العطاء جزء لا يتجزأ من العبادة والتسبيح، لكنه لا يقتصر على المجال المالي فحسب، وقد فسَّر يسوع هذا الأمر لتلاميذه من خلال مَثَلَ الخراف والجداء حين قال لهم، “الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلَاءِ ٱلْأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ” (متى 25: 40). نحن نسبِّحُ الله ونكرمه عندما نبدي اهتمامًا ولطفًا للآخرين. ربَّما تتساءل الآن ما إذا كان الله يهتم […]
أكتوبر 9, 2024

رجاء ناتج عن التسبيح

“لِتَكُنْ يَا رَبُّ رَحْمَتُكَ عَلَيْنَا حَسْبَمَا انْتَظَرْنَاكَ” (مزمور 33: 22) يجعل التسبيح تركيزنا على عالم الروح – الواقع السماوي الروحي الذي يدعونا لكي نحيا ونتحرك به، ويجلب لنا فرحًا وسط الظروف الصعبة. عندما نسبِّح الله من أجل شخصه وأعماله، يحدث شيء عجيب؛ فنرى بوضوح حقيقة طبيعته؛ نرى أنه ملكنا القدوس غير المحدود، كُلِّي العِلم والحِكمة والقدرة، المحب والرحيم وطويل الأناة عندما نبدأ في تسبيح الله وعبادته، نرى أيضًا بوضوح حقيقة أنفسنا، بما في ذلك حقيقة خطايانا وعدم استحقاقنا، وكلما زاد إدراكنا لصفات الله، نواجَه بحقيقة عدم وجود تلك الصفات فينا. أخبرنا إشعياء النبي أن الذين ينتظرون (برجاء) الرب يُجدَدون قوةً ويستعيدون طاقتهم (اقرأ إشعياء 40: 28-31) ولكي نكتسب هذا الرجاء، علينا أن ننظر إلى كل ما يمكن لله أن يفعله، وليس إلى ما يمكن للإنسان أن يفعله، فالرجاء يفيض بداخلنا عندما نركز على قدرات الله، وليس على ضعف الإنسان وعجزه، كما يظهر عندما نُسبِّح الله على كماله – معترفين ومُقرِّين بقدرته – بدلاً من تبجيل محاولات الإنسان الضعيفة غير الكاملة […]