نوفمبر 9, 2024

التحرر من رضا الأعمال

“إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ” (رومية 3: 23-24). يتوق جميع الناس إلى الشعور بالانتماء. وفي بحثهم عن اللقبول، غالبًا ما يسعون إلى الإرضاء، لكن من الذي يسعون لإرضائه؟ لأن هذا الأمر له عواقب أبدية، دعونا نلقي نظرة على بعض الأنواع المختلفة من “الإرضاء”. إرضاء الناس: يقضي بعض الناس كل حياتهم محاولين إرضاء الآخرين. فكِّر في الإبن الأكبر لرجل أعمال ناجح للغاية، والذي يشعر بأنه مُلزَم بتولِّي أعمال العائلة. قد لا تكون لديه الرغبة أو المهارات الطبيعية ليتبع خُطَى والده، لكنه يعيش حياة غير مُشبعة بدافع الشعور بالواجب والالتزام. وبالمثل، يراقب العديد من المؤمنين باستمرار ما يفعله الآخرون للتأكد من أنهم هم أنفسهم يرقون إلى مستوى توقعاتهم. عندما اتُهم الرسول بولس بأنه يحاول إرضاء الناس، أوضح مدى تعارض هذه الحياة مع المؤمن، فكتب، “فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ.” (غلاطية 1: 10). إرضاء الذات: لقد شاهدنا جميعًا رجال أعمال ناجحين للغاية أو نجوم رياضيين يدمّرون صحتهم وعائلاتهم أثناء محاولتهم تحقيق […]
نوفمبر 8, 2024

هل أنت مؤيَّد بالروح؟

“لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ” (أفسس 5: 8). هل أعيش بقوة الروح القدس؟ هذا هو أهم سؤال ينبغي أن يسأله أبناء الله لأنفسهم. أعطانا الله في كلمته اختبارًا بسيطًا ليؤكد ما إذا كنا نعيش الحياة المؤيَّدة بالروح أم لا، وهو تسع صفات مترابطة لا يمكن أن تظهر في حياتك إلا من خلال الروح نفسه. اقرأ غلاطية 5: 13-26. نرى في هذه الآيات أن الجسد والروح متناقضان؛ ولذا ينتج عنهما نتائج متناقضة في حياتنا. أما ثمر الروح، وهو المحبة، الفرح، السلام، طول الأناة، اللُطف، الصلاح، الإيمان، الوداعة، التعفف، فهو يتناقض تمامًا مع أعمال الجسد، مثل الزنى، والكراهية، والغيرة. لا ينتج عن الجسد وأعماله سوى الألم والحزن لأنه يُحدِث انقسامات بين الأصدقاء، والأزواج، وفي كنائس جسدية بأكملها. من ناحية أخرى، نجد أن الروح هو الذي يُوَحِّدْنا، مُنتِجًا فينا ومن خلالنا كل ما هو صالح عندما نخضع بالكامل للمسيح. لا يمكنك أن تُنتِج ثمر الروح بقوتك الخاصة، ولهذا فإن وجود ثمر الروح في حياتك هو دليل […]
نوفمبر 7, 2024

تحذير من الخطيَّة

بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ ٱلْوَقْتُ يُدْعَى ٱلْيَوْمَ، لِكَيْ لَا يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ ٱلْخَطِيَّةِ. (عبرانيين 3: 13) ينبثق الصلاح من الاستقامة القائمة على البرّ، ومَن يسلك في صلاح الله يفكِّر أفكارًا صالحة، ويقول كلامًا صالحًا، ويقوم بأعمال صالحة، لأنَّ فكر الإنسان يتوافق مع كلامه، وكلامه يتوافق مع أعماله، وهو ثابت في الاستقامة في حياته يهاجم الشَّيطان استقامتنا من خلال دفعنا إلى اختلاق الأعذار لتبرير خطايانا حتَّى نخدع أنفسنا بشأن ما هو صالح حقًا. فالمرأة التي تبرِّر تركها لزوجها عبر القول إنَّها غير سعيدة، أو مدمن الكحول الذي يقول إنَّه يبالغ في الشرب للتخفيف من توتُّره، والأشخاص الذين يسعون إلى تبرير خطاياهم، هؤلاء جميعًا لا يعرفون الصلاح، بل يعيشون كذبة. والمشكلة هي أنَّ جسدنا يفضِّل الكذب، لكنَّ طريق الكذب يؤدِّي إلى الدمار عندما كتب الرسول بولس رسالة إلى أهل غلاطية في منتصف القرن الأوَّل، حذَّرهم من الخطايا نفسها التي نواجهها اليوم، قائلًا، ‘‘وَأَعْمَالُ ٱلْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، ٱلَّتِي هِيَ: زِنًى، عَهَارَةٌ، نَجَاسَةٌ، دَعَارَةٌ،  عِبَادَةُ ٱلْأَوْثَانِ، سِحْرٌ، عَدَاوَةٌ، خِصَامٌ، غَيْرَةٌ، سَخَطٌ، […]
نوفمبر 6, 2024

طبِّق كلمة الله في حياتك

‘‘خَبَأْتُ كَلَامَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلَا أُخْطِئَ إِلَيْكَ’’ (مزمور 119: 11)  اقرأ المزمور 119: 9-16 نقرأ في المقطع الثاني من المزمور 119 عن حماية كلمة الله، أي عمَّا يحدث عندما تسكن هذه الكلمة بغنى في قلوبنا نجد القوَّة في كلمة الله. يقول المزمور 119: 9 إنَّ كلمة الله قادرة على تطهيرنا عندما نعيش وفق تعاليمها، وهي قادرة أيضًا على قيادة أعمالنا، وحمايتنا من الخطر (الآية 10)، وعلى تصحيحنا عندما نضلّ عن وصايا الله (الآية 11) كلمة الله تحفظ أفكارنا، فكلّ شيء يبدأ في أفكارنا، وفيها تبدأ المعركة ضد الخطيَّة. يذكِّرنا الكتاب المقدس بأنَّ الله هو السيّد، الممسك بزمام الأمور، وبأنَّ الكلمة الأخيرة له، ويذكِّرنا أيضًا بأنَّنا أبناء الله الحي الذين افتداهم واشتراهم بدمه، وبأنَّ لنا مكانة مميَّزة في قلب الملك إذا أردنا إعطاء كلمة الله الأولوية في حياتنا، يجب أن نطبِّقها كلَّ يوم، وفي كلِّ دقيقة. يُجمع الكثير من المؤمنين بالكتاب المقدس على أهمية كلمة الله، لكنْ قلَّةٌ يقرأونها ويطبِّقونها؛ من هنا أهمية القيام بثلاثة تمارين لإعطاء كلمة الله الأولويَّة في […]
نوفمبر 5, 2024

ثِق بالرب في كل الأوقات

‘‘أَمَّا خَلَاصُ ٱلصِّدِّيقِينَ فَمِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ، حِصْنِهمْ فِي زَمَانِ ٱلضِّيقِ’’ (مزمور 37: 39) اقرأ المزمور 37: 23-40  استطاع داود في آخر أيَّامه أن يفكِّر في الماضي ويرى أمورًا لم يتمكَّن من رؤيتها لحظةَ حدوثِها، فشارك بعض الحكمة التي اكتسبها في النصف الثاني من المزمور 37 أولاً، كان داود مقتنعاً تماماً بأن الله لا يتخلَّى أبدًا عن أولاده. فكتب، ‘‘أَيْضًا كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ، وَلَمْ أَرَ صِدِّيقًا تُخُلِّيَ عَنْهُ’’ (مزمور 37: 25). عرفَ داود هذا من خبرته الشخصية، فهو كذب وزنى في حياته، وتدبّر قتل أحد جنوده، لكنَّه تاب لاحقًا واستمتع بشفاء الله وتعويضه. إذًا، لم يتخلَّ الله عنه أبدًا في مرتفعات الحياة ومنخفضاتها. وعلى نحو مماثل، إنَّ خطوات أولاد الله، أي أولئك الذين قبلوا يسوع ربًّا ومخلِّصًا، مقادة من الله. وهو لا يتخلَّى عنهم أبدًا، بل يُمسك بيمينهم لأنَّهم خاصَّته ثانيًا، كان داود مقتنعًا بأن إرادة الله هي دائمًا الأفضل لأولاده. لا بدَّ أنَّ داود شكَّك في إرادة الله في بعض الأوقات في حياته، ربَّما عندما كان يعيش في كهف، […]
نوفمبر 4, 2024

فكِّر في ما يراه الله

‘‘بَعْدَ قَلِيلٍ لَا يَكُونُ ٱلشِّرِّيرُ، تَطَّلِعُ فِي مَكَانِهِ فَلَا يَكُونُ’’ (مزمور 37: 10) اقرأ المزمور 37: 1-22  كان داود يعرف القليل عن الغضب البار (أفسس 4: 26)، وهو شارك في المزمور 37 ما اكتسبه من حكمة في التعامل مع الظلم الكبير الذي تعرَّض له أوَّلًا، قال إنَّ علينا أن نتشجَّع بما لا نراه. ‘‘لَا تَغَرْ مِنَ ٱلْأَشْرَارِ، وَلَا تَحْسِدْ عُمَّالَ ٱلْإِثْم’’ (مزمور 37: 1). لماذا؟ ‘‘فإنَّهم مِثْلَ ٱلْحَشِيشِ سَرِيعًا يَذْبُلُونَ’’ (الآية 2). قد يبدو مَن يخطئون إلينا سعداء وناجحين، لكنهم غالبًا ما يكونون غاضبين ومُثقَلين بالشعور بالذنب، ومفتقِرين إلى السلام. لذا، لا يبقى النجاح حليف الأشرار في نهاية المطاف. يمكننا أن نتشجَّع بهذه الحقائق الأبدية التي تعكس واقعًا غير منظور لدينا ثانيًا، قال داود إنَّ علينا أن نتشجَّع بما لدينا. قال، ‘‘تَلَذَّذْ بِٱلرَّبِّ فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ’’ (الآية 4). إذا تعلَّمنا أن نتلذذ بالرب قبل كل شيء، فلن نهتزّ أمام البشر أو الظروف، لأنَّه هو يعطينا سؤل قلبنا. فإذا كانت رغبتك هي رغبته، ومشيئتك هي تتميم مشيئته، وإذا كانت لذتك هي […]
نوفمبر 3, 2024

تمسَّك بصخر الدهور

‘‘إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَصْرُخُ. يَا صَخْرَتِي، لَا تَتَصَامَمْ مِنْ جِهَتِي’’ (مزمور 28: 1)   أقرأ المزمور 28: 1-9 حارب داود الإحباط في حياته، كما يفعل كثيرون بيننا اليوم، فعندما كان فتىً صغيرًا، عاش في ظلال إخوته الأكبر سنًا، وبعد أن مسحَهُ صموئيل مَلِكًا في وقتٍ لاحق، استشاط الملك شاول غيظًا، فسعى وراء لسنوات محاولًا قتله. وعندما أصبح ملكًا، عاشت عائلته في فوضى عارمة، فاضطرّ إلى الهروب من جديد. نعم، اختبر داود الإحباط فعلًا! في المزمور 28، يقدِّم لنا داود خريطة طريق للتعامل مع الإحباط. في الواقع، لم يتخبَّط داود في آلامه، ولم يغرق في الشعور بالشفقة على الذات، لكنَّه رفع تضرُّعه إلى الرب قائلًا، ‘‘إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَصْرُخُ’’ (مزمور 28: 1). إذًا، رفع داود طلبته إلى الرب بجرأة وثقة، ولم يستمدّ تلك الثقة من عمل قام به، بل من الله نفسه، لذا ناشده قائلًا، ‘‘يا صخرتي’’ (مزمور 28: 1). ربَّما كان عالم داود ينهار من حوله، لكنّ الربّ، صخرته، ثابت إلى الأبد. أيًّا يكن ما يحدث في حياتك، الله هو […]
نوفمبر 2, 2024

دور الأصدقاء الأتقياء

“حِينَئِذٍ مَضَى دَانِيآلُ إِلَى بَيْتِهِ، وَأَعْلَمَ حَنَنْيَا وَمِيشَائِيلَ وَعَزَرْيَا أَصْحَابَهُ بِالأَمْرِ، لِيَطْلُبُوا الْمَرَاحِمَ مِنْ قِبَلِ إِلهِ السَّمَاوَاتِ مِنْ جِهَةِ هذَا السِّرِّ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ دَانِيآلُ وَأَصْحَابُهُ مَعَ سَائِرِ حُكَمَاءِ بَابِلَ” (دانيال 2: 17-18) بينما نسعى لاتباع الله وإحداث تغيير في هذا العالم، يستطيع الصديق التقي أن يحدث تغييرًا كبيرًا في العالم؛ فالأصدقاء الأتقياء يعزوننا ويشجعوننا ويساعدوننا على التركيز على الله. يعرف الكثيرون منا قصة دانيال، ولكن لا ينبغي أن نغفل ما يعلمه لنا الكتاب المقدس من خلال أصدقائه. لم يواجه دانيال تجاربه وحده، بل كان إلى جانبه شدرخ وميشخ وعبدنغو، فكانوا قادرين على تقوية إيمان بعضهم البعض عندما كانوا محاطين بمعتقدات وعادات غير تقيَّة. لقد واجهوا تجاربهم معًا، وأطاعوا الله معًا، وقضوا وقتًا معًا في صلاة موحدة. كم نُبارَك عندما يكون لدينا صديق يقف معنا ضد شرور هذا العالم! وكم نكون محظوظين بوجود صديق يدعمنا في دفاعنا عن إيماننا. الصداقات التقيَّة ليست مجرد وسيلة للتواصل الاجتماعي ولكنها نظام دعم لإيماننا. سوف يصلّي الأصدقاء الأتقياء معنا ويطلبون الله ويعبدونه معنا. صلاة: […]
نوفمبر 1, 2024

سمات الصداقة الحقيقية

“لأَنِّي مُشْتَاقٌ أَنْ أَرَاكُمْ، لِكَيْ أَمْنَحَكُمْ هِبَةً رُوحِيَّةً لِثَبَاتِكُمْ، أَيْ لِنَتَعَزَّى بَيْنَكُمْ بِالإِيمَانِ الَّذِي فِينَا جَمِيعًا، إِيمَانِكُمْ وَإِيمَانِي” (رومية 1: 11-12) عندما تبني صداقات تقيَّة، ركز على السمات الأربعة للصداقة الحقيقية. أولًا، يكون الأصدقاء متاحون لبعضهم البعض، ولا يتخلَّون عن بعضهم البعض في الأوقات الصعبة، لذا ينبغي أن نقتدي بكلمة الله ونقول لأصدقائنا: “لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ” (عبرانيين 13: 5). السمة الثانية للصداقة الحقيقية هي التواصل. لا يتحدث الأصدقاء مع بعضهم البعض فحسب، بل يتشاركون بمشاعرهم العميقة ويصغون بعضهم إلى البعض. العلاقة التقيَّة هي الملاذ الذي يمكنك أن تكون فيه ضعيفًا وصادقًا بشأن عيوبك وإغراءاتك، وفي المقابل، سيحتفظ صديقك بأسرارك ويشجعك في صراعاتك. أما السمة الثالثة للصداقة الحقيقية فهي التشجيع. الأصدقاء الحقيقيون كرماء في غفرانهم وفي مدحهم وفي تقديرهم لبعضهم البعض، وينطقون بكلمات لطيفة ترفع بعضهم البعض. وإذا تعثَّر أحد الأصدقاء يساعده آخر على النهوض ويسير معه في الطريق الصحيح، فالصديق الحقيقي هو الذي يصححنا في محبة متى ابتعدنا عن الله. السمة الأخيرة المُميِّزة للصداقة الحقيقية هي الوفاء. لا ينشر […]
أكتوبر 31, 2024

أساس العلاقات التقيَّة

“وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا” (1بطرس 4: 8) شجَّع يسوع تلاميذه قائلًا “لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي” (يوحنا 15: 15). إذا كان إله المجد يشارك حياته مع أصدقائه، فمن نحن حتى نرفض أن نفعل نفس الشيء؟ عندما نشارك حياتنا مع الآخرين، نستطيع أن نُشجِّع بعضنا بعضًا في مسيرتنا مع المسيح. كذلك نقرأ في الكتاب المقدس أن “الْحَدِيدُ بِالْحَدِيدِ يُحَدَّدُ، وَالإِنْسَانُ يُحَدِّدُ وَجْهَ صَاحِبِهِ” (أمثال 27: 17). قال يسوع: “لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي. بِهذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا (يوحنا 15: 16-17). عندما دعانا يسوع أحباء (أصدقاء)، اختارنا؛ لقد بدأ الصداقة. وهنا يدعونا الله لأن نفعل نفس الشيء ونتبع مثاله بمحبتنا لبعضنا البعض، وإذا تسلَّحَنا بهذا النوع من الرِفقة، سنكون مثمرين معًا لمجد الله ونمو ملكوته. إذا كانت أعظم […]
أكتوبر 30, 2024

فن الصداقات التقيَّة

“لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي” (1تسالونيكي 5: 11) في الخمسين عامًا الماضية، شهدنا تطورات تكنولوجية كاسحة، لكن التكنولوجيا لم تفعل شيئًا يذكر لمواجهة مشاكل الوحدة والفراغ. في هذه الأيام، يُصاب المراهقون والبالغون على حدٍ سواء بالوحدة كما لم يحدث من قبل، وأصبح عدم القدرة على تكوين صداقات والحفاظ عليها مرضًا شائعًا، وغَدَتْ الصداقات التقيَّة أمرًا غير مألوفًا. كانت إحدى أولى العبارات التي نطق بها الله عن الإنسان الذي خلقه هي “لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ” (تكوين 2: 18). من الضروري أن نعرف كيف نُنَمِّي الصداقات التقيَّة، وللقيام بذلك، نحتاج أن ننظر إلى ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. يخبرنا سفر الأمثال ١٨: ٢٤ أن “اَلْمُكْثِرُ الأَصْحَابِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ، وَلكِنْ يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ”. عندما دخلت الخطية قَلْبَيْ آدم وحواء، لم ينفصلا عن الله فحسب، بل انفصلا الواحد عن الآخر أيضًا. وعندما مات يسوع على الصليب، أصبح من الممكن لكل من يؤمن به […]
أكتوبر 29, 2024

ما معنى الصداقة التقيَّة؟

“قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي” (يوحنا 15: 15) الصداقة التقيَّة هي علاقة داعمة، مليئة بالخدمة والمودة المتبادلة. الأصدقاء الأتقياء ينكرون ذواتهم ويهتمون بأحبائهم، ويسعون إلى إسعاد أصدقائهم، ويفرحون لنجاحهم، ويحزنون لحزنهم وألمهم. يستمتع الأصدقاء الأتقياء بخدمة بعضهم البعض وتحمُّل بعضهم البعض. قال يسوع “لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ” (يوحنا 15: 13). الصداقات التقيَّة هي صداقات مُضحيَّة ومُغيِّرة للحياة، والعلاقة الحميمة التي نتوق إليها سوف نجدها في المسيح، وتُعبِّر عنها الصداقات التقيَّة. قال يسوع لتلاميذه “قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ (أصدقاء) لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي” (يوحنا 15: 15). الصديق التقي يُعطَى معلومات لا يعرفها أي شخص آخر، مما يبني علاقة حميمة ثمينة. الصداقات التقيَّة هي صداقات مُثمِرة. لا أحد في الكون يريدك أن تكون في أفضل أحوالك أكثر من الله – وهو يعلم أنك ستكون كذلك عندما تكون مُحِبًا للآخرين. يسوع يحبك بمحبة غير مشروطة، والصداقات التقيَّة تُشكَّل بالمحبة غير المشروطة. بينما ننمو في صفات الصديق التقي، يجب […]