يونيو 23, 2024

الأولوية الأولى

فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر. آمين. (متى 28: 19-20) لكل منا دور يجب أن يقوم به لنشر رسالة الإنجيل إلى أن يجيء المسيح ثانية، ولكن كثيرون لا يفعلون ذلك ولا يتممون هذه الوصية. البعض بسبب الخجل من القيام بهذا الدور والبعض ينسى هذه الوصية والبعض يؤجل القيام بها والبعض الآخر ينشغل بأمور العالم حتى أنه يهمل ملكوت الله ولكن عندما يكون تتميم الوصية العظمى أولوية في حياتنا، سنكتشف أن الأعذار التي نقدمها والمخاوف التي نشعر بها تتلاشى. “اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم” (متى 6: 33) وما أكثر الذين خيبوا أمل الله في تتميم الإرسالية العظمى عبر العصور. ففي العهد القديم، أعطى الله شعبه انتصارات وبركات ليعلنوا شخصه للعالم ولكن بدلاً من أن يكرزوا به ويخبروا عنه انشغلوا بأمورهم الخاصة واحتفظوا بالرسالة لأنفسهم بما في ذلك يونان الذي أراد أن يهرب من وجه الرب ومن مسئوليته بمشاركة […]
يونيو 22, 2024

هل أنت عالق في الوحل؟

اليومَ، إنْ سمِعتُمْ صوتَهُ، فلا تُقَسّوا قُلوبَكُمْ. -عبرانيين 4: 7 كان هناك مزارع قديم دائمًا ما يصف تجربة إيمانه المسيحي بقوله أنا لا أحرز تقدماً، لكنني واقف على أساس متين في أحد أيام الربيع، بينما كان يسحب بعض جذوع الأشجار، غرست عجلات عربته تمامًا في الوحل. حاول كثيرًا إخراجها من الوحل لكنه لم يستطع. ولما يأس، جلس على أعلى جذوع الأشجار رآه أحد جيرانه فقال له: “أرى أنك لا تحرز تقدمًا كبيرًا، ولكن لا بد وأنك تشعر بالرضا لأنك جالس على أساس متين” هل اختبارك مثل اختباره؟ قد يكون خلاصك أكيد، لكنك قد تكون “عالقًا” وغير مثمرٍ. قد تكون ابن لله، لكن هل يسير إيمانك المسيحي مثل العجلات العالقة في الوحل؟ أنت تعرف الله وجعلته جزءًا من حياتك، لكن هل تنمو في علاقتك الشخصية معه؟ ينجح الشيطان بقوة في منعك من النمو في الإيمان، ومن أن تكون مثمرًا في إيمانك، ومن فهم وتطبيق كلمة الله في حياتك اليومية يريد الشيطان أن يكون تركيزك على مشاكلك وألمك وقلقك. هدفه هو منع […]
يونيو 21, 2024

الحساب الأخير

  شدة وضيق، على كل نفس انسان يفعل الشر: اليهودي اولا ثم اليوناني ومجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح: اليهودي اولا ثم اليوناني. -رومية 2: 9-10 اقرأ رومية 2: 6-16 يذكرنا بولس في رومية 2: 6 أن الله سيجازي كل إنسان حسب عمله. وقد يبدو للبعض أن هذه الرسالة التي تنادي بالخلاص بالإيمان تنادي أيضاً بالخلاص بالأعمال، إلا أن الرسول بولس يقصد أن يوم الدينونة سيكون يوم يقدم فيه كل شخص حساباً عن حياته. فكل من قبل يسوع المسيح مخلصاً وسيداً على حياته سينجو من الجحيم ولكنه لن ينجو من الوقوف أمام الرب لتقديم حساباً عن حياته “لانه لا بد اننا جميعا نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً” (2كورنثوس 5: 10). سيقدم كل منا حساباً عن وكالة حياته التي أُعطيت له؛ سواء عشنا للمسيح غير مستحين به أم عشنا لأنفسنا. وبالنسبة لنا نحن المؤمنين، سيكون يوم الحساب مثل يوم تكريم وتوزيع النياشين. بعض المؤمنين سينالون القليل منها، بينما […]
يونيو 20, 2024

لا للرياء

  أفتظن هذا أيها الإنسان الذي تدين الذين يفعلون مثل هذه وأنت تفعلها، أنك تنجو من دينونة الله؟ -رومية 2: 3 اقرأ رومية 2: 1-5 اعتقد كثير من اليهود في أيام بولس أنهم إن حفظوا بعض الطقوس مثل الذهاب إلى الهيكل وحفظ الأيام المقدسة، صاروا بارين أمام الله حتى وإن كانت قلوبهم مبتعدة عنه ولكننا نرى بولس الرسول يتحدى هذه الفكرة في الإصحاح الثاني من رسالته إلى رومية ليوضح أمر واحد وهو أن كل من اليهود والأمم واقعون تحت دينونة الله العادلة وكلاهما يحتاجان إلى خلاص المسيح ولأن اليهود كان لديهم الناموس، كانت دينونة الله لهم أكثر حزماً من دينونته للأمم الذين كانوا بلا ناموس وذلك لأنه كان على اليهود أن يعيشوا بحسب الوصايا الموجودة في الناموس. وينطبق هذا المبدأ اليوم على المسيحيين الذين يعيشون مستندين على برهم الذاتي. فنحن الذين لدينا كلمة الله سنُدان بحزم أكثر إن فشلنا في أن نعيش بالنعمة بخلاف هؤلاء الذين لم يسمعوا رسالة الإنجيل يرتكب كل من الشخص الذي يعيش ببر ذاتي والمسيحي المتدين […]
يونيو 19, 2024

لا أستحي بغضب الله

  لان اموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات، قدرته السرمدية ولاهوته، حتى انهم بلا عذر. -رومية 1: 20 اقرأ رومية 1: 18-32 يشخص الرسول بولس مشكلة كل الحضارات والمجتمعات عبر العصور ويلخصها في كلمة “الخطية”. فهو يعلم أنه لا يستطيع أن يقدم شفاء يسوع المسيح ما لم يعلن أولاً مشكلة الجنس البشري المزمنة وهي أن كل إنسان مريض بداء الخطية وتحت غضب الله (انظر إرميا 17: 9) واليوم، ينكر أكثر من 60% من المسيحيين المؤمنين غضب الله معلنين أنه لا توجد دينونة، فالله يحب فقط ولكنهم يجهلون أنه بدون غضب الله لا وجود لمحبة الله. لأن محبة الله أُعلنت عندما خلصتنا مع غضب الله الذي كنا مستحقين له أحبائي، إن غضب الله ليس ثورة غضب متأججة لا يمكن السيطرة عليها وإنما هي كراهية شديدة للشر وللخطية. الله عادل وفي عدله يطالب بأجرة خطايانا ولكن في محبته بذل ابنه الوحيد عندما أرسل يسوع لكي يموت بدلاً منا مفتدي كل من يؤمن به من أجرة الخطية التي هي الموت […]
يونيو 18, 2024

لا أستحي بإيماني

لأن فيه مُعلن بر الله بإيمان كما هو مكتوب: أما البار فبالإيمان يحيا. -رومية 1: 17 السبب الثالث والأخير الذي من أجله عاش بولس غير مستحي بإنجيل المسيح هو أنه كان يعلم المصدر الحقيقي لقوته. كان يعلم إن مصدر الإصرار والعزيمة ليس في قوته الجسدية أو العاطفية أو الذهنية وإنما في إيمانه بـ “الكائن والذي كان والذي يأتي” (رؤية 1: 8) لهذا يذكرنا بولس في رومية 1: 17 قائلاً “أما البار، فبالإيمان يحيا”. يسوع المسيح هو الثبات الوحيد في عالم متغير اقتصادياً وثقافياً وسياسياً والكتاب المقدس يتحدث عن إيماننا فيه في ثلاث أزمنة: الماضي والحاضر والمستقبل إيمان الماضي هو اللحظة التي تأتي في للمسيح معترفاً بخطاياك مردداً “دمك وحده يطهرني”. وإيمان الحاضر وهو الإيمان الذي اختبره في الإله الذي يقويني ويدفعني للأمام حتى استمر في خدمتي له بأمانة. ولكن هناك إيمان مستقبلي وهو الإيمان الذي لي بعد أن أغمض عيني في هذا العالم لكي أفتحهما للنظر إلى وجه يسوع المسيح المُحب في كل حياتك، بماضيها وحاضرها ومستقبلها، يجب ألا تخجل […]
يونيو 17, 2024

لا أستحي بدعوة الله لحياتي

اني مديون لليونانيين والبرابرة، للحكماء والجهلاء. فهكذا ما هو لي مستعد لتبشيركم انتم الذين في رومية ايضا. -رومية 1: 14-15 اقرأ رومية 1: 8-15 والسبب الثاني الذي لأجله لم يخجل بولس بإنجيل المسيح هو أنه كان يعرف رؤية الله ودعوته لحياته. لكن مع الأسف يعيش الشخص العادي في عصرنا هذا حياة تتمركز حول احتياجاته الشخصية اليومية. أما بولس، فكانت له دعوة واضحة من الرب وكان يعلم أن رسالته هي التبشير برسالة الإنجيل في روما. (عدد 15) لقد وثق بولس بدعوة الله له بالرغم من أنها لم تتحقق إلا بعد وقت طويل، وقد كان عليه أن يُسجن ويضرب ويكاد يغرق في السفية ولكنه وثق بالله وكان يعلم أن هذه الدعوة سوف تتحقق (أعمال 28: 11-30) هل تعلم أن يسوع المسيح لم يمنحنا الخلاص لكي نجلس في صفوف الكنيسة بقية حياتنا؟ الله يريدنا أن نقدم هذه العطية المجانية للآخرين؛ أن نكرز لهم ونعيش حياتنا نخدم الرب بحسب الموهبة المُعطاة لكل منا. والحقيقة التي ستبقى إلى الأبد هي أن الله يدعونا لكي نخبر […]
يونيو 16, 2024

لا أستحي بهويتي

  بولس، عبد ليسوع المسيح، المدعو رسولاً، المُفرز لإنجيل الله. -رومية 1: 1 اقرأ رومية 1: 1-7 إن دعوة الله لنا لكي نحيا مسيحيين غير مستحين برسالة الإنجيل دعوة واضحة في الكتاب المقدس ولكن كيف لنا أن نحيا هكذا بكل جرأة؟ والأجابة على هذا السؤال لها ثلاث جوانب ونجدها بالدراسة المتأنية للإصحاح الأول من رسالة رومية ولحياة الرسول بولس السبب الأول الذي لأجله لم يستحي بولس بإنجيل المسيح هو أنه كان يعلم من يكون ولمن ينتمي. كان يعلم أن يسوع المسيح هو رب ويعلم أيضاً أنه قد أفرزه وخصصه لكي يكون رسولاً (عدد 1، 4). لقد علم بولس أن هويته هو في المسيح وأن لا شيء يمكن أن يغير هذه الحقيقية وفي عصر اختطلت الأمور على كثيرين بشأن هويتهم، وصارت موضة أن يتساءل المرء عن جنسه أو يحدد هويته بناء على الحزب السياسي الذي ينتمي إليه، نجد الرسول بولس يعلن بكل وضوح وصراحة وجرأة أن هويته هي في دم المسيح الذي اشتراه. لم يختلط عليه الأمر ولم يشك في الغرض […]
يونيو 14, 2024

الإله الذي يُشّجِّعْنا

“تشددوا يا جميع أهل الأرض، يقول الرب، واعملوا. لأني معكم، يقول رب الجنود” (حَجَّى 2: 4) أعظم تشجيع لنا هو أن الله معنا اقرأ حَجَّى ٢: ٤-٩ الله لديه ما يقوله لشعبه في الأوقات العصيبة، فهو يريد أن يعطينا كلمة تشجيع لأنه يريدنا أن نظل أقوياء كانت هذه هي الرسالة التي أعطاها الله لشعبه من خلال النبي حَجَّي. في عام 520 ق.م.، كان العديد من اليهود عائدين إلى اليهودية من السبي، وكان الناس منشغلين بإعادة بناء منازلهم وهيكل الله، وفجأة تغيَّر عالمهم. لقد كانت المعارضة من خارج المجتمع تهدد تقدُّمهم، فأصابهم الإحباط، وتوقَّف بناء الهيكل، وملأ الشك والخوف شعب الرب في ذلك الوقت، أعطى الله رسالة للنبي حَجَّى: “فَالآنَ تَشَدَّدْ يَا زَرُبَّابِلُ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَتَشَدَّدْ يَا يَهُوشَعُ بْنُ يَهُوصَادِقَ الْكَاهِنُ الْعَظِيمُ، وَتَشَدَّدُوا يَا جَمِيعَ شَعْبِ الأَرْضِ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَاعْمَلُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ” (حَجَّى 2: 4) الله يعلم ما مررتَ به، ويعرف ما تشعر به، وما تحتاجه، وهو لا يتجاهل ما يحدث في حياتك، ولا يُقلل من أزمتك أو […]
يونيو 13, 2024

الاستعداد لنهاية الزمان

فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ”( متى 25: 13) هل أنت مستعد للقاء الرب؟ اقرأ متى ٢٥: ١- ١٣ إذا لم تكن متأكدًا من استعدادك لمجئ الرب، فإن يسوع لديه ما يقوله لك اليوم. في متى 25 نجد مَثَلًا عن عُرس وعشر عذارى نَعِسْنَ جميعهن ونِمْنَ في انتظار وصول العريس بموكبه. كان خمس من العذارى حكيمات وخمس جاهلات. خمس منهم أخذنَ زيتًا في مصابيحهن، وخمس لم يأخُذنَ. وهكذا سيكون حال المؤمنين عند مجيء الرب، بعضهم سيكون مستعد والبعض ممن يدَّعون اتباعهم للمسيح لن يكونوا كذلك عندما نقرأ هذا المَثَل بعناية، لا بد وأن نلاحظ أن هناك أشياء كثيرة مشتركة بين العذارَى الحكيمات والعذارَى الجاهلات؛ فقد قُدِّمت الدعوة للمجموعتين، واستجابتا كلتاهما للدعوة بشكل إيجابي. كان لدى المجموعتين عاطفة تجاه العريس، وكانتا تثقان في مجيئه، ولكنهما سقطتا في النوم. لكن بمجرد ظهور العريس، انتهت أوجه التشابه وظهر الاختلاف؛ فمجموعة واحدة فقط هي التي كانت مُستعدَّة لمجيئه يخبرنا الكتاب المقدس أنه في نهاية الزمان سيكون هناك […]
يونيو 12, 2024

لا تقلق

“وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟” (متى 6: 27) لا تتفق الحياة المسيحية مع القلق اقرأ متى ٦: ٢٥- ٣٤ إن السبب الأساسي لكل أنواع القلق هو الخوف من فُقدان شيئًا ذا قيمة، لكن مهما كان حجم ممتلكاتنا المادية أو مقدار الأموال التي جمعناها في البنوك، فإن هذه الأشياء لا يمكن أن تجلب لنا السلام أو الرضا، لكن عندما نعلم أن الله قد منحنا كل شيء من أجل مجده سوف نطمئن ونمتليء بالسلام. سوف تشعُر بالسلام لأن الله الذي أعطاك تلك الأشياء هو قادر أن يضاعفها لك، وسيفعل ذلك حقًا لكي تتمكن من الاستمرار في القيام بعمله. الله يبحث عن أناس ليجعل عطاياه وبركاته للآخرين تتدفَّق من خلالهم لا يتفق الخوف مع الإيمان، فإذا كنا ننتبه إلى كل ما يفعله الله في العالم، لن نعيش في قلق، والعكس أيضًا صحيح، فمن المستحيل أن نثق تمامًا في شخص الله ومقاصده ووعوده إذا كنا نعيش في حالة دائمة من الخوف لقد أوضح يسوع أن القلق يكشف مدى […]