ديسمبر 11, 2023

سلام نابع من روح متَّضعة

فَدَخَلَ إِلَيْهَا ٱلْمَلَاكُ وَقَالَ: «سَلَامٌ لَكِ أَيَّتُهَا ٱلْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي ٱلنِّسَاءِ» -لوقا 1: 28 اقرأ لوقا 1: 26-38   تشكِّلُ علاقة مريم العميقة والراسخة بالله نموذجًا يجب أن نقتدي به جميعًا، كبارًا وصغارًا يبدو أنَّ مريم لم تنعم بحياة سهلة، فهي نشأت في مجتمع يولي أهمية للرجال دون النساء، وعاشت فقيرةً في الناصرة المعروفة بكونها مجرَّد بلدة عادية، وبالتالي، كانت هي أيضًا فتاة عادية من منظور دنيويّ. فضلًا عن ذلك، عندما حبلت مريم بقوة الروح القدس، كانت مخطوبة لرَجُل، ولم تكن قد تزوَّجت بعد، فأدركت أنَّ حملها سيتسبَّب بفضيحة فظيعة قد تؤدي إلى إقصائها أو نبذها أو حتَّى رجمها حتى الموت لكن وبما أنَّ الصورة التي كوَّنتها عن نفسها كانت راسخة في كلمة الله، استطاعت أن ترفع رأسها بدون أي ادِّعاء أو زيف، بل بكلِّ ثقة، عالمةً أنَّ الله هو مَن يمنحها سلامًا. كانت مريم تعرف جيِّدًا وعود الله لشعبه في العهد القديم، فلقد كان هؤلاء أجدادها وهي شاركتهم الرجاء نفسه. لذا، عندما تراءى لها الملاك […]
ديسمبر 10, 2023

سلام منبثقٌ من وعد الله

وَكَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ ٱسْمُهُ سِمْعَانُ، وَهَذَا ٱلرَّجُلُ كَانَ بَارًّا تَقِيًّا يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ، وَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ. -لوقا 2: 25 اقرأ لوقا 2: 25-35 كان الروح القدس قد أعلن لسمعان أنَّه سيعيش حتَّى مجيء المسيح المنتظر، وأوحى له بأن يرى المخلِّص بأمِّ عينَيه قبل مماته، وهكذا، عاش سمعان حياته متنعِّمًا بسلامِ هذا الوعد، ولم يعلِّق آماله على تصريحات أصحاب النفوذ والسلطة في أيَّامه، بل على وعود الله يذكر إنجيل لوقا ثلاث صفات تميَّز بها سمعان وقد سُرَّ قلبُ الله بها، وهي أنَّه رجلٌ تقيٌّ وبار وأنّه ينتظر تعزية إسرائيل. نحن نعلم أنَّ على مَن يريد أن يكون بارًّا وتقيًّا أن يطيع وصايا الله. لكن ما معنى انتظار سمعان ‘‘تعزية إسرائيل’’؟ (لوقا 2: 25). يعني هذا أنَّه كان ساهرًا ومتيقِّظًا في خدمته بانتظار أن يتمِّم الله الوعود التي قطعها لشعبه من سفر التكوين حتَّى سفر ملاخي عندما حمل سمعان الطفل يسوع بين ذراعَيه في ذلك اليوم في الهيكل، استرجع تاريخ إسرائيل وصولًا إلى وعد الله لآدم وحواء في الجنَّة (تكوين […]
ديسمبر 9, 2023

لا تجارب في السماء

‘‘وَلَكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا ٱلْبِرُّ’’ (2 بطرس 3: 13) السماء هي المكان الذي سنخدم فيه الرب إلى الأبد بدون مصادر اللهو التي تعيقنا في هذا العالم. ‘‘وَلَا تَكُونُ لَعْنَةٌ مَا فِي مَا بَعْدُ. وَعَرْشُ ٱللهِ وَٱلْخَرُوفِ يَكُونُ فِيهَا، وَعَبِيدُهُ يَخْدِمُونَهُ’’ (رؤيا 22: 3). تشير كلمة ‘‘يخدم’’ في هذا المقطع إلى خدمة ممتلئة بالفرح والحماسة، وليس إلى عمل روتيني في السماء، سيعرف المؤمنون كلَّ المعرفة، ‘‘فَإِنَّنَا نَنْظُرُ ٱلْآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. ٱلْآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ ٱلْمَعْرِفَةِ، لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ’’ (1كو 12:13). أيًّا تكن الأسئلة التي تولِّد صراعًا في داخلنا اليوم بشأن الألم والمعاناة والشر، سوف نفهم الحقَّ أخيرًا من منظور الله ما أروع الوقوف في محضر الله لكي نعبده! لا يشبه الوقت الذي نمضيه في السماء تلك الاجتماعات المليئة بالطقوس الشعائرية اليائسة التي تحضرونها في الكنائس، بل هو وقت مليء بفرح لا يُنطق به ومجيد. ‘‘وَبَعْدَ هَذَا سَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنْ جَمْعٍ كَثِيرٍ فِي ٱلسَّمَاءِ قَائِلًا: «هَلِّلُويَا! ٱلْخَلَاصُ وَٱلْمَجْدُ […]
ديسمبر 8, 2023

الماضي، والحاضر، والمستقبل

‘‘وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ ٱلرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ ٱلصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ ٱلرَّبِّ ٱلرُّوحِ’’ (2 كورنثوس 3: 18) يعلِّمنا الكتاب المقدس بوضوح شديد عن ضرورة الحفاظ على الترابط بين الماضي، والحاضر، والمستقبل إذا أردنا أن نعيش حياة مسيحيَّة متوازنة. فنحن نتعلَّم من أخطاء الماضي وننمو من خلالها، ونسلك مع الله في  الحاضر، ونترقَّب بفرح رجاءنا بالمسيح في المستقبل. يجب أن نربط بين هذه الأمور كلِّها يعلِّمنا الكتاب المقدس أيضًا أن جوانب كثيرة من الحياة المسيحيَّة مرتبطة بالماضي والحاضر والمستقبل: الخلاص– نحن نلنا الخلاص في الماضي. ففي لحظة قبولكم المسيح، نلتم الخلاص. نحن مخلَّصون كلَّ يوم وسنبقى مخلَّصين إلى الأبد التغيُّر– عندما نلنا عطيّة الخلاص، سكب الله الروح القدس في قلوبنا وصرنا خليقة جديدة، واليوم، صار هذا الحدث من الماضي. لكن يجب أن ننمو أيضًا في الوقت الحاضر لنصبح أكثر شبهًا بيسوع المسيح، وسنتغيَّر أيضًا في المستقبل. هذا هو التغيير الأكثر مجدًا على الإطلاق لأننا سنصبح كاملين مثل المسيح ملكوت الله– لقد […]
ديسمبر 1, 2023

الصلاح والذبيحة

في أوائل القرن التاسع عشر وجد الملك فريدريك وليام الثالث، ملك بروسيا، نفسه في موقف صعب. لقد تورطت بلده في حرب كلفته الكثير. في الوقت نفسه، كان يسعى لتحويل بلده إلى أمة عظيمة، لكن البلاد كانت عاجزة مالياً.
نوفمبر 29, 2023

تسليم كامل

الهدف من تسليم كل ما فينا بالكامل للرب هو إرضائه. كيف أقدم جسدي كذبيحة حية مرضية للرب؟ أنا لا أقدمها في ساحة الهيكل كما فعلوا في العهد القديم، لكنني أقدمها في كل مكان أذهب إليه.
نوفمبر 28, 2023

لقد بذل حياته لأنه أحب

عندما تجد نفسك مُنجذباً بعيداً عنه بمشاعر وإغراءات العالم، تذكر الصليب، حيث وضع المسيح حياته كفارة عن خطاياك. ليس هناك حب أعظم من حب الله لك. لقد بذل حياته لأنه أحب
نوفمبر 27, 2023

الموت عن الذات

إنه يريدك أن تعيش في غنى، لكن هذا لن يتحقق إلا عندما تسمح له باستئصال ذلك الجزء الجسدي منك والذي لا يزال متمسكاً بالحياة. هل يجب أن تُقاوم؟ بالطبع لا! يجب أن تتعلم تحمُل كل الأشياء!
نوفمبر 26, 2023

سر السلام

“وليَملِكْ في قُلوبكُمْ سلامُ اللهِ الّذي إليهِ دُعيتُمْ في جَسَدٍ واحِدٍ، وكونوا شاكِرينَ.” كولوسي 3: 15 قد تخدعنا الظروف ولكن كلمة الله تخبرنا أن كل الأشياء تعمل معاً للخير (انظر رومية 8: 28). الله يعمل وسيحول كل الأشياء للخير لمجده لا يتوقف الشكر -بحسب كلمة الله- على الظروف، وإنما على صلاح الرب وصفاته. قد تتغير الظروف ولكن الله ثابت لا يتغير. لقد تحير داود في مزمور 73 من سلامة الأشرار والرخاء الذي عاشوا فيه بينما لاقت التجارب والصعوبات الصديق ولكنه ذكر نفسه بأن الله هو من يسد احتياجه، هو مشيرة وحصنه وملجأه ونصيبه. لقد أدرك مصير هؤلاء الأشرار في النهاية وتذكر أنه خير له أن يكون بالقرب من الله وأن يقدم له الشكر من أجل كل أعماله إن كل من نال الخلاص بالإيمان بيسوع المسيح يعرف أن السلام الحقيقي يكمن في الشكر. كتب بولس الرسول لأهل فيلبي يقول ” لا تهتَمّوا بشَيءٍ، بل في كُلِّ شَيءٍ بالصَّلاةِ والدُّعاءِ مع الشُّكرِ، لتُعلَمْ طِلباتُكُمْ لَدَى اللهِ. وسَلامُ اللهِ الّذي يَفوقُ كُلَّ عَقلٍ، […]