مايو 12, 2023

تحبّ الله من كلِّ فكرك

  ‘‘فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْأُولَى وَٱلْعُظْمَى’’ (مزمور 22: 37-38). اقرأ متى 22:  34-39 عندما جاء الفريسيون ليجرِّبوا يسوع، سألوه، ‘‘أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ ٱلْعُظْمَى فِي ٱلنَّامُوسِ؟’’ هم أرادوا زرع فتنة بين يسوع والحشود التي تتبعه، لكنَّ يسوع لم يتردَّد في إجابتهم بوضوح، قائلًا إن أعظم وصية هي ‘‘اسمع يا إسرائيل’’: “تُحِبُّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ’’ (متى 22: 37- تثنية 6: 5). كان اليهود في أيَّام يسوع يعرفون هذه الوصيَّة، وكانوا قد حفظوها وربطوها  عَلَامَةً عَلَى أيديهم، وعَصَائِبَ بَيْنَ عَيْنَيْهم، وكتبوها عَلَى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بيوتهم وَعَلَى أبوابهم. كانوا يعرفون هذه الوصيَّة عن ظهر قلب لكنَّهم لم يطبِّقوها. تعني محبَّة الله محبَّة كاملة أن نسمع كلامه ونطيعه بدون شروط، وقد شدَّد يسوع، لدى اقتباسه هذه الآية المعروفة ب”اسمع يا إسرائيل” في التقاليد اليهودية، على تطبيق هذه الآية على ثلاث مستويات: القلب، والنفس والفكر. فلنبدأ بأفكارنا. تعني محبَّة الله من كلِّ فكرك […]
مايو 11, 2023

تحبّ الله من كل كيانك

‘‘لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ: أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ ٱلْأُولى’’ (رؤيا 2: 4). اقرأ رؤيا 2: 1-7 لا تتعلَّق المأساة الكبرى في حياة المؤمن بالاضطهاد، أو التألُّم، أو بخسارة الأشياء المادية، أو بانهدام العلاقات، بل بالملل. قد يبدو هذا الكلام غريبًا للوهلة الأولى، فنحن اعتدنا على الملل في مجالات أخرى في الحياة، كما عندما نعلق في زحمة السير بانتظار تقدُّم السيارة الواقفة أمامنا، وعندما نقلِّب مئات المحطَّات التلفزيونية علَّنا نجد برنامجًا نشاهده لتمضية الوقت، وعندما نراقب هواتفنا بانتظار تلقِّي اتصال من مصلحة السير. عندئذٍ، نفهم المعنى الحقيقي للملل. لكنَّ الملل الذي أتحدَّث عنه هو أكثر مكرًا. من المؤسف أن كثيرين بيننا يشعرون بالملل مع يسوع، فنحن خسرنا محبَّتنا الأولى ولم نعد نحرز أيَّ تقدُّم في علاقتنا بالمسيح. في الحياة المسيحيَّة، يمكنكم إمَّا أن تتقدَّموا أو أن تتراجعوا لكنَّكم لا تبقون في مكانكم، لذا من الضروري أن نتعلَّم كيفيَّة التقدُّم والنمو في محبَّتنا للمسيح. ربَّما أنت تخدم في الكنيسة أو تساعد الآخرين أو تقود مجموعة صغيرة. ربما أنت تصنع الصواب، لكنَّ لا شيء من […]
مايو 10, 2023

اركض في السباق لتفوز

“أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ، وَلكِنَّ وَاحِدًا يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا” (1كورنثوس 9: 24) اقرأ ١ كورنثوس ٩: ٢٤- ٢٧ يتسابق الكثيرون اليوم، إما سعيًا وراء مهنة، أو لملاحقة الأشياء الحديثة الرائعة. يُلاحق آخرون أي شيء من شأنه أن يساعد أطفالهم على النجاح، على حساب سلامتهم روحيًا. عندما يتصرف العالم بهذه الطريقة، فهذا ليس مفاجئًا، ولكن عندما يتصرف المؤمنون بهذه الطريقة، فهذه مأساة المؤمنون أيضًا في سباق، ولكن بدلاً من السعي إلى المجد الشخصي، علينا أن نطلب مجد الله من خلال كوننا وُكلاء متضعين. هكذ وصف بولس حياته وخدمته. لقد قال إنه على استعداد للذهاب إلى أي مدى ومسافة، ولتحمُّل أي مشقة، وكان على استعداد لتحمُّل أي إهانات، والتعامل مع أي مضايقات، والانحدار إلى أي مستوى من أجل ربح الناس للمسيح. لقد فهم بولس أنه في نهاية اليوم، كل ما يهم هو ما فعله من أجل المسيح. كان بولس في السباق الصحيح، وركض في السباق ليحصل على الجائزة نحن أيضًا في هذا السباق. لكن […]
مايو 9, 2023

العدالة الاجتماعية كما يراها يسوع

‘‘فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ ٱلْجَمِيعِ، ٱسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لِأَرْبَحَ ٱلْأَكْثَرِينَ’’ (1 كورنثوس 9: 19) اقرأوا 1 كورنثوس9: 1-23 يبدو أن الجميع يريد التحدث عن العدالة الاجتماعية في هذه الأيام، لكن غالبًا ما يأتي مفهوم العالم للعدالة الاجتماعية اليوم مختلفًا تمامًا عن تعريف الكتاب المقدس لها، فيصوِّرها على أنَّه شكل من أشكال الاشتراكية أو الشيوعية أو الليبرالية، وليس كما يراها يسوع. ويمكن لهذه العدالة المزعومة أن تولد شعورًا بالاستحقاق لدى البعض وبالمرارة لدى البعض الآخر، لكنَّنا نشكر الله لأنَّ مفهومه للعدالة الاجتماعية أفضل بكثير تتحقَّق العدالة الاجتماعية في نظر يسوع عندما نعترف بأنَّ الله يملك كلَّ شيء وبأنَّنا مجرَّد وكلاء مفوَّضين من الله لإدارة أجسادهم وأموالهم ومقتنياتهم ووقتهم ومواهبهم من أجل الله وبالنيابة عنه وقد أدرك الرسول بولس أنَّ الأشياء التي لديه، وحتّى حياته، ليست ملكًا له. لذا، قرَّر أن يبذلها من أجل الإنجيل، وسمح لله بإدارة جسده وأمواله ووقته وكلامه ومواهبه وكل شيء حين قال، ‘‘فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ ٱلْجَمِيعِ، ٱسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لِأَرْبَحَ ٱلْأَكْثَرِينَ’’ (1 كورنثوس 9: […]
مايو 5, 2023

الاكتفاء في المسيح، في الزواج أو العزوبيَّة

غَيْرَ أَنَّهُ كَمَا قَسَمَ ٱللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ، كَمَا دَعَا ٱلرَّبُّ كُلَّ وَاحِدٍ، هَكَذَا لِيَسْلُكْ. وَهَكَذَا أَنَا آمُرُ فِي جَمِيعِ ٱلْكَنَائِسِ (1 كورنثوس 7: 17) اقرأوا 1 كورنثوس 7: 8-24 يقوم المجتمع برحلة بحث متواصلة عن السعادة، وقد تدرَّبنا منذ نعومة أظافرنا على التفكير، ‘‘ليتني أملك هذا المنتج أو أحظى بأسلوب الحياة هذا لكي أعيش سعيدًا’’. لكن أيًّا يكن الشيء الذي يمنحنا السعادة، سوف يخذلنا دومًا بعد حصولنا عليه، هذا لأنَّنا خُلقنا لنجد فرحنا واكتفاءنا في الله لا سواه لا ينطبق هذا المبدأ على الماديات فحسب، بل على البشر أيضًا. فإذا كنت عازبًا، لا تعتقد أنَّك ستجد الاكتفاء في الزواج، وإذا كنت متزوجًا، لا تعتقد، ولو للحظة، أن الطلاق سيمنحك أي شيء يستحق العناء، مهما كان زواجك صعبًا في الوقت الحالي. فبولس لم يكن متزوِّجًا عندما كتب رسالة كورنثوس الأولى، وهكذا، استطاع أن يشهد عن بركة العزوبيَّة، لأنَّه تمكَّن من تكريس حياته لخدمة الرب بدون أن يضطر إلى إعالة زوجة وأطفال، لكنَّ الزواج بركة أيضًا! فالله يمنحنا شريك حياة لتقديسنا، لكي […]
مايو 4, 2023

عطيَّة صالحة ومقدَّسة من الله

‘‘لِيُوفِ ٱلرَّجُلُ ٱلْمَرْأَةَ حَقَّهَا ٱلْوَاجِبَ، وَكَذَلِكَ ٱلْمَرْأَةُ أَيْضًا ٱلرَّجُلَ’’ (1 كورنثوس 7: 3) اقرأوا 1 كورنثوس 6: 18-7:7 هل فكَّرتم في ليلة من ليالي الشتاء الباردة في إضرام النار بسجادة غرفة الجلوس لتدفئة المكان؟ قطعًا لا! فلا أحد يجرؤ على التفكير في إشعال نار في غير محلِّها، لأنَّ المكان المناسب لها هو داخل الموقدة؛ هناك، تكون عطيَّة صالحة، أمَّا إذا تمَّ إشعالها في أي مكان آخر، فهي تصبح كارثة ينطبق المبدأ نفسه على عطية الجنس الصالحة، فلقد منحنا الله عطية الحميميَّة الجنسيَّة لنستمتع بها ضمن إطار الزواج، لذا فمن شأن أي اتحاد جسدي وعاطفي عميق بأي شخص غير شريك الحياة أن يسلب منكم فرحة الحميمية الحقيقية، مستبدلًا إيَّاها بالشعور بالذنب والعار والانكسار وقد جاء في رسالة كورنثوس الأولى 6: 19-20 أن أجسادكم ليست لكم، لأنَّ يسوع المسيح اشتراها ودفع ثمنها بدمه، وهذا ما يجعلكم قديسين. وتعني القداسة أن تكونوا خاصَّة الله، وأن تكونوا مفروزين لعمل الملكوت، وأن يمتلككم بالكامل. هذا هو المعنى الحقيقي للقداسة لقد أوجد الله الجنس، وجعله عطية […]
مايو 3, 2023

هيكل الروح القدس

“أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟” (1كورنثوس 6: 19) اقرأ 1كورنثوس ٦: ١٢- ٢٠ في وقتٍ ليس ببعيدٍ، تم تكليف شاب بمهمة تنظيف منزل عمه المتوفى. لقد قيل له: “كل ما تبقى بالمنزل هو النفايات”. ولكن، في الطابق السفلي، كانت هناك كومة من الكتب الهزلية بقيمة 3.5 مليون دولار! لو لم يكن الشاب مُدركًا لقيمة تلك الكتب، لكان من الممكن أن ينتهي بها الأمر في مكب النفايات، وكان هذا الشاب المسكين سيظل فقيرًا كما كان أنا وأنت، كمؤمنين، لدينا ما هو أثمن بكثير من كومة كتب هزلية. يقول الكتاب المقدس أننا إذا عرفنا المسيح، فإن أجسادنا تكون هياكل للروح القدس (اقرأ 1كورنثوس 6: 19). كان مؤمنو كورنثوس يعيشون كما لو أن أجسادهم ليست أكثر من نفايات يتم رميها في حاوية قمامة عند موتهم. لقد وقعوا في الخطية، وكانوا فخورين بذلك لا ينبغي أن يحدث هذا مع المؤمنين بالمسيح! أجسادنا ليست مِلكنا، إنها تستضيف حضور الله ذاته وهي ذات […]
أبريل 29, 2023

محبة مُحفزة

“اسهروا. اثبتوا في الإيمان. كونوا رجالاً. تقووا. لتصر كل أموركم في محبة.” (1كورنثوس 16: 13-14) ما أعظم محبة الله لنا وما أروعها، فهي تداوي جراحنا العاطفية والذهنية والروحية. هل تشعر بضعف اليوم؟ تذكر أن الله يحبك وأنك عزيز على قلبه وأنه قادر أن يشفي كل ضعف وجرح في حياتك. هل تشعر بعدم القيمة؟ تذكر أن الله قد صنعك وافتداك ويريدك معه إلى الأبد. فمحبة الله الأبدية والكاملة تستطيع أن تشفيك وتداوي جراحك إن سمحت له أصلي أن تكون محبة الله لنا هي الدافع وراء كل شيء نقوله ونفعله. اسأل نفسك اليوم: هل محبة الله هي الدافع وراء القرار الذي أنا على وشك إتخاذه أم لا اطلب من الروح القدس أن يعينك حتى تعلن محبة الله الباذلة لكل من حولك. ثق أن المحبة ستعينك أن تغفر لهم. وعندما يحتاج غريب إلى مساعدة، ستدفعك محبة الله أن تعينه. قإن سمحت للروح القدس أن يعمل في حياتك ومن خلالك، ستغير محبة الله الطريقة التي تعيش بها صلاة: يا رب، أصلي أن تكون محبتي […]
أبريل 27, 2023

كيف تهدم حصون العدو

‘‘وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ ٱلْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى ٱلْمَوْتِ’’ (رؤيا 12: 11) لقد سمح الكثير من المؤمنين للشيطان ببناء حصون في حياتهم بدون أن يدركوا ذلك، وأحد أكبر المعرقلات أمام عيش حياة التقوى هو السلوك في الجسد الذي يمنعنا من الصلاة ومعرفة فكر الله. ويعني السلوك في الجسد سيطرة الطبيعة الآثمة القديمة على طبيعة التقوى الجديدة التي منحك إيَّاها المسيح، وإذا تُرك هذا السلوك بدون معالجة، فهو قادر على بناء حصون من الأنانيَّة في أعماق قلوبنا وأذهاننا عندما ندرس كلمة الله، سرعان ما نكتشف أهمية الصلاة في معالجة السلوك في الجسد مع الأهواء المرافقة لها، فالصلاة هي المفتاح الأساسي لكشف كل حصن يحاول الشيطان بناءه في حياة المؤمن وهدمه تعني كلمة ‘‘حصن’’ في الترجمة اليونانيَّة ‘‘القلعة’’، ما يدل، بتعبير آخر، على أن عدوَّ نفوسنا يسعى إلى بناء قلعة في حياتنا لمنعنا من معرفة مشيئة الله والعيش لأجل يسوع المسيح. لقد اختبرنا جميعًا الإحساس بالقلق والخوف، على سبيل المثال، لكن عندما تتحوَّل هذه المشاعر إلى هواجس، فهذا دليل على […]
أبريل 13, 2023

حقيقة نتصارع معها

“فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ…” (1كورنثوس 15: 3-4) “إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ” (يوحنا 14: 19). قال يسوع هذه الكلمات في الليلة التي تعرض فيها للخيانة من قبل أحد أصدقائه، قبل ساعات قليلة من حكم الحاكم الروماني بيلاطس عليه بالإعدام على صليب، كان يسوع يستعد للموت من أجل جميع الذين سيؤمنون به، لكنه تحدث إلى أصدقائه عن الحياة، ذلك لأن يسوع كان يركز على الجانب الآخر من عيد الفصح اقرأ ١كورنثوس ١٥: ١-٧. اليوم، هناك أناس ينكرون القيامة، ويتجاهلون الأدلة التاريخية لها ويرفضون ادعاءات الكتاب المقدس. والأسوأ من ذلك أن البعض يرد على القيامة بلامبالاة قائلين: “حتى لو كان المسيح حقًا قد قام من بين الأموات، ماذا يعني هذا؟” أصدقائي، أريدكم أن تعلموا أنه لا توجد حقيقة تاريخية أكثر أهمية من قيامة يسوع المسيح. في الواقع، تعتمد وجهتك الأبدية على كيفية استجابتك للإنجيل، لأنه لن يدخل أحد إلى السماء دون أن […]
أبريل 11, 2023

استودع روحي

“في يَدِكَ أستَوْدِعُ روحي. فدَيتَني يا رَبُّ إلهَ الحَقِّ.” مزمور 31: 5 وبينما قاربت آلام يسوع على الإنتهاء، نجده ينطق بعبارة سادسة ” يا أبَتاهُ، في يَدَيكَ أستَوْدِعُ روحي” (لوقا 23: 46) لم تكن صرخة ضعف أو استسلام، بل صرخة نصرة. لم تكن صرخة شخص غلبه الموت، وأنما شخص غلب الموت. لم تكن صرخة ضحية للظروف وإنما صرخة شخص يتحكم في الظروف. ككقائد في الجيش يصرف جندي، هكذا صرف يسوع روحه لكي تكون مع الله الآب معلناً كلمات كاتب مزمور 31: 5: ” في يَدِكَ أستَوْدِعُ روحي. فدَيتَني يا رَبُّ إلهَ الحَقِّ” وعندما شهد قائد المئة ما حدث وسمع يسوع يصرخ، أدرك الفرق بين يسوع وبين كل شخص آخر رآه يحتضر وفي تلك اللحظة نجده يعلن “بالحَقيقَةِ كانَ هذا الإنسانُ بارًّا.” (لوقا 23: 47) صلاة: يا رب، أشكرك لأنك غلبت الموت وأشكرك لأنك ذكرتنا أنك لم تكن ضحية وإنما كنت المتحكم في زمام الأمور. أصلي في اسم يسوع. آمين
أبريل 9, 2023

الغفران لنا .. والتَرك له

“طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ” (مزمور 32: 1). “وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا: إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟ أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟” (متى 27: 46) هذا القول الرابع عند الصليب هو جوهر فدائنا. إنه جوهر الإيمان المسيحي. إذا فاتك هذا، فاتك كل شيء لو لم يُدِر الآب ظهره للابن، ولو لم يتخلَّى الآب عن الابن في تلك اللحظة، لما كنا على يقين أبدًا من أن الإبن قد حمل خطايانا ودينونتنا على الصليب هذا القول هو من أكثر الأقوال إثارة للدهشة من كل أقوال المسيح عند الصليب. في الواقع، إنه مربك تمامًا لكثير من الناس. تعني كلمة “متروك” هنا حرفيًا “أن تخذل شخصًا”، وأن تتخلَّى عنه تمامًا. كيف يمكن للآب أن يتخلى عن ابنه الذي وُجِدَ معه في وحدة كاملة إلى الأبد؟ كان الآب والابن دائمًا وحدة واحدة. لماذا يتخلَّى الآن عن ابنه؟ تأكد من ذلك، لقد تخلَّى عنه حقًا، وقد فعل ذلك من أجلك ومن أجلي. لقد فعل ذلك من أجل فدائنا، لكي نحصل على الغفران […]