مارس 14, 2022

تغييرُنا

“وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى” (عبرانيين 11: 1). بينما نقرأ كلمة الله نكتشف الكثير من الوعود التي تُظهر لنا رغبته في الاعتناء بنا ورعايتنا، فالله يريد لحياتنا الأفضل. ولكن قد يتزعزع إيماننا في أثناء رحلة حياتنا، وعندما تزداد أحوالنا سوءًا فجأة، نتساءل “هل هذا حقًا في خطة الله لي؟” إذا كنا نسير بالقرب من الرب، ووَجَّهت لنا الحياة ضربة قويَّة، فلا يعني ذلك أننا بحاجة إلى التخلِّي عن إيماننا، بل، في الواقع، هذا هو الوقت الذي نحتاج فيه إلى الرجوع إلى الله. لا يعني ذلك بالضرورة أننا نقوم بشيء خاطئ أو أن الله غير مسرور بنا؛ ولكن علينا أن نتعامل مع مثل هذه الظروف على أنها فرصة للرب لكي يفعل عظائم في حياتنا لمجده. أكثر ما يهم الله هو تغييرنا لكي نزداد شبهًا به، وإذا سمحنا له بالقيام بذلك، فسيستخدم كل أحداث وظروف حياتنا، السهلة منها والصعبة، لتحقيق هذا التغيير في قلوبنا، وإيماننا به، وبأنه سيفعل ما وعد به، سيفتح الباب أمامه للعمل من خلالنا […]
مارس 13, 2022

اُترُك كل شيء

“بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ” (فيلبي 3: 8). منذ أيام بابل والإنسان يحاول الوصول إلى السماء بقوته، فالجميع يريد أن يتحكَّم في مصيره، لكن الطريق إلى الخلاص هو العكس تمامًا، إذ ينبغي علينا أن نتخلَّى عن كل سيطرة ونترك القيادة ليسوع. اقرأ متى 19: 16-30. نرى في هذا المقطع الشاب الغني يسأل يسوع “أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟” (متى 19: 16)، فيبدأ يسوع في سَرد الوصايا، فيجيبه الشاب قائلًا: “هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُني بَعْدُ؟” (متى 19:20). على الرغم من أنه كان يتمتَّع بالسلطة والمال والنجاح، كان هذا الشاب الغني لا يزال يرغب في المزيد، فأوضح له يسوع أن الأبدية ليست مجرد مقياس آخر للنجاح يتم إضافته إلى سيرته الذاتية، لأنه إذا كان يريد حقًا أن يختبر الأبدية، فعليه في الواقع أن يكون مستعدًا لترك كل ما اجتهد للحصول عليه. كان يسوع […]
مارس 11, 2022

اهدِم الحواجز

“وَبَيْنَمَا بُطْرُسُ مُتَفَكِّرٌ فِي الرُّؤْيَا، قَالَ لَهُ الرُّوحُ: «هُوَذَا ثَلاَثَةُ رِجَال يَطْلُبُونَكَ. لكِنْ قُمْ وَانْزِلْ وَاذْهَبْ مَعَهُمْ غَيْرَ مُرْتَابٍ فِي شَيْءٍ، لأَنِّي أَنَا قَدْ أَرْسَلْتُهُمْ»” (أعمال الرسل 10: 19-20). قرأنا بالأمس عن عمل الروح القدس في حياة كرنيليوس، واليوم سنواصل التأمُّل فيما فعله الروح في أعمال الرسل 10 كجزء من إرسالية الله لنشر الإنجيل في كل ركن من أركان العالم. بينما كان الله يعمل ويُغيِّر في حياة كرنيليوس، كان يُهيّئ قلب بطرس ليشهد لكرنيليوس، فقد كان على الله أن يُغيِّر نظرة بطرس إلى الرومان وجميع الأمم، ذلك النظام الإيماني الذي نشأ على مدار عُمْر من التعاليم التي تلقَّاها من والدية وقادته الدينيين ومجتمعه. لقد غيَّر الله تفكير بطرس بشكل فعال من خلال رؤيا أعطاها له. جاء الله بمثال الطعام الذي لطالما اعتبره اليهود نجسًا، كتشبيه للأمم الذين كانوا يُعتبرون أكثر نجاسةً؛ فلم يحدث أن دعا يهودي قط أيًا من الأمميين إلى منزله، ولا دخل أبدًا منزل أحدهم. لكن الصوت في الرؤيا في أعمال الرسل 10: 15 قال لبطرس «مَا طَهَّرَهُ […]
مارس 10, 2022

استجابة الطاعة

“وَبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاه” (1 يوحنا 2: 3). يرغب العديد من المؤمنين في رؤية حصاد عظيم للنفوس، ولكن يبدو أن هذا العمل شاقٌ. هناك الكثير من حواجز الخطية والحواجز الثقافية والدينية التي يجب هدمها. نجد في أعمال الرسل 10 تذكير لقدرة الله على اختراق مثل هذه الحواجز لنشر الإنجيل في كل ركن من أركان العالم، وما فعله آنذاك، يستطيع أن يفعله اليوم. في هذه القصة، نرى الروح القدس يفعل أشياء لا يستطع الإنسان أن يفعلها، فنرى الله يُحدث تغييرًا لا يُنسى من خلال إعداد قلب غير مؤمن وشاهد، وما حدث بعد ذلك هو أمر مُذهِل. بدأ الأمر مع كرنيليوس، واليوم سنتأمل كيف غيَّر الروح القدس حياته. كقائد مائة روماني، كان لدى كرنيليوس 100 رجل يرفعون إليه تقاريرهم. كان كرنيليوس قد سمع مِن قَبل عن يهوه، إله اليهود، وكان يُقدِّرُهُ حتى أنه كان يتبرع للكنيسة، ولكن لم يكن كرنيليوس بعد مؤمنًا مُكرَّسًا. تَغيَّر ذلك بعد ظُهر أحد الأيام عندما ظهر ملاك الرب لكرنيليوس. يقول سفر أعمال الرسل […]
مارس 5, 2022

الاتِّفاق مع مشيئة الله في الصلاة

“يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ” (لوقا 42: 22). إن دعوتنا هي الوصول إلى الآخرين من أجل المسيح، ويجب أن نتشفَّع من أجل كل الذين ضَلُّوا حتى يستجيبوا لدعوة يسوع لهم. بعد قيامته في كلٍ من الأناجيل الأربعة، وفي سفر أعمال الرسل، قال يسوع: “كما أرسلني الآب أُرسِلكم أنا”، وكَلَّفنا بمهامٍ قائلًا: “اذهبوا واخبروا.. كونوا شهودي.. اذهبوا وتلمِذوا.. درِّبوهم.. اذهبوا وقِفوا في الثغر”. يحتاج شعب يسوع أن يتَّضِع ويُصلِّي، وأن تتفق مشيئته مع مشيئة الله. يجب أن نسأل الله “يا رب، ما هي مشيئتك حتى أطلبها في صلاتي وأجعل مشيئتي تتفق معها؟” فهذه هي الطريقة الصحيحة للصلاة. لن نرى ثمرة الاستجابة لدعوة الله إلَّا عندما تتفق مشيئتنا مع مشيئته. يعطينا الكتاب المقدس أمثلة لا حصر لها للنتائج التشفُّعية العظيمة التي تحدث عندما تتفق مشيئتنا مع مشيئة الله في الصلاة. عندما اتفقت مشيئة موسى مع مشيئة الله، أخرج الله ماءً من الصخرة، وعندما اتفقت مشيئة يشوع مع مشيئة الله، وقفت الشمس في […]
مارس 2, 2022

رجاء يُجدِّد الطاقة

هل سبق لك أن شعرتَ بالإحباط الشديد ولم تستطع النوم؟ هل أنهكتكَ مشاكل الحياة ولم تجد الراحة؟ مثل هذا الإرهاق يُنهك الروح، لذا أود أن أقول لكل من اختبره أن الله يُقدِّم لنا رجاءً يجدد الطاقة: أَمَا عَرَفْتَ؟ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ. لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا، لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ يُعْطِي الْمُعْيِيَ قُدْرَةً، وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً. اَلْغِلْمَانُ يُعْيُونَ وَيَتْعَبُونَ، وَالْفِتْيَانُ يَتَعَثَّرُونَ تَعَثُّرًا. وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ. (إشعياء 40: 28-31) أخبرنا النبي إشعياء أن منتظري الرب (راجين الرب) تُجدَّد قوتهم ويستعيدون طاقتهم، ولكن، كيف يمكننا أن نحصل على هذا الرجاء؟ يصبح لدينا رجاء عندما ننظُر إلى ما يمكن لله أن يفعله بدلاً من النظر إلى ما فعله الإنسان. يفيض الرجاء بداخلنا عندما نُركِّز على قدرات الله، وليس على ضعف الإنسان وعجزه، وعندما نُسبِّح الله على كماله، معترفين به وواضعين ثقتنا فيه، بدلًا من تعظيم محاولات الإنسان غير الفعَّالة وإنجازاته التي لا تَرقَى إلى الكمال. إذا […]
فبراير 28, 2022

يحوِّل الصعوبات إلى بركات

‘‘لِأَنَّكَ أَنْتَ تُبَارِكُ ٱلصِّدِّيقَ يَا رَبُّ. كَأَنَّهُ بِتُرْسٍ تُحِيطُهُ بِٱلرِّضَا’’ (مزمور 5: 12) يعيش شعب الله، في معظم الأحيان، ضمن دورة تتوالى فيها فترات من الشحّ والفيض، ومثلما جفّ نهر كريث في العهد القديم مختتمًا فترة من الهدوء والطمأنينة، هكذا أيضًا انتهى موسم الفيض بغتةً في حياة النبيّ إيليَّا، عندما كان في مدينة صِرفَة، حين مات ابن الأرملة التي أعالته، مما أثار غضبها تجاه الله وإيليَّا على حدّ سواء (اقرأ سفر الملوك الأول 17: 17-24). ولم يكن من غير المعتاد أن تلي موسم البركات فترة من الصعوبات في حياة شعب الله، فغالبًا ما كانت النصرة العظيمة مقترنة بمحنة كبيرة. هذا ما اختبرتُه في العام 1987 عندما أسَّسنا كنيستنا وبارك الله خدمتنا بركة عظيمة على جميع الأصعدة. حضر 28 شخصًا أوَّل اجتماع لنا في غرفة في الفندق، وارتفع عدد الحضور إلى 60 شخصًا في الأسبوع التالي، وظلّ المؤمنون المكرَّسون للرب يتوافدون إلى الكنيسة بأعداد كبيرة. وأنا كنتُ أجتمع بالمؤمنين صباحًا وظهرًا ومساء، وأعمل بلا كلل لمواكبة النمو الهائل. لكنَّني أصبت بالتهاب […]
فبراير 27, 2022

المعارك الروحية

“وَإِلهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ” (1 بطرس 5: 10). هناك فكرة لا أساس لها من الصحة في بعض الدوائر تقول أنه عندما نأتي إلى المسيح ستكون حياتنا في ازدهار، وكل المخاوف والمشاكل التي أصابتنا قبل أن نقبل المسيح ستختفي بمجرد أن نُكرِّس حياتنا له. هذه الفكرة غير صحيحة على الإطلاق، فكما يستخدم الحدَّاد النار لتشكيل الحديد، يستخدم الله الصعوبات في حياتنا لتقوية إيماننا، ولكي يُحدِث نهضة في قلوبنا وقلوب من حولنا عندما نحيا بالإيمان، واثقين أن الله حاضر معنا وسط تحدِّيات الحياة. يجب أن ندرك أنه مع بداية نهضة الله، تظهر المقاومة؛ فتبدأ المعارك الروحية، ويبدأ العدو في محاصرة قلوبنا. لكي نَشهَد حدوث النهضات في حياتنا وحياة الآخرين، يجب أن نكون مستعدين للثبات في الإيمان والوقوف بقوة في مواجهة المقاومة، ومجدًا لله أننا قادرون على ذلك بفضل بقوته. عندما نُخضِع أنفسنا لله، فإنه يُعيننا على طاعة دعوته لنا، وهذا الخضوع والطاعة لله هما بمثابة إعلان قوي […]
فبراير 26, 2022

دليل النهضة

“لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلًا وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ” (رومية 14: 17). يجب أن يكون هناك جوع في قلب كل مؤمن لرؤية الله يستخدمنا في امتداد ملكوته بطرق لم نتخيلها أبدًا. إذا توقفنا عن اتباع الله، ستتحول المسيحية إلى ديانة بالية، واللحظة التي سنشعر فيها بالاكتفاء بما نحن فيه هي اللحظة التي سنتوقف فيها عن التحرُّك نحو الله الذي يذخر لنا الكثير من الأشياء التي لم نكن لنتخيلها. يرغب الله في قلب حياتنا رأسًا على عقب واستخدامنا في خطته المذهلة لفداء العالم، لكنه لا يفرض إرادته علينا أبدًا. إذا لم تكن لدينا رغبة في أن يستخدمنا الله، فلن يجبرنا على ذلك، وسوف يتمم مشيئته من خلال أواني أخرى راغبة في أن تُستَخدَم، ولكن من ذا الذي يريد أن يفوت فرصة أن يكون جزءًا من خطة الله؟ لكن قبل أن تحدث أي أحداث مُغيِّرة للحياة في قلوبنا، يجب أن نُخضِع أنفسنا بالكامل وبدون أي شروط لقيادة الروح القدس. في الطريق إلى دمشق وفي الأيام التالية، لم […]
فبراير 25, 2022

استياء قايين

“فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «لِمَاذَا اغْتَظْتَ؟ وَلِمَاذَا سَقَطَ وَجْهُكَ؟ إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلاَ رَفْعٌ؟ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا»” (تكوين 4: 6-7). كثيرًا ما نحاول الوصول إلى الرضا من خلال إجراء تغييرات سطحية في حياتنا، مثل تغيير الوظيفة، أو الانتقال إلى مدينة جديدة، أو بدء علاقة جديدة، ولكن لا يبدو أن أيًّا من هذا ينجح في جعلنا نشعر بالرضا، وذلك لأننا نحاول تطبيق الحلول البشرية على مشكلة روحية. نرى في حياة قايين في الكتاب المقدس مثالاً على الشعور بالاستياء وعدم الرضا. لقد بدأ انزعاج قايين عندما شعر بالغيرة تجاه أخيه هابيل: وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَيَّامٍ أَنَّ قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ، وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، وَلكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدًّا وَسَقَطَ وَجْهُهُ. (تكوين 4: 3-5) لقد تذكَّر هابيل ما تعلَّمه من والديه عن أجرة الخطية، وتذكَّر أن الله طلب أن تكون الذبيحة حيوانية. أما قايين فأراد أن يرضي الله بطريقته […]
فبراير 24, 2022

الاستناد إلى الكلمة

اَللهُ طَرِيقُهُ كَامِلٌ. قَوْلُ الرَّبِّ نَقِيٌّ. تُرْسٌ هُوَ لِجَمِيعِ الْمُحْتَمِينَ بِهِ” (مزمور 18: 30). مع وجود الكثير من المؤثِّرات والأشخاص الذين يحاولون تشكيلنا بحسب تعريفهم الخاص “للحق”، ولكي نتمكَّن من تحمُّل ضغوطهم ونستمر في أن نعكس نور المسيح، نحن بحاجة إلى الاستناد إلى كلمة الله، فقد قال بولس “كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ” (2تيموثاوس 3: 16-17). مهما كانت مواجهاتنا مع غير المؤمنين، يمكننا أن نجد الحكمة والإرشاد والراحة في الكتاب المقدس. عندما نشارك بالأخبار السارة، سَيَمُدُنا الكتاب المقدس بالحق، وعندما نتعرَّض للرفض، ستعمل كلمة الله على تهدئتنا وتخفيف جراحنا، وعندما نخاف من الاضطهاد، ستمنحنا وعود الله القوة للتغلب على مخاوفنا، وعندما نميل إلى الاستسلام لتأثيرات العالم، سوف تغير كلمة الله أذهاننا وتُجدِّدها. سنجد في كلمة الله التشجيع الذي نحتاجه للاستمرار في اتِّباع الله في الإيمان والطاعة، حتى وإن كان العالم يضغط علينا لكي نمتثل إليه. صلاة: أشكرك يا رب من أجل […]
فبراير 23, 2022

دليل إرشادنا الروحي

“طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي… فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلًا” (مزمور 1: 1-2). كم مَرَّة قرأتَ دليل الإرشادات الخاص بالأجهزة أو الألعاب أو الأدوات الجديدة؟ يتجاهل معظمنا قراءة تلك الكُتيِّبات واتباع الإرشادات المذكورة بها، لكن هناك دليل إرشادي واحد لا يمكننا تجاهله وهو الكتاب المقدس، الذي هو دليل إرشادنا الروحي، وعندما نتجاهله، تكون العواقب أبدية. إن المرور السريع على الكتاب المقدس بحثًا عن النقاط الرئيسية لن يفيدنا، والتقليب العشوائي بين الصفحات لن يجعلنا ننضج روحيًّا، فالبحث في السطح فقط لن يمدنا باللآلي، بل يجب أن نغوص بعمق تحت السطح لنعثر على الكنز. لكي ننمو روحيًا حقًا، ينبغي أن نُكرِّس الوقت والجهد للتعلُّم من كلمة الله. قبل أن نبدأ قراءة كلمة الله، يجب أن نُعِد قلوبنا، وخطوتنا الأولى في ذلك هي أن نطلب من الروح القدس أن يقودنا في التعلُّم، ويمنحنا التمييز، ويساعدنا على معرفة وجهات نظرنا المشوهة. يجب أن تكون غايتنا عندما نأتي إلى الكتاب المقدس هي طلب الحق، وليس رغباتنا الخاصة الخفية. صلاة: سامحني يا أبي على […]