يناير 22, 2023

الخلاص شهوة قلبه

حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ (يوحنا 3: 16) هذا هو الإيمان المسيحي باختصار: لأنَّ الله أحبَّ كثيرًا أعطى كثيرًا، فالمحبَّة أنزلت يسوع إلينا لكي يخلص كلُّ مَن يستجيب لمحبَّته الفائقة، وعندما بذل الله ابنه، أوجد لنا مخرجًا من عذاب الجحيم لأنَّ الخلاص مشتهى قلبه يريد الله للجميع أن يؤمنوا به ويُقبلوا إليه (1 تيموثاوس 2: 4؛ 2 بطرس 3: 9؛ حزقيال 18: 23؛ 32). لذا، فهو يغفر لكلِّ مَن يأتي إليه طالبًا الغفران باسم يسوع، فما من خطيَّة لا يستطيع دم يسوع أن يكفِّر عنها، ومهما انحدرتم في نظركم، فإنَّ الله يقبلكم إذا قبلتم نعمته المجانيَّة بتواضع وامتنان، معترفين بأنَّكم لا تستحقُّون محبَّته. ‘‘لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ ٱللهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ’’ (يوحنا 3: 16). الله يقبل كلَّ مَن يضع رجاءه في ابنه، ويمنحه حياة أبديَّة هذا هو جوهر عيد الميلاد: إنَّه الخبر السار الذي يعلن أنَّ […]
يناير 21, 2023

هديَّة مجيدة

مَنِ ٱعْتَرَفَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُ ٱللهِ، فَٱللهُ يَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِي ٱللهِ. وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي لِلهِ فِينَا (1 يوحنا 4: 15-16) جاء في الكتاب المقدَّس أنَّ الله أعطى من فيض محبَّته النقيَّة. ما الذي أعطاه؟ عربونًا عن ذاته؟ عشرة بالمئة من ذاته؟ يومًا من برنامجه المثقل بالمشاغل؟ بضع ساعات في اليوم؟ حفنة من ذاته؟ تقول لنا كلمة الله إنَّه عندما أحبَّنا الله، أعطانا ذاته بالكامل، فمحبَّة الله ليست تفضيليَّة أو عرضيَّة، بل هي دائمة وأبديَّة لأنَّ جوهر الله هو المحبَّة، وبما أنَّ المحبَّة جوهره، فإنَّ العطاء جزء من طبيعته مَن يحبُّ كثيرًا يعطي كثيرًا. فكيف نقيس مقدار محبَّة الإنسان؟ تُقاس محبَّة الإنسان على أساس مستوى إنكار الذات والتواضع الذي يُظهره في خدمة شخص آخر. يمكن لأي إنسان أن يقول إنَّه يحبُّك، لكن مقدار تضحيته هو الذي يُظهر عمق محبَّته لك لقد أظهر الله عمق محبَّته في أوَّل ميلاد عندما أرسل، وهو القدُّوس، ابنه الوحيد إلى العالم. ولمَّا انضمَّ يسوع المسيح إلى الخليقة، لم يبقَ لدى الله […]
يناير 20, 2023

خلاص شعبه

لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ رَفْضُهُمْ هُوَ مُصَالَحَةَ ٱلْعَالَمِ، فَمَاذَا يَكُونُ ٱقْتِبَالُهُمْ إِلَّا حَيَاةً مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ؟ (رومية 11: 15) ظلَّ امتياز الانتماء إلى شعب الله محصورًا بأمة إسرائيل اليهودية إلى أن وُلد يسوع في تاريخ الفداء. وقد عُرف شعب إسرائيل حصرًا باسم شعب الله على مدى آلاف السنين منذ أيَّام موسى، لكن من خلال يسوع، منح الله فرصة لأي إنسان لاختبار بركة الانتماء إلى خاصَّة الله من خلال الخلاص بابنه اقرأ يوحنا 1: 1-11. يقول يوحنا في هذه الآيات إنَّ يسوع ‘‘جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله’’ (يوحنا 1: 11). كان شعب إسرائيل ينتظر مجيء المسيَّا عبر التاريخ وهو في حالة صلاة وترقُّب. لكن عندما حان الوقت ليتخلَّى يسوع عن مجده ويولد في هذا العالم، لقي رفضًا من القوم الذين كانوا ينتظرونه عرف يسوع أنَّ خاصته سترفضه، لكنَّه كان يفكِّر في عائلة أكبر. لقد كان رفْضَ خاصَّة الله لابنه يسوع جزءًا من مقاصده الإلهيَّة لأنَّه أراد برحمته ونعمته أن يضمّ الأمم الذين يؤمنون به إلى عائلته (رومية 11: 11-15)، وبالرغم من أن […]
يناير 19, 2023

لأنَّه هكذا أحبَّ الله العالم

لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ ٱللهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ… (يوحنا 3: 16 أ) ‘‘لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ ٱللهُ ٱلْعَالَمَ…’’ (يوحنا 3: 16). لم تَرِد عبارة مثل هذه في أيِّ ديانة أخرى. فالديانات كلُّها تقول، ‘‘اسعَ أكثر وابذل مجهودًا أكبر’’، وهذا لا يضمن قبول الله لك. لكنَّ إلهنا هو إله المحبَّة والعطاء والتضحيات، إنَّه الإله القدوس واللامتناهي والأكثر تواضعًا الذي يمدُّ لنا يده بمحبَّة. هذه هي روعة الميلاد: الله نزل من السماء من أجلنا إنَّ محبَّة إله الكتاب المقدَّس العظيمة والتي لا يُسبَر غورها تميِّز المسيحيَّة وتجعلها بعيدة كلَّ البعد عن أيِّ ديانة أخرى، وهي تنبثق من الله وحده لأنَّ ‘‘الله محبَّة’’ (1 يوحنا 4: 8). فالله يحبّ لأنَّ المحبَّة جزء من طبيعته وجوهره، وهي تنبثق من نبع لا حدود له، ويستحيل قياسها بالعمليَّات الحسابيَّة، لذا، تمَّ استخدام كلمة ‘‘هكذا’’ للتعبير عن المحبَّة الإلهيَّة، ‘‘لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ ٱللهُ ٱلْعَالَمَ…’’ يستحيل تفسير محبَّة الله أو وصفها أو حتَّى فهم عمقها، لكنَّه أحبّنا مع أنّه ليس فينا شيء محبَّب أو جذَّاب لأنَّه هكذا أحبَّنا […]
يناير 14, 2023

مدعّوُن لكي نبني

هَلُمَّ فَنَبْنِيَ سُورَ أُورُشَلِيمَ وَلاَ نَكُونُ بَعْدُ عَارًا. فَقَالُوا: “لِنَقُمْ وَلْنَبْنِ”. وَشَدَّدُوا أَيَادِيَهُمْ لِلْخَيْر (نحميا 2: 17-18 إذ ننظر حولنا، سنجد من الواضح بشكل مؤلم أن أسوار ثقافتنا قد إنهارت وتدمرت أسوار الكنيسة، وتهدمت أسوار العديد من العائلات في هذا الوقت الحرج، يدعونا الله أن نكون نحميا عصرنا؛ نقوم ونبني ونقود آخرين في زمن تضائل فيه عدد القادة الحقيقيين نحن مدعوون جميعًا لكي نقوم ونقود آخرين في العديد من جوانب الحياة المختلفة مثل المنزل والجامعة والكنيسة والعمل والخدمة والوحدة العسكرية والمنظمات المدنية. لقد زودك الله بمواهب للقيادة والخدمة وكقائد، تذكر أن الله سيؤهلك من خلال  الوقت الذي تصرفه منفرداً معه لأنه سيُسمعك صوته وسيعلن لك مشيئته عاين نحميا حطام أورشليم، وبينما نعاين نحن حِطام ثقافتنا وننظر إلى أحوال نظم التعليم وما آل إليه مجتمعنا من إنحلال أخلاقي، ربما نصاب بالإحباط بسبب ضخامة المهمة الموضوعة أمامنا لإعادة بناء هذه الأسوار. لكن علينا أن ندرك –مثلما أدرك نحميا- أننا نخدم إلهًا أعظم من كل قوى العالم. أصلي أن يُشجعك هذا الحق بينما […]
يناير 9, 2023

العطاء الذي يُسِّر قلب الله

فأطلُبُ إلَيكُمْ أيُّها الإخوَةُ برأفَةِ اللهِ أنْ تُقَدِّموا أجسادَكُمْ ذَبيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرضيَّةً عِندَ اللهِ، عِبادَتَكُمُ العَقليَّةَ. -رومية 12: 1 كثيراً ما نُسيء تعريف السخاء في العطاء ونظن أنه منح تقدمات مالية كريمة وعطايا سخية دون أي تنازلات في مستوى معيشتنا. مثل هذا التعريف يشل كثيرين ويجعلهم يقدمون الأعذار عن تأخرهم في العطاء حتى تتسنى لهم الفرصة ليعطوا مبلغاً كبيراً أو تتحسن ظروفهم. والحقيقة هي أن السخاء في العطاء لا يتوقف عند حد بذل المال ولكنه يبدأ أولاً بإتجاه القلب تُلقي الأعداد الموجودة في لوقا 21: 1-4 الضوء على روعة تقدمة الأرملة والتي تشير إلى المعنى الحقيقي للسخاء في العطاء لأنها لم تعطي مما تبقى لديها ولكنها قدمت ما كانت في حاجة إليه لمعيشتها. قدمت فلسين وبرغم من فقرها، إلا أن أعطت بسخاء كثيرون اليوم يتبرعون بأموال كثيرة ولكنهم لا يعيشون حياة سخاء، فهم غير أسخياء في الوقت والموارد وتقديم الشكر. أما الشخص الكريم فيعيش مشغول دائماً بمباركة الآخرين وبالطريقة التي يمكن أن يستخدمه الرب من خلالها لم تعطِ الأرملة […]
يناير 7, 2023

فيض محبَّته

‘‘وَلَا يُخْدَمُ بِأَيَادِي ٱلنَّاسِ كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى شَيْءٍ، إِذْ هُوَ يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْسًا وَكُلَّ شَيْءٍ’’ (أعمال 17: 25) تعتبر ثقافتنا عيد الميلاد موسمًا للعطاء، وينظر إليه المؤمنون وغير المؤمنين على أنَّه وقت لتقديم الهدايا والاحتفال والتجمُّع مع الأصدقاء وأفراد العائلة، وإثقال برامجنا بالاحتفالات والالتزامات، فنُعِدُّ القوائم ونتساءل قلقين ما إذا كنا جلبنا الهدية المناسبة، أو علينا شراء هدية أخرى. لكن وسط هذا الصخب كلِّه، يشعر كثيرون بالاكتئاب والوحدة واليأس والإحباط في الميلاد. لماذا؟ لأنَّنا نصدِّق رسالة ثقافتنا العلمانيَّة التجاربَّة التي حوَّلت عيد الميلاد إلى احتفال ترفيهيّ، وإلى انغماس سطحي بالملذّات بعيد كلِّ البعد عن الاحتفال الذي يشبع نفوسنا وينهضها من سباتها إنَّ الله القدوس، الكائن منذ الأزل إلى الأبد (مزمور 90: 2) الذي لا يطلب شيئًا منَّا ولا يحتاج إلى تسبيحنا ومحبَّتنا وذبائحنا (أعمال 17: 24-25)، خلق الكون من فيض محبَّته الكائنة منذ الأزل بين الآب والإبن والروح القدس. فهو خلقنا لكي نتمتَّع به ونشترك في محبَّته الإلهيَّة ونستمتع بالحياة الفيَّاضة في محضره. وعندما رفضه الإنسان في جنَّة عدن، […]
يناير 3, 2023

الله لا يدعونا للمساومة

إِنِّي أَنَا عَامِلٌ عَمَلًا عَظِيمًا فَلاَ أَقْدِرُ أَنْ أَنْزِلَ (نحميا 6: 3) بينما نحاول إعادة بناء الأسوار المنهدمة في حياتنا وعائلاتنا وثقافتنا، يجب ألا نقع في فخ مخططات الشرير. ولكي نظل أقوياء، هناك ثلاثة أشياء يجب أن نعرفها: يجب أن نعرف المهمة التي دعانا الله إليها حتى لا نضل. يجب أن نعرف الحق حتى لا نرتعب من الأكاذيب. وأخيرًا، يجب أن نعرف كلمة الله حتى نميِّز الحق عندما يتحدث الناس بإسمه بالباطل اقرأ نحميا ٦. كان نحميا على وشك الإنتهاء من إعادة بناء أسوار أورشليم، فزاد سنبلط وطوبيا وجشم الضغط عليه، وأرسلوا له رسائل أربع مرات يطالبونه فيها بالتوقف عن العمل ومقابلتهم في مكان يبعد حوالي عشرين ميلاً شمال أورشليم كانوا ربما يخططون لإبعاده عن المدينة وقتله، لكن نحميا لم يقع في شَرَكَهم. أجابهم نحميا قائلًا: ” إِنِّي أَنَا عَامِلٌ عَمَلًا عَظِيمًا فَلاَ أَقْدِرُ أَنْ أَنْزِلَ. لِمَاذَا يَبْطُلُ الْعَمَلُ بَيْنَمَا أَتْرُكُهُ وَأَنْزِلُ إِلَيْكُمَا؟” (نحميا 6: 3). لقد دعاه الله لإعادة بناء الأسوار حول أورشليم، وليس لمساومة أولئك الذين يسعون إلى […]
يناير 2, 2023

التغلب على الإحباطات

يَا رَبُّ إِلهَ الْجُنُودِ، مَنْ مِثْلُكَ ؟ قَوِيٌّ، رَبٌّ، وَحَقُّكَ مِنْ حَوْلِكَ (مزمور 89: 8) عندما تبدأ في تحقيق الإنتصار على الخطية، وعندما تبدأ في تحقيق الإنتصار على الإدمان، وعندما تبدأ في تحقيق الثبات في حياة الصلاة الخاصة بك، وعندما تشارك إيمانك بجرأة مع من حولك، لا تندهش من المعارضة الروحية التي ستلاقيك في طريقك. فالشيطان يريد أن يمنع شعب الله من القيام بأشياء رائعة لله، ويعطل نموهم وتقدمهم في الحياة المسيحية اختبر نحميا ذات التحدي في أثناء بناءه لأسوار أورشليم. بينما كان العمل يتقدم، بدأ أولئك الذين رأوا الإصلاحات تهديداً لقوتهم في تهديد اليهود والتآمر ضدهم. لكن واجه نحميا المشكلة بالصلاة. كان يصلي وكان يقظًا، ووضع حُرَّاسًا لحماية عمل الشعب نهارًا وليلًا، مُظهرًا بذلك توازنًا مثاليًا بين الروحانية والعملية لم يتوقف الشيطان عند هذا الحد من المعارضة بل استخدم أفضل سلاح لديه ضد شعب الله، وهو الإحباط. الإحباط هو الخطر الرئيسي لكونك مؤمنًا ويأتي في أشكال وأنواع متعددة وعادة ما يهاجمك عندما تسير بأمانة مع الله. يمكن أن يصيب […]
ديسمبر 31, 2022

بالرغم من مشاعر الخوف

وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا، لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِين (أفسس 3: 20-21) اقرأ نحميا ٢: ١- ١٠. عندما الله في الإستجابة لصلاة نحميا التي استمرت أربعة أشهر، وبعد أن أوشكت مرحلة الإنتظار على الانتهاء، أُتيحت الفرصة أمام نحميا عندما سأله أرتحشستا الملك عن سبب حزنه. وبالرغم من أنها كانت الفرصة التي كان ينتظرها، إلا أنه اعترف أنه شعر بالخوف نعم كان نحميا خائفاً، لكن لا حرج في الخوف. كل من يدعي محاولة القيام بأشياء عظيمة لله بدون الشعور بالخوف والرهبة ليس صادقاً، لأن الأبطال أيضًا يختبرون مشاعر الخوف. الفرق بين الجبان والبطل ليس أن البطل لا يشعر بالخوف، لكن البطل لا يسمح للخوف أن يقف في طريق أدائه لواجبه خاف نحميا ولكنه صلَّى أثناء خوفه، وأطاع الله بالرغم من خوفه. وبسبب صلاة نحميا التي رفعها طوال أربعة أشهر، كان الخط الساخن بينه وبين الرب مفتوحًا، وأعطى الرب نحميا الكلمات […]
ديسمبر 29, 2022

القدرة على الانتظار

“يَارَبُّ، بِالْغَدَاةِ تَسْمَعُ صَوْتِي. بِالْغَدَاةِ أُوَجِّهُ صَلاَتِي نَحْوَكَ وَأَنْتَظِرُ” (مزمور 5: 3). من خلال قراءتنا للإصحاح الأول من سفر نحميا، نستشف أن نحميا كان شخصاً علمانياً يريد أن يتمجد الله في حياته. فالفترة منذ أن تلقى الخبر من رجال يهوذا وحتى قرر أن يفعل شيئاً كانت حوالي أربعة أشهر قضاها في الصلاة والصوم والبكاء وطلب الرب وهي الفترة من ديسمبر إلى إبريل في تقويمنا الحالي من الواضح أن نحميا لم يكن مندفعًا؛ فالوقت الذي قضاه في محضر الله ساعده على تمييز مشيئة الله وحساب تكلفة الطاعة وإعداد نفسه للتحدى الذي سيواجهه. غالبًا ما يكون الانتظار جزءًا مهمًا من مرحلة الإعداد للخدمة. عندما كلف يسوع تلاميذه بالكرازة بالإنجيل لكل العالم، أخبرهم أن ينتظروا حتى يحل عليهم الروح القدس قبل أن تحاول القيام بأشياء عظيمة لله، يجب أن تتعلم انتظار توقيت الله. ينفد صبرنا مع تأخُّر الله، ولكن لا ينبغي الخلط بين تأخُّر الله ورفضه. عندما يقول الله “انتظر” فهو لا يقول لك: لا، بل يقول: كن صبوراً، فأنا أُعِدُّك للقيام بأمور […]
ديسمبر 28, 2022

دعوة الله لنا بالعمل

 كَيْفَ لاَ يَكْمَدُّ وَجْهِي وَالْمَدِينَةُ بَيْتُ مَقَابِرِ آبَائِي خَرَابٌ، وَأَبْوَابُهَا قَدْ أَكَلَتْهَا النَّارُ؟ (نحميا 2: 3) كثيرون يؤمنون بمعتقدات صحيحة ويتفقون أن الكتاب المقدس هو كلمة الله، وأن يسوع هو ابن الله، والبعض لديهم معرفة لاهوتية عظيمة، لكن غالبيتهم لا يتصرفون بالضرورة وفقاً لما يؤمنون به كان نحميا رجل المعتقدات الصحيحة ولكنه أيضاً كان رجل الأعمال الصحيحة. لقد خاطر بكل شيء ليتبع الله وبالرغم من صعوبة مهمته، إلا أنه لم يكن لينعم بالراحة حتى بُنيت أسوار أورشليم المُنهدمة. في هذه السلسلة من التأملات سنرى أن نحميا استطاع أن يُظهِر للعالم إيمانه بأعماله (إقرأ يعقوب 2: 18) اقرأ نحميا ١ لم يكن نحميا الشخص الوحيد الذي وصلت إليه أخبار أسوار أورشليم المنهدمة. أنا شخصياً أعتقد أن سبب وجود سفر يحمل اسم نحميا في الكتاب المقدس هو أن نحميا كان الشخص الوحيد الذي فعل شيئًا. لقد وثق بالله بما يكفي لتمجيده ولطلبه، ولكنه لم يكتفي بذلك بل بدء في العمل وأعاد بناء سور أورشليم المنهدم نسمع اليوم أخباراً عن “أسوار منهدمة” – […]