يوليو 24, 2022

سجين لكن حُرّ

‘‘ٱلظُّلْمَةُ أَيْضًا لَا تُظْلِمُ لَدَيْكَ، وَٱللَّيْلُ مِثْلَ ٱلنَّهَارِ يُضِيءُ. كَٱلظُّلْمَةِ هَكَذَا ٱلنُّور’’ (مزمور 139: 12). خلال الحرب العالمية الثانية، أدركت ‘‘كوري تن بوم’’ وعائلتها المخاطر المرتبطة بتأمين مخبأ للمواطنين اليهود وحمايتهم، لكن الناس، رجالًا ونساءً، كانوا يجدون ملجأً مؤقَّتًا من مطاردة هتلر الشريرة في غرفة صغيرة مخفيَّة داخل منزل عائلة ‘‘تن بوم’’ الواقع فوق متجر الساعات الذي يملكه الأب. وكانوا متى وجدوا ممرًّا آمنًا للخروج من البلاد، يغادرون الغرفة ليحلّ مكانهم أشخاص آخرون يبحثون عن مكان آمن. وتخبر ‘‘كوري’’ في كتابها ‘‘The Hiding Place’’، ما ترجمته ‘‘مكان للاختباء’’، عن كيفيَّة إلقاء القبض على معظم أفراد عائلتها وإرسالهم إلى معسكر اعتقال حيث عاشوا في ظروف بائسة تفوق القدرة على الاحتمال. ثمَّ تلقَّت الضربة القاضية عندما رأت أختها الحبيبة وهي تضعف وتتلاشى إلى أن فارقت الحياة. هل نسيها الله يا ترى؟ فهي كانت مؤمنة وهي لم تفعل وعائلتها إلَّا ما شعرت بأنَّ الله يقودها لفعله، فكيف انتهى بها الأمر في السجن؟ نحن لا نفهم معظم مآسي الحياة ما دمنا نتألَّم في هذا […]
يوليو 23, 2022

عطيَّة الإيمان

‘‘فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا ٱلْجَبَلِ: ٱنْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلَا يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ’’ (متى 17: 20).   ينال جميع المؤمنين إيمانًا وهم يسلكون فيه كلَّ يوم. ويشبه الإيمان العضلة التي تزداد قوَّة كلَّما مرَّنَّاها، لكنَّ السلوك بقوَّتنا الخاصَّة بدلًا من الإيمان يؤدِّي إلى ضمور عضلة إيماننا، لذا يجب على جميع المؤمنين امتلاك الإيمان وتنميته لبلوغ ملء النضوج في المسيح. لكنَّ الروح القدس أعطى موهبة الإيمان لبعض الأشخاص، وهم يرون مشيئة الله كما لو أنَّها أمر واقع. والكتاب المقدس مليء بأمثلة عن شخصيَّات تتمتَّع بهذا النوع من الإيمان. أعطى الله يوسف حلمًا ربَّما بدا تحقيقه مستحيلًا عندما رماه إخوته في البئر وباعوه لتجَّار عبيد واتَّهمته امرأة فاسقة زورًا، وتُرك لسنوات مرميًّا في سجن في مصر، لكنَّ حلمه استمرّ لأنَّه تسلَّمه من الله ولم يخطِّط له بنفسه، كما أنَّه لم يشكّ أبدًا بقدرة الله على تحقيق الحلم الذي منحه إيَّاه في شبابه. قَسِيَ قلب […]
يوليو 22, 2022

الوقوف عند مفترق طرق

‘‘وَٱلْآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي لِلهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، ٱلْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ ٱلْمُقَدَّسِينَ’’ (أعمال 20: 32) نقرأ في سفر الخروج 3: 7 أنَّ الله يسمع صراخ شعبه، وهو كان عالمًا بعذابهم في المنفى، لكن خلاصهم الموعود تأخَّر، ولمَّا امتدَّت الأيَّام إلى أسابيع والأسابيع إلى أشهر والأشهر إلى سنين، بدأوا يتساءلون ما إذا كان الله قد نسيهم. هل سبق أن طرحتَ هذا السؤال؟ ربَّما كنتَ تطيع الله وتتبعه بأمانة، لكنَّك تجد نفسك الآن أمام مفترق طرق بين الرجاء والشكّ. فاختَر الرجاء في الرب، فهو لم ينسَك. هو سمع صراخك وهو يعمل في الخفاء لإنقاذك. فالتوقيت مهم جدًّا بالنسبة إلى الله، وهو يعرف متى تكون في الوضع المناسب للانتقال إلى الخطوة التالية، وتأكَّد أنَّه لن يتأخَّر، بل هو يتدخَّل في الوقت المناسب! كاد موسى أن ينسى كيف يكون سماع صراخ شعب الله لشدَّة الألم، فهو كان قد نُفي إلى البرية، وإنَّما ليس لنيل عقاب، بل ليتدرَّب على تحقيق هدف أعظم. في البداية، ظنَّ موسى أنَّ عليه تولِّي الأمور بنفسه، فقتل […]
يوليو 21, 2022

الصلاة لأجل مشيئة الله

‘‘وَكَانَ هُنَاكَ فِي بَيْتِ ٱلسِّجْنِ. وَلَكِنَّ ٱلرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ’’ (تكوين 39: 20-21) أمضى يوسف سنوات في زنزانة في مصر مع أنَّه لم يرتكب أي فعلة تستحق السَّجن، لكنَّ الله كان يعلم أنَّ إيمانه يحتاج إلى امتحان. وكان الله سيحقِّق وعوده لكنَّه أراد أن ينمو يوسف في الإيمان، وأن يقوِّيه بحضوره في جميع الظروف. لم يتجنَّب يوسف الاستسلام الشخصي لأنَّه كان يعلم أنَّه إذا فعل فقد يخسر مشيئة الله ومقاصده لحياته، فدعا باسم الرب. إذا سمح الله ببقائك في مكان صعب، صلِّ، لكن لا تركِّز في صلاتك على إيجاد مخرج فحسب، وإنَّما اطلب من الله أن يعمل مسرَّته في حياتك. وإذا أراد الرب تأديبك، فاقبَل هذا التأديب لكي تختبر بركات الله. وإذا حاولت التحايل على مشيئة الله من خلال الصلاة، فلن تنجح، وبدلًا من حلّ المشكلة ستشعر بالإحباط. لذا، كُن على استعداد للثقة بالله وانتظر استجابته. نحن نعتقد أحيانًا أنَّنا لا نستطيع تحمُّل محنة أخرى أو دقيقة اضطهاد أخرى، لكن يسوع يرثي لضعفنا، لذا، هو صلِّى في الليلة التي أُسلِم […]
يوليو 20, 2022

خطَّة الله للألم

‘‘أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا ٱللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا ٱلْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا’’ (تكوين 50: 20) لم تكن الرؤية جيدة من المكان الذي كان يوسف قابعًا فيه، فهو كان مرميًّا في قاع بئر فارغة وربَّما شعر بالخيانة واليأس والوحدة. فيوسف، الابن المفضَّل لدى أبيه، كان قد قام بتصرُّف غير حكيم حين أخبر إخوته عن حلم رآهم فيه يسجدون أمامه بصورة رمزيَّة، ما أثار سخطهم بسبب غطرسته وحسدوه لأنَّه المفضَّل لدى أبيه، فرموه في بئر وباعوه لتجار عبيد وزعموا أنَّه مات. وبعد عقدين عصيبين، بدأت أوضاعه تتحسَّن، وفيما كان قابعًا في السجن بسبب جريمة لم يرتكبها، تمكَّن من تفسير حلم رئيس السقاة لدى فرعون لقاء طلب واحد وهو أن يذكره عند فرعون، إلَّا أن رئيس السقاة نسي طلبه، وهكذا بدا وكأن البركة انتُزعت بعنف من يده مرَّة أخرى. فمتى سيقلب الله الأمور رأسًا على عقب؟ بعد سنتين، تذكَّر رئيس السقاة يوسف، وبعد أكثر من عقد من العبوديَّة، وصل هذا الأخير إلى لحظة الفرصة المؤاتية، ففسَّر حلم فرعون منذرًا […]
يوليو 18, 2022

طريق الحكمة

‘‘لِأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا’’ (متى 6: 21)   اقرأ متى 6: 19-34. يجب علينا اتخاذ قرارات كثيرة كلَّ يوم في حياة الإيمان، ونحتاج إلى حكمة سماوية للاختيار بحكمة. ويقدِّم لنا يسوع في الموعظة على الجبل أربعة خيارات قادرة على تشكيل حياتنا هنا على الأرض، وطريقة تعاطينا معها اليوم يمتدّ أثرها إلى الأبدية. أوَّلًا، يعطينا الخيار بين مصرفَي استثمار. يمكننا إمَّا أن نكنز كنوزًا على الأرض ‘‘حَيْثُ يُفْسِدُ ٱلسُّوسُ وَٱلصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ ٱلسَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ’’ أو في السماء (متى 6: 19-20). أين ستستثمر في نهاية المطاف، في المصرف المحلّي حيث تحصل على جزء بسيط من نسبة الفائدة أو في مصرف السماء حيث تجني حصادًا مئة ضعف؟ ثانيًا، يعطينا يسوع الخيار بين التعثُّر في الظلمة والسلوك في النور. قال يسوع، ‘‘ فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سليمةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا’’ (عدد 22). لكن لا علاقة لما يقوله يسوع بعيوننا الجسديَّة، وإنَّما هو يقول محذِّرًا إنَّ اكتناز بركات أرضيَّة يُغرقنا في الظلمة، أمَّا الاستثمار في ملكوت الله فيمنحنا رؤية للحياة. فإذا […]
يوليو 10, 2022

امتلاك استقامة إلهية

“مَرْضَاةُ الْمُلُوكِ شَفَتَا حَقّ، وَالْمُتَكَلِّمُ بِالْمُسْتَقِيمَاتِ يُحَبُّ” (أم 16: 13). يصعُب في هذه الأيام أن نجد أشخاص يتصفون بالاستقامة. يرغب الكثيرون في العيش باستقامة، ولكنهم يعجزون عن ذلك عند وضعهم موضع الاختبار، فيقومون بتبرير بعض الأفعال من وجهة نظر العالم المُلتوية، ولكن، ما قيمة استقامتنا؟ هل تساوي استقامتنا أجر ساعة عمل إذا كذبنا في بطاقة بيان عدد ساعات العمل؟ هل تساوي استقامتنا قيمة الأدوات المكتبية التي نضعها في جيوبنا عند مغادرة العمل؟ هل تساوي استقامتنا الضرر الذي تتسبَّب فيه نميمتنا؟ إن امتلاك الاستقامة الإلهية أمر نادر الحدوث في عالمنا اليوم لأن الجميع مُصممون على العيش من أجل أنفسهم، ويتنازلون عن استقامتهم لأنهم يهتمون بأنفسهم فقط بدلًا من أن يعيشوا من أجل الآخرين، وهذه النظرة للحياة تتسلل إلى سلوكهم، فينتُج عنها أفعال مُضللة. عندما نتأمل حياة بولس، نجد شيئًا واحدًا واضح تمام الوضوح وهو أنه عاش من أجل الله فقط، فكل ما فعله بولس كان لمجد الله، وقد احتُقِر من الجميع. في الواقع، بعد أن آمن بولس بفترة وجيزة، نظر إليه […]
يوليو 8, 2022

اِغفِر وانسَ

“إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا” (2 كورنثوس 5:17). يفهم بعض الناس خطة الله لفداء حياتهم، ولكنهم يفشلون في فهم كيف يمكنه أن يستخدمهم في عمل ملكوته، ويشعرون كما لو أن حياتهم قد تلوثت جدًا بالخطيَّة، مما يجعلهم غير مؤهلين للخدمة، لكن هذا ليس صحيحًا. إن خطة الله لحياتنا هي خطة رجاء، فهو لا ينظر أبدًا إلى الوراء ليُذكِّرنا بتعدِّياتنا الماضية، ولا يقول أبدًا “لو أنك لم تفعل هذا أو ذاك، لأمكنني استخدامك”. هذه هي الكلمات التي يستخدمها العدو لإحباطنا ومنعنا من أن نكون كما يريدنا الرب أن نكون. لم يكن هدف الله من خلاصنا هو فقط إنقاذنا من الموت والعذاب الأبدي، بل كان هدفه هو خلاصنا حتى نتعلم أن نحبه كما أحبنا. ينسى الله خطايانا بمجرد أن يغفرها لنا، فيا لها من محبة غير مشروطة. لكننا لم نخلص للاستمتاع بمحبة الله فقط، بل خلُصنا بهدف أن نخبر الآخرين بنعمة الخلاص، وهذا هو ما فعله بولس. بمجرد أن […]
يوليو 5, 2022

عبادة صادقة من القلب

“أَحْمَدُكَ يَا رَبُّ إِلهِي مِنْ كُلِّ قَلْبِي، وَأُمَجِّدُ اسْمَكَ إِلَى الدَّهْرِ. لأَنَّ رَحْمَتَكَ عَظِيمَةٌ نَحْوِي، وَقَدْ نَجَّيْتَ نَفْسِي مِنَ الْهَاوِيَةِ السُّفْلَى” (مزمور 86: 12-13). لا يريد الله عبادتنا الفاترة. قال يشوع للشعب “وَإِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ، فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ: إِنْ كَانَ الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ، وَإِنْ كَانَ آلِهَةَ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِهِمْ. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ” (يشوع 24: 15). يجب ألَّا نعبُد الله بفتور، أو نخدمه بدافع الشعور بالواجب، فهو لا يريدنا أن نعبده وقلوبنا مُنشغلة بأمور العالم، بل يريدنا أن نعبده وحده بغض النظر عما يفعله الآخرون أو عن رأيهم فينا. هل سبق لك أن عانيتَ من “فقدان الذاكرة الروحية”؟ هل نسيتَ مراحم الله الماضية وكأنك لم تنلها أبدًا؟ هل سمحت لمشاكلك الحالية أن تمحو كل ذكرى لأمانة الله وتدخلاته الماضية في حياتك؟ هل أهملتَ تسبيحه وشكره على بركاته ونِعَمِه الماضية؟ لا تسمح للنسيان أن يصرف انتباهك عن عمل الله الحالي من أجلك. إذا كنت قد امتنعت […]
يوليو 4, 2022

تعليم الجيل التالي

“إِنَّمَا احْتَرِزْ وَاحفَظْ نَفْسَكَ جِدًّا لِئَلاَّ تَنْسَى الأُمُورَ الَّتِي أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ، وَلِئَلاَّ تَزُولَ مِنْ قَلْبِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَعَلِّمْهَا أَوْلاَدَكَ وَأَوْلاَدَ أَوْلاَدِكَ” (تثنية 4: 9). يجب أن نُعلِّم أبناءنا فن الحرب الروحية لأن الشيطان يجاهد من أجل أرواحهم، ويجب أن نسمح لهم بمشاهدتنا ونحن نحارب الحرب الروحية. لا تكتفِ بتوفير التعليم الجيد لهم مع قدر كبير من المال، بل قُم بتزويدهم بسُلطان كلمة الله وجَهِّزهم للمعركة. لا تكتفِ بنجاحهم في العمل وفي العالم، بل عَلِّمهم كيف يحاربون عدو الله. اُصرُخ الى الله نيابةً عنهم، وكن نموذجًا يُحتَذَى به حتى يشاهدونك ويتعلَّموا كيفية الثبات في المعركة. اقرأ يشوع 23. عندما شاخ يشوع وعرف أن وقته على الأرض قد اقترب من نهايته، جَمَعَ القادة معًا – الجيل التالي – وحثَّهم على الثقة في الرب قائلًا لهم: “إذا أطعتُم الرب إلهكم، سوف يحارب عنكم”. يجب أن يتعلم كل جيل من الجيل الذي سبقه دون أن يتَّكِل على الماضي؛ إذ يجب على كل جيل أن يختبر الرب بنفسه. إذا لم نهتم بتعليم الجيل التالي […]
يوليو 3, 2022

مواجهة العمالقة

“أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي” (فيلبي 4: 13). الشخص الأمين في الأمور الصغيرة سيكون أمينًا في الأمور الكبيرة، وهذا هو سبب تكريم الله لكالب في يشوع 14. قبل خمسة وأربعين عامًا، عندما كان بنو إسرائيل لا يزالون في البرية، أرسل موسى اثني عشر رجلًا ليتجسسوا أرض الموعد – رجلًا واحدًا من كل سبط من الأسباط الاثني عشر (اقرأ سفر العدد إصحاح 13)، وعندما وجدوا عمالقة في الأرض، استسلم عشرة رجال منهم للخوف، واثنان منهم فقط لم يشعرا بالخوف، وهما يشوع وكالب الذي قال: “إِنَّنَا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأَنَّنَا قَادِرُونَ عَلَيْهَا” (سفر العدد 13: 30). يحب الله أن يرى التفاؤل والإيمان الذي يقبل المخاطرة في أبنائه، وقد كان لدى كالب هذا النوع من الإيمان. لقد رأى العشرة جواسيس الخطر والعقبات، أما كالب فرأى النصر. ثبَّت كالب عينيه على إله الوعد، الإله الذي يتحكم في المستقبل، ولهذا، فبدلًا من أن يخاف مما رآه بعينيه، وضع ثقته في إله كل رجاء. نال كالب ميراثه الموعود “لأَنَّهُ اتَّبَعَ تَمَامًا الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ” (يشوع […]