أبريل 25, 2022

النصرة في القيامة

‘‘اُذْكُرْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ٱلْمُقَامَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ بِحَسَبِ إِنْجِيلِي، ٱلَّذِي فِيهِ أَحْتَمِلُ ٱلْمَشَقَّاتِ حَتَّى ٱلْقُيُودَ كَمُذْنِبٍ. لَكِنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ لَا تُقَيَّدُ’’ (2 تيموثاوس 2: 8-9) أذكُر يسوع المسيح المقام من الأموات! شجَّع الرسولُ بولس الراعيَ الشاب المكافح تيموثاوس من خلال هتاف المعركة هذا لكي يبعث فيه الحياة. كتب بولس هذه الرسالة من سجن روماني عالمًا أنَّ وقته على الأرض شارف على نهايته. في الواقع، يعتقد معظم المؤرَّخين أنَّ رسالة تيموثاوس الثانية هي آخر رسالة كتبها الرسول بولس قبل موته. لم يستخدم الرسول العظيم كلماته الأخيرة لتلميذه الشاب للتذمُّر من وضعه، بل للابتهاج بالفرصة التي منحه إيَّاها الله ليخدم المسيح بأمانة ويتألَّم لأجله. لماذا؟ لأنَّ بولس فهم قوَّة قيامة يسوع وعاش على رجاء مجد المسيح. لولا القيامة، لكان يسوع مجرَّد راعٍ صالح أو زعيم طائفة دينيَّة مات لأجل قضيَّة نبيلة، لكن عندما قام من الأموات، أعلن الانتصار على الخطيَّة والموت مرَّة وإلى الأبد، ويستحيل لأي ديانة أخرى في العالم ادِّعاء هذا الانتصار. أنا أناشدك في أحد القيامة، كما فعل […]
أبريل 24, 2022

قيامة غير عادية

‘‘لِأَنَّ ٱللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لِٱقْتِنَاءِ ٱلْخَلَاصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي مَاتَ لِأَجْلِنَا، حَتَّى إِذَا سَهِرْنَا أَوْ نِمْنَا نَحْيَا جَمِيعًا مَعَهُ’’ (1 تسالونيكي 5: 9-10). إنَّ الأحداث الفائقة للطبيعة التي وقعت صباح أول عيد فصح تعلن عن قوَّة الله. بقاء الأكفان ‘‘ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ ٱلْقَبْرَ وَنَظَرَ ٱلْأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَٱلْمِنْدِيلَ ٱلَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ ٱلْأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا ٱلتِّلْمِيذُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي جَاءَ أَوَّلًا إِلَى ٱلْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ’’ (يوحنا 20: 6-8). لم يجدا دليلًا على انسحاب سريع أو فوضى من صنع بشر، بل كانت الأكفان ملفوفة بترتيب، وهذا دليل على معجزة القيامة. قوة القيامة لم تكن المعجزات المحيطة بموت يسوع وقيامته عشوائيَّة، فهي دلالة على الأهمية الفائقة لأوَّل عيد فصح، وهي تعمل معًا لتبيِّن أنَّ موت المسيح لم يكن موتًا طبيعيًّا، وإنَّما ذبيحة ذات عواقب أبديَّة لا حصر لها. وتثبت هذه الأحداث أنَّ الصلب والقيامة وجهان لعملة واحدة، وأن الموت والقيامة متلازمان. لماذا؟ لأنَّ يسوع القدوس الذي لم يفعل خطيَّة […]
أبريل 23, 2022

قوَّة القيامة

‘‘مُبَارَكٌ ٱللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ ٱلْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ…’’ (1 بطرس 1: 3) قوَّة القيامة متاحة لكلّ مؤمن بالمسيح يسوع، مهما كان ضعيفًا. وهي لن تمنحك وظيفة مرموقة أو ثروة أو شهرة، فليس هذا ما جاء يسوع ليفعله، بل هو جاء ليمنحنا قوَّة للتغلُّب على الشرّ والإدمان وعلى أكبر عدو على الإطلاق، وهو الموت. حوَّلت تلك القوَّة نفسُها شاول إلى بولس وغيَّرت أكبر مضطهد للمؤمنين ليصبح مكرَّسًا لعمل الإنجيل. اختبر بولس قوَّة القيامة ففرح بخسارة كلّ شيء، بما في ذلك حياته، من أجل الإنجيل (فيلبِّي 3: 7-14). تتلقَّى خدمة ‘‘يهديهم في الطريق’’ اليوم آلاف الرسائل التي تشهد عن قوَّة قيامة المسيح المغيِّرة للحياة، فهي حوَّلت إرهابيِّين إلى مبشِّرين، ومجرمين إلى أشخاص صادقين يحبُّون المسيح، وأكاديميين أمضوا حياتهم في البحث عن طرق لنسف الإيمان المسيحي إلى أكبر مؤيِّدين له. هل اختبرت عمل هذه القوَّة المغيِّرة في حياتك؟ تذكَّر أنَّ المسيحيَّة لا تعني اتِّباع مجموعة من القوانين أو الذهاب إلى الكنيسة أو […]
أبريل 22, 2022

في يديك

‘‘فِي يَدِكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. فَدَيْتَنِي يَارَبُّ إِلَهَ ٱلْحَق’’ (مزمور 31: 5) ‘‘وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَ: «يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَسْلَمَ ٱلرُّوحَ’’ (لوقا 23: 46). هذه الصلاة عميقة في بساطتها لأنَّها تدلّ على استعداد يسوع لإيداع أغلى ما لديه وأثمن ما يملك في المكان الأكثر أمانًا على الإطلاق. هذه الكلمة السادسة التي قالها يسوع على الصليب مثال على ثقته الكاملة بأبيه. تعني كلمة ‘‘أستودع’’ في هذه الآية أن تذهب وتضع شيئًا في مكان ما ثم تبتعد عنه وأنت تعرف يقينًا ولك كلُّ الثقة بأنَّك ستجده عندما تعود. عندما صرخ يسوع، ‘‘فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي’’، كانت يداه مربوطتَين بالصليب الخشبي الخشن، بعد أن سمَّرته أيدي الأشرار عليه. في إنجيل متى 17: 22، ‘‘قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي ٱلنَّاس’’، أيدي الناس التي جلدت ابن الله، وغرزت المسامير في جسده، وعلَّقته على الصليب، وتوَّجته بإكليل من شوك. تعذَّب يسوع على أيدي الناس لمدَّة 12 ساعة وتعرَّض لأبشع ما يمكن لأيدي البشر أن تفعله. كان […]
أبريل 21, 2022

دروس عن الغفران

‘‘فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ’’ (متى 6: 14) عندما نقرأ الكلمات الأخيرة التي قالها يسوع على الصليب، ونكتشف قلبه وصفاته ومحبَّته لكلِّ واحدٍ منَّا، ما هو التغيير الذي يجب أن يحدث فينا؟ بدايةً، يجب أن نتشجَّع على الاقتراب إليه بجرأة واثقين بأنَّ نعمته كافية لستر خطايانا وغفرانها. فيسوع سدَّد ديوننا بالكامل عندما بذل نفسه ذبيحة لأجلنا مرَّة وإلى الأبد. ثانيًا، نحن لا ننتظر أن ‘‘نشعر’’ بالرغبة في الغفران لمَن أساء إلينا. الغفران هو قرار نتَّخذه، وعندما نُكرم الله بإرادتنا فهو يجعل مشاعرنا تمتثل لقراراتنا. ختامًا، يعلِّمنا الكتاب المقدس أنَّ ‘‘مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ’’. نحن نلنا الغفران من الله وهو يريد منَّا أن نغفر للآخرين. ‘‘مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا. إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى، كَمَا غَفَرَ لَكُمُ ٱلْمَسِيحُ هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا’’ (كولوسي 3: 13). يجب أن نصبح أكثر تسامحًا من خلال عبادة الله لأجل غفرانه. وعندما ندرك حاجتنا الكبيرة إلى الغفران ونتأمَّل في الغفران الذي نلناه، يصبح من الأسهل علينا أن […]
أبريل 20, 2022

تبديد سبب حزننا

‘‘وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ ٱلَّذِينَ مَعَنَا إِلَى ٱلْقَبْرِ، فَوَجَدُوا هَكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضًا ٱلنِّسَاءُ، وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ’’ (لوقا 24: 24) اقرأ إنجيل لوقا 24: 22-24. عندما يكتنفك الحزن، يبدو لك وكأن العالم كلَّه يتوقَّف، فيصعب عليك الأكل والنوم، وأحيانًا كثيرة تفقد الرغبة في القيام بأي أمر. يعرف تلميذا عمواس هذا الشعور، لأنَّهما خسرا كلَّ شيء لدى موت يسوع يوم الجمعة العظيمة، فغرقا في حزنهما ولم يستطيعا السفر للعودة إلى الديار لأنَّه كان يوم السبت، فمكثا في البلدة حزينين على خسارتهما الكبيرة مع سائر التلاميذ، وغرقا أكثر فأكثر في اليأس. وصباح يوم الأحد، سمعا أنَّ القبر وُجد فارغًا وأنَّ جسد يسوع اختفى، فانطلقا في رحلة الستين غلوة للعودة إلى قريتهما، ثمَّ اقترب إليهما يسوع ومشى معهما فلم يعرفاه في البداية لكنَّه أراد أن يبدِّد سبب يأسهما. كم من مرَّة وضعت رجاءك في حلم ورأيته يتحطَّم أمام عينيك؟ أيًّا يكن سبب إحباطك، أحمل إليك خبرًا سارًّا، وهو وعد مدعوم من كلمة الله ومثبَّت بشهادات الملايين حول العالم: يسوع المقام من الأموات سيبدِّد […]
أبريل 19, 2022

انشقاق الحجاب، زلزلة الأرض، وتفتُّح القبور

‘‘وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ ٱلْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ ٱلْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ فِي ٱلْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي ٱلسَّمَاوِيَّات’’ (أفسس 1: 19-20). نتابع اليوم دراستنا للأحداث الفائقة للطبيعة التي وقعت بين الفترة الممتدة من موت يسوع وصولًا إلى الأيام التي تلت قيامته. انشقاق الحجاب ‘‘فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ ٱلرُّوحَ. وَإِذَا حِجَابُ ٱلْهَيْكَلِ قَدِ ٱنْشَقَّ إِلَى ٱثْنَيْنِ’’ (متى 27: 50-51). لدى موت يسوع، انشقّ حجاب المسكن الذي يفصل القدس عن باقي الهيكل من فوق إلى أسفل، وهكذا هدمت ذبيحة يسوع الحاجز الذي يفصل بين الله والناس، ولم نعد نحتاج إلى كاهن أرضي يتقدَّم إلى الله بالنيابة عنَّا، وصار بإمكاننا التوجُّه مباشرةً إلى الآب السماوي من خلال ابنه يسوع، رئيس كهنتنا العظيم (عبرانيين 4: 14-16). زلزلة الأرض المعجزة الأخرى التي حدثت في خلال موت يسوع هي زلزلة الأرض، وجاء في إنجيل متى 27: 51، ‘‘…وَٱلْأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَٱلصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ…’’، ولم تكن هذه مجرَّد هزَّة بسيطة بل زلزلة قويَّة حطَّمت الصخور. تفتُّح القبور وقيامة القديسين بعد […]
أبريل 18, 2022

أحداث فائقة للطبيعة

‘‘وَٱللهُ قَدْ أَقَامَ ٱلرَّبَّ، وَسَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضًا بِقُوَّتِهِ’’ (1 كورنثوس 6: 14) رفض الناس على مرّ السنين الإيمان بمعجزات الجلجثة، ووضعوا نظريات لدحض الأحداث المحيطة بموت يسوع وقيامته. إنَّ القاسم المشترك بين هؤلاء القوم ونظريَّاتهم هو رفض قبول الأحداث الفائقة للطبيعة ومواصلة البحث عن سبب طبيعي لتعليلها، لكن لا توجد أحداث طبيعيَّة عرضيَّة محيطة بقيامة المسيح، لأنَّ يد الله فيها واضحة جليًّا، ومعجزاته غير محصورة بالقيامة نفسها. وقع المزيد من الأحداث الفائقة للطبيعة في خلال الفترة الممتدّة من ساعة موت يسوع ووصولًا إلى الأيَّام التي تلت قيامته، وسندرس في اليومين المقبلين الأحداث التي تمَّت في هذه الفترة، وفق ما جاء في الكتاب المقدَّس. حلول الظلمة حلَّت الظلمة على الأرض في منتصف النهار مباشرةً قبل موت يسوع على الصليب، وجاء في الكتاب المقدس، ‘‘وَكَانَ نَحْوُ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ، فَكَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ. وَأَظْلَمَتِ ٱلشَّمْس’’ (لوقا 23: 44-45). لا يعلم أحد ما إذا غطَّت الظلمة الأرض كلَّها أو اقتصرت على اليهوديَّة، لكن من المؤكَّد أنَّ حلولها حدثٌ فائق للطبيعة، […]
أبريل 16, 2022

تذكُّر القيامة

‘‘فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي ٱلْأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ ٱلْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ ٱلْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ حَسَبَ ٱلْكُتُب’’ (1 كورنثوس 15: 3-4). إنَّ قيامة يسوع هي أعظم حدث على الإطلاق في تاريخ البشرية، فلماذا شعر بولس بضرورة تذكير تيموثاوس وإيَّانا اليوم بهذا الحدث الجوهري المغيِّر للحياة؟ لأنَّ الله يعلم، كما الرسول بولس، أنَّ ذاكرتنا متقلِّبة. من السهل أن نتورَّط في مشاكل الحياة وصراعاتها، فنشعر بالمرارة بسبب ظروفنا، أو نتلهّى بالشهوات الأرضيَّة وننسى بسهولة النصرة التي لنا في المسيح. لم تغب الصورة الكبرى أبدًا عن بال بولس وسط السجون والغرق والضرب والخيانة، وهو بنى خدمته برمَّتها على أساس الخبر السار المتعلِّق بحياة يسوع وموته وقيامته، وهو جوهر الإيمان المسيحي. ويمكننا نحن أيضًا، من خلال الفداء الذي اشتراه يسوع بدمه، أن نرتفع فوق ظروفنا المؤقَّتة. لماذا؟ لأنّ لنا رجاء، وليس تفكيرًا قائمًا على التمني، بل وعدًا مضمونًا بتمضية الأبديَّة مع المسيح في السماء، وبالتغلُّب على أكبر عدو على الإطلاق، وهو الموت! هل تريد عيش […]
أبريل 15, 2022

أنا عطشان

‘‘أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا ٱلْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ، بَلِ ٱلْمَاءُ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».’’ (يوحنا 4: 13-14) قال الملحد المعترف بإلحاده، ‘‘توماس هوبس’’، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة: ‘‘أنا أقوم بقفزة مخيفة في الظلمة’’، وقال الفيلسوف الفرنسي اللاأدري ‘‘فولتير’’ بحزن وهو على فراش الموت، ‘‘لقد تركني الله والناس!… سأذهب إلى الجحيم’’. ونذكر خلافًا لهذين الرجلَين اللذين ماتا بدون المسيح المبشِّر ‘‘دوايت أل مودي’’ الذي قال في كلماته الأخيرة، ‘‘هل هذا هو الموت؟ لا يوجد وادٍ. أنا أمام البوَّابات. الأرض تتراجع والسماء تُفتح، الله يدعوني، يجب أن أنطلق’’. إنَّ اللحظة التي نأخذ فيها أنفاسنا الأخيرة، نحن المؤمنون بالمسيح، هي اللحظة الأولى التي نتنشَّق فيها الهواء السماوي في بيتنا الجديد، وهو مسكننا مع الرب يسوع المسيح، فالخروج من أجواء الأرض يعني الدخول إلى محضر الله المقدَّس. ونحن قلَّما نفكِّر في الفرق بين الحياة التي نعيشها على الأرض وتلك التي نعيشها في […]
أبريل 13, 2022

التعامل مع عدم الاكتفاء

‘‘ٱلَّذِي فِيهِ لَنَا ٱلْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ ٱلْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، ٨ ٱلَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ’’ (أفسس 1: 7-8) يستحيل للهروب من الله أن يخفِّف مشاكلنا أو يسكِّن شعورنا بالذنب أو يسكت ضمائرنا، فالهروب من الله لن يشفي قلقنا أو عدم اكتفاءنا، بل إنَّه يزيد الوضع سوءًا. واللجوء إلى الله وحده يجلب لنا الشفاء والتعويض والفرح والسلام. ونتعلَّم من مثل الابن الضال كيف أنَّ الله يستخدم عدم اكتفائنا ليردّ قلوبنا إليه. اقرأ لوقا 15: 11-32. هرب الابن الضال من أبيه لشدَّة شعوره بالقلق وعدم الاكتفاء، لكنَّه لم يسمح لبؤسه بإبعاده عن أبيه أكثر فأكثر، بل أدرك أن الهروب ليس الحل لمشكلته، فدفعه عدم اكتفائه إلى التوبة واستعادة علاقته بأبيه. ‘‘فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لِأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ ٱلْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ’’ (لوقا 15: 17-19) عندما غيَّر الابن الضال مساره وبحث عن الاكتفاء من خلال الرجوع […]
أبريل 11, 2022

مشكلة عدم الاكتفاء

‘‘لِأَنَّ مَحَبَّةَ ٱلْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ ٱلشُّرُورِ، ٱلَّذِي إِذِ ٱبْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ ٱلْإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ’’ (1 تيموثاوس 6: 10). هل أنت مكتفٍ بما آلت إليه حياتك؟ هل أنت مسرور بمسارك المهني أو زوجتك أو المنزل الذي اخترتَه؟ هل تستمتع بالبركات التي تمتلكها في هذه المرحلة من حياتك أم إنَّك تقارن نفسك بالآخرين وتستسلم للحسد والشفقة على الذات؟ يشعر الناس بمعظمهم تقريبًا بعدم الاكتفاء أحيانًا، ويتمنون لو كانت حياتهم مختلفة. لكنَّ المؤسف هو أنَّ عدم الاكتفاء يوقعنا غالبًا في الخطيَّة عندما نبدأ باشتهاء ما ليس لنا، فتسيطر علينا أفكار الطمع والجشع والحسد. عندما نشتهي ما ليس لنا فكأننا نقول لأنفسنا، ‘‘ليتني كنت مكانه أو مكانها، وكانت لدي وظيفته أو زوجته أو أسلوب حياته، فإني أسعد أخيرًا. ليتني، ليتني، ليتني…’’ لكن هذه الرغبات تؤدي إلى الشفقة على الذات والبؤس. تشجِّع ثقافتنا على تكديس الثروات المادية لتفادي الوقوع في البؤس، لكن يسوع قال لنا العكس تمامًا، ‘‘وَقَالَ لَهُمُ: «ٱنْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ ٱلطَّمَعِ، فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ»’’ […]