مايو 1, 2024

الانتظار بنشاط وفعَّالية

هكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ (عبرانيين 9: 28) غالبًا ما نفكر في الانتظار على أنه شيء نقوم به في سلبية وخمول؛ فنحن ننتظر في طابور إدارة المرور، وننتظر وسيلة المواصلات، وننتظر في عيادة الطبيب، لكن عندما يتحدث الكتاب المقدس عن انتظار مجيء الرب، فإنه لا يتحدث عن الانتظار السلبي غير فعَّال، بل عن الانتظار الكتابي الفعَّال والمُثمر، فأولئك الذين ينتظرون مجيء الرب هم دائمًا في نشاط، ومُنشغلون بالشهادة وخدمة الفقراء ورعاية المرضى وإطعام الجياع وإيواء المُشرَّدين وتعزية المنكوبين يحكي يسوع في لوقا 19 قصة أحد النبلاء الذي ترك خدامه في موضع سُلطة بينما ذهب هو في رحلة إلى بلد بعيد ليتم تعيينه حاكماً على المملكة. هذا النبيل، الذي يمثل يسوع، توقَّع من عبيده أن يعملوا بجد ويستخدموا موارده استخدامًا مُربِحًا، وعندما عاد قام بمعاقبة واحد فقط من خُدَّامه وهو الخادم الذي انتظر في سلبية ولم يحقق أي ربح. إن الانتظار والخدمة يسيران جنبًا إلى جنب فإذا كنت تنتظر […]
أبريل 30, 2024

هل ينبغي ألَّا يحزن المؤمنون؟

ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ (1تسالونيكي 4: 13-14) يُعد الموت أمرًا مخيفًا وغامضًا. يزيد الجهل التشويش، أما المعرفة فتجلب البركة، لذا يريد بولس أن يكون لدى أهل تسالونيكي، ولدينا نحن أيضًا، معرفة وثيقة بما يحدث للمؤمنين عندما يموتون. يوضح بولس أنه لا حرج في أن نحزن، فلا يوجد في الكتاب المقدس ما يقول بأن المؤمنين لا ينبغي أن يحزنوا، ولا أنه لا ينبغي أن نذرف الدموع على فقدان أحبائنا، أو ألَّا نحزن ونشعر بالفراغ عندما يموت أحد أحبائنا، لكن ينبغي ألا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم عندما يموت شخص غير مؤمن، لا يتبقى لأحبائه سوى الذكريات، ولكن عندما يموت شخص مؤمن، يكون لدينا رجاء في المستقبل لأننا نؤمن بالقيامة والحياة الأبدية. الحزن الذي نشعر به هو حزن مؤقت، فنقول له “إلى اللقاء – إلى أن نلتقي ثانيةً”، ولا نقول له “وداعًا إلى الأبد”. نحن نحزن لأن الفُراق مؤلم، […]
أبريل 29, 2024

قوته المُضيئة

كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ (أفسس 1: 17) إذا كان قد سبق لك قراءة كتاب على ضوء الشموع أثناء انقطاع التيار الكهربائي، فأنت تعلم بالتأكيد أن النور الخافت يوفر إضاءة سيئة للقراءة. أنا أُفَضِّل مصباح مُضيء بقوة 100 واط للقراءة، فالضوء الساطع يجعل الكتاب أسهل في القراءة والفهم. بنفس الطريقة، فإن قوة الروح القدس المُضيئة تجعل الكتاب المقدس واضحًا ومفهومًا، فمحاولة فهم كلمة الله من خلال القراءة في ضوء شعلة الشمعة الخافتة لفهمنا البشري هي مجرد حماقة، خاصة عندما يكون نور الله الساطع متاحًا للطلب يريد الروح القدس أن يقود خطواتنا ويساعدنا على اتخاذ قرارات حكيمة، ولكن إذا أطفأناه سنتجول في الظلام ونتسبب في حدوث كارثة، ويريد أيضَا أن يمنحنا القوة للتغلب على التجربة، ولكن إذا أطفأناه سنُعرِّض أنفسنا لخداع الشيطان، كذلك يريد الروح القدس أن يفتح أعين فهمنا الروحي، ولكن إذا أطفأناه سنبقى في عَمَى وجهل بالواقع نحن نُطفئ الروح عندما نُصِّر على التشبُّث بكبريائنا وثقتنا بقوتنا، ونتمسَّك بالخطية وعدم الغفران، […]
أبريل 28, 2024

ما حدث في أحدِ الشعانين

اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ٱبْنَةَ صِهْيَوْنَ، ٱهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ٱبْنِ أَتَانٍ (زكريَّا 9: 9) اقرأ زكريا 9: 9-12 منذ قديم الأيَّام، عاش القوم العارفين وعود الله في انتظار مجيء الملك، وهو المسيَّا الموعود به في سفر التكوين 3: 15 الذي سيسحق رأس العدوّ، وقد جاء أيضًا في سفر التكوين 49: 10 أنَّه لَا يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يدِه. ونقرأ في سفر صموئيل الثاني 7: 13 أنَّ كُرْسِيَّ مملكته سيُثَبَّتُ إِلَى ٱلْأَبَدِ، ونرى في المزمور 2 أنَّ الله الآب مسحه ملكًا (مزمور 2: 6-7)، ويعلن المزمور 72 أنَّ كلَّ الملوك يسجدون له (مزمور 2: 11)، ويذكر سفر إشعياء 2 أنَّه يَقْضِي بَيْنَ ٱلْأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ (إشعياء 2: 3-4)، وجاء في سفر دانيال 2 أنَّ مملكته تَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ ٱلْمَمَالِكِ (دانيال 2: 44)، وفي زكريا 14 أنَّه يَكُونُ مَلِكًا عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ (زكريا 14: 9) لقد أعطى العهد القديم صورة تقريبيَّة للملك الآتي، فيما أعلن العهد الجديد عن شخصه […]
أبريل 27, 2024

الثبات في وجه الانتقادات

وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ (متى 5: 44-45) يبدو بولس في بعض في رسائله قويًا وممتلئًا بالثقة والإيمان، حتى أنه يظهر وكأنه بطل روحي خارق، لكن بولس في الواقع كان انسانًا مثلي ومثلك، إذا جرحته سينزف، وإذا قمت بتشويه سُمعته والافتراء عليه سوف يُجرَح ويتألَّم، فالانتقاد والمعارضة مؤلِمان دائمًا. نعم يمكننا أن نصل إلى مرحلة من النضج الروحي نكون فيها أكثر قدرة على التعامل مع آلامنا وعلى الغفران للآخرين. الشخص الذي يجري في عروقه ماء مثلج هو فقط من يستطيع أن يقول أن الانتقاد لا يؤذي! نظر بولس إلى مثال يسوع، وتعزَّى عندما عَلِمَ بأن ربه ومخلصه وقُدوته كان يتعرَّض للانتقاد والهجوم بشكل مستمر؛ فقد وصفه أعداؤه بأنه أكول وشرِّيب خمر ومخالف للناموس ومُجَدِّف ومُحرِّض على الفتنة ومجنون به أرواح شريرة. يحاول الشر دائمًا تصوير الخير على أنه شر والشر على أنه خير، ويحاول الأشرار دائمًا خلق تشويش وصرف الانتباه عن […]
أبريل 26, 2024

إظهار محبة المسيح

ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَعْرِفُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُمْ وَيُدَبِّرُونَكُمْ فِي الرَّبِّ وَيُنْذِرُونَكُمْ، وَأَنْ تَعْتَبِرُوهُمْ كَثِيرًا جِدًّا فِي الْمَحَبَّةِ مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ. سَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا (1تسالونيكي 5: 12-13) نحن جميعًا بشر غير كاملين، وغير معصومين من الخطأ، وميَّالون للخطية، ولهذا فإن محبة المسيح لها أهمية كبيرة جدًا في الكنيسة. ولأننا غير كاملين يجب أن نتعلم أن نقبَل بعضنا البعض ونتحمَّل نقائص بعضنا البعض، ونحب بعضنا بعضًا بمحبة أغابي الصادقة، ونغفر لبعضنا البعض ونحاسب بعضنا البعض تتبنى ثقافة مجتمعنا فكرة خاطئة عن التسامح والمحبة فتقول بأنه “إذا كنت تحب شخصًا ما، عليك أن تقبل كل أخطائه وعيوب شخصيته دون محاولة تصحيحها، وتقبل أيضًا أسلوب حياته غير التقي، ولا توبخه أبدًا أو تحثَّهُ على التوبة والعيش باستقامة، لأن المحبة تعني التسامح مع كل ما يفعله الآخر، بما في ذلك سلوكه الخاطئ والمدمّر” هذا هو مفهوم المحبة عند العالم، وإذا انتهكته وواجهت أو وَبَّخت شخصًا ما بسبب حياة الخطية التي يحياها، ستصبح أنت الرجل الشرير المتعصب الكاره الرجعي المُتطرِّف، فالعالم يرى أن المذنبين […]
أبريل 25, 2024

ابنِ على صخر صلب

وَرَبُّنَا نَفْسُهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، وَاللهُ أَبُونَا الَّذِي أَحَبَّنَا وَأَعْطَانَا عَزَاءً أَبَدِيًّا وَرَجَاءً صَالِحًا بِالنِّعْمَةِ، يُعَزِّي قُلُوبَكُمْ وَيُثَبِّتُكُمْ فِي كُلِّ كَلاَمٍ وَعَمَل صَالِحٍ (2تسالونيكي 2: 16-17) أن تبني حياتك على صخر يسوع المسيح فهذا يعني أن تتمسك بشيء آمن وثابت، لهذا يقول بولس “فَاثْبُتُوا إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَتَمَسَّكُوا بِالتَّعَالِيمِ الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا، سَوَاءٌ كَانَ بِالْكَلاَمِ أَمْ بِرِسَالَتِنَا” (2تسالونيكي 2: 15). تلك التعاليم، التي هي حق الإنجيل وأساس الإيمان المسيحي الذي تسلمناه من يسوع، هي مرساتك في العاصفة وهي الأساس الراسخ لإيمانك، وتتكون من الأدلة التاريخية لما يلي: حياة المسيح تعاليم المسيح معجزات المسيح هوية المسيح كإبن الله موت المسيح على الصليب عوضًا عنَّا قيامة المسيح في اليوم الثالث صعود المسيح إلى السماء وعد المسيح بالمجيء الثاني ودينونة العالم يتأصَّل استقرار إيماننا في صخر الرب يسوع الثابت وفي الخلاص الذي وهبنا إياه بموته على الصليب، ويؤسس أماننا على اختيار الله لنا ومحبته غير المشروطة ويختتم بولس الإصحاح الثاني من رسالة تسالونيكي الثانية بصلاة إلى إله القوة ليُعزي ويُقوِّي مؤمني تسالونيكي، وجميع المؤمنين في […]
أبريل 24, 2024

استقرار لكل العواصف

الَّذِي هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ (عبرانيين 6: 19) لدى حاملة الطائرات النووية “يو إس إس أيزنهاور” أربعة أفدنة ونصف من سطح الطيران، بإزاحة 95 ألف طن، وتستطيع أن تُطلِق ستين طائرة، وليس لديها مرساة واحدة بل اثنتين، تزن الواحدة منهما 60,000 رطل، ولكل منهما سلسلة يبلغ طولها 1,082 قدمًا، ويَزِن كل رابط في سلسلة المرساة 365 رطلاً. بُنِيت أيزنهاور لتحقق الاستقرار، وصُمِمَت لتوفير قيادة سلسة حتى وسط البحار الهائجة والعواصف. إن السفينة الحربية التي يجب أن تطلق طائرتها لحظة إخطارها بذلك لا يمكن أن تتقاذفها العوامل والقوى الجوية، بل يجب أن تكون منصة مستقرة تحت أي ظرف من الظروف، وهذا ما ينطبق على “أيزنهاور” نريد جميعًا أن نعيش حياة مستقرة من الممكن التنبؤ بها دون أن نضطر إلى التعامل مع المفاجآت السيئة، لكن لسوء الحظ، لا يوفر هذا العالم الساقط الكثير من الإستقرار. تتغير الظروف، وتظهر العقبات، وتجتاح المعارضة حياتنا، ويُختَبَر استقرارنا كمؤمنين عندما تصبح بحار الحياة قاسية وعاصفة؛ فهل ستقذفنا العواصف؟ أم […]
أبريل 23, 2024

وكيل أمين

اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ، وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ (لوقا 16: 10) هل تساءلت يومًا عن معنى الوكالة الصالحة وعن أهميتها؟ لا يسمح الوكيل الأمين للكبرياء أو الطمع أو الرغبة في الشهرة بإفساد دوافعه، ولن تنجح الإغراءات والتجارب في اقتياده إلى العصيان، ولهذا أوضح بولس في 1تسالونيكي 2 أن رسالته كانت بحسب تعليمات الله، وأن دوافعه كانت نقيَّة تجاه الله وتجاه أهل تسالونيكي، وقد كانت جميع أفعاله وأساليبه واضحة وصريحة لماذا رأى بولس أنه من الضروري أن يؤكد على إلتزام الوكيل الأمين تجاه الإنجيل؟ لأن الوكلاء يميلون أحيانًا إلى الدخول في أعمال خاصة بهم، والكثير من الناس اليوم يستغلون الإنجيل لتحقيق مكاسب شخصية، فيعيشون في منازل كبيرة ويسافرون بطائرات خاصة يشتريها أشخاص ويقدمونها كعطايا لهيئاتهم. كان من الممكن لبولس أيضًا أن يحقق بولس مكاسب من الإنجيل، لكنه أراد لأهل تسالونيكي أن يعرفوا أن دوافعه كانت نقيَّة وأن الإنجيل الذي بشَّرَهم به لم يشوبه الطمع أو الطموح في الشهرة نحن أيضًا وكلاء مثل بولس، ائتمننا الله […]
أبريل 22, 2024

تحوُّل يحدثه المسيح

وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا (1تسالونيكي 5: 23-24) صلَّى بولس من أجل أهل تسالونيكي، بل ومن أجل كل المؤمنين بمن فيهم أنا وأنت، لكي ننقص كل يوم حتى يزيد المسيح فينا كل يوم، فالله لا يقبَل بالتقديس الجزئي، فقد كتب بولس أن الله يريدنا أن نتقدَّس “بالتَّمام” (1تسالونيكي 5: 23). المسيح الذي يحيا بداخلنا يجب أن يسيطر بالكامل على كل جزء في حياتنا، ويجب علينا أن نصل إلى المرحلة التي نستطيع فيها أن نقول بكل صدق “لم يتم حَجْب شِبْر واحد من حياتي عن سيطرة الرب، فأنا خاضع له بالكامل” هذا ما قصده بولس عندما قال “مُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ” (2كورنثوس 10: 5). لا يمكن أن يبدأ التقديس من الخارج، بل يجب أن يبدأ بداخلنا، في أفكارنا، ثم ينعكس خارجيًا على أفعالنا، فالتقديس هو عمل داخلي يبدأ في أعماق النفس والروح، ثم ينتقل إلى الجسد روحَك هي الجزء الأكثر […]
أبريل 21, 2024

الشيطان حقيقي

لاَ أَتَكَلَّمُ أَيْضًا مَعَكُمْ كَثِيرًا، لأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ. وَلكِنْ لِيَفْهَمَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ، وَكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هكَذَا أَفْعَلُ. قُومُوا نَنْطَلِقْ مِنْ ههُنَا (يوحنا 14: 30-31) يريد الله أن تكون لنا نظرة واقعية ومتوازنة عن الشيطان وتأثيره، ويُعلِّمنا الكتاب المقدس بوضوح أن الشيطان وأعوانه حقيقيون، وأن هذا العالم الحاضر هو ساحة معركة تَشِن فيها قوى هائلة غير مرئية حربًا ضد أرواحنا، لكن يجب أن نُدرك الآتي: الشيطان ليس كُلِّي القدرة، الله فقط كذلك الشيطان ليس كُلِّي الوجود، الله فقط كذلك الشيطان ليس كُلِّي العلم. الله فقط كذلك يُعلِّمنا الإصحاح الأول من سفر أيوب أن الشيطان شخص، وأنه أتى بالفعل أمام الله وأعرب عن رأيه بقوة فيما يتعلَّق بأيوب، ويصف لوقا 4 أيضًا الشيطان كشخص وجد يسوع في البرية، وكان ضعيفًا بسبب جوعه، وبدأ مناقشة مع يسوع على أمل أن يغريه لكي يُخطيء يخبرنا الكتاب المقدس أيضًا أن الشيطان يضع خططًا باستمرار ضد المؤمنين، ولذلك يُحذِّرنا بولس في أفسس 6: 11 قائلًا: “الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ […]
أبريل 20, 2024

تغلَّب على إغراءات التجارب

لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ (فيلبي 4: 6-7) كان بولس قلقًا للغاية بشأن أهل تسالونيكي وكان يتوق إلى رؤيتهم حتى أنه ضحى بصحبة تيموثاوس التي يُقدِّرها، لكي يطمئن عليهم، فقال: “لِذلِكَ إِذْ لَمْ نَحْتَمِلْ أَيْضًا اسْتَحْسَنَّا أَنْ نُتْرَكَ فِي أَثِينَا وَحْدَنَا” (1تسالونيكي 3: 1) لماذا كان بولس قلقًا على كنيسة تسالونيكي؟ لقد كان لديه سبب وجيه للقلق إذ كان يفهم أفكار الشيطان، ويعلم أن الشيطان سيغري المؤمنين في وقت معاناتهم للارتداد عن إيمانهم، فقد استخدم الشيطان هذا النوع من الهجوم مرارًا وتكرارًا عبر التاريخ، وقد شاهدتُ هذا النوع من الهجوم الشيطاني بعينيَّ. يُغري الشيطان المؤمنين عند اجتيازهم بأوقات تجارب شديدة ليفكروا كالآتي: “الله لا يحبني” “الله قد تخلَّى عني” “الله لا يسمع صلاتي” “الله لا يبالي بآلامي” عندما تسير أفكارنا في هذا الاتجاه، يمكن أن تصبح علاقتنا بالله فاترة وغير وثيقة. نحن لا نتخلَّى عن الإيمان، لكننا نعيش […]