نوفمبر 24, 2019

تسبيح من سجن الألم

“ارْتَفِعْ يَا رَبُّ بِقُوَّتِكَ. نُرَنِّمْ وَنُنَغِّمْ بِجَبَرُوتِكَ. (مزمور 21: 13) برغم عدد المرات التي اختبرنا فيها تحقيق وعود الله، يبدو أن لنا ذاكرة ضعيفة. تنحرف الحياة فجأة نحو مسار غير متوقع، ونبدأ في التساؤل عما إذا كنا سننجو من ذلك. نحاول إيجاد طريقة للتخلُّص من الألم فنُدرك أن الوضع مستحيل بعيدًا عن الله. وبدلاً من تسبيح الرب والثقة بأنه سيوجد مخرجًا، نلتجيء إلى القلق والتذمر. إذا كان هناك شخص واحد له الحق في التذمر والشكوى في العهد الجديد، فهو بولس الذي أصبحت حياته، بعد إيمانه، تتألف من صراعات متتالية تهدد حياتة. لقد تعرض للسجن والغرق والتعذيب والتهديد. كانت معاناة بولس كبيرة لدرجة أن العديد من رسائله كُتب في السجن. ومع ذلك، عندما ننظر إلى بولس في أحلك الأوقات، نجد أنه لم يكن يتذمر بسبب ظروفه – بل كان يُسبِّح الله. لقد كان تسبيح الله النسبة لبولس عادة وأسلوب حياة. كتب بولس الآتي إلى كنيسة أفسس: وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ […]
نوفمبر 23, 2019

اغفر وانسَ

“إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.” (2كورنثوس 5: 17) يفهم البعض خطة الله لفداء حياتهم، لكنهم يفشلون في إدراك كيف يمكن أن يستخدم الله حياتهم من أجل عمل الملكوت. إنهم يشعرون أن حياتهم قد تلوثت كثيرًا بسبب الخطية، مما يجعلهم غير أهل للخدمة. لكن هذا ليس صحيحًا. إن خطة الله لحياتنا هي خطة رجاء. لا ينظُر الله أبدًا إلى الوراء ليُذكرنا بتعدِّياتنا السابقة. لا يقول أبدًا “لو لم تكن قد فعلت هذا أو ذاك، لأمكنني أن استخدمك”. هذه كلمات يستخدمها العدو لإحباطنا ومنعنا من أن نكون ما يجب أن نكون عليه من أجل الرب. لم يكن هدف الله من خلاصنا هو فقط إنقاذنا من الموت والعذاب الأبدي. لقد كان هدفه هو خلاصنا حتى نتعلم أن نحبه كما أحبنا. بمجرد أن يغفر الله لنا خطايانا، فإنه ينساها. يا له من تذكير مجيد بمحبة الله غير المشروطة. نحن لم نخلص فقط لكي نتمتع بمحبة الله. لقد خلصنا لهدف في فكر […]
نوفمبر 22, 2019

سوف يحررك

“قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.”(يوحنا 14: 6) من المُرجَّح كثيرًا أن بولس في شبابه كان يحلُم بمعرفة الله بشكلٍ كامل. وقد قاده سعيه للمعرفة إلى الدراسة مع أحد أعظم حاخامات عصره. وإذ كان بولس ينمو في المعرفة، أصبح فريسيًا ثم انتُخِب في السنهدرين. كان علماء اليهود البارزين هم فقط الذين يشغلون هذه المناصب، وكان بولس أحدهم. لقد كان قلبه يتوق إلى عبادة الله، بالرغم من توجُهه الخطأ. وذات يوم، كشف الله عن ذاته لبولس من خلال حياة ابنه، الرب يسوع المسيح. لا يوجد تفسير لما حدث لبولس في الطريق إلى دمشق سوى أنه أمر مُغيِّر للحياة (أعمال 9: 1-9). لم يكن ظهور المسيح لبولس مجرد ظهور، بل احتضان. الرب وحده يعلم ما في أعماق قلب بولس؛ ولكن مثل موسى، بمجرد أن انصرف عن دراسة أمور الله، كان ذلك كافيًا ليُحرِّك الله نحوه. ربما تشعر بثِقل ظروفك وهي تُضيِّق عليك، وكنت تتوق إلى أن تكون حراً، لكنك ظللت مقيداً بهذا العالم […]
نوفمبر 21, 2019

الأولويات

“وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ.” (عبرانيين 12: 1-2) متى كانت آخر مرة قمت فيها بتقييم أولوياتك؟ هل فكرت مؤخرًا في التزاماتك وأهدافك ودفتر شيكاتك لتحسب أصولك وديونك؟ عندما لا نُدرِّب أنفسنا على التركيز على أولوياتنا الأبدية، نتعثَّر بسهولة بسبب إهتمامات أرضية غير هامة. عندما كان الرسول بولس في السجن، قضى وقتًا كافيًا لتقييم حياته الخاصة. قبل أن يصبح بولس مسيحيًا، كان فريسيًا له نفوذ وسُلطة وثروة. بعد أن بدأ خدمته من أجل المسيح، تعرض بولس لهجمات متكررة وسجن وجوع بينما كان يسافر من مدينة إلى أخرى. ومع ذلك، لأن بولس حافظ على تركيزه على المسيح، وجد بهجة منحته منظور سماوي للحياة والأولويات: لكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ […]
نوفمبر 20, 2019

متغيرين بمحبته

“مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ.” (رؤيا 3: 21) من بين الرسائل الموجودة في سفر الرؤيا نجد رسالة لاذعة إلى كنيسة لاودكية. هذه هي صورة كنيستنا العادية المُوقرة الحالية – ويسوع يوبخها بشدة لكونها فاترة. يقول يسوع لكنيسة لاودكية “كذا لأنك فاتر، ولست باردًا ولا حارًا، أنا مُزمِعٌ أن أتقيَّأك من فمي. لأنك تقول: إني أنا غنيٌّ وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيءٍ، ولست تعلم أنك أنت الشقيُّ والبئس وفقير وأعمى وعريان.” (رؤيا 3: 16-17) هذه هي رسالة يسوع لنا نحن أيضًا. كثيرون منا، مثل كنيسة ساردس، ليسوا حارِّين أو بادرين. احذروا أن تكونوا فاترين مثل لاودكية التي أصبحت مكتفية بذاتها ومُشتَتَة بأمور العالم. هل أصبحت مكتفيًا بذاتك في إيمانك؟ هل جعلك إلهاؤك بالغِنى الوقتي مُفلِسًا روحيًا؟ تعال إلى المسيح واشترِ منه، بلا ثمن، ما تحتاج إليه حقًا. ولئلا نشعر باليأس، يُذكِّرنا يسوع بأنه محبة: “إني كل من أحبه أوبخه وأؤدبُهُ. فكن غيورًا وتُب. هأنذا واقف على الباب […]
نوفمبر 19, 2019

من الموت إلى الحياة

“ذُوقُوا وَٱنْظُرُوا مَا أَطْيَبَ ٱلرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ.” (مزمور 34: 8) يُرسل يسوع في سفر الرؤيا سبع رسائل مليئة بالتوبيح، والإدانة والتشجيع إلى سبع كنائس. هذه الرسائل، المُعطاة للكنائس في نهاية حياة الرسول يوحنا، هي أيضًا رسائل تعليم وتوبيخ وتشجيع لنا اليوم. لم يجد يسوع في كنيسة ساردس شيئًا جيدًا يستحق الإشادة به، فقال فقط “أنا عارف أعمالك، أن لك اسمًا أنك حيُّ وأنت ميتٌ.” (رؤيا 3: 1) أحد أعظم المآسي هو أن تتجاوز سُمعة الكنيسة واقعها. ماذا يعني أن تكون الكنيسة حيَّة؟ أولاً، يجب أن تعيش الكنيسة تحت سلطان كلمة الله وأن تكون مُصمِمة على إطاعتها. ثانياً، يجب أن تكون الصلاة أولوية. وثالثًا، يجب أن يكون للروح القدس حرية في العمل، فسوف يدين وسوف يُغيِّر. هل يمكن أن تعود الكنيسة الميتة إلى الحياة؟ نعم. يقول يسوع “كن ساهِرًا وشدِّد ما بقى، الذي هو عتيد أن يموت، لأني لم أجد أعمالك كاملة أمام الله.” (رؤيا 3: 2-3) يجب أن يدرك الموتى أولاً أنهم قد ماتوا، وبعد ذلك عليهم اتباع […]
نوفمبر 18, 2019

ضغوط المجتمع غير المؤمن

” وَلكِنْ إِنْ كَانَ (يتألم) كَمَسِيحِيٍّ، فَلاَ يَخْجَلْ، بَلْ يُمَجِّدُ اللهَ مِنْ هذَا الْقَبِيلِ.” (بطرس الأولى ٤: ١٦) تحملت كنيسة برغامس، مثل الكنيسة اليوم، ضغوط اجتماعية شديدة لإبعادها عن الحق. من الخارج، كانت الكنيسة تتبع وصايا الله. لكن داخليًا، سمحت الكنيسة للثقافة بإضعاف عزمها، فبدأوا يتسامحون مع عادات مجتمعهم الوثني وسمحوا لتعاليم كاذبة باختراق كنيستهم. لقد ظلوا أتباع المسيح، لكنهم اختاروا الاندماج مع المجتمع بدلاً من الوقوف بجانب الحق. يُشجعهم يسوع وسط آلامهم، لكنه يوبخهم على تسامحهم مع ما يعرفون أنها تعاليم ومبادئ كاذبة: “أنا عارف أين تسكُن – حيث كرسي الشيطان. وأنت متمسك بإسمي ولم تُنكر إيماني حتى في الأيام التي فيها كان انتيباس شهيدي الأمين الذي قُتل عندكم حيث الشيطان يسكن. ولكن عندي عليك قليل: أن عندك هناك قومًا مُتمسكين بتعليم بلعام،… وتعاليم النقولاويين.” (رؤيا 2: 13-15) لقد علم يسوع أن مؤمني برغامس قد واجهوا هجمات شديدة بسبب إيمانهم، وكان يعلم أن الشيطان كان له مَعقَلًا في مدينتهم. كان يسوع يُدرك جيدًا وضعِهِم، تمامًا كما هو مُدرك لكل […]
نوفمبر 17, 2019

احذر من البرودة المتزايدة

“مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ.” (رؤيا 2: 7) في كل عصر وفي كل جزء من العالم، تحتاج كنيسة يسوع المسيح إلى رسالة إدانة وتوبيخ ونُصح، كما تحتاج أيضًا إلى رسالة إستمالة لكي يرجع الشعب إلى الرب. نحن نرى هذا في سفر الرؤيا حيث يرسل الرب يسوع رسائل إلى سبع كنائس في آسيا الصغرى، وهي رسائل تُناسب يومنا هذا كما كانت قبل 2000 عام تقريبًا. كانت كنيسة أفسس على ما يرام، وقد مدحها يسوع لرفضها التعاليم الكاذبة، لكنه يدعوها بعد ذلك لأن تتوب لأنها تركت محبتها الأولى. لقد أحبت كنيسة أفسس التفسيرات الكتابية الدقيقة أكثر من محبتها ليسوع، وأحبت أعمالها الصالحة أكثر من محبتها ليسوع. ظاهريًا، كانت الكنيسة تفعل كل الأشياء الصحيحة. لكن كان لديها مشكلة تتعلق بالقلب؛ لقد كانت تفعل كل الأشياء الصحيحة ليس بسبب محبتها ليسوع ولكن لأنها تَدرَبَت على فعل الأشياء الصحيحة. إذا كنت تفعل الشيء الصحيح وتؤمن به بدافع الواجب وليس […]
نوفمبر 16, 2019

الأمان الحقيقي

“جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ. (مزمور 16: 8) لقد انتهى رخاء العشرينات مع بداية الكساد العظيم، وتسبب البورصة في تراجع اقتصادي شديد. لقد كان الشعور بالتفاؤل يغمر الناس في تلك الأوقات حتى جعلهم الشعور الزائف بالأمان غير مستعدين للسنوات الصعبة الآتية. أولئك الذين عاشوا في فترة الكساد تعلموا أن حياتهم قد تتغير بسرعة. في يومٍ ما، كان لديهم الكثير؛ مال وبيت ووظيفة وخطط للمستقبل، وفي اليوم التالي، مضى كل هذا. كان كثيرون بلا عمل، وآخرون فقدوا مُدَّخرات حياتهم. كان عدد لا يحصى من الذين بلا مأوى يصارعون من أجل العثور على المال الكافي لشراء وجبة طعام. من الطبيعي أن نشعر بالقلق إزاء حياتنا اليومية. نفكر في وظائفنا وبيوتنا وعائلاتنا وأصدقائنا. نتتبع صناديق تقاعدنا ونضع خطط العطلات، لكن ما نُثبِّت تركيزنا على الله، فنحن نعيش بشعور زائف بالأمان. يُذكرنا الكتاب المقدس بأنه قبل مجيء المسيح، سيفعل الكثيرين مشيئتهم، تمامًا كما كان الحال في أيام نوح ولوط، وقليلون هم الذين سيتبعون طرق الله (لوقا 17: 26-30). […]
نوفمبر 15, 2019

مَسكَننا المؤقت

“كَثِيرِينَ يَسِيرُونَ.. وَهُمْ أَعْدَاءُ صَلِيبِ الْمَسِيحِ.. الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِي الأَرْضِيَّاتِ. فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.” (فيلبي 3: 18ب-20) في أحد أعظم الأجزاء الكتابية حول هذا الموضوع، يكتب مؤلف العبرانيين: بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ… لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ. (عبرانيين 11: 8-10) تقول قصة نرويجية قديمة: “لقد دعانا الله الآب يومًا في قصر السماء وأرسلنا إلى “مستعمرة هذه الجزيرة” التي تسمى الأرض.” من المؤكد إن أحد أكبر الأخطار التي سنواجهها هو أن يتم إغراؤنا للوقوع في حُب هذه “الجزيرة”. يعيش كثير من الناس وكأنهم لن يغادروا هذه الأرض أبدًا؛ يُكدِسُون الثروات الهائلة والممتلكات المادية دون التفكير بجدية في كيفية المساهمة في عمل ملكوت الله على الأرض. إن عقولهم وقلوبهم “مُتعلِقة بالجزيرة” أو، بمعنى أبسط، هم متمسكون بالأرض. لقد وقعوا في […]
نوفمبر 14, 2019

توقيت الله

“صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ، وَأَيْضًا جَعَلَ الأَبَدِيَّةَ فِي قَلْبِهِمِ، الَّتِي بِلاَهَا لاَ يُدْرِكُ الإِنْسَانُ الْعَمَلَ الَّذِي يَعْمَلُهُ اللهُ مِنَ الْبِدَايَةِ إِلَى النِّهَايَةِ.” (جامعة 3: 11) إذ نختار أن نضع إيماننا الكامل وثقتنا في الله، يجب أن نتخلى عن سيطرتنا على الخطط التي وضعناها لحياتنا. على الرغم من أننا نثق في الله، فإن أفعالنا تقول عكس ذلك عندما نزداد خوفًا ألا تكون الحياة بالشكل الذي نرجوه. عندما نُكرٍّس حياتنا لله، نتعلم هذه الحقيقة سريعًا: أن خططنا وتوقيتنا لا يتفقان دائمًا مع خطط الله وتوقيته. ومع ذلك، فإننا للأسف نصارع لكي نفهم أن طرقه وخططه وتوقيته أفضل من طرقنا وخططنا وتوقيتنا. نُخطيء خطأً كبيرًا عندما نحاول أن نسبق خطة الله، فنحن لا نقلل من قدر إيماننا به فحسب، بل نتحدى أيضًا فكرَة أنه بالفعل يعرف الأفضل. بسبب غطرستنا وكبريائنا، نفترض أننا نعرف أفضل من الله. في نفس الوقت، نحن نعيش في خوف من أن ما نرغب فيه بشدة معتقدين أنه الأفضل لنا، وما نراه ضروريًا لحياتنا، لن يحدُث. لكن لكي نسير […]
نوفمبر 13, 2019

امتحان الإيمان النهائي

“إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضًا، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضًا فِي مِثَال.” (عبرانيين 11: 19). بعد 25 عامًا من الانتظار بإيمان، استقبل إبراهيم وسارة أخيرًا أول “نجم” وعد به الله. كان إبراهيم قد بلغ من العمر 100 عام بالفعل عندما أنجبت سارة، ذات الـ91 عام، إسحق. تخيَّل فرحة إبراهيم وهو يحمل ابنه للمرة الأولى، ردًا لرحلة الإيمان الطويلة التي سار فيها مع الله. وعندما أصبح لإبراهيم أخيرًا نجم يستطيع رؤيته، أمره الله بأن يتخلَّي عنه بتقديمه لله كذبيحة مُحرقة (تكوين ٢٢). ولكن ما يُدهش أن إبراهيم لم يتذمر ولم يُقدم لله قائمة طويلة من الأعذار. لقد أطاع إبراهيم تمامًا. لا نعرف بالضبط ما الذي كان يدور في عقل إبراهيم في ذلك الوقت، لكننا نقرأ في عبرانيين 11: “إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضًا، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضًا فِي مِثَال.” (عدد ١٩) قطع إيمان إبراهيم شوطًا طويلاً منذ أن هرب إلى مصر بحثًا عن الأمان وتوقَّفَ في حاران. لقد علم الآن أنه لا […]