“الْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ” (1يوحنا 2: 17). أطاع موسى وصايا الله وخاطر كثيرًا بنفسه ليقوم بالمهمة التي أوكلها إليه. مَن مِنا مستعد للتخلِّي عن ثروته وسُلطته من أجل حياة المشقة والعبودية؟ تمنحنا الشُهرة والمناصب كرامةً، وغالبًا ما تدَّعي العائلات الكبيرة التي تتمتع بالسُلطة أنها الأُسر المالِكة؛ فتتاجر بشهرتها، وتكتسب الثروة التي غالبًا ما تقود إلى الجشع والفساد وإساءة استخدام السلطة، ولهذا يُقدِّر الله أولئك الذين يختارون مجده على ذهب العالم. ترك الله لموسى الخيار، فاختار موسى الطاعة، وكل واحدٍ منا لديه دعوة من الله وله أن يختار طاعته أو التمرُّد عليه، قبوله أو رفضه، اختيار مجده أو ذهب العالم. قد يُقدِّم لنا العصيان إشباعًا قصير المدى، لكنه في النهاية يؤدي دائمًا إلى الدمار، فقد كتب سليمان: “تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ” (أمثال 14: 12). كان موسى يمتلك أشياء كثيرة؛ كان الشعب يخدمه، وكان باستطاعته أن يقضي كل صباح في ملعب للجولف وكل مساء في جاكوزي القصر، وأن يطلب أفضل الأطعمة، […]