أكتوبر 15, 2021

لستَ من هذا العالم!

‘‘فِي ٱلْإِيمَانِ مَاتَ هَؤُلَاءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا ٱلْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيَّوْهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلَاءُ عَلَى ٱلْأَرْض’’ (عبرانيين 11: 13) هل تشعر بعدم الانتماء إلى ثقافتك أو بأنَّك غريب في أرضك؟ نحن الذين آمنَّا بالمسيح انفصلنا عن العالم، لذا، عندما تشعر بأنَّك تعيش في أرض غريبة، افرح وابتهج لأنَّك تنتمي إلى ملكوت الله وليس إلى مملكة هذا العالم: ‘‘وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ ٱقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ ٱلَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ ٱلظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ ٱلْعَجِيبِ… أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلَاءَ، أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ ٱلشَّهَوَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ ٱلَّتِي تُحَارِبُ ٱلنَّفْس’’ (1 بطرس 2: 9، 11). عندما تكتنفك ظلمة هذا العالم، وتشعر بأنَّك تقف وحيدًا للدفاع عن الحق، تطلَّع إلى مثال دانيال. فدانيال تذكَّر دائمًا أنَّه ليس من هذا العالم، بالرغم من التجارب والضغوطات الموضوعة أمامه. وهو تشدَّد وتشجَّع وواجه العالم لأنَّه كان يعرف جيِّدًا أنَّه ينتمي إلى ملكوت الله وأنَّ الله واقف إلى جانبه. وهكذا، يدعونا الله إلى السلوك وفق مبادئه وأحكامه بدون الاقتداء […]
سبتمبر 28, 2021

فن الحرب الروحيَّة

‘‘إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِٱللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ’’ (2 كورنثوس 10: 4) يحارب الشيطان بوحشيَّة وبلا هوادة ليسلب نفوس أطفالنا. لذا، يجب علينا كآباء أن نعلِّمهم فنّ الحرب الروحيَّة وأن نكون أمامهم قدوة يحتذون بها فيتعلَّمون منَّا فنّ الحرب الروحيَّة.
سبتمبر 27, 2021

الاحتراز من مكايد العدو

‘‘أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي، تَقَوَّوْا فِي ٱلرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. ٱلْبَسُوا سِلَاحَ ٱللهِ ٱلْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ’’ (أفسس 6: 10-11) سبق أن رأيتُ خلافات تتطوَّر بين مؤمنين لتتحوَّل إلى حرب كلاميَّة، وفي النهاية، بدأ واحدهم يعتبر الآخر عدوًّا له. ورأيت أيضًا مؤمنين يستسلمون مرارًا للتجربة والخطيَّة، ويبرِّرون تصرفهم عبر تحميل الآخرين مسؤوليَّة ظروفهم. لكنَّ هؤلاء يجهلون الحقيقة الأعمق، والمعركة الأكبر التي يخوضونها ويخسرونها من دون قصد، غافلين عن مكيدة الشيطان الذي يريد منعهم من عيش حياة القداسة والنقاوة أمام الرب، ناسفين بذلك شهادتهم وفرحهم. ليست الكنائس والمنظِّمات المسيحيَّة محصّنة ضد هجمات الشيطان، فقد تكون الكنيسة نابضة بالحياة ونشيطة إلى أن يبدأ شخص فيها أو أكثر بالتذمُّر من رؤية الله وخطَّته، وسرعان ما تتَّسع دائرة المتذمرين لتشمل المزيد من المؤمنين، ما يؤدي إلى نسف عمل الرب. فمكايد الشيطان حقيقيَّة وخطرة، ويجب أن نكون على دراية بها لئلَّا يدمِّر زيجاتنا وصداقاتنا وعلاقاتنا المهمَّة. قال يسوع إن الشيطان هو ‘‘رئيس هذا العالم’’ (يوحنا 16: 11). ويجول عدوُّنا هذا خلسةً بحثًا […]
سبتمبر 10, 2021

رجاء الكتاب المقدس

“وَالآنَ، مَاذَا انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ؟ رَجَائِي فِيكَ هُوَ” (مزمور 39: 7) يتغير العالم من حولنا، ومعظم هذه التغييرات ليست للأفضل. أصبحت ثقافتنا أكثر شراً، وأصبح مجتمعنا يدور في دائرة مُفرَغَة. يشعر العديد من المؤمنين بالعجز واليأس من حالة عالمنا، واستسلموا لحالة الانحلال الأخلاقي للمجتمع. وغَلَبتهم الخطية المحيطة بهم، لكن الكتاب المقدِّس يُعلِّمنا أن المؤمنين يجب أن يكونوا أكثر الناس رجاءً على وجه الأرض. يحثنا بولس أن نكون “فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضِّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ” (رومية 12: 12). كعبراني، يميل بولس بعض الشيء إلى وضع الفكرة الأكثر أهمية في نهاية الجملة. يقول بولس في الأساس أنه عندما نثابر على الصلاة، لن نثبُت فقط في الأوقات الصعبة، بل سنفرح أيضًا في الرجاء. لا يتحدث بولس هنا عن تفاؤل مؤقت أو تفكير إيجابي، بل يقول أن الصلاة المستمرة تقودنا إلى النظرة المتفائلة المليئة بالرجاء في الحياة. تضع الصلاة الأشياء في منظور أبدي. من خلال الصلاة، يمكن للروح القدس أن يوضح لنا كيف يرى الله ظروفنا حتى لا نستمر في توجهاتنا الخاطئة […]
سبتمبر 8, 2021

لا تَكُنْ على خلاف مع الله

“أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا للهِ” (يعقوب 4: 4). إن مأساة الكنيسة اليوم هي أننا أصبحنا في اتفاق مع ثقافتنا الزائلة بدلًا من الاختلاف معها، ومزجنا الديانة الزائفة بعبادتنا للإله الواحد الحق، تمامًا مثلما فعل بنو إسرائيل في أيام القضاة. إذا لم نكن على خلاف مع ثقافتنا، فنحن على خلاف مع الله. يقول الله في سفر التثنية أنه وجد بني إسرائيل في أرض قفرٍ، فأحاط به ولاحظه وصانه كحدقة عينه (تثنية 32: 10)، لكننا نشعر في سفر القضاة بقلب الله الجريح الحزين على شعبه الذي انتزعه من حياته، ونرى أن أصعب معركة لله لم تكن مع الوثنيين، بل مع شعبه. يحزن الله على أولاده الذين يبررون الخطيَّة، ويضعون مفهومًا جديدًا للزواج، ويقدمون الأعذار لقتل الأطفال الأبرياء، ثم يدعون أنفسهم مسيحيين وهم يعيشون من أجل الشهوة والطمع والطموح الأناني. يتألَّم الله من أجل أولئك الذين يرتبطون باسم المسيح، ولكنهم يعيشون حياة لا تختلف عن حياة الكنعانيين. إذا كنتَ حزينًا بسبب […]
سبتمبر 7, 2021

بركة البيت التَقي

“وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ” (2كورنثوس 3: 17) مِن الغريب أن نحاول في بعض الأحيان أن نُجْري بعض التعديلات على النموذج المُكتمِل الذي أعطانا الله إياه. أوضح الله في الكتاب المقدس أن على الرجل أن يكون رب الأسرة، لكن ثقافتنا تتمرَّد على حكمة الله وتصميمه، وتدعو إلى عقلية “مجتمع المساواة”. لكن توجيهات الله لا تحتاج إلى مراجعة جديدة لتُلائِم مجتمعنا “المُتطلِّع إلى التجديد”. عندما وضع الله الشكل الذي يجب أن تكون عليه الأسرة التقيَّة، لم يكن ينتوي أبدًا تغييره. يرى الله الرجل والمرأة متساويان، لكن لكلٍ منهما بالتأكيد دورٌ مختلف. هل أحدهما أهم من الآخر؟ بالطبع لا! لكن قد يكون لكثيرين في مجتمعنا العلماني رأيًا آخر في هذا الشأن. هناك من يعارضون كلمة الله حتى أنهم يريدوننا أن نصدق أن الله مهتم بدور الرجل أكثر بكثير من دور المرأة، لكن الكتاب المقدس يُظهِر لنا مرارًا وتكرارًا أن يسوع كان يتحدَّى الأعراف الاجتماعية في أيامه بتقديره للنساء ورفعه لشأنهن. كانت المرأة عند البئر واحدة من أوائل الأشخاص […]
سبتمبر 6, 2021

إلهنا يعمل في كل وقت

يستطيع الله أن يستخدم أمانتك القليلة في تغيير حياة الآخرين في كل زمان ومكان، فهو يعمل دائمًا بقوة في حياتك وخلالها. ضع فقط في اعتبارك المثال التالي من التاريخ. في منتصف القرن التاسع عشر، كان هناك رجل مسيحي في بوسطن يُدعى “إدوارد كيمبول” يقوم بتدريس فصل صغير للمراهقين في مدرسة الأحد. أعلن “كيمبول” الإنجيل بأمانة، وقام أيضًا بزيارة أحد الشباب في مكان عمله للتحدث معه عن محبة المسيح. بعد هذه الزيارة مباشرةً، صلَّى ذلك الشاب ليعلن قبوله المسيح. كان ذلك المراهق هو “د. ل. مودي”، المبشر الأمريكي العظيم. وفي إحدى رحلات”مودي” إلى إنجلترا، قام بالوعظ في الكنيسة الفخمة التي كان راعيها “ف. ب. ماير”، الذي أصبح صديقًا حميمًا له بعد ذلك. قام “مودي” بدعوة “ماير” للحضور إلى الولايات المتحدة ليعِظ مجموعة كبيرة من الشباب. في تلك العِظَة، كرَّس “ج. ويلبر تشابمان” نفسه للمسيح، وأصبح مبشرًا مؤثرًا، وقاد عشرات الآلاف من الناس إلى المسيح، ومن بينهم “بيلي صنداي”، الذي أصبح رفيقه في السفر. قام بيلي صنداي بالوعظ في العديد من الأماكن، […]
سبتمبر 5, 2021

القيادة هي دور الزوج

“كَذلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ، كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً، كَالْوَارِثَاتِ أَيْضًا مَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ” (1بطرس 3: 7). لا يُرحِّب مجتمعنا اليوم كثيرًا بشرائع الله، وعندما يتعلق الأمر بموضوع الرجال ودورهم في الأسرة، فإن العالم عادة ما يُبدِي ازدراءً جماعيًا لمبادئ الكتاب المقدس وأخلاقياته، مُعلنين أنها عتيقة وبالية. لكن لا يوجد شيء قديم فيما يقوله الكتاب المقدس، وعندما يدعو الله الرجال ليكونوا قادة لعائلاتهم، فهو يفعل ذلك بطريقة لا تقبل الاعتذار. تبدأ المشكلة عندما يقوم الآخرون مُخطئين بتحديد ما يعنيه أن تكون قائداً. عندما يقول الكتاب المقدس أن على الرجال أن يحبوا زوجاتهم كما أحب المسيح الكنيسة، يجب أن نتامَّل جيدًا هذه العلاقة، فقد قاد يسوع تلاميذه بمحبة نابعة من قلب مُتضع. لكي تقود شخصًا ما بشكل جيد، يجب عليك أولاً أن تفهم معنى أن تكون خادماً. لم يَدْعُ الله الرجال للسيطرة على النساء، بل ليكونوا خدامًا متواضعين وليعطوا زوجاتهم الأولوية في جميع القرارات. لكي يحقق الرجال دعوة الله لقيادة زوجاتهم، يجب […]
سبتمبر 4, 2021

الخضوع لخطة الله للعلاقات

“لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ” (أفسس 5: 23). على مدى عدة عقود ماضية، كانت المقارنات والمناقشات تدور حول دور الرجل ودور المرأة. إذا كنت تشعر بالتشويش بسبب الكتب والمقالات العديدة حول دور الرجال والنساء، فأنت لست وحدك. هناك الكثير من الأفكار المتضاربة في مجتمعنا حول وضع الرجال والنساء في مكان العمل، وفي الكنيسة، وفي العلاقات وبخاصة في الزواج. بينما تحاول هذه الفلسفات، التي لا تُعَد ولا تُحصَى، لفت انتباهنا، هناك مصدر واحد موثوق به يمكننا الرجوع إليه للحصول على إجابات أكيدة، وهذا المصدر هو كلمة الله الموحى بها والمعصومة من الخطأ. يرى البعض أن المهام التي يُعَيِّنُها الكتاب المقدس للزوج والزوجة قد عفا عليها الدهر، لكن عندما ندرس كلمة الله، نكتسب منظورًا أعظم بكثير للزواج. الزواج هو علاقة مُركَّبَة ورائعة صمَّمها الله. في الواقع، لقد خلقنا الله لنكون في علاقات، فهو يعلم أنه ليس جيد للإنسان أن يكون وحده (اقرأ تكوين 2: 18). لقد تم تصميم مؤسسة الزواج منذ البداية كشراكة […]
أغسطس 30, 2021

المعركة غير المنظورة

‘‘وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ ٱللهِ فَٱهْرُبْ مِنْ هَذَا، وَٱتْبَعِ ٱلْبِرَّ وَٱلتَّقْوَى وَٱلْإِيمَانَ وَٱلْمَحَبَّةَ وَٱلصَّبْرَ وَٱلْوَدَاعَةَ. جَاهِدْ جِهَادَ ٱلْإِيمَانِ ٱلْحَسَن’’ (1 تيموثاوس 6: 11-12) تدور الآن معركة غير منظورة في العالم الروحي، وهي معركة مستمرَّة ونحن طرف فيها. كتب الرسول بولس: ‘‘فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ ٱلرُّؤَسَاءِ، مَعَ ٱلسَّلَاطِينِ، مَعَ وُلَاةِ ٱلْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا ٱلدَّهْرِ’’ (أفسس6: 12). وكتب الرسول يعقوب: ‘‘قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ’’ (يعقوب 4: 7). وكتب الرسول بطرس: ‘‘اُصْحُوا وَٱسْهَرُوا. لِأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ’’ (1 بطرس 5: 8). وكتب الرسول يوحنا: ‘‘كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ هَذَا عَنِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَكُمْ’’ (1 يوحنا 2: 26). نلاحظ وجود قاسم مشترك بين هذه الرسائل، وهو أنَّ عدونا إبليس يعمل بدون كلل، وإذا لم نكن متيقظين، يمكن أن نقع بسهولة ضحية مكائده. سيبذل الشيطان كلّ ما في وسعه ليعيق تقدُّمنا في سباق الإيمان، وهو يريد أن نخسر السباق برمَّته. لذا، فهو يستخدم أسلوب التضليل والتجارب لكي يهدم علاقاتنا وشهادتنا للمسيح وبالتالي تكريسنا الكامل له. فما الذي […]
أغسطس 27, 2021

تجربة حُبّ السلطة

‘‘لِأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلَا خَطِيَّةٍ’’ (عبرانيين 4: 15). تبحث البشرية عن طرق مختصرة إلى القمَّة منذ أن قطفت حوَّاء ثمر شجرة معرفة الخير والشرّ الذي حرَّمه الله في جنَّة عدن. وهذا هو التحدِّي الذي واجهه يسوع في البرية. ففي التجربة الثالثة، نراه ينتصر على تجربة حبّ السلطة، مع أنَّه هو الله المتجسِّد المستحق وحده أن ينصِّب نفسه ملكًا. ذهب يسوع إلى البرية ليثبت تسلُّطه على الشيطان. ففي التجربة الأولى، حثَّ الشيطان يسوع على عدم الثقة بالله الآب، لكنَّ يسوع انتصر عبر استسلامه الكامل لله. ثمَّ جرَّبه الشيطان ثانيةً محاولًا أن يجعله يلوي ذراع الآب، لكن يسوع انتصر عبر الخضوع التام لمشيئة الله. وفي التجربة الثالثة، حاول الشيطان إفساد يسوع. يذكر إنجيل متى 4: 8-11 أنَّ الشيطان أخذ يسوع إلى جبلٍ عالٍ جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، وقدَّم له كلّ ما في الأرض من قوَّة وعظمة. هل يمكن أن يغري هذا العرض يسوع، مع العلم أنَّ الله […]
أغسطس 22, 2021

العيش في انتظار عودة المسيح

‘‘هَكَذَا ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلَا خَطِيَّةٍ لِلْخَلَاصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ’’ (عبرانيين 9: 28) ربَّما لم يحدث أبدًا على مرّ التاريخ أن لقيت علامات نهاية الأزمنة اهتمامًا كبيرًا وواسعًا كما هي الحال اليوم. فالمؤتمرات الروحيَّة التي تتناول موضوع الأزمنة الأخيرة تستقطب الجماهير، فيحتشدون بعشرات الآلاف لحضورها، فيما لا تجذب اجتماعات الصلاة سوى قلَّة قليلة من الحضور. ومن الملاحظ أيضًا أنَّ الكتب التي تتحدَّث عن نهاية الأزمنة تحقِّق نسبة مبيعات عالية وتتطاير بسرعة عن رفوف المكتبات، فيما لا تجاهر سوى قلَّة قليلة من المؤمنين بإيمانها بالمسيح علنًا. لطالما لقي موضوع عودة الرب يسوع اهتمامًا عبر التاريخ، لكن هذا الاهتمام لم يُتَرجم دائمًا عمليًّا في حياة المؤمنين. ماذا لو كانت عودة المسيح الدافع الذي يحثُّنا على العمل في كلِّ ناحية من نواحي حياتنا؟ اقرأ الأصحاح الأوَّل من رسالة تسالونيكي الأولى. استهلّ الرسول بولس رسالته الأولى إلى المؤمنين في تسالونيكي بمدحهم على ثلاثة أمور، وهي: عمل إيمانهم، وتعب محبَّتهم، وصبر رجائهم. هذه صورة رائعة تبيِّن أهميَّة جعل […]