يوليو 18, 2023

رؤية أستير

“فَجَاءَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ لِيَشْرَبَا عِنْدَ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ. فَقَالَ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي أَيْضًا عِنْدَ شُرْبِ الْخَمْرِ: “مَا هُوَ سُؤْلُكِ يَا أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ فَيُعْطَى لَكِ؟ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ؟ وَلَوْ إِلَى نِصْفِ الْمَمْلَكَةِ تُقْضَى” (استير 7: 1-2) نقرأ في العهد القديم عن إمرأة عادية تُدعى أستير رأت إحتياج وقامت بتسديده. كانت أستير إمرأة يهودية، وكانت تعيش في المنفى في بلاد فارس، وبحسب خطة الله، تزوجت أستير من الملك أحشويرس ووجدت نفسها في وضع فريد لمساعدة شعبها عندما وافق الملك على الإبادة المُخططة لليهود داخل مملكته، كانت أستير على استعداد لتغيير رأيه. لقد وضعها الله في المكان المناسب في الوقت المناسب – لكنه كان محفوفًا بالمخاطر، فكانت أستير خائفة ومترددة، لكن ابن عمها مُردخاي كان يثق في أن الله سيعمل من أجل شعبه، فحذَّر أستير قائلًا أن هذه هي لحظة حاسمة في حياتها – لحظة تتطلب شجاعة وإيمان عميقين (إقرأ أستير 4: 12-14) ماذا كان رد أستير على كلمات مردخاي القوية؟ قالت أستير “اذْهَبِ اجْمَعْ جَمِيعَ الْيَهُودِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ وَصُومُوا مِنْ […]
يوليو 17, 2023

لوقتٍ مثل هذا

‘‘وَمَنْ يَعْلَمُ إِنْ كُنْتِ لِوَقْتٍ مِثْلِ هَذَا وَصَلْتِ إِلَى ٱلْمُلْكِ؟’’ (أستير 4: 14) يعطينا الكتاب المقدَّس أمثلة عدَّة عن أناس قبلوا الرؤية التي منحهم إيَّاها الله بالرغم من شعورهم بالخوف أو عدم الأهليَّة. فلنتأمَّل في حياة أستير فهمت أستير رؤية الله عندما دُعيت للدخول إلى حضرة الملك أحشويروش بالنيابة عن الشعب اليهودي. وقال مردخاي في سفر أستير 4: 14 إنَّها ربَّما وصلت إلى المُلك لوقت مثل هذا. شعرت أستير بالخوف والتردُّد، لكنَّها، مع ذلك، تقدَّمت وقبلت رؤية الله لحياتها، وخاطرت بحياتها لتلبية الاحتياج الموضوع أمامها وإنقاذ شعب الله ماذا لو أقنعت أستير نفسها بأنَّها غير جديرة بالمهمَّة؟ ماذا لو رفضت تنفيذها خوفًا من العواقب؟ لكانت أضاعت فرصة رائعة لتمجيد الله عبر الثقة بإرادته السياديَّة النابعة من محبَّته وأمانته! هكذا أيضًا، نحن نفقد جمال عطايا الله لنا وروعتها، ومنها مواهبنا وأبواب الفرص المفتوحة أمامنا، نتيجة تقاعسنا عن اعتماد رؤية لحياتنا تتماشى مع رؤية الله لنا فلنتأمَّل في كلِّ لحظة، وكلّ ظرف، وكلّ علاقة، ونسأل أنفسنا: هل أراها على ضوء رؤية الله […]
يوليو 15, 2023

اخضع لرؤية الله

فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: ”لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ“ (لوقا 9: 62) هل حدث أن كلفك الله بأمرٍ بدا ثقيلًا عليك؟ ربما دعاك لقيادة مجموعة صغيرة في منزلك، أو ربما كان هناك شخص في حياتك يحتاج إلى سماع الإنجيل. هل تجاهلت تكليف الله بدلًا من أن تفرح لقيادته لك؟ كثيراً ما ندَّعي أننا نريد أن نعرف رؤية الله، وأننا نريد أن يستخدمنا الله، لكن في الواقع نحن نريد أن نُستخدَم فقط وفق شروطنا. تُعلن كلماتنا بصوت عالٍ “هأنذا يارب. استخدمني كما تريد.” لكن قلوبنا تهمس “يا رب، أريد أن أخدمك، لكن فقط إذا كان ذلك يعني العمل في هذا المشروع، أو الخدمة في هذا الموضع. أنا لا أريد أن أشهد لهذا الشخص بالتحديد أو لتلك المجموعة بالذات” يسهُل علينا القيام بعمل الله عندما يكون الشخص الذي نخدمه هو شخص نهتم لأمره، لكن ماذا لو أرادنا الله أن نخدم شخصًا كريهًا أو بغيضًا أو متعجرفًا؟ هل حدث أن أعطاك الله رؤية لا تعجبك وتحاول الهروب […]
يوليو 14, 2023

اخضع لخطة الله

“فَتَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ اللهِ الْقَوِيَّةِ لِكَيْ يَرْفَعَكُمْ فِي حِينِهِ” (1بطرس5: 6) كثير من المؤمنين لديهم رؤية خاطئة لمشيئة الله. ويعاني هؤلاء من خوف وقلق شديد عند طلبهم إرشاد الله لحياتهم. يقول البعض أنهم يريدون أن يعرفوا ويتمموا مشيئة الله، ولكن فقط إن لم تتعارض مع مشيئتهم. ولا يزال البعض الآخر يرى مشيئة الله كنوع من الدواء المُر، ويقلقون من جهة ما قد يقودهم الله إليه لاحقًا واحدة من أعظم أكاذيب الشيطان هي أن مشيئة الله ليست جذابة. يريدنا الشيطان أن نشُك في الرب وفي خطته لحياتنا، وأن نصدق أن الله لا يهتم حقًا بما فيه خيرنا إليك الحقيقة: إن مشيئة الله وخطته ينبعان من داخل قلب الله، ومشيئة الله هي تعبير عن محبته لنا، وعندما لا نستسلم بفرح لمشيئتة، فإننا نفقد البركات التي يريد أن يعطيها لنا أكثر المؤمنين نُضجًا هم أولئك الذين يعتمدون أكثر على الله، وهم من يقولون للرب بصدق وفرح “لتكن لا مشيئتي، بل مشيئتك”! وكثيرًا ما نرى في الكتاب المقدس أن أولئك الذين يخضعون لمشيئة الله […]
يوليو 12, 2023

تسديد الإحتياجات

“وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجًا، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟” (1يوحنا 3: 17) لا يقتصر وجود الرؤى واتباعها على الحالمين الكبار ومُغيّري العالم، فقد دعا الله جميع المؤمنين لإتباع خطته وهدفه لحياتنا. وجود رؤية لديك سيُرشدك الطريق لتحقيق مقاصد الله قد تكون الرؤى كبيرة أو صغيرة، عالمية أو محلية، لكن ليس بالضرورة أن تكون الرؤية معقدة. أهم ما يجب ان توافره في الرؤية الحياتية هو أن ترى الإحتياج وتسدده لقد وضعَنا الله في وظائفنا ووسط جيراننا وعائلاتنا لغرض، وهو أن نُسدد احتياجات المحيطين بنا. الشخص الذين لديه حقًا رؤية هو من لديه القدرة على معرفة وتمييز احتياجات مَن حوله، ولديه أيضًا التصميم والإستعداد لتسديد تلك الإحتياجات كم من مرة نرى احتياج ولا نفعل أي شيء حياله؟ ربما نشعر بالشفقة أو القلق، لكننا نقف بعيدًا ولا نفعل شيئًا، فنحن لسنا مستعدين للمخاطرة براحتنا وسُمعتنا وأماننا. لكن لكي نكون أشخاص أصحاب رؤي لله يجب أن نكون على استعداد للمخاطرة بكل شيء من أجله الله يريد […]
يوليو 9, 2023

كُنْ شجاعا في الحرب

“وَلكِنْ وَإِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، فَطُوبَاكُمْ. وَأَمَّا خَوْفَهُمْ فَلاَ تَخَافُوهُ وَلاَ تَضْطَرِبُوا” (1بطرس 3: 14) هناك حرب مُحتدمة على الحق. يبذل عالم ما بعد الحداثة وما بعد الحق كل ما في وسعه لتقويض فكرة الحق ذاتها، خالقين بذلك أرضية مثالية خصبة للبِدَع والدين الزائف. ونتيجةً لذلك، تَعتبِر ثقافتنا أنه من الحماقة ومن المكروه أن يناضل المسيحيون من أجل معتقدات الكتاب المقدس الأساسية، ولكن يجب أن نقف بثبات في إيماننا، وأن نتكلَّم بالحق الذي يحتاج العالم إلى سماعه اقرأ دانيال 1. عاش دانيال في ثقافة تشبه ثقافتنا، لكنه وثق في الله القدير واستمد شجاعته منه. عندما كان دانيال وأصدقاؤه فتيانًا، رفضوا أن يتنجسوا بالطعام والخمر الملكي، فأعطاهم الله نعمة ورحمة. كان دانيال مكروهًا في وقتٍ ما في حياته، وّاتُهِم زورًا وأُلقِيَ به في جُب الأُسُود لأنه رفض التخلِّي عن إيمانه. لكن دانيال لم يستسلم أبدًا للخوف وثق دانيال في الرب في مواجهة المعارضة الشديدة، ونحن ينبغي علينا أن نفعل الشيء ذاته. عندما نتكل على المسيح، سوف يمنحنا القوة لنتنبأ ضد […]
يوليو 8, 2023

ابحث عن الحق بنفسك

“دَرِّبْنِي فِي حَقِّكَ وَعَلِّمْنِي، لأَنَّكَ أَنْتَ إِلهُ خَلاَصِي. إِيَّاكَ انْتَظَرْتُ الْيَوْمَ كُلَّهُ.” (مزمور 25: 5) مع اشتداد الهجوم على الحق في جيلنا، يجب علينا جميعًا أن نتأكد مما نؤمن به ومن سبب إيماننا به. احمدوا الله لأنه أعطانا كلمته الممتلئة بالحق بدايةً من سفر التكوين وحتى سفر الرؤيا، وينبغي علينا أن ندرسها اقرأ اعمال ١٧: ١- ١٥. وُصِفَ يهود مدينة بيرية بأنهم “أشرف من الذين في تسالونيكي (عدد 11). لقد كانوا منفتحين ولكن متشككين، فوضعوا تحيزاتهم وتصوراتهم المسبقة جانباً لكي يصغوا، وقاموا بفحص كل ادعاء قدمه بولس، وكانوا يفحصون الكتب المقدسة كل يوم لمعرفة ما إذا كان ما يقوله صحيحًا. ونتيجة لذلك، آمن الكثيرون منهم هكذا يريدنا الله أن نتبع الحق اليوم. يجب أن نتبع مثال أهل بيرية ونبدأ في فحص كلمة الله من أجل أنفسنا. إذا كنت تعتمد على عظات أيام الآحاد، أو على دراسة الكتاب بمفردك في أيام الأسبوع الأخرى، لن يمكنك أن تختبر الملء الذي لدى الله لك. لن ينمو إيماننا وتمتعنا بالله إذا لم نقضِ وقتًا […]
يوليو 7, 2023

ما هو الحق؟

“لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي” (يوحنا 18: 37) قبل أكثر من ألفي عام، قال يسوع للحاكم الروماني الذي يُدعى بيلاطس البنطي، “لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي. “قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: مَا هُوَ الْحَقُّ؟” (يوحنا 18: 37-38) تتساءل ثقافتنا، مثل بيلاطس، عن مفهوم الحق الذي يُمكن إثباته، وترفضه تمامًا. يؤكد فكر ما بعد الحداثة أن أي ادعاء بمعرفة الحق هو مجرد نتاج لبيئتنا الإجتماعية أو التاريخية أو السياسية. ويقول أولئك الذين يتبنون هذا الفكر “لك حقك، ولي حقي. من أنت لتقول لي ما هو الصواب أو الخطأ؟” إنهم يرفضون وجود الحق المطلق، فهم يفعلون ما هو صواب في أعين أنفسهم – بغض النظر عن اتفاق “حقهم” مع الواقع من عدمه تقول كلمة الله: “تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ” (أمثال 14: 12). هناك عواقب للعيش من خلال فقط ما نشعر أنه حق. عندما نرفض […]
يوليو 2, 2023

يسوع مضاد للثقافة

 ‘‘وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ ٱللهِ فَٱهْرُبْ مِنْ هَذَا، وَٱتْبَعِ ٱلْبِرَّ وَٱلتَّقْوَى وَٱلْإِيمَانَ وَٱلْمَحَبَّةَ وَٱلصَّبْرَ وَٱلْوَدَاعَةَ’’     (1 تيموثاوس 6: 11) اقرأ متى 5: 1-12 يريد مجتمعنا اليوم أن نصدِّق أن تعاليم يسوع محصورة بشعوب الزمن الماضي، لكن الحقيقة هي أنَّها وثيقة الصلة بمجتمعنا اليوم، تمامًا مثلما كانت الحال في زمن يسوع، عندما تفوَّه بها للمرة الأولى، وهي لا تزال تقلب المعايير الثقافية رأسًا على عقب. فنحن نعيش في عالم هشَّمته خطيَّة عبادة الذات، وفي مجتمع يقدِّس السعي إلى تحقيق الذات، لكن تعاليم يسوع سماويَّة بطبيعتها، ولم تفسدها الخطيَّة، وهو يدعونا إلى التشبُّه بالمسيح وإلى عيش حياة القداسة المليئة بالتقوى والتواضع لكي يُعدَّنا لثقافة ملكوته الأبدي تقول الثقافة العلمانيَّة، ‘‘طوبي للأغنياء الذين يموتون بعد الاستمتاع بحياتهم إلى أقصى حدود، لأنَّ هذا يعطي حياتهم قيمة’’، لكن يسوع قال، ‘‘طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَٱلْعِطَاشِ إِلَى ٱلْبِرِّ، لِأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ’’. يقول الخبراء في مجال الثقافة، ‘‘طوبى لمَن يحاسبون وينتقمون لأنفسهم في هذا العالم الشرير’’، لكنّ ربَّ الكون يقول، ‘‘طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لِأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ’’. وفيما تقول نخبة المثقَّفين، ‘‘طوبى لكم […]
يوليو 1, 2023

يسوع: الحق الذي يحرِّرنا

 ‘‘أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا ٱلْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى ٱلْأَبَد’’ (يوحنا 4: 13- 14 أ) اقرأ يوحنا 4: 4-42 في ثقافتنا اليوم، يخطئ الناس في تفكيرهم قائلين، ‘‘إن كان يسوع محبًّا فعلًا، فهو سيتقبَّل أسلوب حياتي الآثم’’، لكنَّ يسوع المزيَّف هذا لا يستطيع أن يحرِّر أحدًا. قلَّة هم الأشخاص الذين يعرفون هذه الحقيقة أكثر ممَّا تدركها تلك المرأة التي كان لها لقاء مع يسوع الحقيقي، فتغيَّرت إلى الأبد’’ عندما كان يسوع متَّجهًا من اليهوديَّة إلى الجليل، توقَّف في السامرة حيث كان له لقاء مع امرأة عند البئر، فطلب منها أن تعطيه ليشرب. فتفاجأت بطلبه لأنَّها كانت تشعر بأنَّها أقلّ شأنًا بسبب جنسها وخلفيتها، لكنَّ يسوع كان عالمًا بيأسها وبأعمق أسرارها، كان على درايةٍ بزيجاتها الفاشلة وبتعدُّد أزواجها، لكنَّه كان يعلم أنَّه هو وحده قادر على تحريرها، فناداها قائلًا: ‘‘ٱذْهَبِي وَٱدْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى هَهُنَا’’، فأَجَابَتِ ٱلْمَرْأَةُ وَقَالتْ: «لَيْسَ لِي زَوْجٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَنًا قُلْتِ: لَيْسَ […]
يونيو 29, 2023

يسوع لك اليوم وأبدًا

 ‘‘ٱلَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ… بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ ٱلْعَظَمَةِ فِي ٱلْأَعَالِي’’ (عبرانيين 1: 3) اقرأ عبرانيين 1: 1-3، 7: 23-25 لا يفهم البعض كيف يمكن ليسوع الذي عاش منذ ألفي سنة أن يكون على صلة بحياتهم اليوميَّة اليوم. كان قلقنا ليكون مشروعًا لو أنَّ يسوع مات ودُفن مثل سائر مؤسِّسي الديانات عبر التاريخ، لكنَّ يسوع لم يمت، وهو حتمًا شخصيَّة تاريخيَّة، فهو وُلد في العالم وعاش وصُلب في فلسطين في القرن الأول، لكنَّ القصة لا تنتهي هنا، فيسوع لا نهاية له قام يسوع بالجسد من الموت وصعد إلى السماء بعد أن ظهر لمئات الشهود (1كورنثوس 15: 3-7)، وهو حيٌّ الآن إلى أبد الآبدين، وجالس عن يمين الله الآب، وهو يحكم بالحق ويتشفَّع لأجلنا ويُعدّ مكانًا لشعب الله في انتظار اليوم الذي يجعل فيه أعداءه موطئًا لقدميه (رومية 8: 34؛ لوقا 22: 69؛ كولوسي 3: 1؛ 1 بطرس 3: 22؛ يوحنا 14: 1-4؛ عبرانيين 8: 1-2؛ 10: 12-13) لم يمت يسوع ويرحل، ولم ينته […]
يونيو 28, 2023

كهنوت الآب

«هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي ٱلْأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ، يَتَّقِي ٱللهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ» (أيوب 1: 8) أيوب خير مثال على الرجل الذي يحبُّ زوجته وأولاده ويريد أفضل ما أعدَّه الله لكلِّ واحد منهم. وهو كان يدرك تمامًا دور الأب الكهنوتي ولم يتردَّد يومًا في تحمُّل مسؤوليَّاته تجاه أحبَّائه كان أيوب يستيقظ باكرًا كلَّ صباح، لا لتفقُّد حال الطقس أو للاطّلاع على توقُّعات سوق البورصة، ولا لشقِّ طريقه وسط زحمة السير للوصول إلى العمل في الوقت المناسب، ولم يشغِّل حاسوبه لتصفُّح بريده الإلكتروني أو لقراءة صحيفة رجال الأعمال. كان أيوب يستيقظ باكرًا للجلوس في محضر الله، ولعبادته وتقديم ذبائح له بالنيابة عن زوجته وأولاده. كان أيوب مدركًا لاحتياجاتهم الشخصيَّة والتزم  بتلبيتها في ما يلي ثلاثة عناصر يجب على الرجل تنميتها في حياته ليخدم ككاهن للعائلة الالتزام بالرب: يجب أن يكون الله الأوَّل في حياته، وإذا سمح لأي شيء بالحلول قبل الله في حياته، يستحيل أن يتمتَّع بالحكمة الإلهيَّة اللازمة لتسديد احتياجات أحبائه الرأفة: بمحبَّة وتواضع […]