ديسمبر 16, 2019

محاولة إرضاء الله

“وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ.” (عبرانيين 11: 6) أحد أكبر الأخطاء الذي كثيراً ما نقع فيه هو الربط بين الله وبين آبائنا الأرضيين. سواء كان أبوك الأرضي رؤوفًا أم قاسيًا، يجب ألا تربط أبدًا بينه وبين أبيك السماوي. أتساءل كم من الناس يقضون حياتهم في محاولات لإرضاء الله، ولكنهم يشعرون بأنهم لا يستطيعون إرضاءه بالقدر الكافي! كثيرون يعملون باجتهاد وإحساس الفشل يغمرهم لأنهم يشعرون بأنهم لا يستطيعون إرضاءه. أفكر في أصدقائنا من الديانات الأخرى الذين يمارسون طقوسًا دينية كثيرة محاولين إرضاء الله، ولكن ليس لديهم أي تأكيد على الإطلاق بأنهم قد نجحوا في إرضائه. أفكر في مارتن لوثر، المُصلح العظيم الذي أشعل الإصلاح في أوروبا. كراهب دومينيكاني في الدير، كان لوثر مثقلاً بخطيته وبعدم استحقاقه عند محاولة إرضاء الله، وكان حرفيًا يذهب إلى رئيس الدير كل ساعة للاعتراف حتى ملَّ منه وقال له: “توقف عن المجيء إليّ”. أراد لوثر إرضاء الله، لكنه لم يستطع أن […]
ديسمبر 14, 2019

تطلَّع إلى مجيئه

“بدلاً من ذلك، كانوا يتوقون إلى بلد أفضل – بلد سماوي. لذلك لا يخجل الله من أن يطلق عليهم إلههم، لأنه أعد مدينة لهم” (عبرانيين 11: 16). يتنبأ مزمور 87 بأن شعب الله سيأتي إلى مدينة الله السماوية من كل مكان في العالم. ويتطلع كاتب المزمور بعيون الإيمان ويترقب بشوق مجيء المسيَّا ويصف كيف سيأتي شعب الله إليه من خلال يسوع المسيح من الشرق (الذي تمثله بابل)، ومن الغرب (فلسطين) ومن الشمال (صور) ومن الجنوب (رهب، أو مصر)، ومن أقاصي الأرض (كوش، أو إثيوبيا في العصر الحديث). يا له من وعد يمكننا أن نتطلع إليه بفرح وشكر! يقول العبرانيون أنه قبل ولادة المسيح بألفي عام، تطلَّع إبراهيم إلى المدينة المبنية على صخر الدهور – الرب يسوع المسيح – مدينة خارج أورشليم الأرضية ومؤسسة على المسيَّا. لهذا عندما قال يسوع لليهود “أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ” يوحنا 8: 56، أرادوا أن يرجموه بالحجارة، لأنهم لم يصدقوا ادعاء يسوع الجريء عندما قال “قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ” (عدد […]
ديسمبر 13, 2019

كن مستعدًا لمجيئه

“مَلَكَ اللهُ عَلَى الأُمَمِ. اللهُ جَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ قُدْسِهِ. شُرَفَاءُ الشُّعُوبِ اجْتَمَعُوا. شَعْبُ إِلهِ إِبْراهِيمَ. لأَنَّ للهِ مَجَانَّ الأَرْضِ. هُوَ مُتَعَال جِدًّا” (مزمور 47: 8 -9). يعلِّمنا الكتاب المقدس أن يسوع المسيح هو العريس وأن العروس هي الكنيسة من كل قبيلة وأمة ولسان. وكعروس المسيح، علينا أن نستعد لمجيئه، لكن كيف نستعد له؟ يتطلع كاتب مزمور 47 إلى ذلك اليوم الذي يَعبد فيه شعب الله، من كل قبيلة وأمة ولسان ومن كل مكان في العالم، الإله الحي. في ذلك الوقت، سيَرفع الناس، من كل عِرق ولون وخلفية، اسم الرب، وسيشترك الجميع – أغنياء وفقراء، متعلمون وغير متعلمين- في مدح مجده. يُذَكِّر كاتب المزمور شعب إسرائيل بأن الله ليس إله إسرائيل فقط، فهو ليس مجرد إله مَحَلِّي لشعب، بل هو إله القوة والقُدرة، هو ملك الملوك ورب الأرباب، هو الإله الذي خلق الكل ويحكم في الكل ويُثَبِّت الكل ويتحكم في الكل. ويومًا ما، سوف يأتي أتباعه من كل مكان في العالم ويحكمون معه، كما وعد إبراهيم عندما دعاه ليترك أرضه ويذهب […]
ديسمبر 11, 2019

حياة الصلاة

“أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ صَلُّوا لأَجْلِنَا، لِكَيْ تَجْرِيَ كَلِمَةُ الرَّبِّ وَتَتَمَجَّدَ، كَمَا عِنْدَكُمْ أَيْضًا” (2 تسالونيكي 3: 1). هل سمعت شخصًا من قبل يصف وضع رهيب ويقول “لم يتبقَ لنا سوى الصلاة؟” مثل هذا الحديث يجعل الصلاة تبدو وكأنها سلاح الملاذ الأخير، لكن الحقيقة هي أن الصلاة أقوى من ذلك بكثير. اقرأ 2تسالونيكي 3: 1-5. بينما كان بولس ينظر إلى المستقبل، أخبر أهل تسالونيكي كيف ستُطلَق روح الفوضى في العالم كله (2تسالونيكي 2: 3-10). لقد تنبأ كيف سيكشِف المسيح الدجال أخيراً عن نفسه بعد فترة من الخداع. بعد ذلك، تابع بولس تعليمه لمن يعيش منا في الفترة ما بين مجيء المسيح الأول والثاني حول كيفية العيش: فيجب أن نكون رجال ونساء صلاة. يتضرع بولس إلى أهل تسالونيكي قائلًا “صَلُّوا لأَجْلِنَا، لِكَيْ تَجْرِيَ كَلِمَةُ الرَّبِّ وَتَتَمَجَّدَ، كَمَا عِنْدَكُمْ أَيْضًا” (عدد 1). يطلب بولس من أصدقائه أن يصلوا من أجل كلمة الله – حق الإنجيل الذي غيَّرهم ومنحهم السلام مع الله والحياة الأبدية – لكي تصل إلى أقاصي الأرض ويقبلها كل من يسمعها. […]
ديسمبر 9, 2019

قوة شهادتنا

“لأَنَّهُ مِنْ قِبَلِكُمْ قَدْ أُذِيعَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ، لَيْسَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ فَقَطْ، بَلْ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَيْضًا قَدْ ذَاعَ إِيمَانُكُمْ بِاللهِ (تسالونيكي الأولى 1: 8). على الرغم من العداء والاضطهاد اللذان أحاطا بأهل تسالونيكي، إلا أنهم قد استقبلوا الأخبار السارة بفرح الروح القدس. هذا الروح القدس هو الذي يعطي قوة لشهادتنا أيضًا: فهو يعمل فينا عندما نشهد، ويعمل في أولئك الذين نشهد لهم. إنه يعطي قوة – ديناميت – لكلامنا، ويفتح عيون وآذان أولئك الذين يروننا ويسمعوننا. بعض الذين يسمعون شهادتنا سوف يقبلونها بفرح، والبعض الآخر لن يقبلها بل وقد يغضب منها، لكن لا تخف ولا ترهب، شارك إيمانك بجرأة بقوة الروح القدس ولا تظن أنه بإمكانك أن تكون شاهدًا للمسيح بقوتك الخاصة، بل دع روح الله يتكلم من خلالك. هناك شيء واضح يتعلق بمؤمني تسالونيكي وهو أنهم لم يركَنوا إلى ضمانهم المُبارك بعد إيمانهم بالمسيح، بل خرجوا بنشاط وبلا خوف وأثروا في العالم من أجل يسوع. كتب بولس “منْ قِبَلِكُمْ قَدْ أُذِيعَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ، لَيْسَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ فَقَطْ، […]
نوفمبر 26, 2019

حافظ على أمانتك

“اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً. لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ. (الجامعة 9: 4 -10). كلما سِرنا مع المسيح، كلما فهمنا ما يعنيه أن نضع ثقتنا فيه. مهما كان حُسن نوايانا، لن يستغرق الأمر طويلاً حتى نُدرك أننا لا نستطيع ببساطة أن نقرر في قلوبنا أن نعيش حياة مستقيمة. أفضل جهادنا ومجهوداتنا ينقصها مجد الله. لحسن الحظ، يوجد رجاء. في روعة الخلق، لا يفوتنا أمر هام: أن الله خلقنا ليكون لنا علاقة معه. آية بعد آية وإصحاح بعد إصحاح، نقرأ عن علاقات لأناس عازمين على اتباع الله. نرى انتصاراتهم وكذلك إخفاقاتهم، ونتعلم بعض الدروس القَيّمة. أحد هذه الدروس القَيّمة هو أننا نحتاج إلى أشخاص يحاسبوننا. مهما كان مدى عزمنا على اتخاذ القرار الصحيح في كل حالة، فلابد أن نتعثر في مرحلة ما. وعندما نعلم أننا لسنا مُضطرين للرد شخصيًا على أي شخص، يصبح من المريح أكثر أن نستريح فيما هو مناسب لنا، حتى لو كان ذلك […]
نوفمبر 20, 2019

متغيرين بمحبته

“مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ.” (رؤيا 3: 21) من بين الرسائل الموجودة في سفر الرؤيا نجد رسالة لاذعة إلى كنيسة لاودكية. هذه هي صورة كنيستنا العادية المُوقرة الحالية – ويسوع يوبخها بشدة لكونها فاترة. يقول يسوع لكنيسة لاودكية “كذا لأنك فاتر، ولست باردًا ولا حارًا، أنا مُزمِعٌ أن أتقيَّأك من فمي. لأنك تقول: إني أنا غنيٌّ وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيءٍ، ولست تعلم أنك أنت الشقيُّ والبئس وفقير وأعمى وعريان.” (رؤيا 3: 16-17) هذه هي رسالة يسوع لنا نحن أيضًا. كثيرون منا، مثل كنيسة ساردس، ليسوا حارِّين أو بادرين. احذروا أن تكونوا فاترين مثل لاودكية التي أصبحت مكتفية بذاتها ومُشتَتَة بأمور العالم. هل أصبحت مكتفيًا بذاتك في إيمانك؟ هل جعلك إلهاؤك بالغِنى الوقتي مُفلِسًا روحيًا؟ تعال إلى المسيح واشترِ منه، بلا ثمن، ما تحتاج إليه حقًا. ولئلا نشعر باليأس، يُذكِّرنا يسوع بأنه محبة: “إني كل من أحبه أوبخه وأؤدبُهُ. فكن غيورًا وتُب. هأنذا واقف على الباب […]
نوفمبر 19, 2019

من الموت إلى الحياة

“ذُوقُوا وَٱنْظُرُوا مَا أَطْيَبَ ٱلرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ.” (مزمور 34: 8) يُرسل يسوع في سفر الرؤيا سبع رسائل مليئة بالتوبيح، والإدانة والتشجيع إلى سبع كنائس. هذه الرسائل، المُعطاة للكنائس في نهاية حياة الرسول يوحنا، هي أيضًا رسائل تعليم وتوبيخ وتشجيع لنا اليوم. لم يجد يسوع في كنيسة ساردس شيئًا جيدًا يستحق الإشادة به، فقال فقط “أنا عارف أعمالك، أن لك اسمًا أنك حيُّ وأنت ميتٌ.” (رؤيا 3: 1) أحد أعظم المآسي هو أن تتجاوز سُمعة الكنيسة واقعها. ماذا يعني أن تكون الكنيسة حيَّة؟ أولاً، يجب أن تعيش الكنيسة تحت سلطان كلمة الله وأن تكون مُصمِمة على إطاعتها. ثانياً، يجب أن تكون الصلاة أولوية. وثالثًا، يجب أن يكون للروح القدس حرية في العمل، فسوف يدين وسوف يُغيِّر. هل يمكن أن تعود الكنيسة الميتة إلى الحياة؟ نعم. يقول يسوع “كن ساهِرًا وشدِّد ما بقى، الذي هو عتيد أن يموت، لأني لم أجد أعمالك كاملة أمام الله.” (رؤيا 3: 2-3) يجب أن يدرك الموتى أولاً أنهم قد ماتوا، وبعد ذلك عليهم اتباع […]
نوفمبر 18, 2019

ضغوط المجتمع غير المؤمن

” وَلكِنْ إِنْ كَانَ (يتألم) كَمَسِيحِيٍّ، فَلاَ يَخْجَلْ، بَلْ يُمَجِّدُ اللهَ مِنْ هذَا الْقَبِيلِ.” (بطرس الأولى ٤: ١٦) تحملت كنيسة برغامس، مثل الكنيسة اليوم، ضغوط اجتماعية شديدة لإبعادها عن الحق. من الخارج، كانت الكنيسة تتبع وصايا الله. لكن داخليًا، سمحت الكنيسة للثقافة بإضعاف عزمها، فبدأوا يتسامحون مع عادات مجتمعهم الوثني وسمحوا لتعاليم كاذبة باختراق كنيستهم. لقد ظلوا أتباع المسيح، لكنهم اختاروا الاندماج مع المجتمع بدلاً من الوقوف بجانب الحق. يُشجعهم يسوع وسط آلامهم، لكنه يوبخهم على تسامحهم مع ما يعرفون أنها تعاليم ومبادئ كاذبة: “أنا عارف أين تسكُن – حيث كرسي الشيطان. وأنت متمسك بإسمي ولم تُنكر إيماني حتى في الأيام التي فيها كان انتيباس شهيدي الأمين الذي قُتل عندكم حيث الشيطان يسكن. ولكن عندي عليك قليل: أن عندك هناك قومًا مُتمسكين بتعليم بلعام،… وتعاليم النقولاويين.” (رؤيا 2: 13-15) لقد علم يسوع أن مؤمني برغامس قد واجهوا هجمات شديدة بسبب إيمانهم، وكان يعلم أن الشيطان كان له مَعقَلًا في مدينتهم. كان يسوع يُدرك جيدًا وضعِهِم، تمامًا كما هو مُدرك لكل […]
نوفمبر 17, 2019

احذر من البرودة المتزايدة

“مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ.” (رؤيا 2: 7) في كل عصر وفي كل جزء من العالم، تحتاج كنيسة يسوع المسيح إلى رسالة إدانة وتوبيخ ونُصح، كما تحتاج أيضًا إلى رسالة إستمالة لكي يرجع الشعب إلى الرب. نحن نرى هذا في سفر الرؤيا حيث يرسل الرب يسوع رسائل إلى سبع كنائس في آسيا الصغرى، وهي رسائل تُناسب يومنا هذا كما كانت قبل 2000 عام تقريبًا. كانت كنيسة أفسس على ما يرام، وقد مدحها يسوع لرفضها التعاليم الكاذبة، لكنه يدعوها بعد ذلك لأن تتوب لأنها تركت محبتها الأولى. لقد أحبت كنيسة أفسس التفسيرات الكتابية الدقيقة أكثر من محبتها ليسوع، وأحبت أعمالها الصالحة أكثر من محبتها ليسوع. ظاهريًا، كانت الكنيسة تفعل كل الأشياء الصحيحة. لكن كان لديها مشكلة تتعلق بالقلب؛ لقد كانت تفعل كل الأشياء الصحيحة ليس بسبب محبتها ليسوع ولكن لأنها تَدرَبَت على فعل الأشياء الصحيحة. إذا كنت تفعل الشيء الصحيح وتؤمن به بدافع الواجب وليس […]
نوفمبر 15, 2019

مَسكَننا المؤقت

“كَثِيرِينَ يَسِيرُونَ.. وَهُمْ أَعْدَاءُ صَلِيبِ الْمَسِيحِ.. الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِي الأَرْضِيَّاتِ. فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.” (فيلبي 3: 18ب-20) في أحد أعظم الأجزاء الكتابية حول هذا الموضوع، يكتب مؤلف العبرانيين: بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ… لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ. (عبرانيين 11: 8-10) تقول قصة نرويجية قديمة: “لقد دعانا الله الآب يومًا في قصر السماء وأرسلنا إلى “مستعمرة هذه الجزيرة” التي تسمى الأرض.” من المؤكد إن أحد أكبر الأخطار التي سنواجهها هو أن يتم إغراؤنا للوقوع في حُب هذه “الجزيرة”. يعيش كثير من الناس وكأنهم لن يغادروا هذه الأرض أبدًا؛ يُكدِسُون الثروات الهائلة والممتلكات المادية دون التفكير بجدية في كيفية المساهمة في عمل ملكوت الله على الأرض. إن عقولهم وقلوبهم “مُتعلِقة بالجزيرة” أو، بمعنى أبسط، هم متمسكون بالأرض. لقد وقعوا في […]
نوفمبر 14, 2019

توقيت الله

“صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ، وَأَيْضًا جَعَلَ الأَبَدِيَّةَ فِي قَلْبِهِمِ، الَّتِي بِلاَهَا لاَ يُدْرِكُ الإِنْسَانُ الْعَمَلَ الَّذِي يَعْمَلُهُ اللهُ مِنَ الْبِدَايَةِ إِلَى النِّهَايَةِ.” (جامعة 3: 11) إذ نختار أن نضع إيماننا الكامل وثقتنا في الله، يجب أن نتخلى عن سيطرتنا على الخطط التي وضعناها لحياتنا. على الرغم من أننا نثق في الله، فإن أفعالنا تقول عكس ذلك عندما نزداد خوفًا ألا تكون الحياة بالشكل الذي نرجوه. عندما نُكرٍّس حياتنا لله، نتعلم هذه الحقيقة سريعًا: أن خططنا وتوقيتنا لا يتفقان دائمًا مع خطط الله وتوقيته. ومع ذلك، فإننا للأسف نصارع لكي نفهم أن طرقه وخططه وتوقيته أفضل من طرقنا وخططنا وتوقيتنا. نُخطيء خطأً كبيرًا عندما نحاول أن نسبق خطة الله، فنحن لا نقلل من قدر إيماننا به فحسب، بل نتحدى أيضًا فكرَة أنه بالفعل يعرف الأفضل. بسبب غطرستنا وكبريائنا، نفترض أننا نعرف أفضل من الله. في نفس الوقت، نحن نعيش في خوف من أن ما نرغب فيه بشدة معتقدين أنه الأفضل لنا، وما نراه ضروريًا لحياتنا، لن يحدُث. لكن لكي نسير […]