سبتمبر 17, 2022

تقديم التعويض للآخرين

“وَأَمَّا هُوَ فَاجْتَازَ قُدَّامَهُمْ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَتَّى اقْتَرَبَ إِلَى أَخِيهِ” (تكوين 33: 3) اقرأ تكوين 33: 1-20 عندما يستسلم الإنسان لله، فإنَّه يتغير من الداخل، ويتحرَّر من الصراعات، ويستريح في صلاح الله، ونتيجةً لذلك، فإنه لا يعود ينظر إلى العالم بنفس نظرته له في الماضي. لكن هذا التغيير الداخلي لا يمكن أن يظل منحصرًا في الداخل، بل يجب أن يفيض في كل العلاقات رأينا هذا يحدث في حياة يعقوب عندما ظهر الله له وهو يُخيِّم على ضفة نهر يَبُّوقَ، وتصارع الإثنان حتى طلوع الفجر. في تلك التجربة، استسلم يعقوب للرب، وغيَّر الله اسم يعقوب إلى إسرائيل. لمس الله يعقوب فتغيَّر، ولم يعُدْ أبدًا كما كان من قبل في اليوم التالي، التقى يعقوب أخيرًا بعيسو، وعلى الرغم من أن يعقوب لم يعُد مُدبِّر المكائد الذي ترك منزله  قبل عشرين عامًا، إلَّا أنه كان لا يزال يحتاج إلى التطهير من الماضي. لا يهم كم مرَّ من الوقت؛ فيعقوب كان يعرف أنه قام بخداع عيسو، وأدرك الخطأ الذي ارتكبه، واعترف […]
سبتمبر 16, 2022

عندما يصارعك الرب

“فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ” (تكوين 32: 24) اقرأ تكوين 32: 1-32 كان يعقوب خائفًا من أخيه عيسو الذي كان يهدد حياته، فهرب إلى بيت خاله لابان حيث مكث عدة سنوات (اقرأ تكوين 27: 41-45)، وهو الآن في طريق عودته إلى البيت، وليس لديه ما يضمن تغيُّر مشاعر عيسو تجاهه، لذلك، حاول أن يقدِّم رشوة لأخيه، فاختار من قطعانه وغنمه وأَعَدَّ هدية عظيمة لعيسو لأَنَّهُ قَالَ: “أَسْتَعْطِفُ وَجْهَهُ بِالْهَدِيَّةِ السَّائِرَةِ أَمَامِي، وَبَعْدَ ذلِكَ أَنْظُرُ وَجْهَهُ، عَسَى أَنْ يَرْفَعَ وَجْهِي” (تكوين 32: 20). لقد كانت خطة ذكية حقًا، لكنها لم تكن ضرورية، فقد كان الله مع يعقوب وكان يحرسه كما وعد (اقرأ تكوين 28: 15)، ولن يدنو منه شر طالما لم يأمر الرب به بالطبع لم يفهم يعقوب ذلك، وفتح الباب لمخاوفه وقلقه، ولكن، في وسط خوفه، عندما كان بمفرده في الليل على ضفة النهر، ظهر له الرب. ربما سمعت عظات كثيرة عن هذه الفقرة من قبل، وربما سمعت عن مصارعة يعقوب لله، لكن هذا ليس صحيحًا تمامًا، […]
سبتمبر 15, 2022

عندما تعمل لدى الرب

اقرأ تكوين 30: 25-43 “فَاتَّسَعَ الرَّجُلُ كَثِيرًا جِدًّا، وَكَانَ لَهُ غَنَمٌ كَثِيرٌ وَجَوَارٍ وَعَبِيدٌ وَجِمَالٌ وَحَمِيرٌ.” (تك 30: 43) عادةً ما يكون لكلمة “الرخاء” دلالة سيئة في هذه الأيام، فغالبًا ما ترتبط هذه الكلمة لدينا “بإنجيل الرخاء” – الإنجيل الزائف الذي يغري الناس بوعود الثروة والممتلكات المادية. إذا جثا شخص ما على ركبته مُصلِّيًا ليسوع من أجل الحصول على المال، فبالطبع المال هو إلهه، وليس يسوع، وليس هناك مأساة أعظم من أن يتجاهل الإنسان ثروات السماء الحقيقية من أجل فقر الأمان المالي في هذه الحياة وحدها يمكننا أن نفهم مما سبق أن الرخاء كلمة كتابية. في بعض الأحيان، يفيض الله على شعبه ببركات مالية ومادية؛ فنقرأ عن بركات الله لإبراهيم في تكوين 12: 1-3، 7، وبركاته لشعب إسرائيل في أعمال الرسل 13: 17، وبركاته للملك داود والملك سليمان في 1صموئيل 18: 14، و1ملوك 3: 11-14. كذلك بارك الله يعقوب؛ فإذا كنت تتذكر، لقد ذهب يعقوب للعمل لدى خاله لابان، لكن لابان لم يعامله بعدلٍ بل خدعه. بالتأكيد لم تكن نية […]
سبتمبر 13, 2022

الله يغلِب تشاؤمنا

“هَلُمَّ انْظُرُوا أَعْمَالَ اللهِ. فِعْلَهُ الْمُرْهِبَ نَحْوَ بَنِي آدَمَ!” (مزمور 66: 5). تحدثنا بالأمس عن الخطوة الأولى للتغلب على التشاؤم وهي أن ندرك هويتنا في المسيح يسوع. الخطوة الثانية للتغلب على التشاؤم هي أن نتعلم كيف نتعامل مع ارتدادنا – ذلك الوقت الذي نفقد فيه ثقتنا. لدينا جميعًا نقاط ضعف تجعلنا نشك ونفقد إيماننا، وقد كان هذا حال توما، الذي نقرأ عن أحد نقاط ضعفه في يوحنا 11. كان توما يخشى الاضطهاد المتزايد لليهود، وعندما أخبر يسوع تلاميذه أنهم سيذهبون إلى بيت عنيا لأن لعازر قد مات، قال توما: “لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضًا لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ!” (عدد 16)، لكن يسوع أظهر لتوما قوته التي لا مثيل لها، القوة التي لها سلطان حتى على الموت، وأقام لعازر من القبر. يكمن رجاؤنا أيضًا في إدراك واختبار قوة يسوع المانحة للحياة، فكيف لنا أن نتشاءم ويسوع لديه القدرة على انقاذنا من أي موقف؟ أما الخطوة الأخيرة للتغلب على التشاؤم فهي الإيمان بالمسيح المُقام. عند اجتياز المسيح للصلب، كان التلاميذ في حيرة مما سيحدث بعد […]
سبتمبر 12, 2022

اهزم التشاؤم بمحبة الله

“اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ!” (1يوحنا 3: 1). يعد التشاؤم العدو الماكِر للإيمان بالمسيح، وأحد أسباب ذلك أنه يتنكَّر في صورة فضيلة نُطلق عليها “التمييز”، أو “الحِكمة المُتحفِّظة”، وأحيانًا نرى أنها “نظرة واقعية للأمور”، لكن التشاؤم، في جوهره، هو عدم إيمان وعدم ثقة بالله وبقدرته ورغبته في تحقيق وعوده لنا. ومثال واضح للتشاؤم نجده في إنجيل مرقس الإصحاح التاسع، عندما جاء أب بابنه إلى يسوع وبه روح أخرس قائلاً له “إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئًا فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا” (عدد 22). أجابه يسوع “إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ. كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ” (عدد 23)، فَلِلْوَقْتِ صَرَخَ أَبُو الْوَلَدِ بِدُمُوعٍ وَقَالَ: “أُومِنُ يَا سَيِّدُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي” (عدد 24). عندما تقابل الأب مع يسوع وجهاً لوجه، اعترف أن المشكلة لم تكن في قدرة يسوع على الشفاء وإنما في إيمانه. إن التحرر من التشاؤم أمر ممكن حدوثه، وهو ما نراه في حياة توما تلميذ يسوع. لقد اشتهر توما بالشك وعدم الإيمان حتى أنه عُرِفَ “بتوما الشكَّاك”. هزم يسوع الشك في […]
سبتمبر 11, 2022

قوة المسيح

“عَظِيمٌ هُوَ رَبُّنَا، وَعَظِيمُ الْقُوَّةِ. لِفَهْمِهِ لاَ إِحْصَاءَ” (مزمور 147: 5) لا شيء يستطيع أن يُشبع قلوبنا الخاوية سوى قوة قيامة المسيح، فهي فقط التي تستطيع أن تهزم الإغراءات وتُحوِّل تجاربنا إلى انتصارات. إن قوة المسيح هي وحدها القادرة على تحويل ضعفاتنا إلى قوة، وأي مصادر أخرى للقوة ما هي إلَّا نفاية أمام قوة المسيح. كبشر غير كاملين، كثيراً ما نعود فنتكل على ذواتنا خاصة عندما تسير أمورنا بشكل جيد، وننسى سريعًا أهمية الإتكال على قوة المسيح وفرحه عندما نجد الراحة والسعادة في ظل ظروفنا. أحبائي، علينا أن نحذر من الركود الروحي، فيجب أن تكون الأولوية في حياتنا لعلاقتنا مع المسيح، لكننا عادةً ما نخجل من النمو الروحي لأننا نعلم أنه يرتبط دائمًا بالألم، ونحن نريد أن نهرب من متاعبنا، لكن كلمة الله تقول “لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ (عبرانيين 12: 1-2). وقد شجع […]
سبتمبر 10, 2022

كُن راضيًا

“وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ” (1تيموثاوس 6: 6). سنتأمل اليوم في عائقَين نقابلهما أثناء سيرنا في طريق الإيمان ويجعلانا نشعر بعدم الرضا. العائق الأول هو فخ الكبرياء. يكمن الكبرياء بداخل ضعفاتنا، ويُظهِر نفسه في هيئة بِرْ، لكنه في الحقيقة عبادة للذات. يُعيق الكبرياء صلواتنا لأننا نركز على تمجيد ذواتنا بدلاً من تمجيد الله في كل شيء، ويُشجِّع على التعالي إذ تكون ثقتنا موضوعة في أنفسنا بدلًا من الله. إن تركيزنا على ذواتنا سوف يقودنا إلى الشعور بعدم الرضا، ولكن، إذا وضعنا رجاءنا في المسيح، سيعظم فرحنا وسيكون لدينا قَصد إلهي: “لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ، مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ” (تيطس 2: 11-14). العائق الثاني هو البُخل؛ فالشخص الكريم يستطيع أن يظل فَرِحاً حتى وإن اجتاز في ظروف مادية […]
سبتمبر 9, 2022

مواجهة الضعفات بنعمة الله

“لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ”  (عبرانيين 4: 15). هناك العديد من العوائق التي تعيق طريق الإيمان المسيحي، والتي يضعها العدو لكي يسلبنا فرحنا وسلامنا ويجعلنا في قلق مستمر. سنتأمل اليوم في مشكلة عدم استعدادنا لمواجهة نقاط ضعفنا. لدينا جميعًا ضعفات تُسبب لنا الألم. قد يكون لديك ضعف جسدي يدفعك إلى الإكتئاب، أو ضعف أخلاقي يقودك إلى الخطية، أو عيب في الشخصية، أو عدم تعفُّف. أيًا كان ضعفك، سواء كان جسدي أو عاطفي أو ذهني أو روحي، فقد يقودك إلى الشعور بعدم الرضا عن ذاتك إذا لم تسمح لنعمة الله بالتعامُل معه. كتب بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس ” فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ” (2كورنثوس 12: 9). إذا كنا نرى أن نعمة الله غير كافية لنا، فهذا يشير إلى وجود مشكلة لدينا؛ فإمَّا أننا نُركِّز كثيرًا على المشكلة ذاتها وليس […]
سبتمبر 8, 2022

نعمة كافية

“هؤُلاَءِ بِالْمَرْكَبَاتِ وَهؤُلاَءِ بِالْخَيْلِ، أَمَّا نَحْنُ فَاسْمَ الرَّبِّ إِلهِنَا نَذْكُرُ” (مز 20: 7). مهما كانت العواصف التي تواجهها في حياتك، فلا شك أن الله قادر أن يقودك إلى بر الأمان إن طلبته، فهو الذي يستطيع أن يُخلِّصك من أي هزيمة ويمنحك الرجاء الذي تحتاجه. عندما تصلي إلى الله، سيُنقذك من الخطيَّة التي تهدد شَرِكَتَك معه. عندما نُصلِّي، يغمرنا شعور أبدي بالسلام والطمأنينة، فالخوف والقلق لا يتفقان مع نعمة الله. يسير الله أمامنا في معارك الحياة فيصبح النصر لنا، ليس بقوتنا بل بقوة الله ونعمته، فالله يهتم كثيرًا بنجاحنا. أيًّا كان ما تواجهه اليوم، فإن نعمة الله كافية، وقوته تكمُل في ضعفك، فلا تخجل أبدًا من أن تصرُخ إليه، فهو يسمعك وسيسرع إلى نجدتك، منجزًا الوعد بنعمته التامة التي لا مثيل لها. صلاة: أبي، أعلم أن لدي ضعفات، وأنني أحتاج إلى نعمتك، وأثق أنها كافية. أشكرك يا رب لأنت أنت سلامي وأماني. أُصلِّي في اسم يسوع، آمين.  
سبتمبر 7, 2022

مصدر قوتنا

“لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ، لإِيمَانٍ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا” (رومية 1: 17) عرف بولس مصدر قوته؛ “لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ، لإِيمَانٍ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا” (رومية 1: 17). من البداية إلى النهاية، من العهد القديم إلى العهد الجديد، يظل البار يحيا بالإيمان، وكلمة إيمان هنا في الماضي والحاضر والمستقبل. لقد مارستَ الإيمان في الماضي في اللحظة الذي وضعتَ فيها ثقتك في الرب يسوع المسيح، واليوم، أنت تضع ثقتك أيضًا فيه، عالمًا أنه يسدد جميع احتياجاتك، ويمنحك القوة والحِكمة للانتصار على الخطيَّة، كذلك يُركِّز إيمانك على المستقبل. أنت تعلم أنه في اللحظة التي تغادر هذا العالم سوف تكون مع يسوع. هل تخجل من بشارة الإنجيل؟ هل تصمُت عندما يقول لك أحدهم أنك مُتعصِّب لأنك تؤمن بأن يسوع هو الطريق الوحيد للسماء؟ هل تشعر بالخوف عندما يخبرك أحدهم أنك ضيِّق الأُفُق لأنك تؤمن بأنه لا خلاص من الجحيم إلا بواسطة يسوع المسيح؟ تذكَّر مصدر قوتك وامضِ في طريقك بالإيمان والطاعة، وثق أن […]
سبتمبر 6, 2022

نعمة الله في حياتنا

“وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ” (يوحنا 1: 16). بينما يلاحقنا الله بنعمته المُذهلة، يحدث شيء رائع في حياتنا. قبل أن تمتد نعمة الله إلينا، كنا أمواتًا في خطايانا وعاجزين عن التغلُّب عليها، وكنا مُستعبدين للعدو، وكان المستقبل شديد القتامة. ثم جاء الله إلى المشهد وسُرَّ أن يبرهن على قوة نعمته. بعد أن أخطأ آدم وحواء في جنة عدن، بدأ الكتاب المقدس يروي قصة سعي الله إلى قلب الإنسان من خلال صلاح نعمته، تلك النعمة التي تُحيي أرواحنا التي ماتت. وبدلًا من عدم القدرة على محاربة حصون الخطية، تأتي نعمة الله لتمنحنا القوة لنهزمها بمعونة الروح القدس. كأبناء للإله الحي، نأتي إلى المعركة ونحن مُعدُّون للفوز، ليس بجولة أخرى فقط، بل بالمعركة، فنعمة الله تُمكِّننا من الانتصار في المسيح. لقد دخل الله حياتنا ليخلصنا، وليس فقط ليُثير إعجابنا بكونه كُلِّي القدرة. لقد أتي ليخلصنا من عبودية الماضي، وليفتدينا عندما نتبعه. يمكننا الآن أن نقول “لا” للخطيَّة، ونجد أعمق إشباعنا في طاعة الله، ونختبر الفرح الذي لا مثيل له […]
سبتمبر 5, 2022

حقيقة طبيعة الله

“لأَجْلِ هذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ” (1 يوحنا 3: 8). إن التعرُّض للمآسي أمر يصعُب تجنُّبه، فنحن لا نواجه مآسي شخصية فقط في حياتنا، بل يواجه كل جيل مآسي مُجتَمَعيَّة مؤلمة. في اللحظات المأساوية، يسود الشر، فنتذكَّر الوجود الأكيد للخطية في هذا العالم، وهنا يظهر سؤال وهو “أين هو الله؟” الحقيقة هي أن الله لا يخاف من طرحنا لهذا السؤال، ولا يُدهشه أو يُضايقه عجزنا عن فهم كل أنشطة الكون الروحية، فليس لديه ما يخفيه عنا لأنه بلا لوم في طبيعته. أمام كل ما لا نعرفه، يمكننا أن نتمسَّك بما نعرفه عن شخص المسيح. في يوحنا 10: 10-11، يُشَبِّه يسوع قيادته لنا بقيادة راعٍ أمين، وفي تناقُض صارخ، يصف دور الشيطان بأنه كاللص الذي يأتي ليسرق ويقتل ويدمِّر. يعيش الكثيرون في رعب من آلهتهم، ويقدمون الذبائح على أمل أن يحجب إلههم المرض والموت والدمار عن عائلاتهم ومُدُنهم، لكن إلهنا ليس مثل هذه الآلهة الزائفة. جاء يسوع بخاصةً “لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ” (1يوحنا 3: 8). لقد صار إلهنا […]